أصدقاء الدكتور علي القاسمي

قراءة في رواية ( مرافئ الحب السبعة ) ... الدكتور أحمد كروم

قراءة في رواية ( مرافئ الحب السبعة ) ... الدكتور أحمد كروم

نقلا عن موقع النور
قراءة في
رواية "مرافئ الحب السبعة"
بقلم: الدكتور أحمد كروم
أستاذ في كلية الآداب ــ أغاديرــ المغرب

المقدمة:
جاءت رواية «مرافئ الحب السبعة» التي صدرت عن المركز العربي، بيروت/ الدار البيضاء، 2012، من تأليف الكاتب العراقي المقيم في المغرب الدكتور علي القاسمي، لتكشف عن نمط جديد في السرد العربي يقدِّم للقارئ آليات فنية بليغة مقنعة في وصف رحلة الاغتراب التي عاش الكاتب تجربتها الواقعية زمانا ومكانا، وصنع أحداثها من فكره ومشاعره.
لقد أفصحت البنية الذهنية لهذا العمل، عن مستويات فنية متميزة ودقيقة تآزرت في إبداع واقع جدلي عاشه الروائي بين طموح مأمول، ومعاناة واقعية شكلت فضاء مشوقا للقارئ العربي.
فقد عبّر المستوى المعرفي لهذه الرواية عن مخزون للقصص والظواهر والأفكار، كوّنت مادة سردية مشوّقة تحتوي على الطريف والغريب والمدهش مما التقطته عين الكاتب واستوعبته ذاكرته بدقة فائقة.
أما المستوى الدلالي فقد أبدع فيه الكاتب في تصوير الظواهر التي كشفت عن همّة إنسان عربي وظَّف ما لديه من عبقرية فنية في ارتياد الآفاق، واستعداده لمغامرة ذاتية في واقع مضطرب نفسيا واجتماعيا.
إنها رحلة اغتراب واقعية تجذب القارئ إليها بوعي شديد، وهو يتابع تداعياتها وأطوارها بين مرافئ الحب السبعة، ويشعر بحجم المعاناة النفسية والاجتماعية التي فرضت على الكاتب أن يجوب الأرض بحثاً عن ملاذ آمن.. إنها تصوُّر لحال مغترب عربي وهو يجوب فيافي التاريخ ومتاهات المستقبل، صاديا من دون أن يتزوَّد بقربة من ماء الفرات، وهو يجتر ندمه وألمه وحسرته، غريبا حتى مع نفسه. مرتحلا من بغداد المغترَب السردي الذي قضى به أجمل أيامه وأوجعها.. وانتهاءً بمدينة الرياض التي تشكّل بياضا في ذاكرته، ليعود بعدها إلى المغرب الأقصى وما تحمله من مفاجآت وهو يجوب مدنها المشهورة كالرباط وفاس وغيرها، ليغلب على الرواية في مجملها منطق تسوده العلاقة السببية المطردة. فكانت رحلة الرواية متلائمة مع كينونة الأحداث التي تمثَّلت أدوارها بمسمَّياتها في طابع دلالي بليغ عبّرت وقائعه عن يوميات مغترب عربي يحكي عن مدوَّنة شخصيةٍ إبداعية جديرة بالدراسة والتحليل، تستحق الاحتضان ضمن المواد الدراسية المقررة في المدارس والجامعات العربية.
القيمة الفنية للتعبير الدلالي في مرافئ الحب
تتجلّى القيمة الفنية في رواية "مرافئ الحب السبعة" في مستويات عديدة منها؛ قدرتها على إعطاء إشارات رامزة بجانب الدلالة الإشارية التي تجعل المتلقي عنصرا أساسا في إنتاج الدلالة. ثم التركيز على الرمز باعتباره أقوى في التعبير عن كينونات الذات، وما يعتريها من آلام وأحزان مصدرها طبيعة الواقع ومفاجآته المتبدِّلة. وبذا يتضح أن الكناية تحمل دلالتين: الأولى قريبة لا يريدها الأديب، والأخرى بعيدة هي التي يهدف إليها، فهي صورة تختلف عن بقية أنواع الصور الفنية؛ وذلك لأن الدلالة الحقيقية تغادر المعنى، والمراد هو الدلالة الأخرى، التي تكون مستترة خلف المعنى الظاهر .
1. مبنى التعبير الدلالي
يتميز مبنى التعبير الدلالي في رواية "مرافئ الحب السبعة" بالانتقال من اللازم إلى الملزوم، وهي من المسالك البيانية والطرائق الأسلوبية التي ركّزت عليها الرواية في رسم صورها التعبيرية بلغة قوية بليغة تقاس في سبك دلالتها بلغة أدباء الاغتراب والمهجر كجبران خليل جبران أو ميخائيل نعيمة؛ بحيث تصبح اللغة وعاء للواقع وانكساراته في الوعي، فيساير المعنى من منظور متزامن صدى الواقع ؛ لتصور الرواية بطريقة فريدة هموم الذات وما يتصل بها من حياة داخلية وخارجية، من غربة ومعاناة دائمة تجعل الغربة موتا والموت غربة، وهو استلزام حتمي يحمل أبعادا دلالية في الواقع العربي.
" .. نعم الموت غربة. لقد فكر الحكام منذ القديم في طرائق تنفيذ حكم الموت على معارضيهم، فحكموا عليهم بالموت حرقا، وبالموت سما، وبالموت شنقا، وبالموت قتلا بالرصاص، وبقطع الرأس بالمقصلة، وبالموت بالكرسي الكهربائي، ولم يفكروا لحد الآن في الحكم على أولئك البائسين بالموت غربة. نعم الغربة تقتل، كنصل يغمد في كبد الإنسان."(#)
فعلاقة الاستلزام بين (الموت/الغربة) التي استعملها القاسمي في روايته من السمات الحجاجية التي تميّز القيمة الفنية للتعبير، وهي آلية حجاجية دقيقة تجعل الذهن يبني صورا دلالية مقنعة في تصويرها للمشهد الدرامي أو التراجيدي الذي يعيشه العربي في مجتمعه. "لقد حطمت الغربة قرني وفتته. لم يعد لي قرن أجابه به المصائب... فغربتي الطويلة وأحاسيسي المهيضة غيرت ملامح وجهي، ياسيدتي."(#) ثم يقول: " .. لقد طحنتني الغربة بعدكم، ونخلني الحنين إليكم، إلى مرابع طفولتي. هل تفهموني؟"(#)
لقد جاءت أحداث الرواية بعد كارثة (1967) التي تحطم فيها "الواقع" القومي الاجتماعي العربي الذي عرف التكسُّر الاجتماعي والتناقض بين الريف المتخلف والمدينة الحديثة، ومقاومة الأشكال الاجتماعية التي سمّيت تقليدية، والانفصال بين الدولة والمجتمع، فوصلت هذه التناقضات مداها بعد هزيمة حزيران )1967( لتستمر تداعياتها في سائر الأقطار العربية بدرجات متفاوتة، اكتوى المشرق بلهيبها أكثر من المغرب. فكان تركيز الرواية على مستوى التلازم بين الواقع والذاكرة التي عاشت تجربة هذه الفترة العصيبة، تعبيرا مهما جعل الإشارة اللغوية تحمل الغياب الذي يحتم الحضور في دلالتها. وهكذا فتحت الرواية أرجاءها أمام القارئ دون أن تقصي عنه أسرارها، لتحمل تجارب الحب الصامت بين طرفين، لا يجرؤ أي منهما على البوح به في رحلة الحياة الصامتة. إنه الواقع العربي المتردي في مستوياته المختلفة . " ... أين سأذهب ياربي؟ معظم الأقطار العربية يعاني بطالة المثقفين.."(#)
فرغم الغربة بجميع آلامها ودلالات أحزانها فإن الكاتب لم يفقد هويته العربية الأصيلة التي ظل يدافع عن مبادئها، في واقع عربي يعرف تكسُّرا اجتماعيا وسياسيا من الخليج إلى المحيط. فجاءت رواية القاسمي لتجسِّد بالكلمة والصورة التحديات التي تعيشها الهُويّة العربية ومساءلتها وسط واقع مهزوم، منتقدة بطريقة ذكية البنية الاجتماعية الداخلية العربية. كما عاتبت طبيعة التفكير الجمعي المتمثل في القيم والتقاليد المتحجرة، نافذة إلى التمزق والاغتراب الذاتي للبطل سليم الهاشمي، وما عاناه من شرخ في الذات التي تختار طريق الخلاص الفردي.
2. بنية الحجاج وتراتبية المفاهيم
إذا كان الحجاج كما يعرِّفه بارلمان Perlman" "هو مجموع تقنيات الخطاب التي من شأنها أن تبعث على إذعان المتلقين للقضايا التي تعرض عليهم أو تزيد في درجات إذعانهم .. فإن غاية الحجاج التأثير في الإنسان بأن يجد نفسه مدفوعا إلى العمل أو مهيأ لإنجاز عمل محتمل"(#).
فرواية علي القاسمي جاءت في مستواها الحجاجي لتنجز عملا معبرا عن ناحيتين؛ ناحية تصديقية وناحية إيقاعية. وهاتان الناحيتان تفرضان على المتلقّي نمطا من النتائج تقوده إليها مقدِّمات استهلالية تتحكَّم منطقيا وبطريقة بديعة في مراحل الرحلة الاغترابية التي يقودها مسار الرواية. أي أن القارئ يجد نفسه ملزما وهو يتابع مسار الحجاج في رواية مرافئ الحب السبعة، بأن يستنتج أو على الأقل بأن يتابع أطوار الرحلة من بدايتها إلى نهايتها؛ بحيث أصبح هو نفسه آلة في إنتاج المعنى الذي يحمله السرد التاريخي المتسلسل للرواية.
بدأت الرحلة مرافئها من فضاء شاسع مجهول، " كانت الحافلة التي أقلت سليم وزكي من بغداد إلى بيروت تطوي الصحراء المترامية الأطراف طيا، لاشيء يحجب البصر أو يصده في الصحراء، لاشيء سوى الرمال، رمال بكر لم يطرقها طارق، ولم ينبت فيها نبت. تصرف عينيك عنها إلى السماء لترى القمر مضيئا ومحاطا بالنجوم اللاهثة، فتشعر بعظمة الكون واتساعه. وتعجب من امتداد الصحراء وشسوعها. ينطلق العقل من عقاله مبهورا بين رمال الصحراء الذهبية والنجوم الفضية اللامعة، وتقول في نفسك لا غرو أن جميع الأديان السماوية الكبرى وُلدت في هذه البيداء، لأن أفكار السماء لا يتسع لها مكان إلا إذا كان باتساع هذه الصحراء."(#)
ولعل الباحث والمحلل لعلاقة الاستلزام التي تميز التعبير الحجاجي في رواية مرافئ الحب السبعة سيجد بأن هناك وعيا فنيا باستعمال مفاهيم تراتبية منطقية منها مفهوم؛ "الاتساع" ومفهوم "القدر" ومفهوم "الحُلم" وكلها مفاهيم مترابطة استوحى الكاتب قيمها التعبيرية من وحي الطبيعة، لتشير بذكاء ومهارة إلى استنتاج المعنى وإثباته واضحا في ذهن القارئ؛ وهو الغرض الأساس الذي نبّه إليه البلاغيون في طرق الإقناع "اثبات الصفة بإثبات دليلها وإيجابها بما هو شاهد في وجودها آكد وأبلغ في الدعوى من أن تجيء إليها فتثبتها ساذجا غفلا"(#) . وقد كان لهذه المفاهيم حقولا حجاجية حية في رواية القاسمي؛ أي لها حياة تنمو فيها وتتسع وتمتد، باستشكالاتها، وبالأسئلة التي تنتجها في مستواها التواصلي.
فكان مفهوم " الاتساع " الذي يبحث فيه الكاتب داخل فضاءات متداخلة ومعقدة في حجمها الزماني والمكاني يذكر برحلة الفيلسوف الألماني فريدريك نتشه في عالم الوجود، وهو يبحث عن الهدوء والطمأنينة فوظف فضاء الصحراء ولوازمها من قمر ونجوم وعلاقتها بالامتداد والتأمُّل، واستذرافها لدموع الشوق والحنين من أجل إثبات معنى من المعاني الذي عبر عنه نتشه بصحراء العذارى وهي في تعبير القاسمي: "رمال بكر لم يطرقها طارق ولم ينبت فيها نبت" إنها انطلاقة من الواحة، والصفاء، والهدوء الذي تفتقده المدينة الصاخبة للبحث عن المجهول في ليل الوحدة والاغتراب " أتراني كنت أبحث في ليل الوحدة عن مدينة لم تبن، مدينة جدرانها من ذهب، وشوارعها جداول رقراقة، وسماؤها من زمرد، وهواؤها بلسم لجراح الماضي؟"(#) .
إنها رحلة البحث عن المكنون في فضاء مجهول " أتراني أفتش في عتمة دروبها عن امرأة لم تخلق، امرأة جدائلها سنابل، وشفتاها بسمة دائمة، وعيناها شوق ومحبة؟ أتراني كنت أريد أن أعثر في مدارسها القديمة على كتاب لم يكتب، كتاب صفحاته حقول، وكلماته زهور، وحروفه موسيقى وغناء ؟ وعندما تشرق شمس الصباح على أشلاء أوصابي وأوجاعي وأوهامي، وتضيء أشعتها الدروب والأزقة، تتبخر أحلامي ولا أجد ما أقوله للشمس والصباح."(#)
فكان مفهوم" الاتساع" تعبيرا عن رحلة العربي المتشبث بأرضه بصحرائه التي عبرها الكاتب بحافلة الركاب، لكنها عبرته وأيقظت في وجدانه مخيال التنقل في أمكنة عبر سهولها وكثبانها وهضابها، لتفاجئه بغياب النبت كناية عن الأمن المفقود الذي يرتبط بالكلأ والإنسان..
أما مفهوم "الحُلم" فقد حاول الكاتب أن يفهم من خلاله الحاضر والتاريخ، ولكن دون جدوى. إذ انتهى إلى حالة من الأحلام والهلوسات واختلطت الأشياء في ذهنه، حتى بدا السير في طريقه مستحيلا لفقده التوازن الفكري وشعوره بحالة التشظي والاضطراب النفسي. إنه الحلم الممزوج بالرغبة القوية في إدراك أسرار مغامرته التي يتحدى أقدارها بحماس قوي يضيء فتيله ماضيه الذي ينسيه عجز حاضره.
"جئتِ كالحلم وكالحلم مضيتِ، حلم لن ينسى. وبقيتُ أنا أغوص في أعماق ذاتي، أغرز رايات انكساري، وابحث عن كنه الحبّ. آه لو أني أعرف سر الحب، لأدركت سر وجودي، وسر رحيلي، وأسرار العيون التي تحيرني ألغازها. ولكن عقلي عاجز عن إدراك أي شيء.(#)
وقد ارتبط مفهوم "الحلم" في ذهن الكاتب بمفهوم ثالث وهو مفهوم "القدَر" الذي عبر عنه في روايته بأحاسيس المستسلم الذي يرى فيه نفسه رهينة في قبضته ..."فنحن رهائن القدر نسير بعيون معصوبة إلى مصائرنا، ...أحسست يوم التقيتك أنني مجرّد قطرة في محيط متضارب من أمواج هوج تندفع عمياء نحو الشاطئ، وتتكسر على صخوره، فتتحول إلى فقاعة تتلاشى في هباء الأثير؛ مجرّد ذرة متناهية الصغر في هذا الكون الزاخر بالأفلاك، والمجرات، والكواكب والنجوم ذات الجاذبية العظيمة، وليس بوسعي أن أتوقَّف عن الانجذاب إليك، ولا باستطاعتي أن لا أدور في فلكك، ولا بمقدوري أن أجري في أي اتجاه عداك.(#)
إنها مفاهيم محورية استعملها الدكتور علي القاسمي ضمن آلياته الحجاجية في التعبير عن البُعد الاجتماعي الحواري، وهو مبدأ يرتبط بمفهوم التعاون مع الغير في طلب الحقائق والحلول وفي تحصيل المعارف . فقد اجتهد الكاتب في إطلاع محاوره على كل ما يعرف وما يعتقد إشارة أو تلميحا، طلبا لمشاركته هذه الاعتقادات والمعارف من أجل أن يحقّق البُعد الاجتماعي للحوارية التي أبدع في تصويرها. ومما يزيد هذا البعد الاجتماعي رسوخا هو محاولته تجاوز الخلافات في الرأي بين المتحاورين تجاوزا لا يأتي بالحل الوحيد والأوحد بقدر ما يأتي بحلول متوازنة ومعتدلة تستجيب لأوضاع تتغير عناصرها وتستجد مطالبها على مر الزمن. فكانت العادات الاجتماعية العربية الراسخة خير معين في توجيه الآليات الحجاجية التي وظفتها الرواية في مشاركتها الاجتماعية.
كما وقفت الرواية عند جانب الخلاص وهو الوحيد الذي كان يلوذ به الكاتب في بحر أحزانه، وهو القراءة والكتابة؛ وهما عنصران وفيان يعبّران عن مستويات التجاوب مع الذات، يمارس الكاتب من خلالهما الهروب من عالمه الحزين وزمنه الكئيب. "كنت أتقرب من هالة اللغة، والتوغل في أدغالها، واستكشاف خباياها وأسرارها. كنت ألوذ مختبئا بين تلال العبارات، أنحت من الحروف والكلمات حوريات أراقصهن، أخلق من الفواصل والنقاط عالما يستحيل وجوده في واقعي الأليم. كل كلمة بسمة حييّة تغرق في سيل من دموع، وكل عبارة ضحكة يتيمة تُخنَق في غصص مكبوتة، والنص همسات وجلة تضيع في صخب المعاناة، وأوراقي تمسح دمعتي وتحتضن أسراري."(#)
فكان شغفه بالكتابة كمن يواجه الموت، مثل شهرزاد التي تحكي لتحيا، وتسرد من خيالها ما قد يؤجّل الموت ويبطئ الزمن. كمن يبحث عن الزمن الضائع، الذي يطارده في كهوف الذاكرة، كمن يطارد فراشات ملوَّنة في حقول مزدانة بالخضرة والربيع. فيرى الكاتب أن الزمن والحركة متلازمان، ويرى عدم استحالة الفصل بينهما؛ " أطارد الزمن الضائع، لأقبض عليه وأعتقله في سراديب الزمن الحاضر ليتسع المستقبل لي قليلا.(#) فكان الحزن هو العاطفة التي فجرت رغبة القاسمي في الكتابة، ولعل المتأمل في المستوى الدلالي لروايته يجد أن الكاتب يميل إلى بنية الحزن، برؤية فكرية مفعمة بالزخم النفسي الآني والإنساني، وقد تميزت هذه البنية بالدقة في التعبير عن ألم النفس وتأمُّلها في مواجهة الواقع بأبعاده المختلفة، وهي تستشرف آفاق مستقبل غائب مجهول. " فلحظة حزن واحدة تمسح ساعات طويلة من الفرح كأنها لم تكُن قط، وتفجّر في خبايا الروح ينابيع الأحاسيس والمشاعر والعواطف."(#)
لقد كُتبَت رواية "مرافئ الحب السبعة " بنفس جريحة لكنها مليئة بالشموخ والكبرياء مزجت بين الهموم والأوجاع التي فاجأتها. إنها نفثة ألم موجع من وجدان تحطمت فيه الأماني، وحطت عليه أثقال من الإحباطات، وفقدان الأمل، حتى من ابتسامة لا تجيء إلا عابرة، ودموع جامدة في المآقي زادت من تعميق ألم الغربة في نفس الكاتب وتعذيبها. وكأن الكاتب قد استسلم لقدر أشعار السومريين التي كانت يطبعها الحزن، نديَّة بالدمع، مجللة بالسواد، مسربلة بالكآبة. " نحن الذين اخترعنا المرثيات والبكائيات والمناحات قبل أن تنشدها الخنساء أو يرددها متمم بن نويرة."(#)
الخاتمة
لقد أفصحت رواية "مرافئ الحب السبعة" عن نمط متميز لاغتراب الذات العربية؛ بحيث جسدت بدقة عالية صورا للصراع بين الذات والموضوع الذي تكابده في مسارها الواقعي. فجاء التعبير الدلالي ليصور مرافئ الرواية التي عاش الكاتب أطوارها في صورة جدلية تعبر عن الاضطراب في التوفيق بين مطالب الذات وحاجاتها ورغباتها من ناحية، وبين الواقع وأبعاده من ناحية أخرى .
فجاء النمط السردي الجماعي ضربا من الابتكار الفني الذي يجد فيه القارئ نفسه كغريب يعيش ما يعيشه الشخص المغترب الذي فقد اتصاله بنفسه وبالآخرين. وهي خبرة فنية اكتسبها الأديب علي القاسمي نتيجة المواقف التي كان يعيشها مع نفسه ومع الآخرين في الأقطار العربية التي عرفت منذ مطلع الستينات أزمات نفسية واجتماعية ينعدم فيها التواصل والاستقرار الاجتماعي. ومن ثم جسدت الرواية في جانبها الاجتماعي والتاريخي جوانب العزلة والتمرد والرفض والانسحاب والخضوع، والألم والحنين.. إلى درجة الشعور بأن الذات ليست واقعية، وأن طاقاتها وشعورها أصبحت بعيدة عن الواقع الاجتماعي الذي تعيش فيه.
لقد تناول الكاتب بمهارة فنية راقية الصور النفسية الدالة على بنية الحزن المرتبط بتغير حال المغترب، عبر سلسلة من الاستلزامات التي تؤدي لاحقا إلى الوحشة والحنين إلى الوطن. فقد بدأ الكاتب في وصف مغامراته بذكر صفات تبين ظروفه وما كان عليه في بلدته الآمنة بغداد ليشير إلى تحول الزمان به ليصبح بعد ذلك مغتربا، يصارع قساوة الحياة والظروف الصعبة في مرافئه السبعة، فلم يبق له صديق، ولا منزلة يعترف بها، كالذي تكدرت مشاربه وتغوّرت مساربه.
ومن مظاهر الإبداع الفني في رواية "مرافئ الحب السبعة" أن عملها تجاوز الحبكة والقوالب التقليدية، ليعتمد على الحياة الذهنية للشخصيات، في قالب سردي منضبط يخضع لتداخل الأزمنة وتشابكها. وكان الزمن بالنسبة للرواية ذا أهمية مزدوجة، فهو من ناحية ذو أهمية بالغة لعالمها الداخلي، حركة شخوصها وأحداثها، وأسلوب بنائها، ومن ناحية أخرى فإنه ذو أهمية بالغة بالنسبة لصمودها في الزمن بنوعيه الكرونولوجي والسيكولوجي.
ليتوجّه بعد ذلك أسلوبها الحجاجي والإقناعي نحو التعبير عن رؤى فكرية وشعورية، جسدت قدرة فنية في صياغة قالب سردي يمتلك وحدة موضوعية وتسلسلا منطقيا متوازنا.

التعليقات
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:01/11/2015 12:09:39
الأديبة الآنسة المهذبة جميلة الشويهات،
تحية لأدبك اللامع، وقياماً لوفائك لأستاذك، واحتراماً لمعرفتك المعمقة في السرد والنقد، وشكراً لإطلالتك البهية على المقال.
علي القاسمي
الاسم:الاسم: جميلة الشويهات
التاريخ:31/10/2015 19:40:21
تحية أدب عطرة للغوي المتميز أستاذي الفاضل الدكتور أحمد كروم الغني عن كل تعريف بالمنابر العلمية بالوطن الرحب -المغرب -الذي أبى إلا أن يعيد للغة العربية انسيابها الطبيعي من خلال دراسته الحجاجية المتفردة من نوعها لرواية الروح المغتربة "مرافئ الحب السبعة"للروائي الكبير علي القاسمي.
لايسعني في الحقيقةإلا أن أعرب عن تقديري واعترازي بمناضلي الحرف العربي من أجل إشعاعه من جديد.
دمتما متألقين للإبداع والتحليل النقدي الرصين في سماء اللغة والأدب. 
الاسم:خالد - الأردن
التاريخ:30/09/2013 11:28:23
رواية جديرة بالقراءة ، مع تقديري للناقدالمبدع الدكتورأحمد كروم وللروائي الكبير الدكتور علي القاسمي.

خالد بوسلامة
الأردن
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:26/04/2013 22:24:52
الباحثة الجامعية الآنسة فاطمة الزهراء
أشكرك على تحيتك الجميلة، متمنياً لك النجاح والتوفيق في جهودك الأكاديمية. وهنيئاً لك بالتتلمذ على يد العالم الأديب الدكتور أحمد كروم.
الاسم:فاطمة الزهراء من المغرب
التاريخ:26/04/2013 21:21:44
أحيي من خلال هذا العمل المشترك أستاذي الدكتور أحمد كروم على مقاله النقدي الذي أبان عن عمل أدبي جاد يستحق التنويه والتهنئة الأدبية والحضارية التي خص بها عملا رائعا"مرافئ الحب السبعة" للعلامة الدكتور علي القاسمي الذي زارنا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، المغرب، وأمتعنا بمحاضراته الهادفة والطيبة. بارك الله في جهوده وفي عمره.

الطالبة الباحثة فاطمة الزهراء أكادير المغرب.
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:22/04/2013 10:24:48
الأديب الأستاذ الدكتور المهدي منصور المحترم
شكراً لك على إطلالتك البهية على مقال العالم الأديب الدكتور أحمد كروم وعلى كلماتك الكريمة بحقه، وتهنئتك الجميلة لي. لمثلك يكتب الكاتب، ويرسم الفنان، ويعزف الموسيقار، فجمالية التلقي لديك هي التي تلهم المبدع. دمتَ متألقاً.
الاسم:د. المهدي منصور
التاريخ:22/04/2013 00:30:33
تحياتي وتهنئتي للعالم المثقف المصطلحي والأديب الدكتور علي القاسمي على هذا العمل المتزن والمتوازن في حجمه المعرفي وبنائه العلمي والثقافي. وإلى المزيد من العطاء المعرفي والتقدم الفكري. مقال نقدي مفيد.

المهدي منصور
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:15/04/2013 12:21:16
الأديبة الأستاذة هدى طوقان المحترمة
أشكرك من القلب على كلماتك الطيبة. وإذا كانت روايتي قد تناولت غربة المثقفين العرب وغربة أهلنا الفلسطينين، فإن الذي لم أتناوله فيها هو غربة الشعوب العربية في أوطانها.
مع خالص مودتي واحترامي.
الاسم:ذة. هدى طوقان
التاريخ:14/04/2013 23:35:19
أعجبت كثيرا بالتقديم لهذه الرواية الجميلة والمثيرة للأستاذ الكبير الدكتور علي القاسمي، الأنموذج المتفرد في تكوينه العصامي المتين . نرجو لهذا المؤلف أن يضيف الجديد في مسار الرواية العربية الهادفة التي تتصل بالهجرة والاغتراب وما أحوجنا إلى قراءة مثل هذه الأعمال الرصينة. فإلى المزيد من العطاء. كماأوجه شكري للقارئ الناقد الدكتور أحمد كروم على الإشارات الرمزية المعبرة والهادفة عن مكنون الرواية ورسالتها.

مع تحيات الأديبة
هدى طوقان
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:10/04/2013 21:19:06
الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور محمد جلال الخطيب، تحية طيبة وبعد
أشكرك على تفضلك بكلمات التشجيع الطيبة النابعة من قلب كريم ونفس شفافة وثابة للخير والجمال. دمت ينبوعاً ثراً للمحبة والإخاء.
الاسم:د, محمد جلال الخطيب
التاريخ:10/04/2013 15:46:31
تحياتي للأستاذ الجليل الفاضل الدكتور علي القاسمي الذي نكن له التقدير والاحترام، ونرجو أن يجد هذا المؤلف الثري مكانه المشرف في الخزانات العربية، وأن يتوج بمقترح الناقد الأستاذ أحمد كروم مشكورا على مقاله القيم، باعتماده في صفوف المدارس والجامعات التي تعنى بمدونات الاغتراب في الأدب العربي...

مع خالص التحيات
د. محمد جلال الخطيب
القاهرة
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:09/04/2013 22:20:59
الأديب الأستاذ زياد المعلم المحترم
تحياتي الحارة وشكري العميق لكلماتك الكريمة بحقي وبحق أخي العالم الأديب الدكتور أحمد كروم. مع المحبة وأطيب التمنيات.
الاسم:زياد المعلم
التاريخ:09/04/2013 20:50:39
تحياتي للأستاذ العبقري الدكتور علي القاسمي على هذا الإنجاز الخالد المتأصل. وشكري للناقد ألدكتور أحمد كروم علىقراءته الدقيقة والمميزة.

مع تحيات الكاتب.
زياد المعلم
الاسم:أحمد كروم
التاريخ:06/04/2013 07:23:19
أشكر أستاذناالعلامة الدكتور علي القاسمي في النيابة عني بإزجال الشكر لجميع القراء من الأدباء والأديبات، على كلماتهم الطيبة والمشجعة. فلهم مني جميعا كامل التقدير وعظيم الامتنان. راجيا للجميع المزيد من التألق والعطاء.

أحمد كروم
الاسم:أحمد كروم
التاريخ:06/04/2013 07:10:38
تحياتي لكل الإخوة الأدباء والأديبات الذين تفاعلوا مع الحدث الكبير الذي صنعته رواية العلامة المبدع الموهوب الأستاذ الدكتور علي القاسمي "مرافئ الحب السبعة" وهي نفحة تاريخية جديرة بالقراءة والتحليل، تزاوج بين الماضي والحاضر لتشكل نسيجا سرديا متناغما وفريدا، أسهمت فيه ذاكرة الأديب في صنع أحداثه الواقعية، لتحمل القارئ إلى مواقع بكر لم تطأها أقدام الروائيين من قبل دون أن تنقطع عن عالم الواقع في رحلة الغربة ومرارة أحزانها.

أرجو لجميع القراء الاستمتاع بهذا المؤلف الرفيع.
مع تحياتي

أحمد كروم
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:05/04/2013 20:31:30
عزيزي الأديب الأستاذ عبد الفتاح لمطيري المحترم
أسعدتَ مساء. أشكرك من القلب على كلماتك الطيبة الكريمة التي سررتُ بها. وأتمنى لك مزيداً من التقدم والتألق.
الاسم:لمطيري عبد الفتاح
التاريخ:05/04/2013 15:20:37
تحياتي الخالصة لأستاذ الأجيال الأديب المحنك ، الدكتور علي القاسمي الذي نكن له التقدير الكبير، وقد أتحف الخزانة العربية بهذا المؤلف المشوق الذي قدمه عرض الدكتور أحمد كروم مشكورا على جهده وتحليله. فإلى المزيد من العطاء خدمة للغة وحضارتها العربيتين.

عبد الفتاح لمطيري.
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:04/04/2013 19:18:04
عزيزي الأديب الأستاذ وليد محمد المحترم
أشكرك على ثنائك الجميل على الرواية، متمنياً لك دوام الصحة والهناء وموصول الإبداع والعطاء.
الاسم:وليد محمد
التاريخ:04/04/2013 15:07:11
هنيئا للأستاذ القدير الدكتور علي القاسمي على هذه الرواية الممتعة التي ارجو أن تصلنا بالأردن بسائر الدول العربية ..ومقال نقدي مفيد جدا وواضح في التعبير والدلالة عن مضمون هذه الرواية المشوقة... بالتوفيق والمزيد من الإفادة للقارئ العربي.

مع تحيات وليد محمد .
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:31/03/2013 22:33:14
الأديبة الدكتورة بسمة أحمد صدقي الدجاني المحترمة
تحياتي الحارة وشكري الجزيل على إطلالتك البهية وكلماتك الكريمة بحق الرواية. رحم الله الوالد الذي تخرجتِ في مدرسته الفكرية السامقة.
علي القاسمي
الاسم:بسمة أحمد صدقي الدجاني
التاريخ:31/03/2013 20:14:22
أحييكم وقد استمتعت بقراءة هذا التحليل النقدي، مع أطيب التحيات للأستاذ القدير علي القاسمي صاحب الرواية، والشكر الجزيل للأستاذ أحمد الكروم صاحب الدراسة.
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:30/03/2013 23:28:05
الأديبة الفاضلة الأستاذة نوال أحمد
أشكرك جزيل الشكر على تفضلك بالتعليق على المقال القيم الذي أبدعه أخي العالم الجليل الدكتور أحمد كروم عن روايتي " مرافئ الحب السبعة". مع تمنياتي لك يدوام الصحة والهناء والإبداع والعطاء.
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:30/03/2013 23:25:13
عزيزتي الأديبة الأستاذة فاتحة
أشكرك من القلب على كلماتك الرقيقة التي أسعدتني، مع تمنياتي لك بدوام الإبداع والتألق.
علي القاسمي
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:30/03/2013 23:23:53
الأخ العزيز الأديب الشريف الأستاذ منير مولاي أحمد
اسمحوا لي أن أنوب عن أخي العالم الأديب الدكتور أحمد كروم لوجوده في سفر خارج المغرب العزيز، في إزجاء الشكر لكم لتفضلكم بالثناء على مقاله القيم.
علي القاسمي
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:30/03/2013 23:19:05
فضيلة الباحث الأديب الأستاذ سيدي البشير النظيفي حفظه الله
أشكركم من القلب على تفضلكم بالثناء على روايتي والتقنيات السردية المستخدمة فيها. وإني لأفتخر وأعتز بشهادتكم الكريمة وأعدّها وساماً على صدر هذه الرواية وصدري النابض بمودتكم واحترامكم.
محبكم: علي القاسمي
الاسم:فاتحة
التاريخ:29/03/2013 22:31:34
أهنؤك من جديد على عملك الابداعي الروائي الجديد الذي ينم عن ذاك الأديب المتعدد المعارف والذي تحس معه انك امام بحر علم لايمكنك حده بالنظر مزيدا من العطاء والتألق ، أعتذر عن الرد الذي جاء متأخرا
الاسم:منير مولاي احمد
التاريخ:28/03/2013 21:48:32
مقال تحليلي نقدي جيد يترجم قوة الابداع والتميزالتي ينفرد بها استاذنا الفاضل الدكتور احمد كروم فهنيئا لكم على هذا العمل الادبي المتميزواتمنى لكم التوفيق في مسيرتكم العلمية والفكرية
الاسم:البشيرالنظيفي
التاريخ:28/03/2013 13:02:58
الحمد لله وحده سعادة الدكتوركروم بعدتحياتي الحارة،أحيطكم علمابأني قداستمعت واستفدت أيضا،كقارئ، من تحليلكم النقدي الذي كشفتم ضمنه العلاقة الحية الجامعةبين الواقع الروائي والنسق الناظم لهافي متن الرواية..تحليل انبثق من قراءتكم الفنية الجمالية على ضوءمنهج حجاجي واضح..ومااستنتجته من قراءتي لماخطه يراعكم الكريم عن هذه الرواية المتميزة،يتمثل في أن متنها غني بمكوناته المختلفة،ومحكم في خطابه وحكاياته مبنى ومعنى.ممايساعدنا ـ كقراء ـ على إدراك أهم الصلاة القائمة بين شخوص هذه الرواية،والوقوف على بعض أسباب التفاوت القائمة بينها، ممايشي بأن محاوراتهاـ أقصد تعددأصواتها ـ تدوربين ذوات متعددة في حكيها السردي، وهي ميزة أدبيةفائقة تدل على أن مبدعهااحترافي متمكن من أدواته الفنية ..وممازادمن إعجابي بمقالكم الجيد النابض بالحياة،أنه كلمة حق واعتراف بميزة هذه الرواية الباذخة في لغتها،وجرس ألفاظها،وبديع صورهاوأخيلتها، وهي بكل ذلك وغيره،بعيدة كل البعد عن التصنع والتحذلق، وعطفا على ما سبق لكم مني كل تقديرواحترام
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:27/03/2013 19:54:52
الأديبة الآنسة شيماء
أشكرك على تحيتك الجميلة، ويسعدني ويشرفني أن أشكرك على كرمك ولطفك وعنايتك ، متمنياً لك دوام الصحة والهناء.
علي القاسمي
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:27/03/2013 19:53:25
الأديبة الآنسة شيماء
أشكرك على تحيتك الجميلة، ويسعدني ويشرفني أن أشكرك على كرمك ولطفك وعنايتك ، متمنياً لك دوام الصحة والهناء.
علي القاسمي
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:27/03/2013 07:41:55
أخي العزيز المبدع المترجم الأستاذ الدكتور عبد الحميد زاهيد
أشكرك على تحليلك الجميل وثنائك النبيل علىّ وعلى العلامة الدكتور أحمد كروم. وقد أذهلتني صورك المجازية الرائعة. فهنيئاً لطلابك بك. ودمت مبدعاً متألقاً.
علي القاسمي
الاسم:نوال محمد
التاريخ:26/03/2013 22:22:42
الحمدلله وحده
الدكتورأحمدكروم بعد التحية والتقدير
إن دراستك الحجاجية القيمة والمتفردة التي أتحفتنا بهاـ كقراء ـ عن رواية "المرافئ "للمبدع المتألق الدكتورعلي القاسمي،وتيسيرك لبعض مفاهيمهالناكقراء،على سبيل المثال [ الاتساع،الحلم،القدر]لتذكرني ياأستاذ كروم وأنت تقوم بتحليلك لكثير من الإشارات والرموزالتي تضمنتها،برسالة النقدالسامية النادرة فيما نقرأ الآن
وأخيرا لايسعني أيها الناقدالمحترم إلاأن أعرب لك عن تقديري،واعتزازي بمنهجك،وإعجابي بتحليلك المتميزلبعض قضايارواية الكاتب المبدع علي القاسمي
الاسم:شيماء من المغرب
التاريخ:26/03/2013 21:53:52
تحية أدب وحضارة مهداة إلى الكاتب والناقد معا .... انبهار باللغة وقوة في التحليل ... بالتوفيق والمزيد من العطاء
الاسم:عبد الحميد زاهيد
التاريخ:26/03/2013 17:44:15
اجتمع في هذا العمل أديب مبدع ولغوي متمرس الأديب هو د علي القاسمي الذي تمتلكه اللغة وتسكن عوالمه النفسية ويعيش ألم الغربة والحنين واللغوي هو د أحمد كروم الذي يملك اللغة وناصيتها ويجعلها تنقاد له حيث يريد، فقد أبدع دالقاسمي في وصف الغربة والاغتراب والحنين إلى الديار بلغة راقية بديعة تسيل على اللسان كما يسيل الدهان بصور بديعة لا تنقاد إلا لأديب قلمه عصا الترحال ومداده دموع الغربة وقرطاسه أرض الله الواسعة، هذا الأنين الذي نحس به تحت ركام حروف وكلمات الرواية توفق د كروم في إماطة اللثام عن هذه المعاناة مسلح بما حباه الله به من علم ومعرفة تراثية وحديثة. هنيئا لأديبنا المتألق وهنيئا لأخينا أحمد على هذا العمل الرائع.
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:26/03/2013 17:04:08
عزيزتي الدكتورة مريم
أشكرك على إطلالتك البهية، متمنياً لك التوفيق في تنمية تدريس اللغة العربية في إيران الشقيقة، وترجمة الأدب العربي إلى اللغة الفارسية.
علي القاسمي
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:26/03/2013 17:01:51
عزيزتي الأديبة اللسانية الأستاذة سامية عطا
أشكرك، وأغتنم الفرصة لأعرب لك عن محبتي الدائمة لأهلنا في فلسطين. وتشكل مأساتنا في فلسطين قلب روايتي، فهي تبدأ بفلسطين وتختتم بها.
علي القاسمي
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:26/03/2013 16:59:18
عزيزي المبدع المتألق الأستاذ عقيل كاظم محسن الخزرجي
أشكرك من القلب على عباراتك الأنيقة الفذة التي تنم عن موهبة أصيلة، ودراية كبيرة بتقنيات الأساليب الأدبية، ومعرفة عميقة ثرية. يسعدني ويشرفني التواصل معك.
علي القاسمي
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:26/03/2013 16:56:42
عزيزي عالِم النفس المتميز الأستاذ مصطفى شقيب
أشكرك على كلماتك الرقيقة النابعة من نفسٍ مرهفة تنفعل بكل جميل في الوجود. دمتَ متألقاً.
علي القاسمي
الاسم:علي القاسمي
التاريخ:26/03/2013 16:53:39
أخي العزيز مؤرِّخ الحمراء الأستاذ أحمد متفكّر،
شكراً لك على إشارتك الكريمة إليّ. أعتزّ بصداقتك وأفتخر.
علي القاسمي
الاسم:أحمد كروم
التاريخ:26/03/2013 14:44:02
شكرا للأخت الفاضلة مريم على عباراتها الرقيقة، وتشجيعاتها الطيبة ونرجو التوفيق لجميع الباحثين ، وأن تكون أمثال هذه الأعمال أنموذجا للقراءة والتحليل والنقد ...

مع خالص مودتي

أحمد كروم
الاسم:مريم من إيران
التاريخ:26/03/2013 09:37:38
الأدباء والنفاد العرب الکرام

حياکم الله بالخير
جهود متميزة من جانب کل من الکاتب والناقد تستحق التقدير والثناء ونتمني لهما مزيدا من التوفيق والنجاح والتألق في سماء الأدب العربي.
الاسم:أحمد كروم
التاريخ:26/03/2013 07:01:42
تحياتي وشكري الحار إلى كل السيدات والسادة الأساتذة النبهاء على تعليقاتهم القيمة، والمفيدة جدا.. وتشجيعاتهم المضيئة.
وأخص بالذكر: السادة والسيدات الأفاضل:

الأستاذ الفاضل: أحمد متفكر.
الأستاذة الفاضلة: لطيفة حليم.
الأستاذ الفاضل: إبراهيم أولحيان.
الأستاذ الفاضل: مصطفى شقيب.
الأستاذ الفاضل: عقيل كاظم محسن الخزرجي.
الأستاذة الفاضلة: سامية عطا.
راجيا أن تتسع هذه اللائحة الطيبة التي جمعتها مرافئ المودة الدافئة مرافئ الحب التي يتمم حلقتها السابعة في هذه اللائحة وهو أستاذنا العلامة الموهوب الأستاذ الدكتور علي القاسم، عنوانا للمحبة العميقة التي نرجو أن تستمر وتتألق في فضاء الثقافة والعلم.

أخوكم ومحبكم جميعا: أحمد كروم
الاسم:أحمد كروم
التاريخ:26/03/2013 06:43:54
تحياتي مجددا لكل القراء والقارئات الأفاضل،وقد أبانت تعليقاتهم على المودة الغامرة والتفاعل الملحوظ مع المؤلف وصاحبه؛ إنه أستاذنا الجليل العلامة الدكتور علي القاسمي الذي نجد دائما في عباراته الانشراح الذي يزين صدره وتميله عباراته الدافئة، العالم المُحب، الذي يزداد ابتهاجه بكل عمل يتشوَّف إلى خدمة الأمة العربية لغة وحضارة؛ وكم أظهرَ لنا من واسعَ انبساطه وهو يملي من مشافهاته الثقافية والعلمية مالم تستوعبه مؤلفاته، وتجعلنا ننتظر دائما منه المزيد. إنه الروائي والمصطلحي والأديب الباني للصروح الفكرية ..فهنيئا لكم أستاذنا الفاضل ، وزادكم الله بسطة في العلم والعمر.

تلميذكم ومحبكم : أحمد كروم
الاسم:عقيل كاظم محسن الخزرجي
التاريخ:25/03/2013 19:52:52
سلام على الطيبين هنيئا لك كل ماتكتبه وهذه مرآة فكرك وصناعة عقلك وترجمة اناملك فكل مانقرا لديك ونقرأ ماكتبوه عنك هذا قليل من كثير بحقك انت امة ادبية بحد ذاتك ومساحة خضراء تبث جمالها للناظرين تتجسد في مسرح ادبياتك وماء السلبسيل تذوقته توا من عذب المعاني الرائعات التي حبكتها ونسجتها حجرات قلبك المكتوم بآهات الاغتراب والتي بث انينها ودق جرسها وساد وميضها بتلك السبعة المرافيء فكنت انت المرفأ الثامن لتعطي للحب مذاقا آخر وطعما جديد ولونا حديث وشكلا بديع فكنت انت المبدع واللامع في تصوير هذا النفس الادبي الحديث الذي ساد ضيائه وانكشف غطاؤه وعظم وزنه وتجلت هيبته تقبل مني خالص التحايا ايها النخله العراقية الباسقة النابتة في قلوبنا والمثمرة في ضمائرنا لاتنساني بالدعاء بالتوفيق في دراستي وهذه صفحتي على الفيس بوك بعنوان الحاج عقيل الخزرجي بودي ان اعرف صفحتك كي ازداد شوقا لها
الاسم:سامية عطا
التاريخ:25/03/2013 18:45:04
جهد طيب ولغة لافتة في الأسلوب والنقد .للكاتب الشكر.
الاسم:عقيل كاظم محسن الخزرجي
التاريخ:25/03/2013 17:52:50
حينما نتحدث عن الابداع نقف امام المبدع المتألق بانحناءاليكم لان الجمال الادبي ترتسم صورته البهية باناملكم وتتأطر روائعه بمعارفكم والجمال الادبي يبلغ قمته حينما انت تداعب الخيال وتناغي الذكريات بريشتك الدافئة الحنينة التي بلغت ذروتها بالتجسيد والترجمة الحقيقية في مرافئك السبعة فأنت المرفأ الثامن ترسو سفائن العشاق لترتوي من ساحل مجدك وتايتسم لسماع عذب كلماتك فسلام لك مني ايها الماثل امامي وانت الاخ والاستاذ والبليغ والاديب تقبل تحيات اخيك عقيل كاظم محسن الخزرجي طالب الماجستير جامعة القادسية
الاسم:مصطفى شقيب
التاريخ:25/03/2013 14:16:02
إني مذهول.منبهر بالاحرى..ما افاض به هذا الرجل من مكنونات نفسه مجسدة في الذات العربية المغربة أبدا...رهيب..رهيب جدا..
هذا هو الحال-هذا هو المآل--العربي والصحراء والترحال والتغرب -في الاوطان وخارج الاوطان-رحلة نفسية دائمة لا تكاد تنتهي..
تقدير واجلال لاديبنا االمبهر البروفيسور علي القاسمي..
وتشكر للناقد الطكتور علي كروم الدي ازاح الستار عن هذا االعمل الفني المتفرد...
مصطفى شقيب-المغرب
الاسم:إبراهيم أولحيان
التاريخ:25/03/2013 12:31:16
قرأت دراستكم المتميزة، وشدني فيهاالتركيز على جانب مهم في الكتابة الروائية بدونه يبقى العمل عاديا، ولا تتحقق له روائية الرواية وهو الجانب الإقناعي في العمل,أي تلك القوة السرديةالتي تشد القارئ، وتجعله يتفاعل بشكل إيجابي مع العمل, وقراءتكم الدكتور أحمد كروم استطاعت فعلا أن تغوص في هذا الجانب بشكل علمي دقيق اعتمدت الجانب الأسلوبي التداولي في المعالجة السابقة الذكر، شكرا على هذه القراءة التي أمتعتنا بها.
إبراهيم أولحيان( ناقد ومترجم)
الاسم:أحمد كروم
التاريخ:25/03/2013 06:51:32
أشكر جميع القراء والقارءات على مشاعرهم الطيبة ..وعباراتهم المشجعة. وقد حاولت في هذه القراءة المتواضعة أن أتسلق جبلا عاليا وهرما شامخا من أهرام الثقافة والأدب .. إنه الإبداع الشامخ والمنيع لرواية "مرافئ الحب السبعة" لأستاذنا الجليل العلامة الموهوب الدكتور علي القاسمي .. مفخرة الأمة العربية ووسام النهضة في الفكر والأدب..

أطال الله بقاءه وأدام سروره.

تلميذكم ومحبكم : أحمد كروم
الاسم:لطيفة حليم
التاريخ:25/03/2013 00:33:12
مقال جيد يستحق الثناء والتقدير
الاسم:أحمد متفكر
التاريخ:24/03/2013 20:42:34
لقد قرأت مقالتكم الرائعة عن كتاب ( مرافيء الحب السبعة) لصديقنا العزيز الدكتور علي القاسمي، وقد أبنتم فيه عن قدرتكم في الغرص في معاني وتجليات الكتاب، وعن الحبكة التي صيغت بها هذه الرواية.فمزيداً من التألق والعطاء.
محبكم متفكر

الاسم:علي القاسمي
التاريخ:24/03/2013 20:06:06
يسعدني أن أهنئ فضيلة العالِم الأديب الأستاذ الدكتور أحمد كروم بهذه الدراسة الجادة الراقية التي تؤسس لمنهجية جديدة في نقد السرد العربي الحديث، مع تمنياتي له بمزيد من الإبداع والعطاء والتألق.
علي القاسمي

مقالات ذات صلة