قراءة في كتاب رواية "مرافئ الحبّ السّبعة" لعلي القاسمي، كمال لعناني
نقلا عن موقع الگاردينيا
كمال لعناني / الجزائر |
قراءة في كتاب رواية "مرافئ الحبّ السّبعة" لعلي القاسمي
تحاول هذه الورقة المختصرة أن تقدمّ قراءة في رواية "مرافئ الحبّ السبعة" للدكتور علي القاسمي، تقديرًا لمجهوداته الجبّارة خدمة للعربيّة وتشريفًا لقلم من أقلام الكتابة العربيّة الفذّة المتميّزة الدكتور علي القاسمي؛ الذي عرفناه مثابرًا ومجدًّا ومهتمًّا بقضايا أمّته التي رمزها العربيّة، لغة أقدس نصّ عالمي القرآن الكريم، فقد أنتجت قريحته مؤلّفات متنوعة وفريدة تُمثل مفخرة العالم العربي وقد تنوّعت ريشته الكتابيّة وتمازجت كألوان قوس قزح البهيّة، فكتب مؤلّفات كثيرة ومتنوعة نستشهد بأبرزها. فكتب في علم المصطلح بكتاب عَنْوَنَه بـ: "علم المصطلح أسُسُه النّظريّة وتطبيقاته العمليّة" والمعجميّة العربيّة، بمؤلفات متنوّعة لعلّ أهمّها "المعجميّة العربيّة بين النظريّة والتّطبيق" و"معجم الاستشهادات، والترجمة وأدواتها، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى تخصّ اللغة والتربيّة والتعليم ولغة الطفل العربي ومجموعات قصصيّة متنوعة ومئات المقالات والدراسات المتنوعة. ولعلّ من بين أبرز حُلله الكتابيّة التي استهوتني رواية مرافئ الحبّ السبعة" الصادرة عام 2012م، في طبعتها الأولى عن المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء المغربيّة والحمراء بيروت – لبنان.
المؤلف: ولد اللّغوي والأديب والمفكر والمَجْمَعي علي القاسمي بمحافظة القادسيّة بالعراق، ومقيم بالمغرب الأقصى منذ عام 1978. تلقّى تعليمه العالي في جامعات العراق ولبنان وبريطانيا وفرنسا والولايات المتّحدة الأمريكيّة، فحصل على بكالوريوس (مرتبة الشَّرف) في الآداب، والليسانس في الحقوق، وماجستير في التربيّة، ودكتوراه الفلسفة في علم اللغة التطبيقي (من جامعة تكساس في أوستن). وبحكم كفاءته العاليّة وفكره الراقي مارس التعليم في جامعات (بغداد ورياض والرباط وتكساس، وجامعات أخرى) وعمل خبيرًا في مكتب تنسيق التّعريب التابع للمنظّمة العربيّة للتّربيّة والثقافة والعلوم، كما عمل مديرًا لإدارة التّربيّة ثم مديرًا لإدارة الثقافة في المنظمة الإسلاميّة للتّربيّة والعلوم والثقافة، ثم مديرًا للأمانة العامّة لاتّحاد جامعات العالم الإسلامي، ويعمل حاليًّا مستشارًا لمكتب تنسيق التعريب وعضوًا في هيئة تحرير مجلّة اللسان العربي، أمّا عن مؤلفاته ودراساته فلا تسعني هذه الورقة لذكرها وذلك لكثرتها وتنوّعها، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّنا أمام عالم عربي متميز وفريد في مجال التأليف والكتابة.
دراسة وصفية/تأويليّة لغلاف وعنوان الرواية: حجم الغلاف من النوع المتوسط في 320 صفحة، على الغلاف خريطة العالم ملونة باللون الرملي المائل للأبيض، والمياه المحيطة بالخريطة باللون الرملي/الأصفر، وهذا دلالة ورمزًا لعنوان الرواية "مرافئ"، فالمرافئ عادة تكون مزيجًا بين مياه البحر والشاطئ الرملي الأصفر. وأيضا توحي لنا صفرة مياه البحار المتجسدة في صورة غلاف الرواية؛ على لون ما تحت ماء البحر القريب من الشاطئ المائل للصفرة. وعلى صورة الغلاف أيضا حبل ملفوف على خريطة العالم ليشكل قلبًا باللون الأحمر داخل القلب مكتوب "رواية"، وهذا دلالة على أنّ الحبّ شمل ولفَّ مختلف قارات العالم، وعنوان الرواية والحبل الملفوف اختار لهم اللون الأحمر رمز الحب والعنفوان/رمز القلب، فالقلب عادة في تدفقه يكون مليئًا بالدم الأحمر، ويشمل جميع جسم الإنسان كذلك الرواية فقد ضمّنت صورًا للحب مسّ جميع أنحاء المعمورة والخريطة المرسومة على الغلاف تمثل عالميّة الحبّ المُضمّن داخل الرواية. وبالتالي فعلي القاسمي قد وفّق في اختيار دلالة صورة غلاف الرواية، فالغلاف يعكس المتن غالبًا، وهذا دليل أيضا على تبحّر الكاتب في علم السمياء والدلالة، وليس غريبًا علينا فهو رائد المعجميّة والمصطلحيّة العربيّة. سأحاول تتبّع عتبة العنوان، فهو جملة اسميّة بصيغة الجمع "مرافئ"، والمرفأ مقْصد السفن وملجأ البحارة على اختلاف مشاربهم، فقد يكون إمّا لذهاب المسافر أو رجوعه من ضفة أخرى، وبالتالي فهو محك للقاء أو الفراق، أو قد يكون ملجأ إستراحة سفينة مارّة وبعدها تواصل المسير. وبالتالي فإن كلمة العنوان "مرافئ" توحي لنا منذ بالبداية أن بطل رواية الذي اختاره لها علي القاسمي، قد توقف في سبع مرافئ. والكلمة الثانيّة من عنوان الرواية "الحبّ" بصيغة الجمع، ومن هذا فالمحبوب لم يكن واحدا فقط، فقد تعدّد بتعدّد إرساء السفينة من ضفة إلى أخرى. وبالتالي فبطل الرواية الذي وظفه علي القاسمي ونسج على ضمنه روايته يكون مثل السفينة، يرسو/يكوِّن أحبّة وبعدها يواصل مسيرته حتى استوفى العدد سبعة.
جماليّة الرواية: يمكن أن نشبه رواية "مرافئ الحبّ السبعة" بباقة من الورد الأزرق النفيسة، فإذا كان زراع الورد لم يهتدوا بعد إلى إنتاج ورد أزرق اللون، فإنّ علي القاسمي قد أنتج بريشة حبره الأزرق الوردة المبحوث عنها/الوردة الزرقاء النّادرة. وقد تجلّت لنا جماليّة روايته في أسلوبها الجميل الراقي الواضح، فهو سهل ممتنع للقارئ العادي، موحي صعب للقارئ خلف السطور، لقد انتقى واختار لأسلوبه أحسن الألفاظ وأدقّ المعاني، أخذًا في حسبانه بأنّه المعجمي المتمرّس والمصطلحي المتضلّع فكانت الوردة الزرقاء نفيسة، فنوّع بين الأسماء والأفعال مستعملاً التكرار في منازله والإيجاز في مواطنه، منسقًا بين جمله وتراكيبه ببراعة أدبيّة ولغوية متناهيّة. هذا من ناحيّة الأسلوب، أمّا مضمون الرواية فعدّد فيها تقنيّات وأدوات سرديّة قديمة وحديثة، فقد ضمّن الرواية عوالم متعدة ومختلفة، فتناول عوالم الذكرى بأبعادها المختلفة وقيمها الهادفة، مبرزًا دور الذكرى على الفرد، وبالتالي فقد أعطى لنا في روايته أعلى مراتب الذكرى وأنواعها المتعدّدة وتأثيراتها المائزة. كما نسج لنا أروع الصور والنماذج عن ثمن الهجرة أو "الغربة"، فصوّر لنا بيرشته المتميّزة أثر الغربة والهجرة على نفسيّات البشر ذَاكرًا سلبياتها وإجابياتها، كما عبّرت روايته عن مختلف انشغالات العالم الكوني كالسياسة وأثرها على البلدان وما ينجرّ عن ذلك من هجرة وغربة وترك للوطن، وتناولت الرواية في بعدها الإقتصادي إختلاف عوالم الغرب عن عالم العرب، وعالم الريف وعالم الحضر، في ثنائيّات متقابلة رائعة، وعبّرت الرواية عن الجانب الخاص الغامض في الإنسان "الجانب البسيكولوجي" فصوّر لنا علي القاسمي أروع النماذج من حزن وألم وفراق وأطياف وحبّ ممنوع... كما ضمّنت الرواية الجانب الوجودي الميتافزيقي في الإنسان سؤال الموت والوجود، الحياة، الحبّ، الحنين، التشاؤم... فاختار لنا علي القاسمي بتقنيّته الفريدة أروع النماذج المختارة. وعبّرت أيضًا عن مجالات ثقافيّة مختلفة فجسّدها علي القاسمي في ثنائيّات متضادة فصور المثقف العربي/الغربي، والجامعات العربيّة والغربيّة، الطالب عند العرب وعند الغرب... وجعل نصّه أي الرواية المتمثل في بطل روايته الذي أطلق عليه "سليم الهاشمي" والبطلة "أثيرة"، صرحًا تدور فيه أحداث قصة الرواية وتتمازج بتقنيات قاسميّة مازجت بين الحقيقة والخيال أشبه بأحداث فيلمًا سينمائيًا رائعًا، فقد مزج بين السارد وبطل الرواية والمؤلف بطريقة يصعب تفريقهما، وهذا دليل على براعته الأدبيّة وتقنيّته السرديّة النَّفيسة.
خاتمة: يمكن أن نشبه رواية "مرافئ الحب السبعة" بلوحة "الموناليزا" الشهيرة، فهي قطعة نفيسة ولَجَت المكتبات العربيّة؛ فالرواية تعدّ حصيلة فكر معجمي ومصطلحي ومترجم وناقد عالمي، فقد استطاع أن يرسمها وينتقي لها أحسن الألفاظ المناسبة للمعاني، بأسلوب مشوق رائع، داخل فضاء ممزوج بالحقيقة والخيال باعتبارها نص روائي يحتمل كل التوقعات والتأويلات، وتوحي لنا ببلاغة سرد فريدة مازجت بين كل تقنيات السرد، داخل ثنائيات متضادة أشبه بالمدّ والجزر، وبشخصيات ذات معاني باطنيّة تَنُمّ عن ثنائيّات متضادة. فلقد جمع السرد بيئات مختلفة عربيّة/غربيّة، وعبرت عن ثقافات متنوعة وصورت وقائع اجتماعيّة وسياسيّة واقتصادية ونفسيّة مختلفة بتقنيّة ولغة رائعة مشوقة وعبّرت عن مختلف الحِكَم والمآثر، وهذا دليل على ذهنٍ وفكرٍ وصانعٍ متمرسٍ في مجال سبك الألفاظ ومصاقبة المعاني. وبالتالي تُعَدّ هذه الرواية مكسب ثمين للمكتبات العربيّة. وكل ما يمكن قوله في الأخير، أن أطلب من الجهات المختصّة وزارات الثقافة أنّ تفرد لرواية "مرافئ الحبّ السبعة" عملاً يُمَثَل سينمائيًا تقديرًا لقلم وجهد الدكتور علي القاسمي.
المؤلف: ولد اللّغوي والأديب والمفكر والمَجْمَعي علي القاسمي بمحافظة القادسيّة بالعراق، ومقيم بالمغرب الأقصى منذ عام 1978. تلقّى تعليمه العالي في جامعات العراق ولبنان وبريطانيا وفرنسا والولايات المتّحدة الأمريكيّة، فحصل على بكالوريوس (مرتبة الشَّرف) في الآداب، والليسانس في الحقوق، وماجستير في التربيّة، ودكتوراه الفلسفة في علم اللغة التطبيقي (من جامعة تكساس في أوستن). وبحكم كفاءته العاليّة وفكره الراقي مارس التعليم في جامعات (بغداد ورياض والرباط وتكساس، وجامعات أخرى) وعمل خبيرًا في مكتب تنسيق التّعريب التابع للمنظّمة العربيّة للتّربيّة والثقافة والعلوم، كما عمل مديرًا لإدارة التّربيّة ثم مديرًا لإدارة الثقافة في المنظمة الإسلاميّة للتّربيّة والعلوم والثقافة، ثم مديرًا للأمانة العامّة لاتّحاد جامعات العالم الإسلامي، ويعمل حاليًّا مستشارًا لمكتب تنسيق التعريب وعضوًا في هيئة تحرير مجلّة اللسان العربي، أمّا عن مؤلفاته ودراساته فلا تسعني هذه الورقة لذكرها وذلك لكثرتها وتنوّعها، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّنا أمام عالم عربي متميز وفريد في مجال التأليف والكتابة.
دراسة وصفية/تأويليّة لغلاف وعنوان الرواية: حجم الغلاف من النوع المتوسط في 320 صفحة، على الغلاف خريطة العالم ملونة باللون الرملي المائل للأبيض، والمياه المحيطة بالخريطة باللون الرملي/الأصفر، وهذا دلالة ورمزًا لعنوان الرواية "مرافئ"، فالمرافئ عادة تكون مزيجًا بين مياه البحر والشاطئ الرملي الأصفر. وأيضا توحي لنا صفرة مياه البحار المتجسدة في صورة غلاف الرواية؛ على لون ما تحت ماء البحر القريب من الشاطئ المائل للصفرة. وعلى صورة الغلاف أيضا حبل ملفوف على خريطة العالم ليشكل قلبًا باللون الأحمر داخل القلب مكتوب "رواية"، وهذا دلالة على أنّ الحبّ شمل ولفَّ مختلف قارات العالم، وعنوان الرواية والحبل الملفوف اختار لهم اللون الأحمر رمز الحب والعنفوان/رمز القلب، فالقلب عادة في تدفقه يكون مليئًا بالدم الأحمر، ويشمل جميع جسم الإنسان كذلك الرواية فقد ضمّنت صورًا للحب مسّ جميع أنحاء المعمورة والخريطة المرسومة على الغلاف تمثل عالميّة الحبّ المُضمّن داخل الرواية. وبالتالي فعلي القاسمي قد وفّق في اختيار دلالة صورة غلاف الرواية، فالغلاف يعكس المتن غالبًا، وهذا دليل أيضا على تبحّر الكاتب في علم السمياء والدلالة، وليس غريبًا علينا فهو رائد المعجميّة والمصطلحيّة العربيّة. سأحاول تتبّع عتبة العنوان، فهو جملة اسميّة بصيغة الجمع "مرافئ"، والمرفأ مقْصد السفن وملجأ البحارة على اختلاف مشاربهم، فقد يكون إمّا لذهاب المسافر أو رجوعه من ضفة أخرى، وبالتالي فهو محك للقاء أو الفراق، أو قد يكون ملجأ إستراحة سفينة مارّة وبعدها تواصل المسير. وبالتالي فإن كلمة العنوان "مرافئ" توحي لنا منذ بالبداية أن بطل رواية الذي اختاره لها علي القاسمي، قد توقف في سبع مرافئ. والكلمة الثانيّة من عنوان الرواية "الحبّ" بصيغة الجمع، ومن هذا فالمحبوب لم يكن واحدا فقط، فقد تعدّد بتعدّد إرساء السفينة من ضفة إلى أخرى. وبالتالي فبطل الرواية الذي وظفه علي القاسمي ونسج على ضمنه روايته يكون مثل السفينة، يرسو/يكوِّن أحبّة وبعدها يواصل مسيرته حتى استوفى العدد سبعة.
جماليّة الرواية: يمكن أن نشبه رواية "مرافئ الحبّ السبعة" بباقة من الورد الأزرق النفيسة، فإذا كان زراع الورد لم يهتدوا بعد إلى إنتاج ورد أزرق اللون، فإنّ علي القاسمي قد أنتج بريشة حبره الأزرق الوردة المبحوث عنها/الوردة الزرقاء النّادرة. وقد تجلّت لنا جماليّة روايته في أسلوبها الجميل الراقي الواضح، فهو سهل ممتنع للقارئ العادي، موحي صعب للقارئ خلف السطور، لقد انتقى واختار لأسلوبه أحسن الألفاظ وأدقّ المعاني، أخذًا في حسبانه بأنّه المعجمي المتمرّس والمصطلحي المتضلّع فكانت الوردة الزرقاء نفيسة، فنوّع بين الأسماء والأفعال مستعملاً التكرار في منازله والإيجاز في مواطنه، منسقًا بين جمله وتراكيبه ببراعة أدبيّة ولغوية متناهيّة. هذا من ناحيّة الأسلوب، أمّا مضمون الرواية فعدّد فيها تقنيّات وأدوات سرديّة قديمة وحديثة، فقد ضمّن الرواية عوالم متعدة ومختلفة، فتناول عوالم الذكرى بأبعادها المختلفة وقيمها الهادفة، مبرزًا دور الذكرى على الفرد، وبالتالي فقد أعطى لنا في روايته أعلى مراتب الذكرى وأنواعها المتعدّدة وتأثيراتها المائزة. كما نسج لنا أروع الصور والنماذج عن ثمن الهجرة أو "الغربة"، فصوّر لنا بيرشته المتميّزة أثر الغربة والهجرة على نفسيّات البشر ذَاكرًا سلبياتها وإجابياتها، كما عبّرت روايته عن مختلف انشغالات العالم الكوني كالسياسة وأثرها على البلدان وما ينجرّ عن ذلك من هجرة وغربة وترك للوطن، وتناولت الرواية في بعدها الإقتصادي إختلاف عوالم الغرب عن عالم العرب، وعالم الريف وعالم الحضر، في ثنائيّات متقابلة رائعة، وعبّرت الرواية عن الجانب الخاص الغامض في الإنسان "الجانب البسيكولوجي" فصوّر لنا علي القاسمي أروع النماذج من حزن وألم وفراق وأطياف وحبّ ممنوع... كما ضمّنت الرواية الجانب الوجودي الميتافزيقي في الإنسان سؤال الموت والوجود، الحياة، الحبّ، الحنين، التشاؤم... فاختار لنا علي القاسمي بتقنيّته الفريدة أروع النماذج المختارة. وعبّرت أيضًا عن مجالات ثقافيّة مختلفة فجسّدها علي القاسمي في ثنائيّات متضادة فصور المثقف العربي/الغربي، والجامعات العربيّة والغربيّة، الطالب عند العرب وعند الغرب... وجعل نصّه أي الرواية المتمثل في بطل روايته الذي أطلق عليه "سليم الهاشمي" والبطلة "أثيرة"، صرحًا تدور فيه أحداث قصة الرواية وتتمازج بتقنيات قاسميّة مازجت بين الحقيقة والخيال أشبه بأحداث فيلمًا سينمائيًا رائعًا، فقد مزج بين السارد وبطل الرواية والمؤلف بطريقة يصعب تفريقهما، وهذا دليل على براعته الأدبيّة وتقنيّته السرديّة النَّفيسة.
خاتمة: يمكن أن نشبه رواية "مرافئ الحب السبعة" بلوحة "الموناليزا" الشهيرة، فهي قطعة نفيسة ولَجَت المكتبات العربيّة؛ فالرواية تعدّ حصيلة فكر معجمي ومصطلحي ومترجم وناقد عالمي، فقد استطاع أن يرسمها وينتقي لها أحسن الألفاظ المناسبة للمعاني، بأسلوب مشوق رائع، داخل فضاء ممزوج بالحقيقة والخيال باعتبارها نص روائي يحتمل كل التوقعات والتأويلات، وتوحي لنا ببلاغة سرد فريدة مازجت بين كل تقنيات السرد، داخل ثنائيات متضادة أشبه بالمدّ والجزر، وبشخصيات ذات معاني باطنيّة تَنُمّ عن ثنائيّات متضادة. فلقد جمع السرد بيئات مختلفة عربيّة/غربيّة، وعبرت عن ثقافات متنوعة وصورت وقائع اجتماعيّة وسياسيّة واقتصادية ونفسيّة مختلفة بتقنيّة ولغة رائعة مشوقة وعبّرت عن مختلف الحِكَم والمآثر، وهذا دليل على ذهنٍ وفكرٍ وصانعٍ متمرسٍ في مجال سبك الألفاظ ومصاقبة المعاني. وبالتالي تُعَدّ هذه الرواية مكسب ثمين للمكتبات العربيّة. وكل ما يمكن قوله في الأخير، أن أطلب من الجهات المختصّة وزارات الثقافة أنّ تفرد لرواية "مرافئ الحبّ السبعة" عملاً يُمَثَل سينمائيًا تقديرًا لقلم وجهد الدكتور علي القاسمي.