أصدقاء الدكتور علي القاسمي

(صناعة المعجم التاريخي للغة العربية) بقلم أ.د. سلوى حمادة



من أهم كتب الدكتور علي القاسمي:
(صناعة المعجم التاريخي للغة العربية).
على الرغم من توفر اللغة العربية على حوالي ألفي معجم من جميع الأنواع، فإنه لا يوجد بينها معجم تاريخي يؤرّخ ظهور الألفاظ أول مرة ويعيدها إلى أصلها أو اللغة التي اقترضت منها، ويتتبع تطوّر معناها واستعمالها عبر العصور المختلفة وفي المناطق الجغرافية المتباينة التي تُستعمل فيها اللغة العربية أو استُعملت فيها مِن قبل.
ومن أجل إعداد المعجم التاريخي للغة العربية، أنشأ اتحادُ المجامع العلمية واللغوية “ هيئةَ المعجم التاريخي للغة العربية “ في القاهرة، التي عهدت إلى أحد أعضائها، الدكتور علي القاسمي، وضع الخطة العلمية لتصنيف المعجم التاريخي. وبعد أن نوقشت الخطة في جلسات متعددة وأُقرَّت، قام مؤلفها بوضعها في شكل كتاب يقع في 650 صفحة من الحجم الكبير، صدر هذا العام عن مكتبة لبنان ناشرون في بيروت.
يتناول الكتاب الخطوات العملية لتأليف المعجم التاريخي الذي قد يستغرق إعداده حوالي قرنٍ من الزمن. وأهم هذه الخطوات: تقسيم تاريخ اللغة العربية إلى عصور ( مثل العصر الجاهلي، عصر الخلفاء الراشدين والأمويين، العصر العباسي، العصر الوسيط ، العصر الحديث)، ثم اختيار المصادر الأساسية والثانوية التي تمثل جميع عصور اللغة العربية في جميع مناطقها ومختلف موضوعاتها وتخصصاتها العلمية والفنية والأدبية، ثم إنشاء مكتبة مطبوعات ورقية أصلية أو مصورة يرجع إليها الباحثون والمعجميون، ثم تكوين مدوَّنة نصية حاسوبية مزودة ببرامج تحليلية دلالية وصرفية ونحوية، ثم اختيار مداخل المعجم الرئيسية والفرعية وترتيبها طبقاً لنظام معيّن، ثم كتابة موادّها المدعّمة بالشواهد وتزويد القارئ بجميع العلومات اللغوية والثقافية والتاريخية عنها، وأخيراً كتابة المقدمة التي تتناول تاريخ اللغة العربية، وتطوّر كتابتها، ومنهجية المعجم التاريخي، وكيفية استعماله، والرموز المستخدمة فيه. ويختتم المعجم بقائمة المصادر وأسماء المساهمين في إعداده من لسانيين وحاسوبيين ومعجمين ومؤثلين ومؤرخين وغيرهم.
ويعدّ المؤلِّف، الدكتور علي القاسمي، من أبرز المعجميين والمصطلحيين العرب، إضافة إلى كونه أديباً متعدد الاهتمامات فهو قاص وروائي ومترجم. وقد سبق أن عمل منسقاً لفريق اللغويين العرب الذين ألفوا “ المعجم الأساسي العربي”، وهو رائد معاجم الاستشهادات باللغة العربية، ومن أهم كتبه الخمسين: “ علم اللغة وصناعة المعجم” ، و”المعجمية العربية بين النظرية والتطبيق”، و” علم المصطلح: أسسه النظرية وتطبيقاته العملية” و”السياسة الثقافية في العالم العربي”؛ وهو عضو في عدد من المجامع اللغوية العربية والهيئات العلمية الدولية.

مقالات ذات صلة