أصدقاء الدكتور علي القاسمي

غزالٌ يستجيرُ بفلاحٍ بقلم الدكتور علي القاسمي



غزالٌ يستجيرُ بفلاحٍ

علي القاسمينقلا عن صحيفة المثقف
في طفولتي في بلدة الحمزة الشرقي في محافظة القادسية، في الأربعينيات من القرن الماضي، لم تكن ثمة وسائل اتصال حديثة كالراديو والتلفزيون، فلم تكن الكهرباء قد وصلت بلدتنا بعد. والتسلية الوحيدة في النهار تتمثل في اللعب مع الأطفال الآخرين بالمدرسة أو في طرقات البلدة. وفي الأمسيات كان أبي وأمي يرويان لنا نحن الأطفال حكايات مسلية، ولكنّها واقعية. كانت أمي تحكي لنا عن بطولات أبناء قبيلتها خلال الثورة العراقية ضد المستعمر البريطاني، المسماة بثورة العشرين، لأنها وقعت سنة 1920. أما أبي فكانت حكاياته تدور حول دهاء البريطانيين، ومعاركهم الحربية في العراق ضد الجيش التركي العثماني، وحصار فرقة بريطانية في الكوت، وأحياناً حكايات من عمله. اليوم نسيتُ أغلبية تلك الحكايات. ولكن حكاية واحدة رواها أبي ظلّت نابضة في ذاكرتي، تراودني بين آونة وأخرى، فأشعر بمرارة وأحسُّ بالخسران. وعندما تذكّرتها اليوم تألَّمتُ، وعزمتُ على كتابتها لعلّي أتخلّص منها فلا تعودني مرة أخرى وتؤلمني. وهذه خلاصة الحكاية:
بعد أن استتب الأمر للبريطانيين في استعمار العراق، كانت ثكناتهم العسكرية منتشرة في أنحاء البلاد، وكانت المناصب الإدارية الرئيسة يتولاها بريطانيون، وكذلك القضاء، فالقضاة من بريطانيا، وكان معظمهم يجيد اللغة العربية فقد كانت الجامعات البريطانية الكبرى مثل كمبرج وأكسفورد ولندن تدرِّس اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية منذ أوائل القرن السابع عشر الميلادي. وكانت الدولة البريطانية قبل الحرب العالمية الأولى تبعث بالمُستعرِبين من الخرّيجين إلى البلدان العربية بصفة مبشرين أو رحّالة أو مخبرين لجمع المعلومات المختلفة.
ذات يوم عطلة، خرج أحد الضباط الإنجليز وحيداً للصيد في الريف العراقي، وهو يعلق بندقية الصيد على كتفه؛ وتكثر الظباء في تلك المنطقة القريبة من بادية السماوة، خاصة الغزلان، وهي أجمل أنواع الظباء. وفيما كان الضابط يحاول صيد بعض الطيور غير الداجنة، رأى غزالاً شادناً (أي صغيراً اشتد عوده وطلع قرناه واستغنى عن أمّه)، فاتجه إليه، وراح يطارده. ولم يشأ الضابط إطلاق النار عليه، فقد فضَّل أن يُمسك به حيّاً ويحتفظ به مدة في جنينة الثكنة. كان على وشك أن يضع يديه عليه لولا أن الشادن المذعور دخل كوخاً مشرع الباب.
كان الكوخ فارغاً، ليس فيه سوى فراشٍ بالٍ على الأرض، وصاحب الكوخ، وهو فلّاحٌ شابٌّ، يقف في وسطه، مرتدياً ثوبه (دشداشته) الأبيض ومعتمراً كوفيته (شماغه) وقد شدَّ خنجره بحزامه إلى جنبه. لا بُدَّ أنه كان يتأهب للخروج إلى عمله. فوجئ الفلاح بدخول الشادن وبعد لحظات دخل الضابط البريطاني محاولاً أخذ الغزال الصغير. رفع الفلاح يديه صارخاً بلغته العربية التي لا يفهمها الضابط:
ـ لا، لا، هو استجار بي، إنه دخيل.
قال الضابط الإنجليزي بلغته التي لا يفهمها الفلاح، إنه يطارد ذلك الغزال منذ مدة ومن حقِّه أن يأخذه. وعندما حاول الضابط وضع يديه على الغزال، منعه الفلاح بقوة، واشتد نقاش الطرشان بينهما، وهرب الغزال، واستشاط الضابط غضباً، واشتبكت أيديهما ونزع الضابط بندقية الصيد من كتفه، فعاجله الفلاح بطعنة من خنجره وأرداه قتيلاً.
أُلقي القبض على الفلاح ووضعت الأصفاد في معصميه واقتيد إلى المعتقل. وبعد مدَّة سيق إلى المحكمة ليمثل أمام القاضي البريطاني الذي كان يجيد اللغة العربية.
عند دخول القاضي المحكمة ألقى السلام باللغة العربية على الحاضرين، فرد الفلاح التحية بأحسن منها. وكان أوَّل سؤالٍ وجهه القاضي الى المتهم:
ـ لماذا قتلتَ الضابط؟
أجاب الفلاح بكل عفوية وأمانة:
ـ لأن الغزال استجار بي ودخل داري، والضابط يريد أخذه من داري، وسيبقى هذا عاراً عليَّ وعلى قبيلتي كلها. كيف لا أحمي غزالا صغيراً لجأ إلى داري؟ وشرحتُ للضابط ذلك ولكنه أصرَّ على اقتناص الغزال الصغير.
وكان القاضي ينصت إليه باهتمام، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة حنون، وكأنه يشجعه على الكلام. فواصل الفلاح كلامه قائلاً:
ـ لم أكن أنوي قتله مطلقاً. ولكنه القدر الذي ساق الغزال والضابط إلى داري. حاولت إفهام الضابط، ولكنه كان غاضباً وأوشك أن يستعمل بندقيته، وفي أثناء دفاعي عن نفسي، وقع ما وقع قضاءً وقدراً. وأسأل الله تعالى أن يغفر لي في الآخرة.
قال له القاضي:
ـ الإنكليز لا يفهمون اللغة العربية، ولا تقاليدكم وقيمكم. أنا أفهمك لأنني درستُ اللغة العربية وآدابها في الجامعة. وأنا أقدّر تقاليدكم وعاداتكم الحميدة. فحماية المستجير والدخيل والضيف واجبٌ مقدس في الثقافة العربية حتى قبل الإسلام. وقد أقرَّ الإسلام ذلك العُرف. وأنا لا أزال أحفظ قصيدة الشاعر الجاهلي السموأل:
تـُعيّـرنا أَنـّا قـلـيـلٌ عـديـدُنـا ... فـقـلـتُ لها: إنَّ الكرامَ قـلـيـلُ
وما ضرُّنا أنّا قليلٌ، وجارُنا ... عزيزٌ؛ وجارُ الأكثرينَ ذليلُ
ـ الحمد لله.
حمد الفلاح ربه بعد أن استوعب مجمل كلام القاضي، لأن هذا القاضي يتفهَّم الأسباب، ويعطيه الحقَّ في الدفاع عن الغزال. وقد يخفِّف الحكم، فينجو هو من الإعدام شنقاً.
أطرق القاضي برأسه برهة، ثم رفعه وقال:
ـ نظراً لشهامتك العربية وشجاعتك النادرة في الدفاع عن الغزال الصغير الذي استجار بك ودخل دارك، فإن حكومة جلالة الملك جورج الخامس، تقدِّر هذه القيم الإنسانية الأصيلة المتمثّلة فيك، وستكرّمك بصرف راتب شهري لك قدره ثلاثة جنيهات إسترلينية، وهو مساوٍ لراتب الضابط القتيل الذي لم يفهم قيمك الحقّة. وسيقوم كاتب المحكمة بتسليمك راتب الشهر الأوَّل حالاً.
لم يصدّق الفلاح ما سمعه، وشكَّ في أنه لم يفهم كلام القاضي. ولكن كاتب الضبط في المحكمة، نهض من مكانه واتجه صوب الفلاح وهو يحمل صرّة صغيرة سوداء اللون وسلّمها له. كانت ثقيلة على الرغم من صغرها. جلس وحلّ الصرة، فوجدها مليئة بالروبيات الفضية (كانت الروبية الهندية هي المستعملة في العراق أثناء الحكم البريطاني حتى استقلال العراق سنة 1932، حين صدر الدينار العراقي). لم يكُن الفلاح قد رأى روبية من قبل سوى مرَّةٍ كانت في يد شيخ القبيلة (كانت الأراضي الزراعية ملكاً مشتركاً لأبناء العشيرة وفي أواخر الحكم العثماني، أخذت الحكومة بتسجيل أرض العشيرة باسم شيخها لاحتوائه، فتحوّل أبناء العشيرة إلى فلاحين أجراء في أرضهم. وتبنى المستعمرون البريطانيون تلك السياسة فترسَّخ الإقطاع وشبه الإقطاع).
وأخيراً قال القاضي:
ـ أنتَ حرٌّ الان. يمكنك أن تعود إلى أهلك. ولكن لا تنسَ أن تأتي في نهاية كل شهر إلينا لاستلام راتبك الشهري.
خرج الفلاح حراً طليقاً غير مصدِّقٍ ما حصل، وهو يتمتم بكلمات الشكر والدعاء. وعندما وصل إلى كوخه. قعد أرضا ليعدَّ روبياته، فوجدها أربعين روبية بالتمام والكمال. إنها ثروة كبيرة في مقاييس الزمان والمكان. ففكَّر وأخذ يخطط لما سيفعله بتلك الثروة: أولاً، بناء دار جميلة له؛ ثانياً، شراء جوادٍ كريم وبندقية؛ ثالثاً، وبراتب الشهر القادم، سيخطب الفتاة التي كانت تعجبه في القرية وتغازله بعينيها دون كلام؛ وأخيراً القيام بواجب صلة الرحم ومساعدة الأقارب. حمد الله مرات عديدة على هذا الرزق الوفير.
في نهاية الشهر الثاني، سافر إلى المدينة، وتوجّه إلى كاتب الضبط بالمحكمة، وبعد السلام، أخرج الكاتب صرة سوداء وسلمها له، وطلب منه أن يطبع بَصْمة إبهامه على ورقة الاستلام، كما فعل في المرة السابقة.
عندما رجع الفلاح إلى قريته أخذ يتفقد أحوال أهل القرية وجلّهم من أقاربه، ويساعدهم. وعندما يجلس معهم كان يركن بندقيته الجديدة إلى الحائط. وبعد اكتمال الدار الجديدة التي جلب إليها الأثاث من المدينة، تقدم إلى خطبة الحبيبة، ونظم حفل زفاف بهيج، ووقف خلاله بباب الدار يستقبل جميع أبناء القرية ويرحب بهم. وتخلَّل الحفل طعام عشاء فاخر لجميع أهل القرية الذين لم يعودوا ينادونه باسمه "محمد"، بل يخاطبونه بلفظ " محفوظ"، تعبيراً عن احترامهم له. والمال يغير الإنسان وتصرفاته، ويغير نظرة الآخرين إليه أو كما قال الشاعر:
إنَّ الـدراهمَ في المواطنِ كلِّها ... تكسو الرجالَ مهابَةً وجلالا
فهي اللسانُ لمَنْ أرادَ فصاحةً ... وهي السِّلاحُ لمَنْ أرادَ قتالا
وشهراً بعد شهر، كان محمد يذهب إلى المدينة ويستلم راتبه كالعادة؛ فيزداد ثراء وفرحاً، ويواصل مساعداته لأهل قريته، وتعلَّم القراءة والكتابة. وأصبح شيخ القرية، برضا الجميع بمَن فيهم الشيخ السابق. ولم تمضِ تسعة أشهر على زواجه حتى وضعت زوجته مولودها البكر ذكراً. فنظم محمد في اليوم السابع لميلاد الطفل حفلاً بهيجاً حضرته القرية كلها.
بعد مرور حوالي سنة على استلامه للرواتب الشهرية السخية، سافر إلى المدينة كالعادة لاستلام راتبه الشهري من كاتب المحكمة. وفيما كان يسلِّم على الكاتب، تقدم نحوه شرطيان، أمسكا به ووضعا الأصفاد في معصميه، وهو في غاية الدهشة والاستغراب. وعندما ألحفَ في السؤال عن السبب، أخبروه بأن القاضي سيشرح له.
أودعوه في المعتقل، وظل ينتظر على أحرّ من الجمر مقابلة القاضي، وبعد ثلاثة أيام اقتادوه إلى المحكمة وأدخله شرطيان وهو مصفَّد اليدين القاعة في انتظار قدوم القاضي.  وأخيراً دخل القاضي البريطاني نفسه، واتخذ مجلسه المعتاد وراء المنصة. ونظر إليه وقال:
ـ حكمتْ عليك المحكمة بالإعدام شنقاً حتى الموت عقاباً لك على جريمة القتل التي اقترفتها بحق الضابط الإنكليزي.
سكتَ القاضي قليلاً ثم استأنف كلامه قائلاً:
ـ والآن لا بُدَّ أنك تتساءل لماذا لم أحكم عليك بالإعدام بعد الجريمة مباشرة في جلسة المحكمة قبل أكثر من سنة. والجواب: لأن الحكم يومذاك سيكون منافياً للعدل؛ فحياتك آنذاك لم تكن مساوية لحياة القتيل. فذلك الضابط كان يملك داراً جميلة في بريطانيا، وله زوجة شابة، وعندهما ابن صغير، وله رصيد هام في البنك، وكان على رأس فصيلة عسكرية. أما أنت فلم تكن تملك شيئاً، وحيداً فريداً، لا زوجة تنتظرك في المساء، ولا ابن صغير يفرح برؤيتك ويلاعبك وتلاعبه، ولا أحد يعتمد عليك أو يهتم بك. لو أعدمناك آنذاك لما خسرتَ كثيراً. أما الآن فحياتك تساوي حياته تقريباً، وستكون خسارتك مقاربة لخسارته. والحكم عادل.
ثم ضرب القاضي بمطرقته على المنضدة التي أمامه وقال " خُتمت الجلسة"، وغادر القاعة.
***
قصة قصيرة:
بقلم: علي القاسمي

  (23)
  1.  
صباح الخير.
انها قريبة جدا من شكل الحكاية التي اعتادت القصة الاوروبية على تدوينها منذ منتصف القرن ١٧ و حتى نهايات القرن ١٨. ان لم تكن هي شديدة التسلسل و الوضوح مثل احدى حكايات الديكاميرون.
احياء تقاليد الحكاية الشفوية بالتدوين هاجس من هواجس التجربة الروائية الحديثة.
لفت انتباهي امران.
الحقد في توجيه دفة الأحداث. و هذا شيء مستغرب على القضاء الانكليزي. فالقضاء لديهم على وجه العموم نظيف.
انما هو له علاقة بالقضاء السياسي ( مثل المال السياسي) و الحالة تشبه حادثة دنشواي و تحميل الضعيف ذنب القوي.
الأمر الثاني الروبيات. كان للهند تأثير قوي في كل حياة العرب و بالأخص ممالك و امارات النفط المعاصرة. و قد سجلت ميسون القاسمي (من الشارقة) صفحات من تاريخ صيادي اللنلؤ الاماراتيين في روايتها الاستثنانية (في فمي لؤلؤة). و هي مزيج من هذه الحكايات مع تقاليد الرواية الغربية. و علاقة الشرق بالغرب. و الاهم علاقة شعوب الشرق ببعضها بعضا. و تدحرج صخرة سيزيف من القديم الى الحديث. يعني من اعلى السفح الى أوله.
انها قصة حكائية جميلة. قصة افكار و احداث و ليس شخصيات و حوار.
صديقي العزيز العالم الأديب الدكتور صالح الرزوق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فأشكرك على إطلالتك الكريمة على قصتي، وقد أسعدني حضورك حقاً.
من دراساتي في نشوء القصة في أوربا، علمتُ أنها نشأت بعد احتكاك الأوربيين بالعرب المسلمين أثناء الحروب الصليبية في المشرق، وفي الأندلس في الغرب. كما أن الشعر الأوربي، خاصة الإنجليزي، أخذ القافية من الشعر العربي فقد كان قبل ذلك حراً بلا قافية.
تمنياتي الطيبة لك بالصحة والسعادة والخير.
محبكم: علي القاسمي
قصة جميلة تحكي واقعة أيام الحتلال البريطاني للعراق
بلغة سردية عالية المستوى . تحية تليق د. علي القاسمي
ودمت في رعاية الله وحفظه
االشاعر التربوي الأستاذ تواتيت نصر الدين
أشكرك جزيل الشكر على تفضلك بالتعليق الكريم على قصتي القصيرة.
أنا سعيد بأن القصة أعجبتك.
أسأل الله لك موصول الإبداع وموفور الصحة ..
معزّكم: علي القاسمي
  1.  
عجيب !
كلما أحاول القراءة لك تنثال أمامي صور وأخيلة ومثيولوجيات
ولا أنسى براعتك في التصوير، وحتى لا أحكم ،، مازلتُ أستمتع بالقراءة ورسمك لمناخات محببة
إذن انتتظرني إذا سمحت
صديقي العزيز الشاعر المبدع الأستاذ سامي العامري،
شكراً جزيلاً على مرورك الكريم على قصتي القصيرة.
أنا سعيد بقولك إن قراءة نصوصي تزودك بصور بلاغية وميثولوجيات. فمن موصفات الأدب الجيد، شعراً أو نثراً، إيقاظ رغبة القارئ في الكتابة.
محبكم: علي القاسمي
الأخ الودود والصديق الصدوق الأديب والمفكر الكبير الدكتور علي القاسمي حفظكم الله ورعاكم:
تحية من القلب الى القلب ، وأسعد الله صباحكم بالخير ودوام الصحة والعافية ، وان يحفظكم الله من كل سوء ومكروه أنت والأهل ايها الأخ والحبيب ، وتحية إجلال واكبار لقامتك وعطاءاتك الخيرة التي لا تتعدى حدود الأنسان وكرامته وعزته وامانيه وطموحاته ، ومعاناته ، وكل ما يخصه في حياته ومماته ..
أخي الحبيب دكتور علي والله والله والله اقولها حقّاً حقّا ، وصدقاً صدقا ، انّي عندما ادخل فضاءات روحك واقرأ نبضات قلبك التي تنثرها حروفا وصورا ، ابكي ، ثم أبكي ، ثم تحجب الدموع عيناي ، فلا أستطيع رؤية الذي اريد قراءته بكل شوق ولهفة ، ولكني لا أعرف ما سبب بكائي ، أهو بتأثري بما تكتبه ،لما تحتويه من عمق المضمون وبعده الأنساني ، وجمالية الأسلوب في الشكل والصياغة، أم أن بكائي ودموعي هي بفعل محبتك أخاً وانساناً وأديبا تتفجر طاقات إبداعه من عمق براكين مشاعره وأحاسيسه الأنسانية ، وطيبة قلبه التي لا توصف بحروف..!
نعم أخي وحبيبي دكتور علي ، انك كما قلت في مقدمة ما كتبته بخصوص هذه القصة ، " ولكن حكاية واحدة رواها أبي ظلّت نابضة في ذاكرتي، تراودني بين آونة وأخرى، فأشعر بمرارة وأحسُّ بالخسران. وعندما تذكّرتها اليوم تألَّمتُ، وعزمتُ على كتابتها لعلّي أتخلّص منها فلا تعودني مرة أخرى وتؤلمني. وهذه خلاصة الحكاية: " فانك عزيزي دكتور علي أردت التخلص منها ، ورميها بعيدا عن ذاكرتك ومشاعرك وأحاسيسك لما لها من أثر مؤلم وموجع ، فأقول صدقا أنك ربما ظننت أنك رميتها ، ولكنها محال محال أن تُرميها بعيدا بعيدا عنك ، وهل يُرْمى ما نُقِشَ على حجر ؟!!
نعم أخي أنك رميت بعض لهيب حرارتها ، وتوهج معانيها ، فكان من حسن حظي ونصيبي أن يقع ما رميته في قلبي ، لأن الذي رميته أخي دكتور علي هو روح الأنسانية وتوقد الخير والعطاء فيها ..
فألف ألف شكر لرميتك التي أهديتني بها مشاعر صدق ،وزدتني إحساساً بالأنسانية ودفء طاقتها المحببة الى نفسي وقلبي وروحي ومشاعري واحاسيسي ، فتخلّل دفء تلك الطاقة الأنسانية الخلاقة قلبي عبر كل مسامة في بدني ..
محبتي بحجم روحك وعطاءاتها
أخوك المحب:ابراهيم
أخي العزيز وصديقي الشاعر الأديب الفنان الدكتور إبراهيم الخزعلي
لقد تأثرتُ غاية التأثر برسالتك الأخوية العاطفية جداً.
أنا أفهم سبب بكاء الموهوبين أمثالك، فهم شديدو الحساسية مرهفو الإحساس، والبكاء يطفئ بالدمع بعض لهيب العواطف المتأججة في أعماقهم.
عندما أقدمتُ على كتابة روايتي " مرافئ الحب السبعة" كانت خطوطها العريضة جاهزة في ذهني؛ فكنتُ أتصوَّر أنني سأنهي كتابتها في بضعة أسابيع، ولكنها أخذت مني عشر سنوات. لماذا؟ لأنني كنتُ كلما جلستُ إلى منضدتي للكتابة ورحتُ أنشدُ عباراتي بموسيقاها الداخلي، وأنا أنوح وأتمايل يميناً ويساراً، اغرورقت عيناي بالدموع، ولم يعُد في وسعي أن أكتب ما أريد أو أرى ما أكتب، فأتوقّف عن الكتابة وأؤجلها. وهكذا.
أسأل الله تعالى أن يحفظك ويمتّعك بالصحة والسعادة والخير العميم ويجعل من الفرح رفيقك في حلّك وترحالك.
محبكم: علي القاسمي
  1.  
القصة جميلة بأحداثها المدهشة وبلغتها ذات الأسلوب القصصي الذي يرتقي إلى مصاف الكتاب العالميين
فالقصيدة تركز على فكرتين رئيسيتين
أولهما الوفاء للقيم المتثلة بإجارة الدخيل
وثانيهما فكرة الدهاء في توقيت إصدار الأحكام
إنّها قصة تثير الدهشة والإستغراب
وإثارة الدهشة والتشويق عامل مهم في السرد القصصي
ولا تكاد تخلو منه القصص والحكايات التي ورثناها عن أجدادنا
كحكايات ألف ليلة وليلة والزير سالم وغيرها
الأستاذ الأديب القدير الدكتور علي القاسمي
نشكرك على هذه القصة المشوقة
  1.  
عزيزي الأديب المتألق الأستاذ علي حسين ،
أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الطيبة السخية التي تنمّ عن روحك الزاخرة بالمحبة والحق والجمال.
وأغتنم هذه الفرصة لأزجي لك التهاني من القلب على صدور كتابك الرائع الماتع "سؤال الحب" الذي نفتخر به نحن الكتّاب العراقيين، والذي منحتني قراءته متعة حلوة المذاق.
أطيب التمنيات لك بالصحة والسعادة وموصول الإبداع.
معزّكم: علي القاسمي
  1.  
العلامة الاديب
ليس بالقول الجديد بأن العلامة ينهج في اسلوبية الفن الحديث والمتطور في فن القص , يعتمد على منهجية اسلوبية يتميز بها بشكل مرموق في التألق في الابداع في السرد وعوالمه وتقنياته في الحبكة الفنية المدهشة في البساطة والعمق . بما تملك من خلفية تعتمد على مميزتين بالغة الروعة . هي جمالة الحكاية السردية البسيطة والواقعية من معايشة الواقع وتجاربه الحياتية . والخصلة الثانية بأن الحكاية الشعبية تستند على منطلقات فكرية في جمالية الرؤى والرؤية المنبثقة من طيات النص السردي . هذا يؤهل الحدث السردي ان يرسم صورة الحياة الواقعية والشعبية من عدة زوايا مختلفة بالتصوير والوصف المدهش . وبالتالي رسمت لوحة حياتية متكاملة تشد القارئ بالتشويق والمتعة المرهفة . استطيع ان اقول على هذا المنحى والنهج السردي يصب في منصات الواقعية السحرية . رغم ان هذا الاسلوب يخص العالم الروائي ومنطلقاته المتعددة الجوانب . لكن هذا الحدث السردي , او الموضوع الاساسي في حبكة السرد احتضن الواقع العراقي من مختلف الزوايا أبان الاحتلال البريطاني ودلالات هذا الاحتلال , وما يحمل الاحتلال من تصور للبلد المحتل في عاداته وتقاليده الموروثة والمتوارثة . لذلك النص السردي رسم عدة قضايا مهمة وحيوية من الواقع العراقي أبان الاحتلال البريطاني . رسم صورة حياة العائلة وحكايات الاهل التي تبقى راسخة في اعماق ذهن الطفل حتى تصاحبة طوال عمره المديد . رسم الواقع الشعبي بصورته الحقيقية آنذاك . رسم صورة العادات والتقاليد المتوارثة وتأثيرها على سايكولوجية الفرد وبالنسبة الى الدخيل في حمايته حتى على جثته . رسم صورة الاحتلال وتعامله بالاحداث اليومية . التي تسير في اتجاهين العنجهية , التفهم الذكي . في محاولة لفهم واقع المستعمرة في سبيل التكيف مع مردودات الواقع الاساسية , رسم صورة العدل والقضاء المستعمر واستخدامه بذكاء وروية ونفس طويل . رسم صورة انتقال الفرد من حالة التشرد الى حالة الجاه والبذخ المفرط . ولكن دلل على ان البذخ والجاه العالي لن يوم , مثل حالة الاحتلال لن تدوم . واستخدام الذكاء في القرارات المهمة . كان يمكن اعدامه اول الامر , ولكن سياسة الاحتلال الذكية , تعرف كيف تصدر القرارات ( ولا أحد يعتمد عليك أو يهتم بك. لو أعدمناك آنذاك لما خسرتَ كثيراً. أما الآن فحياتك تساوي حياته تقريباً، وستكون خسارتك مقاربة لخسارته. والحكم عادل. ) . هذا الابداع الجميل والمتشوق نقلنا من حالة الى حالة اخرى في براعة مدهشة في التعاطي والتناول , بعناوينها الكبيرة وفي رؤيتها الفكرية الثاقبة . بهذه بانوراما الحدث , الذي يصب في ضفاف الواقعية السحرية في منطلقاتها العامة , بأن الحدث السردي احتضن عدة منصات متنوعة , في تلك المرحلة بالتوثيق التاريخي , والرؤية الفكرية التي تمددت على احداث النص السردي . كانها اعطت صورة تسجيلية الواقع والحدث آنذاك , اي النص وخلفيات النص
تحياتي ايها الصديق العزيز والمبدع الكبير
أخي الحبيب المفكّر الأديب الأستاذ جمعة عبد الله،
كلما أقرأ لك أشعر بهيبة النقد ووظيفته الخطيرة، فكتاباتك لا تساعد القارئ في ترقية تذوّقه للنص فحسب، وإنما توجّه كذلك مدارك الكاتب نفسه لاتجاهات وتقنيات نقدية معينة، سيسعى إلى استثمارها في كتاباته المقبلة. وهذه المقدرة النقدية الفائقة هي ثمرة ثقافة واسعة عميقة لديك.
لا أدري كيف أشكرك على إخوتك ووفائك وسخائك، أيها الناقد الكبير، فأنت لا تتوخى الشكر والثناء، بل تكتب لأنك إنسان ذو رسالة نبيلة سامية.
مع خالص محبتي وصادق احترامي.
معزّكم: علي القاسمي
  1.  
النص المنشور للدكتور علي القاسمي، يحتوي في الحقيقة على قصتين جميلتين،
صاغتهما يراع قاص بارع ، متمكن في اسرار هذا الفن الجميل، اقصد القصة القصيرة،
التي لا تزال لها كتاب مبدعين، ومتلقين معجبين بها، القصة الآولى، وإن خلت من العنوان،
فهي قصة عن الزمن الجميل، ترتبط بالثانية بخيط استعادة الماضي من عالم النسيان،
والبحث عنه في الذاكرة.
في ذاكرتي قصص خيالية كانت ترويها والدتي يرحمها الله، وقد ضمنت في الرواية التي
نشرتها المثقف مسلسلة في حلقات، واحدة من قصصها الخيالية الجميلة،
القصة الثانية
التي رواها الدكتور علي عن والده، وحسن فعل حين تذكرها، لنقرأها، قصة ماتعة، ذات مغزى جميل.
شكراً للأخ الدكتور علي الذي اتحفنا بهذه القصة، التي كسرت الضجر الذي
نعيشه هذه الأيام بسبب الإنزواء في بيوتنا، دم اخي بصحة وسلامة
أخي العزيز القاص الروائي الأديب الأستاذ صالح البياتي
أشكرك من القلب على تكرمك بالتعليق على قصتي وتحليل بنيتها، بما لك من خبرة رائعة في كتابة السرد، قصة ورواية.
أتفقك معك أن العناية بحكايات الآباء والأمهات وجمعها وتدوينها عمل في غاية الأهمية على الصعيدين الأدبي والاجتماعي. ولقد اضطلعت الشاعرة المغربية الرائدة الأستاذة مالكة العاصمي، بجمع حكايات أمها وجدتها في مجلد كبير مع دراسة إنتربولوجية هامة عن تلك الحكايات.
حفظك الله ورعاك وألهمك الإبداع والهناء.
محبّكم: علي القاسمي
مرة أخرى يفاجئنا الدكتور علي القاسمي بقصة تعد قصيرة في معايير تصنيف الأدب الحديث لكنها باذخة في سردها وأحداثها الماتعة وأجوائها الغرائبية. لقد استمعت بقراءتها أيما استمتاع، ولا أخفي أني عادة ما أستطيع توقع نهايات كثير من القصص المبنية على نهايات مفاجئة، بيد أني لم أكن أتوقع هذه النهاية العجيبة التي تمتزج فيها الخيبة والظلم والبشاعة والمرارة. كل الشكر للدكتور الكبير، وأسأل الله أن يمتعه بالصحة ويدثره بالعافية.
أخي العزيز وصديقي الكريم الدكتور كيان أحمد حازم
أشكرك من القلب على إطلالتك البهية على قصتي القصيرة، وعلى كرم تشجيعك لي ولطف ثنائك عليها.
يرى بعض النقاد من أصحاب نظرية التلقي أن الأدب الجيد هو الذي يخيّب توقُّع القارئ، كما تعلم، وأنا لست من هذا الرأي، ولكن أعجبني ما تفضلتَ به عن نهاية هذه القصة.
حفظك الله ورعاك ومتعك بالصحة والهناء، وألهمك الإبداع وأدام عطاءك الوفير.
محبّكم: علي القاسمي
  1.  
بالمناسىة أنا عندي مجموعة قصصية مطبوعة منذ سنوات وهي على لسان الحيوان بعنوان النهر الأول قبل الميلاد ـــــــــ تقبل فائق تحياتي
  1.  
قصة تسرد خبث ولؤم العدو وتخطيطه للانتقام بأسلوب بشع لا إنساني... وفيه دلالة على حكم هذا القاضي لا يعير قيمة للقيم الإنسانية النبيلة التي يعتز بها العربي منذ الجاهلية .... بالرغم من معرفته ما تمثله هذه القيم لأهلها من الدفاع عن المستجير ... تحيتي لعالمنا الكبير الدكتور علي القاسمي على سرد القصة الواقعية التاريخية لتكون رافدا من روافد الثقافة والأخذ بالعبرة والاحتراز من خداع عدوك مهما أبدى الليونة والابتسامة الماكرة.....
صديقي وشاعري الأثير الدكتور أكرم جميل قنبس
أشكرك على مرورك الكريم على قصتي القصيرة.
وكما تعلم، فإن القيم تختلف من مجتمع إلى آخر، وحتى إذا اتفقت القيم فإن ترتيبها على السُّلم القيمي يتباين من ثقافة إلى أخرى.
حفظك الله ورعاك وألهمك الشعر الرائع يومياً.
محبّكم: علي القاسمي
تحياتي وتقديري دكتورنا العزيز علي القاسمي..استمتعت بالحكاية شكلا ومضمونا...في الحقيقة كنت اعتقد أن الحكاية ستقف عند النهاية السعيدة لكن ما أعطى للحكاية طابعها التشويقي هو ما طرأ من أحداث بعد ذلك...حينما سيكون الحكم القضائي الاول بمثابة خدعة...اما الحكم النهائي فكان هو الإعدام شنقا..فلا مجال للثقة في محتل غاشم كيفما كان...مهما تظاهر بعكس ما يبطن..ذلك هو الدرس البليغ المستفاد من الحكاية...شكرا دكتورنا العزيز. دام تألقك
أخي وصديقي الناقد الأديب الكبير الدكتور عبد المالك أشهبون
إن حضورك معي موضع فخري وسروري.
في الحقيقة، أنا لم أتوخَ استخلاص عبرة أو درس من هذه الحكاية الواقعية، وإنما حاولتُ أن أرويها كما وعيتها وتذكرتها من الوالد رحمه الله. ربما كان هو يعطينا درساً، دون أن يستخلص العبرة بنفسه، تاركاً ذلك لنا.
أشكرك جزيل الشكر وأسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويمنحك الصحة والهناء لمزيد من الأبداع والعطاء.
معزّكم: علي القاسمي
  1.  
سرد جميل وأسلوب كمركب ذلول يسمح للقارئ المسافر عبر السطور بإكمال القصة وقد تدثرت بالحكي والوخز وبأشياء موغلة في ماضي العروبة ، هذا الماضي الشبيه بالغزال الشادن الذي لا زال يختبئ في حياضنا خائفا مستجيرا....
فتحية إجلال وإكبار للدكتور الأديب علي القاسمي على إبداعاته الثرة المتنوعة التي نجد فيها المتعة والثقافة والعلم والمعرفة . حفظكم الله .
ذ فرح الشعرة.
عزيزتي الأديبة المتألقة الأستاذة فرح الشعرة
شكراَ على إطلالتك البهية على قصتي القصيرة وكلماتك الطيبة في الثناء عليها.
إن ما تعربين عنه من مشاعر نبيلة وأحاسيس جميلة تجاه الثقافة العربية التي تتمثلينها خير تمثيل، تجعلني أسميك فرح الشاعرة.
حفظك الله ورعاك، وجعل الفرح رفيقك، وألهمك الإبداع، وأكثر منك العطاء.
علي القاسمي

مقالات ذات صلة