أصدقاء الدكتور علي القاسمي

علي القاسمي: مادموزيل كوليت لابيتش

 


علي القاسمي: مادموزيل كوليت لابيتش

علي القاسمينقلا عن صحيفة المثقف



وبمرور الوقت، توثَّقت علاقتنا، وأستطيع القول إنّنا ـ أنا والآنسة كوليت ـ أصبحنا صديقيْن حميميْن، يبوح أحدنا للآخر ببعض أسراره. وذات مساء، كنا جالسيْن في شرفةِ شقَّة كوليت المطلَّة على البحر، وقد اتشحت السماء بثوبٍ فضفاض رمادي اللون، وانعكس لونها على البحر فأمسى مكفهرَ الوجه مزبداً مرعدَ الأمواج. وكانت كوليت، على غير عادتها، صامتةً تطيل النظر إلى سطح البحر من بعيد. افتقدتُ ابتسامتها الحلوة الأخاذة وطلَّة أسنانها الناصعة البياض، فقد كانت غيوم الأسى مخيمةً على كيانها كلّه: على ملامح وجهها الجميل، على عينيها الزرقاويْن الواسعتيْن، على شفتيْها الورديتيْن المرتعشتيْن، وعلى صوتها الذي تخنقه انفعالاتُها العميقة عندما تكلّمت وهي تغالب دموعاً ترقرقت في عينيها الناعستين في تلك اللحظة. لعلَّ أمراً حدث ذلك اليوم، وعزمتْ على أن تفضي إليَّ بأحزانها للتخفيف منها. قالت:

ـ " كنتُ طالبةً جامعيةً في ربيع العمر في باريس، والتقيتُ بأحد طلاب الجامعة، ووقعنا في الغرام من النظرة الأولى. (كلُّ شيءٍ في باريس يدعوك للحبّ وأنتَ في ريعان العمر). سحرني بشخصيته الجذابة، ولطفه، واهتمامه بي. وكان مشبَّعاً بالثقافة الفرنسية، فقد كانت أمُّه فرنسية، أمّا أبوه فلبنانيٌّ. ومضت سنواتٌ ونحن في حلم جميل، وكنتُ أساعده مادياً ومعنوياً؛ وأعطيته كلَّ ما وسعِ فتاةٍ أًن تهَب حبيبها. ومركزي للتجميل في باريس يدرُّ عليَّ الربح الوفير. وذات يوم، فاجأني ليخبرني بأنَّه عزمَ على العودة إلى بيروت. وكان جوابي حاضراً لا يحتاج إلى تفكير:

ـ "سأذهب حيثما تذهب، فليس ثمّة معنى لحياتي من دونكَ."

ابتسمَ ولم يعترض على ما قلتُ.

وغادر هو فرنسا إلى بيروت، وبقيتُ أنا بعض الوقت في باريس لترتيب أمر مركزي للتجميل ثمَّ انتقلتُ إلى بيروت لأفتح أكبر مركز للتجميل فيها.

في البداية كان يلتقي بي مرَّة في الأسبوع متعلِّلاً بانشغاله في العمل. ثمَّ أخذت زياراتُه تقلُّ تدريجياً. وعندما يراني، يأخذ في الشكوى من صعوباتٍ ماليةٍ تواجهه، ويطلب مني بلطف أن أقرضه بعض المال. فأسرع إلى تلبية طلبه. وراحت زياراته تتضاءل والمبالغ التي يطلب اقتراضها تزداد..."

وهنا توقَّفتْ عن الكلام وهي تغالب دمعةً مكابرة. وبعد هنيهة أضافت بغصَّةٍ وأسى:

" وعندما قمتُ بشيٍء من البحث لمعرفة الحقيقة، تأكَّد لي أنَّه مشغولٌ جدّاً، ولكن ليس في عمله بل بالحفلات الصاخبة التي ينظِّمها في منزله، والنزهات اليومية التي يقوم بها مع رفيقاته على شاطئ البحر، وإنفاق الأموال التي يقترضها مني عليهنَّ".

وهنا غلبت الدموع على صوتها المتهدِّج وحبسته. ووجدتُني أقول بانفعال بصوت مرتفع مجروح:

ـ إنّه مجرّد نذل. لم يتمثَّل القيم العربية ولا اللبنانية، لا بُدَّ أنه تعلّم في مدارس أجنبية. لا تستقبليه، ولا تقرضيه أيَّةَ نقود، لأنّه لن يعيدها. لن يعيدها بتاتاً. أتفهمين ذلك، كوليت؟؟؟"

التفتتْ إليَّ، وعيناها لا تنظران في عينيّ بل إلى الأسفل، وقالت بانكسار الأُنثى، وقد انهمرت عبراتُها على خديها الأسيليْن:

ـ "أدرك ذلك. ولكنّي أحبُّه أحبُّه. وأنتَ، يا علي، هل عرفتَ الحبَّ؟ هل تفهم ذلك؟؟؟"

***

في أواسط الستينيّات من القرن الماضي، كنتُ في أوائل العشرينيّات من عمري، وأدرس في "الجامعة الأمريكية في بيروت"، حينما كانت بيروت في أجمل سنواتها، وأزهى أيام ربيعها (أو ربَّما أنا الذي كنتُ في ربيع العمر، وكانت بيروت بلا أزمات سياسية ولا اقتصادية).

وطبقاً للتنظيمات الجامعية آنذاك، ينبغي على الطالب أن يمضي سنةً على الأقل في القسم الداخلي في الجامعة قبل أن يُسمَح له بالسكن خارج الحرم الجامعي إذا كانت نتائجه جيّدة. وبعد أن أمضيتُ فصليْن دراسيَّين في القسم الداخلي المسمّى "نيومنز دورمتوري" داخل الحرم الجامعي، قرَّرتُ الانتقال ـ بناء على توصية أحد زملائي ـ إلى عمارة شاهقة لا تبعد إلا بأقل من ثلاث مئة مترٍ من الباب الرئيس للجامعة، وتقع في شارع فرعي يسمَّى شارع جان دارك يربط شارع بليس بشارع الحمراء. ودانيال بليس هو القس الأمريكي الذي أسس تلك الجامعة سنة 1866.

بعدما مشيتُ، أوَّل مرّةٍ، إلى تلك العمارة لكراءِ شقَّةٍ صغيرة لي، واجهتني في مدخل ساحةً العمارة في الطابق الأرضي، لافتةٌ كبيرةٌ كُتِب عليها بخطٍّ أحمرَ: " ملحمة جان دارك الكبرى". فتبادر إلى ذهني أنَّ الملحمة ذات علاقة بمعارك حرب المئة عام التي دارت بين الإنكليز والفرنسيين في القرنيْن الميلاديَّين الرابع عشر والخامس عشر، بسببِ مطالبةِ الملوك الإنكليز بالعرش الفرنسي، وانتهت تلك الحرب بطرد الإنكليز من فرنسا. وكانت جان دارك فتاةً فرنسيةً صغيرة ادَّعت، في ذلك الوقت، أنَّها رأت الربَّ الذي وعدها بالدعم والنصر. وفعلاً، قادت معاركَ انتصرت فيها. ولكن بعد مدَّة قُبِض عليها وسُلِّمت إلى الإنكليز مقابل المال، فحاكموها بتهمة الزندقة وأعدموها حرقاً بوصفها مهرطقة، وعمرها تسعةَ عشرَ عاماً فقط؛ فاعتبرها الفرنسيّون شهيدةً، وطوَّبتها الكنيسةُ الكاثوليكيةُ قديسةً، وكُتِبَتْ في تمجيدها الرواياتُ والقصائدُ والملاحمُ الشعرية، وأُخرِجَت عن بطولتها المسرحيات والأفلام السينمائية.

وتساءلتُ في نفسي ما إذا كانت اللافتة، " ملحمة جان دارك الكبرى"، إعلاناً عن فيلمٍ سينمائي، وأنَّ داراً للسينما تقع في هذه العمارة. فقد خشيتُ أنَّ ضوضاءَ السينما وروادِها ستؤثِّر على إقامتي في الشقَّة، ونومي، ومطالعاتي. ولهذا أَجَلْتُ النظرَ في ساحة العمارة بحثاً عن دارِ السينما المحتملة، وأخيراً وقع بصري على حانوتٍ صغيرٍ يبيع اللحم. ضحكتُ من غفلتي وقلّةِ نباهتي وعدم فهمي معنى تلك اللافتة، على الرغم من أنَّني كنتُ أدرس علم اللغة في الجامعة. بيدَ أنَّ غلطتي ربَّما كانت بسبب دقَّة اللغة العربية وغناهاً لفظاً وتركيباً. ففي المغرب مثلاً يُسمَّى الرجل الذي ينحر الشاة " الجزّار" وهو الذي ينحر الشاة، وفي العراق ينعتونه بـ " القصّاب"، وهو الذي يفصل لحم الشاة عن عظامها ويقطّعها عضواً عضوا، أمّا في سورية ولبنان فيطلق عليه اسم " اللحّام" أي بائع اللحم. وكما يقول المثل: " التعلّم في الصغر كالنقش على الحجر"، فهو ثابت ويغلب على ما سواه، فقد غلب عليَّ ما تعلّمته في مدرستي الابتدائية عن " ملحمة جلجامش"، وهي قصيدةٌ طويلةٌ جدّاً تحكي مغامرات ملك الورقاء السومري " جلجامش" للعثور على نبتةِ الخلود، ليخلِّد نفسه كالآلهة. وبعد خوض معاركَ ضاريةٍ في طريقه، وجدها أخيراً في أعماق البحر، فحملها معه بعد أن ناله تعبٌ شديد.  استراح في دربِ العودة إلى عاصمته، وأخذته غفوةٌ، فجاءت حَيَّةٌ وسرقت النبتة منه وهو نائم، واختفت في غارٍ بعيدِ الغور لا سبيل إليه. وعندما تأكَّد لجلجامشَ أنَّ الخلود أمرٌ مستحيلٌ وأنَّ قدرنا الموتُ المحتَّم، قرَّرَ أن يخلِّد اسمه بالعدل ونشر التعليم في بلاده. ولهذا كلّه فهمت "ملحمة جان دارك الكبرى" بوصفها ملحمةً شعريةً عن البطلة الفرنسية جان دارك، ولم يتبادر إلى ذهني إنَّها مجرَّد حانوتٍ صغيرٍ لبيع اللحم.

ولعلَّ الاستعمال اللغوي بتراكيبه ودلالاته، يتأثَّر بنفسية الناطقين باللغة. فنحن العرب ميّالون إلى المبالغة، مولعون بتضخيم الأمور. فدكانٌ صغيرٌ لبيع اللحم يدعوه صاحبه "ملحمة جان دارك الكبرى". وفي بلدتنا الصغيرة، حانوتٌ قميءٌ لإصلاحِ عجلاتِ الدراجات الهوائية، وقد كتب صاحبه الوحيد المدعو " عبد الله بن علي" على بابه بخطٍّ ملوَّنٍ بارِز " الشركة العالمية لإصلاح وسائل النقل لصاحبها المُعلِّم عبد الله الــعلـــي وشركائه"، وكان هذا الاسم أطول من واجهة الدكان الصغير. ويرى بعضهم أنَّنا ـ نحن العرب ـ نولي أهمَّية بالغة للأقوال لا الأفعال، وأنَّ تقاليدنا الشعرية وتعلُّقَنا بها، تعطي الأولوية للفخر على بقية الأغراض الشعرية. ويحفظ أطفالنا أفخر بيت قالته العرب، وقد ذهب بعضهم إلى أنَّه بيتٌ للشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم:

إذا بلغَ الرضيعُ لنا فطاماً ... تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا

وقال بعضهم الآخر إنَّه للشاعر الأمويِّ جرير:

إذا غضبتْ عليكَ بنو تميمٍ ... رأيتَ الناسَ كلَّهُمُ غِضابا

وزعم غيرهم، إنّه لِغريم جرير، الشاعر الفرزدق:

ترى الناسَ ما سِرْنا يسيرونَ خلفَنا ... وإنْ نحنُ أومأنا إلى الناسِ وقَّفوا

وهكذا فالمبالغة من التقاليد الشعرية العربية، على حين يرى نقّادٌ أدبيون أنَّ ذلك نتيجةٌ لنظرةِ الشعراء إلى طبيعة الشعر الذي يُقال عنه: " أعذبُهُ أكذبه".

المُهمُّ، لم تكُن هناك أيَّةُ دارٍ للسينما في ساحة العمارة الأمامية، فاكتريتُ شقَّةً صغيرةً في تلك العمارة الشاهقة، تتكوَّن من غرفةِ نومٍ واحدةٍ وحمّامٍ ومطبخ. ولكنَّ حسنَتها الوحيدة هي أنَّها تطلُّ على البحر فتبدو واسعةً اتساع البحر، فأنتَ تملك ما يقع تحت بصرك. والبحر يضفي على المكان بعض صفاته وجماله. ولهذا قال الحكماء القدماء: " جاوِر ملكاً أو بحراً".

تقع شقَّتي في الطابق الرابع عشر، ولهذا كان عليَّ أخذ المصعد صعوداً ونزولاً. وذات يوم، دخلتُ في المصعد متوجِّهاً إلى شقَّتي، وفوجئتُ بوجودِ امرأةٍ أوربيةٍ شابّةٍ داخل المصعد وهي تهمُّ بِمدِّ يدها إلى لائحة أرقام الطوابق لتضغط على الرقم الذي تريد. ضغطتْ على الرقم 14، والتفتت إليَّ وسألت بالفرنسية:

ـ أيّ طابق؟

كانت لغتي الفرنسية ضعيفة جداً، وكنتُ آنذاك أحاول تقويتها وتطويرها. ولكن من حُسنِ الحظ، كنتُ أستطيع أن أقول بالفرنسية:

ـ La même chose. نفس الشيء.

ابتسمتْ، فبدت أسنانها الناصعة البياض.

ما أدهشني في تلك السيدة أنَّ وجهها الأبيض الجميل مثل لوحةِ رسّامٍ حاذق، أبدعها بألوانٍ أخّاذةٍ تُبرِز مفاتنَ ذلك الوجه بمهارة: العينيْن الزرقاويْن، الخديْن الأسيليْن، الشفتيْن الورديتيْن. أضف إلى ذلك كلِّه، رشاقة قوامها، وجاذبية فستانها المتقن النسج، الزاهي الألوان، البديع التفصيل.

سرعان ما انفتح باب المصعد، فخرجتْ منه السيدة وأنا في إِثرها، واتجهتْ هي إلى باب الشقّة المجاور لباب شقتي. وعندما رأتني أُولج المفتاح في قفلِ باب شقَّتي، قالت بفرنسيتها الطليقة مع ابتسامة عذبة:

ـ "إذن، نحن جاران وأنت جديد هنا. سأدعوك لتناول الشاي معي ذات يوم".

فهمتُ مجمل ما قالته، ولكنَّ فرنسيتي لم تسمح لي بإجابتها، فقلت بالعَرنسية، (أي بخليط من العربية والفرنسية):

ـ Merci، إن شاء الله.

لم أعبأً بدعوتها آنذاك على الرغم من جمالها الأخاذ ولطفها البالغ، لأنَّني كنتُ منشغلاً بدراستي ولأسباب أخرى. بيدَ أنَّني بعد أكثر من أسبوع تقريباً، وجدتُ تحت باب شقتي ظرفاً في داخله بطاقةٌ مزيَّنةٌ وفيها دعوة لي لتناول القهوة معها في مساء يوم السبت التالي، وهو بداية عطلة نهاية الأسبوع في الجامعة. وفي آخر الدعوة تعبيرٌ عن أملها في أنَّ الوقت المقترح مناسب لي، وإلاّ فهي ترحِّب بأيِّ اقتراحٍ عن الوقت الملائم لي، راجيةً أن يكون بعد الساعة السادسة مساء عندما تعود من عملها. وموَّقعة من: جارتكَ كوليت.

فكّرتُ في الموضوع قليلاً. ورأيتُ أنَّ التعارف مع هذه الجارةِ الفرنسيةِ الجميلةِ، وتمضيةَ ساعةٍ أو ساعتيْن في الأسبوع معها، سينفعني في تمرين لغتي الفرنسية وتحسينها. ولهذا كتبتُ إليها بطاقةً شًاكراً ومُلبّياً دعوتها الكريمة، وتركتُها تحتَ باب شقَّتها.

في الوقت المحدِّد للدعوة، وجدتني أقف ببابها، وأطرق عليه بأصابعي، فتفح هي الباب وترحِّب بي بابتسامتها الحلوة المعهودة. كانت شقَّتها أوسع من شقَّتي بكثير، ولها شرفةٌ واسعةٌ تطلُّ على البحر، وفي الشرفة، نُصِبَ كرسيّان مريحان وأمامهما طاولةٌ مكسوةٌ بغطاءٍ حريريٍّ أبيضَ. جلسنا معاً. وحالماً اكتشفتْ أنَّ فرنسيتي لا تسمح بمحادثة مريحة، تحوَّلت إلى التحدُّث بلغةٍ إنكليزيةٍ راقيةٍ طليقة، تنمُّ عن ثقافةٍ عميقة.

اللقاء الأوَّل هو عادة للتعارف والوقوف على نوايا الأخر وإستراتيجيته وتكتيكاته، تماماً مثل الجولة الأولى في مباراة المصارعة. بالنسبة إليَّ، كنتُ أود أن أعرف مَن هي جارتي، وأسبر نواياها.  في هذه المرَّة، أرغب في الحصول على أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعلومات عنها. وفي ضوء النتائج، قد يكون لنا لقاءٌ آخر، أقترح فيه عليها الاجتماع بصورةٍ مُنتظمة، مرَّة في الأسبوع مثلاً، لنتحدث بالفرنسية فقط، مع استعدادي للقاء مرَّتيْن في الأسبوع يُخصص الثاني للحديث بالعربية لفائدتها، إذا كانت ترغب في تعلُّم العربية.

ولهذا كانت أسئلتي تتعلّق باسمها وجنسيتها وعملها ودراستها وهواياتها ومطالعاتها، وما إلى ذلك. وطبعاً ليس من اللائق أن تطرح على امرأةٍ جميلةٍ سؤالاً عن عمرها. فعمرُ المرأة سرٌّ مقدَّس من الأسرار. ولكني قدَّرتُ عمرها بقرابة ثلاثين عاماً.

كان اسمها " كوليت لابيش"، وهي فرنسية باريسية. أبوها طبيبٌ معروف يمارس مهنته في عيادته الخاصَّة بباريس. أمّا جدّها المدعو " يوجين لابيش" فهو أديب وكاتب مسرحي مشهور ما تزال كتبه تُنشَر من طرف دور النشر الفرنسية المعروفة مثل " هارمتان"، وما تزال مسرحياته تُعرَض في أشهر المسارح الباريسية مثل " لا كوميدي دي فرانس". أمّا هي فقد تابعت دراسات عليا في التجميل تشتمل على دروس طبيّة وكيمائية وتشكيلية. وقد افتتحت مركزاً للتجميل في باريس أثناء دراستها العليا، ثمَّ انتقلت به إلى بيروت قبل ثلاث سنوات، ويتهافت عليه كبار الأغنياء من اللبنانيّين لتجميل عرائسهم في ليلةِ الزفاف، عادةً ليلة الجمعة أو ليلة الأحد، ومن أثرياء العرب الذين يتَّخذون من لبنان مكاناً مفضلاً لتمضية شهر العسل أو لقضاء عطلهم، وتقوم زوجاتهم وبناتهم بزيارةِ مركزِ كوليت بالذات كلَّ ليلةٍ من ليالي الأسبوع. ولهذا فقائمة الحجز في المركز طويلة، ولم ينفع زيادة عدد المُساعِدات المتخصّصات فيه. (وهنا فهمت السرَّ في أن وجهها الأبيض كان مثل لوحة رسّام ماهر، تتعانق على ملامحه الجميلة الألوان الساحرة، ولعلَّ بياض وجهها يفسِّر مقولة العرب: " البياض نصف الجمال" لأنه يسمح بالتجميل).

لم تكُن المعلومات التي حصلت عليها تعني لي كثيراً، فالجمال الخارجي لا قيمة له عندي يومذاك، بل حتى اليوم. وجدُّها " يوجين لابيش"، لم أسمع باسمه مطلقاً. ولكن بعد أكثر من ثماني سنوات، عندما رحلتُ إلى باريس لدراسة اللغة الفرنسية وحضارتها في السوربون، لمستُ عن كثب، مدى أهمّية الجمال ومكانته في الثقافة الفرنسية، فهو بمثابة القلب فيها: جمال الإنسان، جمال الأزياء، جمال العمارة، جمال الحدائق، جمال الطبخ، جمال العطور، جمال الفنون على اختلافها: الشعر، الموسيقى، المسرح، الرسم، النحت، إلخ. كلُّ شيءٍ في الوجود له جماله الخاصّ وجاذبيته وسحره؛ تقف عليه وتنفعل به وتتفاعل معه بإحدى الحواس الخمس: حاسة البصر، أو حاسة السمع، او حاسة اللمس، أو حاسة الشم، أو حاسة التذوق، أو بهذه الحواس كلِّها مجتمعة؛ أو من دونها، حيث تعمل حاسةٌ سادسةٌ داخلية.

وفي أثناء دارستي في السوربون بباريس تعرّفتُ على جدّها " يوجين لابيش" (1815-1888)، فقد كان من أشهر أدباء فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حتى أنه انتُخِب عضواً في "الأكاديمية الفرنسية" التي يُطلق على أعضائها اسم " الخالدين". وقد أبدع هذه الأديب كثيراً من المسرحيات، عندما كان المسرح متربعاً وحده على عرش الترفيه في أوربا، ولمّا ينافسه بعد التلفزيون ولا السينما ولا الحاسوب ولا الشابكة. فقد كتب يوجين لابيش أكثر من 175 مسرحية، ليس بمفرده بل مع كتّاب متعاونين آخرين، وله قرابة 8 مسرحيات كتبها وحده. وتخصَّصَ لابيش في نوعٍ من المسرحيات الهزلية يُسمى (فوديفيل) التي ليس لها أغراضٌ نفسيةٌ ولا خُلُقية، وقد تتخّللها أغانٍ ورقصاتُ باليه؛ وكذلك ألَّفَ مسرحيات من نوع " ملهاة السلوك " وهي نوع من المسرحيات الهزلية التي تتناول العادات الاجتماعية للطبقة الأرستقراطية في الحديث واللبس والأكل وغير ذلك..

وخلال القرن العشرين، عُرضت بعض مسرحيات يوجين لابيش المشهورة مثل " رحلة المسيو بريشون" و"قبعة إيطالية من القش" و "شاب مُستعجِل". وفي سنة 1964، وقبل شهر من لقائي الأوّل بحفيدته، كوليت لابيش، نشر الأديب الفرنسي فيليب سوبولي، كتاباً بعنوان " يوجين لابيش: حياته وأعماله". وأثناء دراستي في باريس، كنتُ أذهب في نهاية كل أسبوع تقريباً إلى ساحة كنيسة دي لا مادلين، حيث يوجد كشك لبيعِ تذاكر المسرح لتلك الليلة، التي لم يتمَّ بيعها أو حجزها، وذلك بنصف ثمنها الأصلي. وكانت عيناي بغير إرادة مني تبحث عن مسرحية ليوجين لابيش. وقد وُفِّقتُ في ذلك مرَّة أو مرتين، على ما أذكر.

في لقائنا الأوَّل، سألتني الآنسة كوليت عمّا أحبُّ أن أشرب ذلك المساء: الشاي أم القهوة. ومع أنَّ الغالبية العظمى من الرجال الفرنسيين يتناولون القهوة عادة، فقد اخترتُ الشاي، لا لأن العرب الذين اكتشفوا القهوة أوَّل مرّة وحوّلوها إلى مشروب عالمي، أخذوا يفضِّلون الشاي على القهوة، عندما وصلهم الشاي قبل مئة وخمسين سنة تقريباً. ويعود ذلك على الأكثر إلى أنَّ القهوة تحتوي على كافيين أكثر من الشاي بثلاث أو أربع مرات، وكنتُ أخشى أن يهرب النوم من جفوني في تلك الليلة. بعد لحظات جاءت الآنسة كوليت بصينية فيها فنجانان وصحن مكسّرات.

انتهى اللقاء بابتساماتٍ متبادلةٍ وبدعوةٍ مني للآنسة باللقاء في الأسبوع التالي في نفس الوقت، مُخيّراً إياها إمّا في شقتي أو في مقهىً على البحر. فقبلت الدعوة مفضلةً أن يكون موعدنا في شقتي، "فذلك أسهل لنا معاً"، كما قالت الآنسة كوليت (في تلك السنوات كان الفرنسيون يحترمون التفرقة بين آنسة وسيّدة "مادموزيل ومدام"، أمّا اليوم فلا فرق).

وهكذا تكرَّرت لقاءاتنا مرَّةً في الأسبوع، بالإضافة إلى رؤية أحدنا الآخر مصادفةً في مدخل العمارة أو في المصعد أو في الطابق الرابع عشر من بناية جان دارك.  ولم أطرح عليها فكرة تعلّمي اللغة الفرنسية مقابل تعليمها العربية، لأنَّ محادثاتنا دلَّتني على أنَّ الآنسة كوليت ليست في حاجة إلى بذل الجهد وتضييع الوقت لاكتساب اللغة العربية. فجميع مَن يتعاملون معها أو يلتقون بها يتكلمون الإنكليزية أو الفرنسية، ويتباهون بذلك. فنحن العرب مصابون بما يسميه بعضهم بـ "عقدة الخواجة"، أي عقدة نفسية تدفعك إلى تفضيل الأجنبي على الوطني، لأنَّنا نشعر بأن الأجنبي هو دائماً أفضل وأجمل من الوطني، سواء أكان هذا الأجنبي شخصاً أو لغةً أو منتوجاً. فالشقراء عندنا ـ نحن العرب ـ أكثر جاذبية من السمراء حتّى لو كان الأوربيون يميلون إلى السمراء أكثر. وسفراؤنا يتباهون بإلقاء خطاباتهم في مؤتمرات المنظَّمات الدولية بلغةٍ أجنبيةٍ، على الرغم من أنَّ العربية لغةٌ رسميةٌ في تلك المنظمات، وعلى الرغم من أنَّ كبار علماء اللسانيِّين الغربيِّين يؤكّدون أنَّ العربية هي أرقى وأطول عمراً وأقوى نظاماً صوتياً وصرفياً وكتابياً من جميع لغاتهم. بيدَ أن جهلنا بذلك أو سلطان " عقدة الخواجة" النفسية المتجذّرة في أعماقنا، يحول دون استعمالنا لغتنا الوطنية. بيدَ أنَّ الآنسة كوليت لم تتردَّد يوماً في مساعدتي فيما يشكل عليَّ من اللغة الفرنسية؛ وتفعل ذلك بكلِّ أريحيةٍ ورحابةِ صدر، وكأنَّه جزءٌ من واجبها الوطني أو الشخصيّ.

بعد انتهاء دراستي في الجامعة الأمريكية في بيروت، غادرت لبنان للدراسة أو العمل في بلدان أخرى، ولم أتواصل مع الآنسة كوليت. فالمكان مثل الزمان، يفرض على الإنسان، علاقاتٍ مختلفةً واهتماماتٍ جديدةً. وقد أصاب إنشتاين في دمجهما في مفهوم واحد يطلق عليه "الزمكان".

مرَّ أكثر من نصف قرن من لقائي مع كوليت، حين شعرتُ بأنني مستعدٌ للكتابة عنها. فكثيرٌ من الكُتّاب لا يستطيعون الكتابة حالاً عن الأحداث التي تقع لهم في حياتهم، بل لا بدّ أن تمرَّ عليهاً مدّةٌ طويلةٌ لتختمر في أعماقهم. ربَّما أردتُ أن أكتب عن كوليت،  لأن أعمالي السردية أخذت تُترجم إلى الفرنسية بفضل صديق مترجم اسمه مصطفى شقيب يتسم بالكرم المغربي، وصديقة فرنسية تتولى مراجعة الترجمة هي الدكتورة ماري ـ إيفيلين لو بودر، أستاذة الأدب المقارن في جامعة غرناطة في الأندلس.

خطرَ لي أنَّه يُستحسَن الاتصال بالآنسة كوليت واستئذانها في نشر ما كتبتُ عنها. فرحتُ أبحث في الشابكة عن عنوانها، وسرعان ما ظهرت صفحات عديدة عن دار أزياء عالمية في باريس تحمل أسم " دار أزياء كوليت لابيش". وهذه الدار تعمل في تجارة الأزياء والأحذية والحقائب الجلدية النسائية ومواد التجميل وما إلى ذلك.  وقد عثرتُ على مقالات كثيرة عن هذه الدار في مجلة "فوغ" Vogue الفرنسية المتخصِّصة بالأزياء النسائية ومواد التجميل،  وكذلك في مجلة " لو بوان"  Le Point الفرنسية الواسعة الانتشار، أعطتني انطباعاً بأنَّ " دار أزياء كوليت لابيش" هي من دور الأزياء الفرنسية الكبرى مثل كريستيان ديور وإيف سان لوران. وفي فرنسا التي تحتفي بالأسماء اللامعة في عالم الثقافة، تسعى بعض دور الأزياء الجديدة إلى حمل أسماء بعض المشاهير كما فعلت " دار بالوما بيكاسو" التي أسّستها مصممة الأزياء والمجوهرات بالوما ابنة  الرسام الإسباني الأشهر بابلو بيكاسو وزوجته الرسامة الفرنسية فرانسواز جيلو.

لم أعثر على عنوان شخصي لكوليت لابيش بل على عنوان القسم الصحفي في "دار أزياء  كوليت لابيش". فكتبتُ إلى ذلك القسم الصحفي راجيا تزويدي بعنوانها الشخصي بوصفي صديقاً قديماً لكوليت. انتظرتُ يوميْن ولم يصلني شيء، فعدتُ إلى الشابكة للبحث عن عنوان لها، وإذا بي أقع على خبر وفاتها بتاريخ 30/11/2020. تماماً في الأسبوع الذي أخذتُ أكتب قصتي عنها. وفي ذلك الخبر اكتشفتُ أنها ولدت سنة 1936، أي أنها كانت في التاسعة والعشرين من عمرها عندما التقيتُ بها أوَّل مرَّةٍ في بناية جان دارك في بيروت.

***

قصة قصيرةا

تعليقات (41)

يا لهذه الروعةل وهلة سيكون القارئ مشدوداً إلى التفاصيل العميقة من وراء السرد( الهادئ الهادر)
وليست الدلالة فقط أن هذه ذهبت وأتت وهذا قابل إمرأة أو غيرها، بل هناك علاقاتنا الإنسانية ودفق المعاني التي تحكم عالم الإنسان.
ولاحظت أن بيروت كانت مركز للقصة الأولى حيث خبا حب الفتاة التي عشقت لبنانيا تركها جرياً وراء علاقاته النسائية
بينما هي صدمت بنزواته - بعدما تركت باريس لتعيش بجواره- فبقي حبها تحت الأحاسيس والجلد والعظم من وجودها.
أي كانت بيروت حديقة العشق التي غرست فيها الشجرة الآتية من باريس
أما في القصة الثانية فكانت بيروت هي الشاهدة على علاقة بين جار وجارته الفرنسية بالمثل، وطفرت العلاقة في ظلال التعلق والجمال والحميمية.
وانتهت بالبحث عن جذور الصديقة في باريس وامتد المعنى إلى الآخر.
التقابل رائع عبر خطوط الحب والصداقة لا خطوط الطول والعرض بين الغرب والشرق
لقد أضاء السرد نقاط الإلتقاء والافتراق:
1- الحب لا وطن له ولا مكان والسارد كان يعي ذلك في تعبير الزمكان عند اينشتين.
2- الصداقة والعلاقات الحميمية تعطي الإنسان سكنا حقيقياً في العالم.
3- الحياة لا تنتهي عند أطراف أصابعنا، بل تتسع عبر التاريخ كما في القصة الثانية.
4- البصر له دور خطير في تشكيل عالم الإنسان( فأنت تملك ما يقع تحت بصرك).
5- عمق الإنسان هو عمق فهمه للحياة من جهة الإمتلاء بالتفاصيل التي تصغر عن الرؤية.
خالص تقديري ومحبتي وشكراً على هذه (الملحمة الفنية)

أستاذنا المفكر الأديب الدكتور سامي عبد العال حفظه الله ورعاه،
أشكرك جزيل الشكر من القلب على قراءتك الباذخة لقصتي الواقعية عن جارتي الآنسة كوليت لابيش التي أصبحت من نجوم المجتمع الباريسي " مدام كوليت لابيش".

وقد لفت انتباهي أن تحليلك للقصة استعمل بمهارة واقتدار روافد معرفية كثيرة كالفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع والمنطق وغيرها، وركّز على موقع الإنسان في الحياة وسعادته. وهذا ديدن الفلاسفة الذين أنت منهم، ولكن تتفوق عليهم بقدراتك اللغوية الباهرة، وأسلوبك الفذ.

وأتفق معك ـ أخي الكريم ـ على أن سعادة الإنسان تكمن في محبة الناس والتفكير الإيجابي الذي ينبغي أن تغتني بهما أعماقه وأحاسيسه. فبالحبِّ ينفعل الوجود.

سيبقى تعليقك الكريم وساما أفتخر به وأعتزّ، وأعلّقه على صدري بالقرب من الجنان الذي سينبض دوماً بشكرك والامتنان والعرفان.
محبّكم: علي القاسمي

قرأت القصة صباحا في وقت مبكر. و لكن لقاح كورونا و بطء حركة الساعد أخر هذه الكلمات المختصرة.
هي قصة ذهنية و لا شك. و مبنية هعلى موقفين.
أول في المقدمة و الثاني في الخاتمة. ما بينهما معلومات و أحاديث.
سبق للعجيلي أن كتب السيف و التاوبت و هي أحاديث عن 3 رفاق من أيام اشلباب يبحث عنهم. و خلال ذلك يسرد ما يلاقيه في طريقه من مصادفات و أخبار.
له أيضا الدم المطلول عن نكبة فلسطين. فهو كان ضابطا بجيش الانقاذ. وليشارك بحرب فلسطين استقال من منصبه كنائب في البرلمان السوري.
و ما اشبه ألأمس باليوم.
بدأنا من برلمان لديه سلطات تشريعية. و ننادي حاليا بشيء مماثل.
ما بين اللحظتين مجلس الشعب.
وهو تعيينات (انتخابية) على طريقة كل العرب.
ليس لهذا الكلام علاقة بالقصة.
لكن التشعبات فيها فتحت أمامي هذه الثقوب في جدار الذاكرة و جدار الأحداث الراهنة.
قرأت تعليق الدكتور عبد العال و هو يكفي و يغني.

أخي الحبيب العالِم الناقد الأديب الدكتور صالح الرزوق حفظه الله وحقَّق مناه.
أشكرك على تفضلك بالتعليق على قصتي الواقعية.

في أكثر من مرة، تكرّمت بمقارنتي بأستاذنا المرحوم الدكتور عبد السلام العجيلي، وشتان بين ذلك الأديب الشامخ الراسخ، وبين هاوٍ مثلي.
وفي كل مرة تذكر أن المرحوم كتب كثيراً عن نكبة فلسطين، فأستشف من قولك الكريم لوماً ضمنياً لي. وأخبرتك، في مراسلاتنا الشخصية، أنني محضتُ النكبة أهم أعمالي الأدبية، روايتي " مرافئ الحب السبعة"، المنشورة في موقع " أصدقاء الدكتور علي القاسمي" على الشابكة. ووعدتني بقراءتها. وأنا من المنتظرين.

أكرر شكري على تكرمك بالتعليق، وتمنياتي لك بموفور الخير والصحة والهناء والابداع الدائم.
محبّكم: أخوك علي القاسمي

اللغة على الرغم من رشاقتها وعفويتها وانسيابها كماء النهر الرقراق فهي رائعة في فصاحتها وبلاغتها وتماسكها، الشيء الاخر المدهش في هذه القصص احتواؤها على مضامين معرفية رائعة، تشي بالثقافة الموسوعية الكبيرة للكاتب، الف تحية لك استاذنا المبدع الكبير علي القاسمي المحترم

الأخ الكريم الأديب الطبيب الشاعر المتألق الدكتور باسم الحسناوي حفظه الله ورعاه،
لأن قصائدك الفذة في ذروة الشعر شكلاً ومحتوى، تكرّمت بإطراء قصتي من حيث اللغة والمضامين المعرفية.
ولكن هيهات أن ترقى قصتي التي هي مجرد ذكريات، إلى قمة شعرك الرائع، يا صاحب الرباعيات المبهرة.
دمت معطاء كريما وأنت تتمتع بالصحة والهناء والإبداع المتواصل.
محبكم: علي القاسمي

استاذي المبدع الدكتور علي القاسمي المحترم:
اراك خلطت بين اسمي وبين الدكتور الطبيب باسم الحسناوي الشهير في العمليات التجميلية، انا لست هو، واحيانا يقع الخلط بين الاسمين في الانترنت...الف تحية لشخصك المبدع جناب الدكتور

عزيزي الشاعر الأديب المتألق باسم الحسناوي حفظك الله ورعاك،
شكراً على تنبيهك الكريم.
وكما قد تعلم أنني لم أدخل وطني العراق العزيز منذ أكثر من خمسين عاما.ولهذا فإني أتابع أدباءَه وأخباره عن طريق الإعلام والشابكة.
وقد استمعتُ إليك ورأيتك عدّة مرات في الشابكة وأنت تلقي بعض قصائدك الرائعة في مناسبات عديدة، وقد قدّمك عريف الحفل بلقب الدكتور، فهل لديك دكتوراه في الإنسانيات، أم أن طبيب التجميل هو شاعر كذلك؟؟ !
شكراً مقدماً لتوضيحاتك الكريمة.
مع مودتي واحترامي.
علي القاسمي

لسردك سحرٌ عجيبٌ عجيبْ
نعيش به بوح تلك القلوبْ
لقد مازك الله في ذاك حتى
تبَوّأْتَ ما نحن فيه نذوب
جمالٌ وشعرٌ وقصٌّ وسردٌ
يفيض بما تشتهيه الطيوب

أخي الحبيب شاعري الكبير التربوي الدكتور أكرم جميل قنبس حفظه الله ورعاه،
كيف أشكرك وأنت تذهلني في كل مرة. حالما تطلع على نصٍّ لي، تنفحني بقصيدة جميلة.
ساجمع هذه القصائد ليفتخر بها أحفادي بعدي.
تمنياتي لك بتمام الخير وكامل الصحة ومتدارك الإبداع.
أخوك: علي القاسمي

أخي الحبيب شاعري الكبير التربوي الدكتور أكرم جميل قنبس حفظه الله ورعاه.
أنت تذهلني بقريحتك وقدراتك الشعرية. فبمجرد ما تطلع على نص من نصوصي، تكتب قصيدة جميلة قصيرة في الحال.
سأحتفظ بقصائدك هذه ليفتخر بها أحفادي من بعدي.
أشكرك من صميم الفؤاد، متمنياً لك الصحة والهناء وإبداع القصائد الجياد.
أخوك: علي القاسمي

  1.  

الأخ العزيز الدكتور علي
قرات قصتك قراءة منسابة حتى النهاية، كما يفترض في القصة القصيرة، ليكون لها أثرها الفني والنفسي و الجمالي. هي من نوع القصص المعتقة في دن الزمان، فأعطاها عتاقتها ونكهتها الخاصة التي جمعت بين ما بقي من نكهة الماضي، وانتعاشة الحاضر التي حفزتك لاستحضارها حكيا وسردا.
جمعت قصتك بين مسارين متباينين وماقاطعين في نفس الوقت: مسار كوليت في لحظة تعثر علاقتها مع حبيبها في باريس، ثم انتقالها إلى بيروت، فانشغالها بعملها في محلها للتجميل. وسار السارد، الذي هو المؤلف الواقعي، الكاتب علي القاسمي، بحكم تداخل مسار سيرتك الشخصية الواقعي بما جاء فيها من احداث، ومن يعرف سيرتك الشخصية في مرحلة لبنان فباريس، بخاصة. وقد توقفت القصة عند هذه المرحلة، وفضاء بيروت في بعض مفاصله التي لا نجدها في محكيات مسار حياتك المبثوثة في كتاباتك، متفرقة او مجتمعة.
ما زلت مخلصا للوصف الدقيق لتفاصيل الوجه النسوي بخاثصة وهي سمة من سمات الوصف في السرد العربي الشرقي، ربما انت ادرى بها مني، ولكنها سمة تثمن جمال الوجه والقد والبشرة البيضاء، كما ذكرت، وهي أثر الإعجاب بالخواجة وكل ما هو خواجي، في مرحلة معينة، من مسار العلاقة بين الشرقي والغربي. اما اليوم، فقد وقع تبين اكثر لما كان يبدو براقا لللطرفين، وربما أصبحت النظرة المتبادلة اكثر واقعية.
يغلب على زمن السرد بطؤه وثقل تحركه، لأنه يريد أن يلتقط التفاصيل، وينبه اليها، وبخاصة تلك التي تبدو تافهة احيانا، مثل لقطة فتح باب شقتك في العمارة، والتفاتتك الى جارتك، وافصاحك عن عدم تبين كل ما كانت تقوله لك باللغة الفرنسية. وكأن تقاسيم وجهك كانت تنوب عن حيائك وحرجك في نفس الوقت. مثل هذه اللقطات الدقيقة الدالة، هي التي تعطي لسردك في قصتك جماليته ودلالته الخاصة، التي تحدث المتعة للقارى، وتنبهه ليتوقف ويتأمل ما حوله، ويكتشف ما حوله وسلوكه هو في مثل تلك المواقف. جميل مثل هذه الدرر الفنية في السرد.
أما سمة التخييب في سردك، فكثيرا ما نجدها في محكياتك وفي قصصك، بل سردك الروائي. ولكنه تخييب إنساني، يتوقف عنده القارئ، ويتأمل مآلات كل مسار كيفما كان، بل يصبح غير المتوقع امرا مقبولا في عالم التخييل، ويربي العواطف المتسرعة، أو يطهر النفس من النزوات المتسرعة، ويهذب الذات بالقيم الجميلة في مختلف مواقفها.
هي قصة ممتعة، معتقة، مشحونة بعواطف نبيلة، ولكنها عميقة في بعدها الانساني والجمالي.
تحياتي

صديقي العزيز المفكر المترجم الناقد الأديب الدكتور أحمد بوحسن حفظه الله ورعاه،

بعد أن قرأت نقدك العميق المذهل، أخذتُ أقتنع بأن ما نشرتُه ليس مجرد ذكريات واقعية كتبتها بالحاسوب مباشرة من دون تمحيص ولا تجويد.

وفي نقدك، أجد أنك تؤسس نصاً مستقلاً، له خصائص الإبداع وسحره بأسلوب فاخر متميز، لا أستطيع مجاراته في شكري لك على تشجيعك الكريم.

تمنياتي القلبية لك بكمال الصحة وتمام السعادة.
أخوك: علي القاسمي

ليس الخيال هو عامل الإبداع في كتابة النصوص ، وإن اعترض أحدهم سأحيله الى روائع القاسمي، سرد أحداث واقعية بسلاسة ومن دون تكلف تجبر القارئ على اصطحاب الكلمات حتى النهاية ، قلت اصطحاب لأن القارئ لا يمارس دور الناقد او دور الشريك في النص ليتأوّل، فهو ، مع كتابات القاسمي، قارئ يستأنس بسحر الكلمات يرافقها حتى النهاية مستشعرا صدق الحديث ونقاء الروح التي تنبهت للقاء كوليت في الوقت الذي غادرت فيه كوليت الحياة، ربما مرت بالمغرب في رحلتها الى الآخرة لتذكر القاسمي بتلك الايام.

عزيزتي اللسانية الأديبة المتألقة الدكتورة أسمهان الموسوي حفظها الله ورعاها.
أشكرك على تكرمك بالثناء على لغة النص.
في الأدب الأمريكي المعاصر، لا يعدّون هذه النص أدباً قصصياً Fiction بل ذكريات أو ريبورتاج، ولو أن معجم "المورد: قاموس إنكليزي ـ عربي" للمرحوم منير بعلبكي يعطي مقابل هذه الكلمة: قصة، رواية، أدب قصصي.
Fiction تعني للنقاد الأمريكان المعاصرين: الأدب الذي يغلب عليه الخيال البعيد عن الواقع، خوارق، سحر، خيال علمي، حرب العوالم، الرجل الذئب، إلخ.
ثمة عنصر صغير في نصي قد ينطبق عليه ذلك، وهو أني تذكرت الأحداث والشخصيات بعد أكثر من ستين عاماً من النسيان، في الأسبوع التي كانت مدام كوليت لابيش تسلم الروح فيه. وقد قلتِ كلاما جميلاً عنه: لعل روحها المغادرة مرّت على المغرب.
تمنياتي الطيبة لك بالصحة والهناء وموصول العمل والعطاء.
علي القاسمي

الدكتور علي القاسمي المحترم
تحياتي مع أطيب الأمنيات

تمتعتُ بما قرأت
ذكريات وأفياض رؤى في وعاء إنساني خلاّب !!

دامَ يراعك جذّاب الإبداع

أستاذنا العالم الكاتب الأديب الطبيب الشاعر المبدع الدكتور صادق السامرائي حفظه الله ورعاه،
أزجي شكري وامتناني لك مقرونين بالتحية الحارة والمودة الخالصة.

لقد أصبتَ في توصيف النص بأنه ذكريات عن الشباب، فقد عادت إليّ أيام الشيخوخة.
وإنسانية العلاقة مع الجارة المادموزيل كوليت كانت بفضل تربية الوالد الذي كان يعلمنا قيماً كثيرة وأقوالاً مأثورة عن العلاقة بالجار مثل:
( ليس حُسن الجوار كفّ الأذى، بل الصبر على الأذى)، وكقول عنترة بن شداد:
وأغضُّ طرفي ما بدت لي جارتي ... حتى يواري جارتي مأواها.

أكررلك شكري، سيدي الكريم، مع دعائي لك بالصحة والخير والهناء.
محبكم: علي القاسمي

عمي الغالي الدكتور علي القاسمي...
تنحني كل الكلمات امام مقالاتك وكتاباتك المذهله.. تأخذنا إلى عالم ثاني.. استمتعنا كثيرا انا وزوجتي بقراءتها ... تسلم اناملك الذهبيه.. فخر العراق والعرب.. دمت سالما..
بن اخيك..المتعطش لرؤيتك.. إسماعيل القاسمي

ابن أخي العزيز الأستاذ إسماعيل حسن القاسمي حفظه الله ورعاه،
أشكرك وزوجتك العزيزة على تلطفكما بقراءة نصيّ، وعلى كلماتك الطيبة في تشجيعي.

وللمداعبة: يبدو أن نقدي لميل العرب للمبالغة لم يُجْدِ نفعاً، فقد دفعتكَ محبتكَ ورغبتك في تشجيعي إلى المبالغة في مدحي، بوصفي " فخر العراق والعرب"، على حين أنّني مجرّد كاتب من بين عشرات الآلاف من الكتّاب العرب .

أكرّر شكري ومودتي وتمنياتي الطيبة لك ولأهلك الأعزاء بالصحة والهناء والخير.
عمك المشتاق: علي

أخي العزيز العلامة الدكتور علي القاسمي.
لغة فياضة وجذابة، وتشويق يزداد حدة بتجاوز قراءة كلمات السطور، ودلالة فكرية وأدبية تعالج تناقح وتفاعل الحضارات عبر منفذ الحب والأحاسيس الإنسانية. الإنفتاح على الآخر يجب أن يرقى جودة في سلوك الأفراد والجماعات في مجتمعاتنا العربية الإسلامية إلى درجة الاستحقاق الحداثي الكوني. تذمر الأجنبية في التجربة العاطفية الأولى قابله سلوك حضاري متزن عبر عن عمق قيم حضارة راقية نالت منها منظومات التنشئة المختلة عبر العصور.
أعزك الله سيدي علي وحفظك وأكرمك.
أخوك الحسين بوخرطة.

عزيزي الكاتب السياسي القاص الأديب الأستاذ الحسين بوخرطة حفظه الله ورعاه،

أشكرك على تلطفك بقراءة ما كتبتُ، وتحليلك العميق لجوهر النصّ.
بالمناسبة، أقرأ لك ما تكتب في مواقع أخرى، وأَلحَظُ، بعين السرور، العدد الكبير من القراء الكرام الذين يتابعون كتاباتك.

تمنياتي الحارة لك بالصحة والهناء والإبداع المتواصل.
أخوك: علي القاسمي

تجارب الدكتور علي القاسمي الكثيرة هي من أنتجت لنا رجلا طيبا و معطاء ومتواضعا.
دمتم سالمين

أخي العزيز المترجم الأديب الدكتور يوسف امساهل حفظه الله ورعاه،
أشكرك على تعليقك الكريم وعلى نبل مشاعرك نحوي.

وكما تعلم، فإن لك منزلةً خاصة في قلبي، فأنت أول من أعدّ رسالة ماستر عن كتابي " الترجمة وأدواتها"، وأنت أول من أجرى حواراً مصوراً معي، وأنت أول من ترجم إحدى مجموعاتي القصصية إلى اللغة الإسبانية.

فشكرا ووداً لك ، أخي الكريم.
محبّكم : علي القاسمي

الاديب العلامة
صفة الادهاش والروعة ملازمة في اسلوبك في فن القصة القصيرة وتقنياتها الحديثة المتميزة والمتفردة في فن السرد والحكاية , اعتبرها بأنها تشكل علامة نوعية على فن خلاق ومتطور في عتباته ومنصات في الصياغة وفي الرؤية الفكرية والفلسفية . في هذا فن القص والحكاية نادراً ما نجد في عتباته حدث داخل حدث , وناراً ما نجد منطلقات فكرية وعقلية تعالج قضايا جوهرية , اعتبرها تمثل امراض في المجتمعات العربية أو في العقلية العربية السائدة عند البعض في تضخيم ( الانا ) على الاخلاق والسلوك المنحرف , أو قضية العقلية العربية في تضخيم الاشياء مثل ما يقول المثل ( الحباية تصبح كباية ) في تكبير الحجم بشكلغير معقول , وتفصيل هذه العتبات باختصار :
× الحدث داخل الحدث :
1 - الحدث الاول هو الابتزاز في دعامة الحب , واستغلال طيبة الاخرين , مثل حب هذا الطالب اللبناني الى الانسة ( كوليت ) بأسم الحب يبتز اموالها , مستغلاً سذاجة وطيبة ( كوليت ) .
2 - الحدث الثاني : يسلط الضوء على حرب المئة عام بين الانكليز وفرنسا , وظهور شابة صغيرة تؤمن بالوطن وطرد المحتل الانكليزي بقيادة ( جان دارك ) وقادت معركة التحرير وانتصرت فرنسا على الانكليز وطردت الاحتلال , ولكن على حساب تسليم ( جان دارك ) الى الانكليز وحكموا عليها بالاعدام ( الثورة يقوم بها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء والخونة ) .
3 - الحدث الثالث : تعرف الشاب الطالب العراقي ( علي ) على الانسة ( كوليت ) علاقة بريئة في سلوكها العام
4 - القفلة الحدث المؤلم في البحث عن ( كوليت ) بالسماح في نشر حكاية قصة حبها الفاشل , ولكن بعد البحث , يصطدم بخبر وفاتها , هذه القفلة المدهشة بالحدث المأساوي .
× التطرق الى المساوئ في العقلية العربية في تضخيم الحدث , مثل المحل الصغير للجزارة . أو مثل المحل الصغير لتصليح البايسكلات , بأسم الشركة الكبرى لتصليح . وكذلك تضخي ( الانا ) في التطرف في السلوك مثل ابتزاز الطالب اللبناني للانسة ( كوليت ) بشيطنه الحب يبتز امولها , وهذه العقلية سائدة عند البعض .
اخذتنا في رحلة مدهشة في السرد والحكاية .
ودمت بخير وعافية

صديقي العزيز وكاتبي الأثير المفكر الناقد الأديب الأستاذ جمعه عبد الله حفظه الله ورعاه.
أشكرك على إطلالتك البهية على نصيّ وعلى تشجيعك المستمرّ لي.

أنت أعرف مني بتقنيات السرد وأنواعه. ولا أشك في أن لـ" قصة داخل قصة" محاسنها. بيدَ أنّي كثيراً ما أحشر عدّة قضايا في نصٍّ واحد، لأنني أفكر فيها في الوقت نفسه، وأشعر أنه ينبغي عليَّ معالجتها، ولكن الوقت لا يسمح لي بالكتابة عن كل واحدة منها بانفراد. وهكذا تجدني أضع ميلَنا للمبالغة، وعقدة الخواجة عندنا، واحتقارنا للغتنا وإهانتها في عقر دارها، واعتزاز الآخرين بلغتهم وحرصهم على نشرها، وغيرها من المسائل في نصٍّ سرديٍّ واحد؛ على حين قد يكون النص أكثر تركيزاً وتماسكاً لو انصبَّ على موضوعة واحدة. والله أعلم.

أرجو أن تتقبل مني أطيب التمنيات لك بالصحة والخير ودوام الإبداع والعطاء.
محبّكم: علي القاسمي

  1.  

مرحبًا عالمنا الفاضل المبدع. جمعة مباركة.
شكرًا جزيلًا لكم، قصة في غاية الروعة والجمال، ودقة السرد والسبك، تشدنا إليها المشاعر الإنسانية الصادقة، وتغرينا فيها المعلومات الثرّة التي ملأت سطورها، لتأخذنا لتلك المدن الجميلة بخفة حروفها…
حفظكم الله وأدام ابداعكم.

عزيزتي اللسانية الأديبة الأستاذة سهاد حسن حفظها الله ورعاها.
أشكرك على إطلالتك البهية على نصيَّ عن المادموزيل كوليت لابيتش التي حققت مكانة عالية وشهرة مكينة في عالم الأزياء.
أتمنى لك أن تحققي نجاحاً مماثلاً في ميدانك، فقد نال كتابك الأول عن علم اللغة الاجتماعي إقبالاً كبيراً. فهنيئاً لك.
مع اصدق التمنيات لك بالصحة والهناء ومواصلة الدرس والعطاء.
علي القاسمي

القصة ممتعة وماتعة في آنٍ. ولغتها تفصح عن نفسها فهي نتاج ثقافة واسعة ضخمة يمتلكها الكاتب، ولم ألحظ أي خطأ جوهري سوى إعادة جملة (الذي ينحر الشاة). وأجمل ما استرعى انتباهي هو النقد الذاتي الموضوعي للبيئة العربية وإظهار بعض العيوب والنقائص التي يعترف بها الجميع، ولكنهم لا يحاولون معالجتها والتخلص منها.
سعدت بالقراءة، وسعدت أكثر بهذه الطريقة في السرد التي تربط بين الزمان والمكان والتحليل والنقد.
محبتي

أخي الكريم الأديب الأريب الأستاذ مجاور السكران حفظه الله ورعاه،
أشكرك على تكرمك بالاطلاع على قصتي، وعلى تعليقك الجميل الذي أعتز به، لأنه صادر من رجل هو المدير اللغوي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
أنتَ على حق في أني لم أكتفِ بسرد أحداث، بل حاولت أن أضمِّن السرد بعض النقد الاجتماعي. ولكن يبدو أن الطبع يغلب التطبع، وأن نقداً عابرا لا يغيّر ما في مجتمع من المجتمعات، وإنما نحتاج إلى نظام تربوي مختلف.
تمنياتي لك بالصحة والهناء والخير والعطاء.
أخوك: علي القاسمي

قصتك أستاذنا الرائع علي القاسمي فيها من الإسترسال، رغم أنه شائق، ما يجعل قارئاً مثلي يقرأها ويتأملها على طريقة التقسيط ! فقد وصلتُ إلى نصفها وكأني السندباد على بساطه أتجول مندهشاً في مدن وعواصم لم أرها من قبل وكل هذا بسبب شغفي بالقراءة لك وأحسب أن هذه القصة خليقة بأن تصدر ككتاب قصصي مستقل لا ضمن مجموعة قصصية أو ربما استغرق فيها الكاتب ليتمَّها كعمل روائي ولا أريد العجالة حتى أنهي قراءتها في المساء ،،، أليس المساء بقريب !!؟؟؟

الشاعر المتألق الأستاذ سامي العامري حفظه الله ورعاه،

شكراً على طريقتك الفريدة في قراءة قصصي. فأنتَ تصر على قراءتها جرعة جرعة، لتقلل من مرارتها أو لتتشي بها، لا أدري!.
يقول النقاد عن القصة القصيرة، إن على الكاتب أن يكتبها في جلسة واحدة، وعلى القارئ أن يقرأها في جلسة واحدة، للمحافظة على وحدة الأثر. ولكنك على حق في قراءة نصوصي بالتقسيط، لأنها تتناول أكثر من موضوعة وليست متماسكة.

تمنياتي لك ـ أخي الحبيب ـ بالصحة العامرة والفرحة الغامرة والقصائد الفريدة الوافرة.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

أستاذي العزيز السارد المبدع الدكتور علي القاسمي
ودّاً ودّا

من جمال السرد في قصصك يا استاذي هذا الثراء المتعدد في جميع تفاصيل القصة
وتلاوينها فقارؤكَ محظوظ لأنه يقرأ لغةً جميلة وتفاصيل غنيّة بالمعلومة والخبر
ناهيك عن التشويق ولمسات الكاتب الرشيقة التي توجّه الأحداث كموسيقى تتبع عصا
المايسترو , هذا هو فن القص على أصوله .
دمت في صحة وإبداع استاذي العزيز .

الأخ العزيز الأديب الشاعر المتميز الأستاذ جمال مصطفى حفظه الله ورعاه،
سعيد بإطلالتك البهية على النص، وشاكر وممتن لكلماتك الطيبة النابعة من نفس زكية وقلب ينبض بالمحبة الإنسانية.
أنا المحظوظ حقاً لوجود قراء من وزنك الأدبي، يتذوقون ما أكتب، ويثنون عليه بما يدخل البهجة في روحي أيام هذه الجائحة المؤلمة.
تمنياتي لك بتمام الصحة وكمال الخير والهناء، وموصول الإبداع.
محبكم: علي القاسمي

تحية صباحية عطرةحضرة العالم العارف الأستاذ علي القاسمي،
بداية أشكركم غاية الشكر على تفضلكم بإرسال جديدكم لي في عالم الأدب والدراسة لكم وما يكتب عنكم.لقد اخترت عدم التعليق على قصتكم الطويلة تواضعا ضروريا مني لأنني خجلت أن أزاحم كل هذه الأسماء اللامعة التي كتبت نثرا وشعرا عن قصتكم البهية.إخترت الصمت مكتفيا بقراءة التعليقات من جانب حضرات المعلقين وأعجبت كثيرا بتعاليقكم على الهامش وهكذا أمام ما أقرأ ماذا عسى أستاذ للأدب الفرنسي متقاعد مثلي نسي اختصاصه فأحرى الكتابة بالعربية والتعليق على أستاذنا الكبير والكريم وكرم علي القاسمي لا حدود له وكأن صهره المرحوم رفيق الحريري أوصى بنصف ثروته لكاتبنا العزيز فكلما صادفت الأستاذ علي القاسمي إلا وحاتميته تسبق حديثه لذلك فهذه دعوة للجميع ولمن يجهل كرم العزيز علي القاسمي ليقضوا العطلة الصيفية على حسابه لكن مع سوء الحظ مراكش لا تحتمل حرارتها في الصيف...
اين أنا من قصة الآنسة الراحلة كوليت لابيتش؟ مهلا صبرا ! لقد إستفسرني الأستاذ علي القاسمي إن قرأت القصة وكأنني به كاتب مبتدئ يريد معرفة هل قصته ناجحة أو فاشلة أو بين بين..؟ مادام أستاذي علي القاسمي ينتظر رأيي فإنني له بالمرصاد وسوف يندم على دعوتي لإبداء رأيي. يا سيدي يا أستاذي أنا بكل صدق لا زاد لي أمام هؤلاء الأساتذة الكبار الذين قرؤوا قصتكم وأعجبوا بها وحللوا بعض جوانبها.أذكركم وبدون أدنى تواضع كنت أول من كتب مقالا نقديا إثر صدور المجموعة القصصية لصديقنا المحترم محمد عزالدين التازي المعنونة ب " أوصال الشجر المقطوعة".كان ذلك بالضبط سنة 1973 ونشر مقالي في الملحق الثقافي لجريدة " الإتحاد الإشتراكي" ويا ما ظلمت الصديق العزيز محمد عزالدين التازي بنقد قاس شديد القساوة لكن أظن - والله أعلم- بسبب إنتقادي لمحمد عزالدين التازي إنطلق طائرا في السماء ليؤلف ويبدع روايات تغني المكتبة المغربية والعربية...لذلك أستاذي علي القاسمي نقدي هكذا لا أتردد في إلتقاط ما أجده لا يناسب ذائقتي الأدبية وبالتالي قررت مع نفسي أن أصمت خوفا من معاودة قلة الأدب مع كتاب آخرين ومن يعرفني شخصيا من الأصدقاء يضع علي نفس السؤال: يا عزام لماذا لا تكتب؟ وأجيب بأن ألصق التهمة بزوجتي كونها كذا وكذا ولا تتركني على حالي مع الأدب والكتابة...
أعرف أن تعليقي لا علاقة له بالنقد الأدبي فقد أنذرت القارئ بأنني سيئ في ما أكتب وحتى علي القاسمي بقيمته وقامته لن يفلت من بين يدي فلا حيلة لي فأنا كاتب فاشل فماذا تنتظرون مني...؟
وبعد، طبعا أعترف - بكل أسف- بجودة هذه القصة الطويلة وقد تفضل الأساتذة بالتعبير عن ملاحظاتهم التي تصب في الإقرار بأن الكتابة عند علي القاسمي متعة لا حدود لها. ولم أجد ما أعبر به عن تقديري لهذا الكاتب الكبير سوى أن أقول بأنه لوحده سفارة للعراق في المغرب نظرا لعطاءاته الفريدة فنجد في كل ما نشره من كتب ومقالات ودراسات العراق حاضرا والمغرب كذلك لدرجة أنه يصعب أن نعرف ماذا يفضل العراق حيث رأى النور أو المغرب حيث هو مستقر بيننا؟ القصة أعجبتني كثيرا وإذا كان لعبد ربه عزام أن يبدي ملاحظات سلبية فهي موجودة والحمد لله وحتى لا يقلق أستاذنا علي القاسمي الذي يرحب أكثر بالإنتقاد لا النقد فها أنا حاضر لذلك.
ملاحظتان طبعا سلبيتان:
أولا: تمنيت لو استعمل الأستاذ علي القاسمي وصف آنسة عوض الكلمة المفرنسة.فصفة الخواجة التي يريد أن يلصقها بنا مردودة على سيادته.ربما يريد أن يقول لنا الأستاذ علي القاسمي أنه الآن يتقن اللغة الفرنسية...!؟
ثانيا: هنا بيت القصيد وأرجو أن أجد من يحكم علينا معا هل انا المحق ام أستاذنا علي القاسمي؟ لي عقدة لا يعرفها علي القاسمي وهذه العقدة أنني ما ولجت المصعد في العمارة التي أسكنها أو في عمارة أخرى في المغرب أو خارجه إلا وأكون أصعد لوحدي لا آخر معي.أما إن كانت هناك إمرأة داخل المصعد أو تريد الصعود معي فأنسحب ليس خجلا لا لا ولكن طبيعتي هكذا.آخذ المصعد لوحدي وإن لزم الأمر أصعد مئات الأدراج لوحدي تفاديا لوجود شخص آخر ولو كانت المرحومة الآنسة كوليت....!بالنسبة للأستاذ علي القاسمي فهو يحمل جواز المرور فقدته فائقة بأن يصنع قصة طويلة لأية حركة تثير انتباهه ولو كانت آنسة تصعد معه الدرج على رجليها أو في المصعد تبارك الله عليه وعلى إبداعه.
هذه هي قراءتي لقصة عالمنا الجليل ولا بد أن أعتذر لكاتبنا الكبير ولسعادة الأساتذة الذين سبقوني في التعليق بأن يغفروا لقلمي إن لم يكن في مستوى ما سطروا من كلام رفيع....!

صديقي العزيز الأديب الناقد المشاكس الأستاذ عزّام بونجوع حفظه الله ورعاه،
أشكرك أولاً على تفضلك بقراءة هذا النص الذي أصفه بأنه " ذكريات وشهادات".
وأشكرك كذلك على إبداء رأيك الكريم في النص وسلبياته.
بيد أنك خطلتَ الجد بالهزل، والحقيقة بالخيال، ولهذا أود أن أوضِّح نقطةً واحدةً لكي يعرف القارئ الكريم حقيقة الأمر، وهي أنني لم أرث شيئاً من أي شخص، حتى من والدي رحمه الله، قلتُ لأخوتي: نصيبي من التركة لكم.
أما النقطتان " السلبيتان"، كما وصفتهما أنتَ، فأرحب بهما، ولك الحق، كلّ الحق، في إبداء ما يعنُّ لك من ملاحظات على النص، وتبقى صديقي دائماً. والجواب:
أولاً، استعملتُ الكلمة الفرنسية " مادموازيل" لأن كوليت فرنسية وهكذا يخاطبونها، ولكني استعملتُ كذلك "آنسة" في النص من الجملة الأولى.
ثانياً، أنتَ على حق في شهامتك مع النساء، إذ إنك تترك المصعد لأي سيدة ترغب في استعماله، ولكني فؤجئت بوجود كوليت في المصعد، ولم يكُن لي الوقت الكافي للخروج.
أكرر شكر وامتناني لتعليقك الكريم، وأزجي أطيب تمنياتي لك بالصحة والخير والهناء، وبعض الإبداع الذي أهملتَه مؤخراً.
معزّكم : علي القاسمي

حضرة الكاتب الكبير أستاذي العزيز علي القاسمي،
أحيي صبركم الجميل واهتمامكم بتعاليق محبيكم حيث أجد فيها الإفادة وهي في الواقع دروس نقدرها حق قدرها. أشكركم على تعليقكم على ما كتبت وملاحظاتكم كلها سمن وعسل. لقد كنتم على حق لما أشرتم كوني خلطت الجد بالهزل وقد سبق لي أن حكيت لكم -وأذكركم بذلك- ما قاله الوزير الراحل المعروف بثقافته وفي نفس الوقت بقدرته على الدعابة وهناك حكايات متنوعة رويت عنه أعني الراحل مولاي أحمد العلوي الذي كان يعتبر المزاح ملح الطعام ولا يثق إلا بمن يمازحه ولربما اعتمد على من قال:
يظن الناس أن المزح عيب
فقد مزح النبي بلا ارتياب
على كل حال قضيت وقتا جميلا طيبا مع محبي الأدب وما بقي لي سوى إعادة قراءة قصتكم الطويلة التي، لا ريب في ذلك، وكما كتب أحد المعلقين الفضلاء تذكرنا بالراحل عبدالسلام العجيلي الذي كنت وما زلت معجبا به كإعجابي بسعادتكم...
الوفي دائما عزام بونجوع

شكراً جزيلاً صديقي بل أخي العزيز الأديب عزام بونجوع، على كريم جوابكم. وأنا أعرف شخصيتك الجميلة المرحة، ولكني خشيت أن أحد القراء الكرام لا يلم بذلك، فاضططرت إلى التوضيح.
مع محبتي المكينة واحترامي العميق.
علي القاسمي

أخي الكبير العزيز الأديب البروفسور علي القاسمي ..
تحياتي ..
نصوص السيرة الشخصية في الأدب تعجبني شخصياً لأن مواضيعها معجونة في روح الأديب الحقيقي ، مخامِرةٌ شغافَ قلبِه ..
ولأنني عشت طفولة جميلة في منطقة جميلة : منطقة ماء وأنهار وبحيرات جداول وبساتين ونخيل وبشر طيبين وأذكياء ، فلطالما كتبتُ أدبَ مذكرات أو أدبَ مكان . كما ان ضمير ( أنا المتكلم ) له خصوصية حيث لا يلوذ الكاتب فيه تحت ضميرٍ آخر أو اسمٍ مستعار .
تأخرتُ في قراءة قصتك هذه لأنها طويلة نسبياً ، وكان ولم يزل عندي اشكال في توزيع الوقت في هذه الأسابيع ..
ولكنني ما ان دخلت الى فضاء القصّة حتى عرفتَ باِزاء أي نص سلس ، ثري ، مثير ، متنوع المعلومة والاِيقاع ، مفعم بالتشويق ، مفتتن باللغة ، زاخر بالحدث أقف أنا .
شدَّني أيضاً لأنني أعرف هذا النمط من النساء الضحايا اللواتي يعشقهن عشاق مزيفون ساقطو ضمائر لأجل ثرواتهن المالية ، ولكم انتقدتُ بيع العواطف في سوق ، أي سوق .
القصَّة الجميلة بها أخبار علم ، فلسفة لغة ، مفارقات قول ، ولقد تنبَّهتُ من قبل الى اسم ( ملحمة ) لمحل بيع لحوم ، ورأيتُ فيه تشويهاً للملاحم الأدبية ولسير البطولة والنبل الحُبّ والفداء . الأمر الذي تورده أنت هنا ساخراً بطريقة باهرة .
ايرادك لملحمة جلجامش فيه تنويع رائع لمقامات عودك ، واِثراء معرفي من تاريخ الآداب لعمل ادبي هو عملك ، وجميل ان يحاور المبدعُ قرّاءَه ثقافياً ، جميل جداً . بيد ان لدي ملاحظة أتت وأنا أقرأ : حبذا لو كنتَ ذكرت ان جلجامش عاد بعشبة الخلود ولم يأكلها وحده وانما أراد ان يتقاسمها مع شعب أوروك .. أقول هذا لأن جلجامش كان باِمكانه التهام عشبة الخلود حال الحصول عليها وقبل عمل استراحة في طريق العودة الطويل ..
لماذا أقول هذا ؟!
أقول هذا لأن هذا التفصيل سرٌ مِن أسرار خلود ملحمة جلجامش ، وجلجامش نفسه ، فهو عاشق نساء أو ( زير نساء ) وفيه بعض جوانب الطاغية ، ولكنه محبٌّ للخير والاِنسانية . وشعبُ أوروك الذي أراد ان يتقاسم جلجامش عشبة الخلود معه هو ترميز عن الاِنسانية !!
شخصياً أعتقد ان أنكيدو أهم من جلجامش في شخصيات الملحمة ، بيد ان هذا التفصيل في الحب والتضحية والتفاني يرفع من قدر جلجامش .. قاريء القصَّة الذي لم يعرف ويقرأ ملحمة جلجامش سيتسائل منطقياً : اذا كانت العشبة في يده وهي تورث الخلود الذي يبحث عنه فلماذا لم يأكلها مباشرة ؟!
أعود الى انطباعي الرائع عن اسلوبك الرائع الذكي الباهر في الكتابة القصصية ، عن معرفتك بأسرار الكلمات ، وخبرتك بالدروب المؤدية الى روح القاريء ، وعن درايتك بفتنة اللغة وجمال البيان ، فأقول انك ابدعتَ تماماً اخي العزيز علي القاسمي ..

أخي العزيز الأديب الكبير الأستاذ كريم الأسدي، " شاعر العزة والكبرياء عاشق الرافدين"،على حدِّ وصف الشاعر الكاتب الأستاذ حسين فاعور الساعدي له، حفظهما الله ورعاهما.

تعليقك قصيدة جميلة تفيض بالفكر والفن والنبل والمحبة الإنسانية؛ أمتعني وسحرني وعلّمني الكثير الكثير فشكراً لك.

أتفق معك أن قصة ملحمة جلحامش التي حشرتُها في نصيّ جاءت ناقصة وفقدت معلماً هاماً من معالمها، وهو أن جلجامش كابد الأهوال ونازل الأبطال من أجل الحصول على عشبة الحياة له ولجميع مواطنيه. وهكذا تعلّم الملحمةُ الناسَ الإيثارَ، وهو مفهوم رئيس في الثقافة العربية جسّده الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري:
فلا نزلتْ عليَّ ولا بأرضي ... سحائبُ ليس تنتظم البلادا

وكنتُ قد أشرت إلى تلك الغاية في رحلة جلجامش، عندما لخَّصتُ الملحمة في كتابي " العراق في القلب: دراسات في حضارة العراق" بغداد/ بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2011؛ ط3 ص 29ـ45.

ولكن سقوط تلك الغاية في نص " مادموازيل كوليت لابيش"، هو من مخاطر تضمين قصة في قصة أو نص في نص، لأنَّ الكاتب لا يستطيع أن يعطيهما حقًّهما كاملاً. ومن الأفضل أن تكون موضوعة واحدة للنص الأدبي، فيجتمع له الكمال والتماسك.
أعتذر وأشكرك على إبراز تلك الغاية النبيلة في الملحمة .

أكرر شكري لك على تعليقك التحفة، مقروناً بمودتي واحترامي وأطيب تمنياتي لك بموفور الصحة والهناء وموصول الإبداع والعطاء.
محبّكم: علي القاسمي

تحية تقدير ومودة
مازال الدكتور الأديب البحاثة علي القاسمي يمتعنا بأعذب القصص، ويشرع امامنا نوافذ التخييل على مصراعيها.
لقد اطرى وانتقد من لهم باع في الكتابة والنقد، لذا سأسمي ما سأدلي به انطباعات.
الانطباع الأول: قدرة الكاتب الرهيبة، تبارك الرحمان، على الكتابة بأسلوب سلس قابل للتلقي من لدن أجيال وحساسيات مختلفة.
الانطباع الثاني: الوفاء للاتجاه الواقعي في الكتابة.
الانطباع الثالث: الحوار الحضاري بين الأنا والآخر حاضر بقوة في المنجز السردي للأديب القاسمي.
الانطباع الثالث: استثمار الكاتب السرد للتثقيف وبث رؤى معينة للقضايا الاجتماعية والسياسية

صديقي العزيز الأديب المتألق الأستاذ إبراهيم أكراف حفظه الله ورعاه،
أشكرك جزيل الشكر على تعليقك الكريم الذي جاء متلفِّعاً بردة رسالتك التربوية السامية.
ولعلّك وجدت في هذا النص، ما يصلح لقراءة طلابك. فأنتَ تسخّر كلَّ شيء لفائدتهم. وتذكرني بالمفتش الممتاز في أكاديمية فاس، الاستاذ إدريس الكريوي، الذي أمضى عاماً كاملاً يدرّب المدرسين في المدارس الإعدادية بمدينة فاس على طرائق تدريس قصصي القصيرة ، ثم جمع تدريباته في كتاب عنوانه " قصص علي القاسمي القصيرة (التربوية)" نشره النادي الأدبي الثقافي بمدينة جدّة سنة 1439هـ/2017م. فشكراً لكما.
تمنياتي الطيبة لك ـ أخي الكريم ـ بالصحة والخير والهناء ودوام الإبداع الأدبي.
محبّكم: علي القاسمي

مقالات ذات صلة