أصدقاء الدكتور علي القاسمي

البئر

 

علي القاسمي: البئر

علي القاسمينقلا عن صحيفة المثقف

بسمته العذبة تنساب إلى مقلتيها كأَلَقِ نجمةٍ في ليلة صيف، فيتسرَّب إحساسٌ لذيذٌ إلى حنايا جسدها، يحملها إلى الأعالي كنسمةٍ، كحمامةٍ، كسحابةٍ نشوى. صوته الناعم الرقيق يناديها فيتناهى إلى مُخيَّلتها أنغامُ قريتها الصغيرة البعيدة التي تمتزج فيها ألحانُ العنادل، وخريرُ الجداول، ودندنةُ ربابةٍ يداعب وترها أحدُ الرعاة العشّاق.

يحبو بحيويةٍ نحوها، فتتعلَّق عيناها بأطراف أنامله الطريَّة البضَّة. ويتراءى لها شابًا وسيمًا، طويل القامة، عالي الهمة، مسموع الكلمة، كأبيه. يخفق قلبها عند كلِّ حركةٍ من حركاته، وتتلفَّت روحها لدى كلِّ لفتةٍ من لفتاته. عيناها مشدودتان بطلعته، تبتسم الدنيا لها حين يفترُّ ثغره عن ابتسامة رضًا، أو حين يناديها بـ (ماما). وتغطّي وجهها غمامةُ همٍّ وقلق إذا ما قطَّب جبينه الصغير؛ وقبل أن يشرع في البكاء تحمله بين ذراعيها، تضمُّه إلى صدرها، تشبعه تقبيلاً وشمّاً في جميع أنحاء جسمه اللين، فتعود البسمةُ إلى عينيْه، ومعها الفرحةُ إلى قلبها.

بعد أيامٍ قليلةٍ، ستعود لأوَّلِ مرَّةٍ إلى قريتها منذ أن زُفّتْ منها عروساً قبل ثلاث سنين، وسيرافقها زوجها، وستحمل وليدها على صدرها، كَعِقد لؤلؤ ثمين. وستنهال من أهلها، عليها وعلى ابنها، كلماتُ الإعجاب وعبارات الإطراء، كما تتساقط الثمار الناضجة الشهية من أغصانها مع نسمات الربيع. سيملأ الزهو أعطافها أمام صديقات طفولتها وهنّ يرين زوجها، فهي الوحيدة من بين فتيات القرية التي تزوّجت رجلاً من وجهاء المدينة الصغيرة. وقعتْعينُه عليها، ذات يومٍ، في سوق المدينة وهي صحبة والدها، فأُعجب بملاحتها ورشاقتها، وخطبها مفضِّلاً إياها على جميع بنات المدينة. لا شكَّ أنَّ فتيات القرية غبطنها على نصيبها، إذ لم تعُدْ مضطرةً لرعي الغنم تحت أشعة الشمس المحرقة نهاراً، ولا لحراسة البستان وهي تنوء بحمل بندقيَّتها ليلا. وأكثر من ذلك، فإنَّها محظوظة، فقد وضعت طفلاً ذكراً. أخبرتْها أُمُّها، عندما جاءت لزيارتها في المدينة، أنَّ ثلاثاً من صاحباتها اللواتي تزوَّجن كذلك رُزِقن ببنات، والرابعة لم يرزقها الله بحملٍ، على الرغم من مرور ثلاث سنواتٍ على زواجها. أَمّا هي، فطفلها الأول ذكر، كامل الخلقة، سليم الأعضاء، تشع النباهة من عينيْه اللامعتيْن كنجمتيْن.

ها هو ذا يجلس والبسمة تعانق شفتيْه، يلعب بدُميةٍ على فراشٍ وثيرٍ في الظلِّ. وما دامت ستفارقه لبضع دقائق لإعداد الخبز في التنُّور، فلتضمُّه إلى صدرها، وتشمُّه، وتقبِّله في جميع أجزاء جسمه البضِّ الصغير. وعلى أيِّ حال، فإنَّ عينيْها لن تفارقاه لأنَّ التنور يقع في الطرف المقابل من حوش الدار على بُعْد أمتارٍ معدودةٍ من ابنها، لا تفصلها عنه سوى الجُنينة الصغيرة التي يتوسَّطها بئرٌ كانت واحدة من آبار عديدة حفرها الجنود البريطانيون خلال الحرب العالمية الأولى طول خط إمداداتهم في البلاد. وعندما توسعت البلدة صارت تلك البئر جزءا من الدار التي ابتناها زوجها.


تجتاز الجنينة صوب التنور وهي تتلفت إليه، تناغيه، تناديه، فتسمع ضحكاته الحلوة لحناً من الفرح يحملها إلى الأعالي كنسمةٍ، كحمامةٍ، كسحابةٍ نشوى. تصل التنُّور، تضع وعاء العجين إلى جانبه، تستلُ الثقاب لتوقد الحطب الموجود في قعر التنور، يأخذ اللهب يتصاعد من فوهة التنُّور، ثمَّ يتضاءل رويداً رويداً إذ تتحوَّل عروق الحطب إلى جمر، حينئذٍ تتناول حفنةً من العجين بيدها اليمنى، تكورها بكلتا يديها، ثمَّ تبسطها على شكل رقاقةٍ دائرية، وتدحوها بسرعةٍ خاطفةٍ بيدها اليمنى في التنُّور، لتلصقها على جانبه الأيسر، ثمَّ تتناول حفنةً أُخرى من العجين... ولكنَّ دقَّةً عالية كقرع الطبل، تتناهى إلى سمعها من الخلف، فتلوي عنقها بعنف إلى الوراء، تصوِّب عينيْها إلى وليدِها، فلا تجده في مكانه؛ ينتفض قلبها بين ضلوعها كعصفورٍ بلَّله القطرُ بغتةً، ويغلي الدم في عروقها؛ تحدِّق مرَّة أُخرى، ثمَّ تنتقل نظراتها إلى البئر، فلا ترى الدلو المنتصبة على حافتها. عند ذلك تنطلق وثباً إلى البئر وتقفز فيها.*


***


قصة قصيرة


بقلم: علي القاسمي


........................


* من مجموعته القصصية "رسالة إلى حبيبتي".


تعليقات (24)

  1.  

لا شيء يضاهي حنان الأم و حدبها على أولادها
شكرا جزيلا لك أستاذنا الدكتور علي القاسمي على القصة الجميلة التي صورت تعلق الأم بولدها خير تصوير.
أخوكم مصطفى معروفي

  1.  

أخي العزيز الشاعر المتألق الأستاذ مصطفى المعروفي حفظه الله ورعاه،
أتفق معك تماماً، فنحن الكتاب والشعراء لم نستطع، في جميع كتاباتنا، أن نصور حب الأم الجارف لوليدها وتضحياتها الجسام في سبيل إسعاده والحفاظ على حياته.
شكراً جزيلا لكلماتك الدالة، مع أطيب تمنياتي لك بالصحة والهناء والإبداع المتواصل.
معزّكم: علي القاسمي

  1.  

بالاضافة الى ان القصة عن الأم تبدو لي ايضا مثل مشهد او لوحة من حياتنا السابقة حينما كان البيت وحدة انتاجية تتعهد بكل الخدمات لأفراد العائلة. الاقتصاد المنزلي او العائلي هو من بين اهم بقايا عصر التخلف.
و ربما هذا ما يمكن ان استنتجه من القصة.
انه حنين لبيت الأم التي تعمل مثل خادمة تسهر على راحة العائلة و لا يوجد وقت لتهتم بنفسها.
مثل هذه اللوحات برع فيها نجيب محفوظ في الثلاثية.

  1.  

أخي العزيز العالم الأديب الدكتور صالح الرزوق حفظه الله وحقق مناه،
أشكرك على إطلالتك البهية على قصتي القصيرة.
أنتَ رجل محب للمرأة مُغالٍ في نصرتها من وجهة نظر مفادها أن أي عمل تقوم به المرأة في البيت هو أستغلالها بوصفها خادمة للرجل. وتسعى إلى تحريرها من هذه "العبودية". بيد أن اختلاف اقتصاديات المجتمعات تتغير طبقاً للمكان والزمان. فالرجل في مجتمعنا سابقاً يقوم هو الآخر بخدمة عائلته خارج البيت . فجميعنا خدم كما قال أبو العلاء المعري:
الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ ... بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ.
أكرر شكري مقرونا بتمنياتي الطيبة لك بالصحة والخير والهناء ودوام الإبداع.

محبكم: علي القاسمي 

  1.  

سيدي الدكتور العلامة علي القاسمي حفظك الله ورعاك.
قصة جميلة ورائعة بمواضيعها وإشكالياتها الهامة. جوهر العبارات تتحدث عن أم شابة من العالم القروي، وعن مكانة المرأة، وزواج الإناث كظاهرة إجتماعية معقدة في العالم القروي العربي، وحتى في العالم الحضري بحدة أقل (المدن). الزواج يرتقي قيمة بولادة طفل ذكر، ولي عهد الفحولة والرجولة والقوامة. في القصة ذكريات تخالج الكاتب، ذكريات تراب شباب وعنفوان. إنه تذكر بفقدان الصبي رمز قوة الارتباط المقدس. هوى كقيمة وجودية في البئر، وما كان على الأم إلا أن تلتحق به بسرعة البرق.
أنتم خزان حب وشغف وولع لتراب وطن حضاري جميل. كقارئ، أرى نفسي سيدي علي، وأنا أتأمل قصص هذه المجموعة الرائعة، أنني ألعب دوما بضفاف نهر قريتكم الطبيعية الخلابة، وأسبح به فرحانا وسعيدا. أرى نفسي في منزل عالم قروي استنشق يوميا منه روائح وعذوبة تذوق حب الجد والأب والام والاخوات والأعمام والعمات والجيران .......
جزاكم الله خيرا على أدبكم النفيس وبراعاتكم القصصية وسمو عباراتكم المعجمية السلسة ....
أخوك الحسين بوخرطة.

أخي العزيز الكاتب الأديب الأستاذ سيدي الحسين بوخرطة حفظه الله ورعاه،
فعلاً، مجموعة " رسالة إلى حبيبتي" تضم قصصي المتعلقة بالطفولة في بلدتنا الصغيرة.
وأتفق معك ـ أخي العزيز ـ أن ذكريات الطفولة هي جميلة بفعل الزمن الذي يدثّر الماضي بشيء من القدسية.
ولي دراسة نقدية مقارنة بعنوان " صورة المدينة في الأدب العربي والآداب الغربية" تخلص إلى أن معظم الأدباء يرون في القرية مكان البراءة والنقاء وصفاء الطبيعة، مقارنةً بالمدينة.
شكري الجزيل لك على تكرمك بالتعليق الجميل على قصتي.
أخوك: علي القاسمي

  1.  

ما أروع هذه القصة المكتوبة برشاقة اسلوبية غاية في الإتقان , كأنها ليست بسرد
وإنْ اعتمدت عليه فهو سرد يكاد يكون شعراً لشدة كثافته وفي المحصلّة فإن لهذه
القصة توتّراً شعرياً عاصفاً لا سيما في نهايتها التي يرتفع فيها التعبير الى الذروة .
دمت في صحة وإبداع استاذنا المبدع المبدع علي القاسمي , دمت في أحسن حال .

  1.  

أخي العزيز الشاعر المتميز الأستاذ جمال مصطفى حفظه الله ورعاه،
أشكرك من القلب على تعليقك الكريم الذي أصبت فيه كبد الحقيقة. فالقصة في بداية القرن العشرين كانت تركز على الأحداث الخارجية ثم تحوّلت تدريجيا إلى وصف المشاعر النفسية الداخلية للشخصية، وأخذ أسلوبها يقترب من الشعر. وطبعاً ثمة مدارس أدبية متعددة في القصة. وهذه القصة كُتبت بأسلوب شاعري، وفي الوقت نفسه عبّرت عن مشاعر الأم بحدث خارجي، إلقاء نفسها في البئر في محاولة لأنقاذ وليدها.
تمنياتي الطيبة لك بموفور الصحة والهناء وموصول الإبداع والعطاء.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

وصف رائع بأسلوب سلس مشوّق لما يختلج في نفس فتاة قروية حالمة بزواج من شابّ تتجسّد فيه كامل الرجولة و الحيوية والجاه لتؤسّس عائلة جميلة مرفّهة حافلة بأطفال بعيدين عن البؤس وحياة القرية الخشنة بالرغم من بساطة العيش فيها. وقد نالت غير مصدّة ما كانت تتمنّى بمثل هذا الزواج الذي أنتج طفلاً كان كل شيء لديها، ولكن قدراً ظالماً لم يمهلها لتستمتع بالحياة التي تخيّلتها ، فقد ذهبت أحلامها وحياتها في البئر، وهذه بعض من مآسي الحياة التي أبدع الأديب القاصّ الدكتور علي القاسمي في صوغها وإبرازها حيّة بلغته الجميلة. أتمنى لك الصحة والعافية.
ودمتَ بخير وإبداع.

  1.  

أخي العزيز أستاذنا الشاعر المترجم الأيب المتألق الدكتور بهجت عباس حفظه الله ورعاه،
أشكرك من صميم الفؤاد على كلماتك الطيبة بحق قصتي القصيرة.
تأويلك تأويل أدبي رائع يذهب بالقصة في اتجاه المأساة.
لقد حذفتُ نهاية القصة بناء على توصية من إرنست همنغواي في روايته السيرذاتية " وليمة متنقلة" التي تحدث فيها عن تجاربة في كتابة القصة القصيرة، فذكر أن حذف نهاية القصة يقوّيها، بشرط أن يكون الكاتب عارفا بالنهاية.
وحذف النهاية يساعد القراء على المشاركة في الإبداع، وهذا يعطي القصة حيوات متجددة.
تمنياتي لك بالصحة والخير والإبداع المستمر.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

استاذنا الاديب اللامع الدكتور علي القاسمي

قصة مشبعة باحاسيس جميلة مكتوبة باسلوب اقرب الى الشعر.
قد لاتصدق اذا قلت مثل هذه القصة حدثت لصديق لي مع اختلاف طفيف في التفاصيل، وقد عايشت معه مأساته لذلك اعرف تماما الشعور الصاعق للوهلة الاولى من تأكد حقيقة موت الطفل بتلك الطريقة.

لك الصحة والعافية استاذي العزيز.

  1.  

أستاذنا الشاعر اللامع الدكتور عادل الحنظل حفظه الله ورعاه،
شكراً على تكرمك بهذا التعليق الجميل.
قد لا تصدق إذا أخبرتك أن القصة واقعية عن وقوعي في البئر وأنا أحبو وأمي منشغلة في إعداد الخبز بالتنور ولم تكن تتوقع أنني بدات الحبو.
لقد سمعتُ هذه القصة مرارا من الوالدين والجار ابن العم الذي سمع استغاثة والدتي رحمها الله وهي في البئر، فأنقذنا.
لم يكن أحد من أهل الدار يعرف عمق البئر ومستوى الماء فيها. ولكنها قفزت في البئر دون أن تفكِّر، فاستقرت إحدى قدميها على ساقي. وعندما التقطتني ورفعتني إلى الأعلى، كان مستوى ماء البئر يصل إلى فم الوالدة. ولكني لم أكتب النهاية في القصة لتكون أقوى.
ولهذا كنتُ أقول : أمي ولدتني مرتين.
تمنياتي الطيبة لك بالصحة والسعادة والإبداع المتواصل.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

سيدي الدكتور علي القاسمي. إضافة إذا سمحتم.
رمزية العنوان : البئر مبهرة للغاية من الناحية التعبيرية والجمالية. فهو ليس بئر حفر بسواعد أبناء الوطن من أجل الوطن بل حفر من طرف المستعمر، ليس لتوفير الماء للساكنة أو تقديم منفعة لأهل القربة، بل حفر بأنانية الفعل الإستنزافي للخيرات... وبذلك يكون تركه بدون استحضار مخاطره تعبير واضع على سلوك السارق بنظرته الاستخفافية بأهل الوطن المستعمر. كان البئر مصدر منافع للمستعمر، وتحول إلى خراب ومصدر مضرة لاهل الدار....
حياكم الله وأكرمكم
أخوكم الحسين بوخرطة.

أخي العزيز الأديب اللامع الأستاذ الحسين بوخرطة حفظه الله ورعاه،
أشكرك على ملاحظتك الذكية، فالبئر كان تركة القوات البريطانية عندما دخلت العراق في الحرب العالمية الأولى. ولا يترك المستَعمِر المحتلّ ما فيه الخير للشعب المُستعمَر المغلوب. والقوات الأمريكية التي دخلت العراق سنة 2003، تركت وراءَها النظام السياسي الطائفي، الذي يفكك البلاد ويشجع على الفساد، وتكون عاقبته وخيمة، وأمامنا مثلاً لبنان وما حل به بسبب نظام المحاصصة الطائفية.
ولهذا فالبئر يرمز في هذه القصة إلى الحياة والحياة في آن واحد.

تمنياتي الطيبة لك بالصحة والهناء والإبداع.
أخوك: علي

  1.  

القصة القصيرة عند الأستاذ علي القاسمي هي التي تميزت بالحدث والشخصية والبناء أسلوبا ولغة.. فتقرأ البئر القصة لتستدل على ذلك.. أما الحدث فهو الذي تبنته القصة منذ البداية وهي تصور الأم ووليدها الذي أثار الحسد وعيون الحساد.. ثم أنها ليست أما مدينية بل سيدة قروية كانت محظوظة بالولد فرحانة وهي تشجر التنور.. وعينها على طفل وعلى نار تستعر.. ثم أنه أسلوب بليغ فيه التشبيه والأستعارة والمجاز...فلا تمله عين القاريء وهو يواجه نهاية القصة التي هي عندي نهاية مفتوحة تتقبل جميع المصائر... للكاتب علي القاسمي الشكر والتحيات...

  1.  

شكراً جزيلاً للعالِم الأديب الطبيب الدكتور عامر هشام الصفار على إطلالته الكريمة على قصتي القصيرة، وعلى تعليقه الكريم الذي ألمَّ بجميع معالم النقد الأدبي للقصة القصيرة، بإيجاز غير مخل وأسلوب جذاب جميل. هكذا تكون الثقافة العامة للعالِم التي لخصها أسلافنا بعبارة : هو من يعرف شيئا من كل شيء، ويعرف كل شيء عن شيء .
تمنياتي الحارة للصديق العزيز بالصحة والخير والهناء، مقرونة بمودتي واحترامي.
محبكم: علي القاسمي

الأستاذ العزيز المبدع علي القاسمي…شكرا لكم على ما تفضلتم به تعقيبا على ما كتبت بأختصار… فأبداعكم كالبحر دون قرار ويجب أن تؤلف عنه الكتب وتكتب المقالات… ثم أني ابحث هذه الأيام عن القدوة ومعناها في اللغة… وها أنتم من خلال ما تكتبون وتبدعون تجسدون المعنى فتكونوا القدوة الصالحة لحملة الأقلام…. تمنياتي بالخير لكم دائما والشكر كله للمثقف الصحيفة التي جمعتنا مع أهل الأبداع والفكر والثقافة…

أخي العزيز الأديب الطبيب المتألق حقاً الدكتور عامر هشام الصفار حفظه الله ورعاه،
أعتذر أولاً عن عدم شكرك على هذا الكلام الجميل في وقته.
كلامك عن ضرورة "أن تؤلّف عن إبداعي الكتب وتُكتب المقالات" نابع من نفسك الزكية العامرة بحب الآخرين وقصدك الكريم تشجيعي.

وإذا دخلت موقع " أصدقاء الدكتور علي القاسمي" في الشابكة، قسم ـ كتابات الأصدقاء ـ، ستجد أن كثيراً من الأدباء الكرام قد شجعوني بتدبيج المقالات وتأليف الكتب عن بعض مؤلفاتي. كما ستجد في الأقسام الأخرى كثيراً من كتبي في اللغة والأدب وحقوق الإنسان، والتنمية البشرية، والتاريخ الثقافي وغيرها.
أكرر شكري وامتناني على مودتك الخالصة وتشجيعك المستمر. أنعم الله عليك بالصحة والخير والهناء.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

تحايا الورد الباحث والاديب استاذي القدير د.علي القواسمي تقديري لطيف تأملكم ومداد رؤياكم
فلي بعض من الاضاءة بتواضع رؤياي وشكرا لتقبلها ..
البئر رمز معنوي الابعاد منشق بتضاد المعنى ومحاور الدلالة استعارة تشبيه لنقائض الحياة من حقائق ووهم ، وخيال وواقع ، نتلمس مما تشي كثير من تضارب المشاعر واختلاف الاحاسيس قد يتبادر لذهن القارئ تيمنا بسورة يوسف واخوته هو هاوية الغرق فيما ارتكب من اخطاء وجب المنايا والاحزان وتغيير المصير ...
عنوان مكثف الصيغة مختزل التعبير متعدد الدلالات بوسع افق القارئ ...
قصة ممتعة راقية الحروف ببساطة سلسة سهلة التتابع موحية للتأويل بغائرالمغزى ...
وصف جميل للأم المجتهدة بعملها مخلصة لعائلتها مكافحة لتوفير لقمة طيبة سائغة الرمق بحرص الأمومة رغم تعدد الانشغالات بمسؤلياتهم والتضحية لابنائها ...
فيها التراث الاصيل والانتماء للجذور ..
دمت بالف خير وبوركت الحرونف

  1. شارك التعليق
  2.  
  3.  ردك على التلعيقق
    1.  

    عزيزتي الأديبة المتعددة المتألقة: الشاعرة الناقدة القاصة الأستاذة إنعام كمونة حفظها الله ورعاها،
    أشكرك على تعليقك الجميل الذي أسعدني حقاً، وأضحكني على غفلتي.
    ففي ردي يوم أمس كتبتُ شكراً على تعليق الصديق المغربي الكاتب الحسين بوخرطة، ذكرتُ فيه أن الماء والبئر يمكن أن يُتخذا رمزاً للحياة والموت في النص الواحد. وضربت له مثلاً في قصة للكاتب الإنكليزي دي أج لورنس. والمثل الأقرب والأشهر إلينا هو بئر يوسف، الذي ورد في القرآن الكريم، وأنا أتلو شيئا من القرآن كل صباح. ولهذا ضحكتُ على غفلتي .
    أكرر شكري الجزيل لك على تنبيهي وعلى كلماتك الطيبة بحق الأم. ولا عجب، فأنتِ من أسرة عالمة كريمة أنجبت الكثير من العلماء والأدباء.
    تمنياتي الطيبة لك بموفور الصحة والهناء وموصول الإبداع والعطاء.
    علي القاسمي

    1.  

    لا شيء يساوي حب الأم وشقائها مهما امتلكنا.
    قصة ملهمة، تصاوير رائعة، ممتعة ولغة سلسة ومدروسة. دام نبض قلمك أيها المبدع.
    زهراء لطيفي

    عزيزتي الأديبة المتألقة الأستاذة زهراء لطيفي حفظها الله ورعاها،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
    سعدتُ باطلالتك البهية على قصتي القصيرة، وأشكرك على كلماتك الطيبة بحقها.
    اتفق معك أن حبَّ الأم لا تعبر عنه هذه القصة القصيرة بصفحتين. ولكني كتبتُ عن فقْدِ الأم صفحات كثيرة في روايتي " مرافئ الحب السبعة" التي في وسعك الاطلاع عليها في موقع " أصدقاء الدكتور علي القاسمي" في الشابكة.
    أكرر شكري الجزيل مقروناً بتمنياتي الطيبة لك بالصحة والهناء والإبداع.
    علي القاسمي

    1. شارك التعليق
    2. .

    البئر التي أنهت سعادة الأم التي امتدت منذ بداية القصة إلى لحظة الانحدار الدرامي .... البئر التي تركها الجنود ... وكأنها بئر رمزية تجسد تأثير الغرب في هويتنا الأصيلة. يسقط فيها فلذات أكبادنا ويتهافتون على القفز فيها بوعي وبلا وعي .. يسقطون عاجزين كطفل رضيع لا يدرك خطورة هذه البئر .. يقفزون عاجزين عن مقاومة إغراءات هذه الحضارة البئر القاهرة المميتة أحيانا .. ويسقط الآباء لأنهم لا يملكون إلا الاستجابة لاختيارات الأبناء ... هذه قراءة تأويلية بسيطة أرجو أن لا تحد من جماليات قصتكم اللامتناهية .... محبتي أستاذي النبيل

    صديقي العزيز الباحث الناقد الأديب الأستاذ قبس عبد الله حفظه الله ورعاه،
    أشكرك على هذه القراءة التأويلية التي تهب القصة بعداً جديداً وحياة جديدة.
    وقد سعدتُ أيما سعادة في اليومين الماضيين لتكرمك بزيارتي في ندوة الترجمة والتعدد اللغوي في كلية الآداب بمراكش، على الرغم من كثرة مشاغلك في ندوتك الأخرى بكلية اللغة العربية.
    أكرر شكري الجزيل وتمنياتي الطيبة لك بالصحة الدائمة والإبداع المستمر.
    معزّكم: علي القاسمي

مقالات ذات صلة