مشاعل على الطريق: أبدع وأروع القصص الأمريكية الحديثة بقلم الدكتورة سناء الشعلان، الأستاذة بالجامعة الأردنية في عمّان
المصدر: كرمالكم الإخبارية
د . الشعلان : القاسمي يصدر"مشاعل على الطريق: أبدع وأروع القصص الأمريكية الحديثة"
تغطية: د.سناء الشعلان/ الأردن :
صدر عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء كتاب جديد للعلامة الدكتور علي القاسمي بعنوان " مشاعل على الطريق : أبدع وأروع القصص الأمريكية الحديثة" . يقع الكتاب في 450 صفحة من القطع الكبير ويضم تسع عشرة قصة أختارها المؤلّف وترجمها ، مع دراسة معمقة عن تطور القصة في الأدب الأمريكي الحديث، تناول فيها أجيال كتاب القصة الأمريكية الحديثة، خاصة الجيل الضائع الذي عاش معظم أدبائه شطراً من حياتهم في باريس أو ترددوا عليها كثيراً بعد الحرب العالمية الأولى، مثل جون فتزجيرالد، وأرنست همنمغواي؛ والجيل المتعب الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية، وعاش زعماؤه ردحاً من الزمن في طنجة أو ترددوا عليها كثيراً في الخمسينيات من القرن الماضي مثل وليم بوروز، واًلان غينسبرغ، وجاك كيرواك، حتى نتج عن ذلك ما يسمى بـ " مشهد طنجة المتعَب" الذي يعدّ من أعلامه الكاتب محمد شكري والرسام محمد الحمري والقصاص الرسام محمد مرابط . وأولى القاسمي القصاصين الأمريكيين المعاصرين عناية خاصة في دراسته عن القصة الأمريكية الحديثة التي ضمّنها الكتاب.
وقد تم اختيار القصص في ضوء ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ثلاثة هي :
أولاً: أن ﺗــﻜــﻮن اﻟــﻘــﺼــﺔ ﻷﺣــــﺪ ﻣــﺸــﺎﻫــﻴــﺮ اﻷدﺑـــــــﺎء الأمريكيين اﻟـــذين ﺗــﺮﻛــﻮا ﺑﺼﻤﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮة اﻷدب اﻷﻣريكي، وأﻏﻨﻮه ﺑﺘﻘﻨﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة، وأﺛّروا في أﺳﺎﻟﻴﺒﻪ وﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ وﺗﻮﺟﱡﻬﺎﺗﻪ ، مثل إرنست ﻫﻤﻨﻐﻮاي، وﺳﻜﻮت ﻓﻴﺘﺰﺟﻴﺮاﻟﺪ، وﺟﺎك ﻛﻴﺮواك، وﺷﻴﺮﻣﺎن أﻟﻴﻜﺴﻲ، وﻏﻴﺮﻫﻢ.
ثانياً:أن ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﺪرﺳﺔ سردية كبرى مثل اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ، أو اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﻘﺬرة، أو اﻻنطباﻋﻴﺔ، أو اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ، أو ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ...إﻟﺦ.
ثالثاً: أن تتناول القصة مشكلة من مشكلات المجتمع اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ . ومن أهم هذه اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ تجسَّدت ﻓﻲ
إبداع اﻷدﺑﺎء اﻟﻜﺒﺎر:
أـــ الحروب وويلاتها، وما أفرزته من مشكلات نفسية واجتماعية وصحية في المجتمع الأمريكي نفسه، كما تجلى ذلك في قصة تيم اوبراين " الأشياء التي كانوا يحملونها" التي حازت جوائز عالمية كبرى
ب ـــ معاناة المهاجرين الجدد، فهنالك أكثر من أحد عشر مليون مهاجر بلا أوراق رسمية في امريكا، ولهم مشكلاتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية. وقد تمثلت تلك المعاناة في قصة مالامود " المهاجر الألماني".
ج ـــ الجريمة المنظمة والعنف الناتج من فلسفة القوة والهيمنة التي تغذيه أفلام هوليود، وسهولة الحصول على السلاح، وقد صوّر هذه المشكلة إرنست همنغواي في قصته “ القتلة” وقصص أخرى
د ـ الحرية الجنسية والخيانة الزوجية والتفكك الأسري، وقد تناولها بصورة بديعة الكاتب الأمريكي الأسود إدوارد جونز في قصته " رجل غني".
ه ـــ التمييز العنصري، والظلم الذي أصاب أهل البلاد الأصليين الهنود الحمر، وكذلك الأمريكان السود، وقد تناول ، الموضوع بصورة فلسفية مضحكة الكاتب الهندي الأحمر الشهير شيرمان ألكسي في قصته " ما ترهنينه أنتِ، أسترده أنا".
و ـ الأوبئة والأمراض المستعصية، كالسرطان، ونقص المناعة، وغيرها، وتناولت هذا الموضوع الكاتبة الكبيرة سوزان سونتاغ في قصتها " الطريقة التي نعيش عليها الآن".
ز ـــ انتشار الأمراض النفسية في المجتمع، حتى قيل في أمريكا إن لكل طبيب نفسي طبيبه النفسي. وفي الكتاب نجد قصة الكاتب باري حنا الساخرة "عين الصواب" حول هذه القضية.
ح ـ عدم عدالة النظام الاقتصادي، والتفاوت الكبير بين الطبقات، وانتشار البطالة، وارتفاع أجور المدارس والجامعات، وانحصار الثروة في أيادي قلة قليلة من رجال الأعمال ، كما في قصة “ لقاء” للكاتب جون شيفر.
ط ـــ الإدمان على المسكرات والمخدرات ، وقد صور هذه المشكلة بصورة أخاذة جون فتزجيرالد في قصته الخالدة العودة إلى بابل"."
وكتب الناشر في ظهر الكتاب تعريفاً قال فيه : "بوصفه أحد أبرز الباحثين في الأدب الأمريكي ، أختار لنا الدكتور علي القاسمي، بحسّه الأدبي واللساني، باقة من أروع القصص الأمريكية التي أبدعها كبار الأدباء الأمريكيين منذ بداية القرن العشرين حتى يومنا هذا، ونقلها إلى العربية بلغته السلسة الجميلة، مع المحافظة ما أمكن على مميزات أسلوب كل كاتب وخصائص المدرسة الأدبية التي ينتمي إليها، تكريماً لإولئك الأدباء الذين تركوا بصمتهم على الأدب الإنجليزي والآداب العالمية الأخرى.
و علي القاسمي و قاص وروائي ومترجم وناقد، سبق له أن ترجم بعض روائع الأدب الأمريكي الخالدة مثل كتابي همنغواي" الشيخ والبحر،و" الوليمة المتنقلة" اللذين نشرهما المركز الثقافي العربي وحظيا بإقبال كبير، تماماً مثل رواية القاسمي “ مرافئ الحب السبعة “ التي نشرها مركزنا كذلك."