أصدقاء الدكتور علي القاسمي

مقال للدكتور عبد المالك أشهبون " مختارات قصصية لعلي القاسمي.. هموم الذات وهواجسها"



مختارات قصصية لعلي القاسمي.. هموم الذات وهواجسها

 نقلا عن موقع: البيان

يقدم كتاب "مختارات القصصية لعلي القاسمي"، لمؤلفه الدكتور عبد الملك أشبهون، وجهاً إبداعياً جديداً، وهو الأكاديمي والمترجم العراقي علي القاسمي، من خلال مختارات من مجامعيه القصصية، مثل: رسالة إلى حبيبتي، صمت البحر، عصفورة الأميرة.
ويقول المؤلف عن علي القاسمي : "يلوذ بدوحة الإبداع وارفة الظلال، ليحط الرحال في عوالم (القصة القصيرة)، وهو الباحث الأكاديمي، المتخصص في مجالات المعجم وتحديد المصطلح والترجمة وقضايا التربية والتعليم، وحقوق الإنسان والتنمية البشرية.
 ومما لا شك فيه، أن عالَمَ الإبداع عادة ما يعطي لهؤلاء الأكاديميين المتخصصين متنفساً آخر، ورئة أخرى، وهامشاً واسعاً للتعبير عن هموم الذات وهواجسها، أكثر مما تُتِيحُهُ لهم طرق البحث العلمي الدقيقة والصارمة التي ينتهجونها في أبحاثهم ودراساتهم".
ويوضح أشهبون أن "قصص الباحث العراقي، بلغت الذروة الفنّية التي بلغتها نصوص غيره من كتاب القصة القصيرة المتمرسين، بشهادة الكثير من المبدعين أنفسهم، قبل النقاد. وأشير إلى أنه تهيمن على قصصه مجموعة من المحاور المأثورة، منها: عوالم الطفولة المستعادة ومراتع الصبا الأثيرة، الغربة والمنفى ودوائر الأحزان الأخرى، تجارب العشق المهدور، لحظات الاحتضار والموت، حالات التخاطر والاستبصار.
ويرى المؤلف أن علي القاسمي، حين يكتب عن موضوعات الرحيل والمنفى والغربة، وما حلَّ بالوطن من احتلال؛ فإنه يروم من خلال ذلك، الكتابة عن عالم آخر، بعيداً عن عالم الاستبداد، الذي أكرهه في المرة الأولى، على التنائي والهجرة، مستشرفاً عالماً جديداً، يتنفس فيه الإنسان العراقي نسمة الحرية الغالية، وبمنأى عن عالم الاحتلال الذي حال دون عودته للمرة الثانية، حيث أمْن الإنسان غير مُصون، وكرامته مفتقدة.

ويلفت أشهبون إلى أن القاسمي، يعمد إلى جعل المرأة موضوعاً بارزاً في قصصه. ويضيف: "فالمرأة من منظوره الخاص هي فكرة الفضيلة والتفاني في الإخلاص للحبيب حتى بعد الموت. إنها روح الجمال والبهاء والكمال، تشِعُّ في وجود الكاتب، وفي محيطه، إذا ما كان هناك أمل في نجاح تجربته العاطفية، بالمقابل، يغدو موضوع المرأة، في حالة قصص العشق المهدور..
موضوعاً مشبعاً بالحزن والاكتئاب والقنوط، وتغمر مجموعة من قصصه مشاهد حب رومانسية متنوعة ومتعددة، حيث استولت العاطفة الجامحة على بعض الشخصيات، لتحيل المشاهد القصصية إلى لحظات عاطفية شديدة التبَتُّلِ والبراءة والشكوى، ورسائل عشقٍ، تطوي في طيَّاتها قصصِ حبٍّ، شبيهة بقاربٍ صغير، سابحٍ بلا مجداف في بحر المجهول، تتقاذفه رياح الحرمان وأمواج اليأس، لينتهي به الرحيل محطماً فوق صخرة الأحزان في جزيرة الوحدة والاغتراب، كما في قصة "رسالة من فتاة غريرة".
وهنا يشدد المؤلف على أن العلاقات العاطفية في القصص لدى هذا المبدع العراقي، تحضر محكومة بخلفيات نفسية واجتماعية، ولهذا السبب وغيره نجد كثيراً من هذه العلاقات لا تعدو أن تكون صداقات عاطفية وروحية.
 المؤلف في سطور
 دكتوراه في النقد العربي الحديث، يعمل أستاذاً بالتعليم العالي، من إصداراته "آليات التجديد في الرواية العربية الجديدة"، "الرواية العربية من التأسيس إلى النص المفتوح"، "من خطاب السيرة المحدود إلى عوالم التخييل الذاتي الرحبة"، "عتبات الكتابة في الرواية العربية"، "الحساسية الجديدة في الرواية العربية (روايات إدوار الخراط نموذجاً)"، "زوايا ظليلة في روايات نجيب محفوظ"، "العنوان في الرواية العربية".
 الكتاب: مختارات قصصية لعلي القاسمي
تأليف: عبد المالك أشهبون
الناشر: "ضفاف"- بيروت. و"الأمان"- الرباط. و"الاختلاف"-الجزائر 2013 .
الصفحات: 191 صفحة
القطع: المتوسط

مقالات ذات صلة