أصدقاء الدكتور علي القاسمي

شعلة القصي في رسالة إلى حبيبتي لعلي القاسمي الجاحظ مسعود الصغير




رسالة إلى حبيبتي لعلي القاسمي

November 25, 2014

نقلا عن موقع الزمان
إنتقال السارد نحو المغترب
شعلة القصي في رسالة إلى حبيبتي لعلي القاسمي
الجاحظ مسعود الصغير
  صدرت هذه المجموعة القصصية في طبعتها الثالثة عن الدار العربية للموسوعات هذا الشهر1. وهي تتألف من عشرة متون (البئر – الدرس الأول – وفاء – الحذاء الانكليزي – أصابع جدي – الذكرى – البندقية – الكلب لبير يموت – الجذور في الأرض – رسالة إلى حبيبتي).
  المؤلّف، الدكتور علي القاسمي، هو المثقف العربي المبدع الذي لا ينضب قلمه ولا يعي، في مجالات معرفية متنوعة، بما آتاه الله من طاقة فكرية وإبداعية وعلمية متدفقة على الدوام.  ومساره التعليمي غني وحافل بالإنجازات العلمية؛ وبعطاءاته المتواصلة.  فبعد أن تلقى تعليمه في وطنه (العراق)، ونال شهادة جامعية، شد رحاله إلى أشهر جامعات العالم، ابتداء من لبنان (الجامعة الأمريكية في بيروت)، وبريطانيا (أكسفورد)، وفرنسا (السوربون)؛ والولايات المتحدة الأمريكية (تكساس)؛ حائزا منها شهادات عليا، كالبكالوريوس في الآداب والليسانس في الحقوق والماجستير في التربية والدكتوراه في علوم اللغة،  متسلحا بزاد معرفي غزير؛ أهّله للعمل في حقل التدريس الجامعي، وفي مجالس علمية دولية، ومناصب إدارية، ثقافية وتربوية، سامية. وزاده الله بسطة في العلم، فأتقن عدة لغات حية، الفرنسية والانجليزية، والاسبانية والألمانية.  فهذا الحصاد المعرفي الثر، جعل منه وقدة ثقافية لا تنطفئ، ومكّنه من ولوج أبواب الإبداع، كالقصة والرواية اللتين يكتبهما بتقنيات سردية حداثية خلاقة، الشيء الذي لفت أنظار صانعي القرار التعليمي بالمغرب، ودفعهم إلى إدراج مجموعة منها، ضمن برامج ومناهج التعليم بالمرحلة الثانوية – التأهيلية (وحتى الإعدادية). كما كتب عنه نقاد من المشرق والمغرب، كتابات أبرزت مكانته الإبداعية في هذين الجنسين الأدبيين نُشِرت في الجرائد السيارة، والمجلات النقدية الرصينة، وفي كتب عديدة 2؛ بالإضافة إلى ترجمة بعض أعماله إلى اللغات العالمية 3.
  ونعود إلى أضمومة القاص، موضوع هذه القراءة العاشقة. الموسومة بـ ” رسالة إلى حبيبتي” ، فجميع نصوصها يربط بينها خيط “متين”؛ كذلك الخيط الجميل الذي ينظم خرزات العقد المتلالئ الذي تزين به المرأة الحسناء جيدها.  فمن النص الأول “البئر” إلى العاشر (الأخير)، تبدو النوستالجيا التي تسكن عمق هذه النصوص كلها. إنها شيء من السيرة الذاتية التي تجمع بين الأنساق الثلاثة (الذاتي؛ الموضوعي؛ الغيري)4 .  وما يشد القارئ شدا، هو نضج فنية الكاتب؛ وكأنه لم يشتغل في مجاله الإنتاجي إلا كاتبا للقصة وحدها.
  فالموضوعة (التيمة) المركزية التي تتوزع على مختلف نصوص المجموعة هي إنسانية الكاتب، ورهافة شعوره، ورقة طبعه. فهذه الخصال هي التي هزت مشاعره، وحركت شجونه، وجعلته يبدع في حالة توحُّد وذوبان مع الحبيبة التي لم يختر لها اسما على عادة القاصين،… ربما كان هو “وفاء” ص31، الذي أطلقه على بطته المفضلة وهي في طور الطفولة. إنها الحبيبة و كفى. ولا داعي لذكر اسمها، ورقيا كان، أو من لحم ودم. ولكن نكهة اللحم والدم، تُشتم من العبارات الإنسانية، النابعة من شغاف القلب المتقرح، الذي يستبكي القارئ، مثلما أبكى الكاتب الذي صار ” متشفعاً بجميع الرسل والأولياء، علّه يُشفيك و يمنحك اللون والعافية، لنغدو معا ــــ كما كنا في طفولتناـــــ نسابق الفراشات الملوَّنة في المروج الخضراء، ونقطف الثمار في بساتين قريتنا الوديعة، ونحن ننصت إلى تغريد العنادل على الأشجار، وهديل الحمائم في أعشاشها، أو نسير على شاطئ النهر، ونحن نرمي الأحجار الصغيرة فيه، ونشاهد ما تحدثه في الماء من دوائر ودوائر وهي تكبر وتكبر. يا إلهي،  ما أسعد تلك الأيام! ” (ص97-98).
  فكل مفردات هذه الفقرة تكوِّن حقلا دلاليا يذوب فيه الكاتب إنسانية وشوقا وحلما بالوصال وهو في المغترب. الوصال الذي يسكرهما برحيق أزهار بلاده، وخمر العشق العذري، في زمن العفة والاحتراق عن بُعد؛ تماما مثلما اشتاق الشاعر الأندلسي إلى حبيبته متنهدا: ” كم حسدتُ النسيمَ الذي قبَّلك”. فالقاص، علي القاسمي، يغترف من تجارب العشق الصافي الذي لا يدنسه شيء؛ خلافا لما فتح عليه عينيه في الغرب من ابتذال المرأة، واعتبارها قطعة جمالية يحقُّ الاستمتاع بها، مثلما يستمتع الناظرُ بمشهدٍ طبيعي جمالي. إنه رأى نساء المغترب يعرضن مفاتنهن، ويشهرن جمالهن بشكل إباحي – تجاري… إن صورة حبيبته هي ما ترسب في ذهنه من الثقافة الشرقية المحافظة، التي تنظر إلى المرأة نظرة وقار وعفة. امرأة المغترب تضفي على هذا الكون الدفءَ والأنس والجمالية. امرأة الشرق، مخلوق يحبل وينجب. امرأة الشرق كائن أفجع َالكاتب بنبوءة العراف:
 يا بني، لن تشفى هذه الفتاة، حتى لو جلبت لها كل تمائم العرافين، وجميع أعشاب العشابين من قرى هذه البلاد كافة. إن أردت شفاءها حقاً فعليك أن تسافر إلى بلاد نائية نجح فيها علماء أفذاذ في تركيب بلسم مجرَّب في مختبرات حديثة. وكيف لا أركب الخطر، وأهجر الأهل والأصحاب، من أجلك يا أعز الأحباب؟ ولهذا رحلتُ عنك ـــ يا حبيبتي ــــ قبيل الفجر، وجميعهم نائمون، لأنني لا أحتمل دموع الفراق، في عينيك وعيون أمي والرفاق، يا إلهي، ما أهون الغالي وأرخص النفيس،  من أجل شفاء الحبيب! ” (ص 99).
صفاء وسمو
إنه الإبداع الإنساني في صفائه وسموه، والارتقاء به من حضيض الشهوانية إلى قمة الانتشاء الوجداني…
المجموعة مفتوحة على ما سمّاه الناقد الفرنسي “رولان بارت” بـ “خارجيات النص” حيث يفاجأ بالهجوم الشرس على قريته من قِبل اللصوص وهو يبحث عن “البلسم” لحبيبته،. إنه يروم بقريته وطنه “العراق”، الذي يُغتال من قبل عصابات السياسة التي حوّلت البلد إلى حطام…
  وبما أني قد سلكت سبيل العد التنازلي في هذه القراءة العاجلة، فإن النصوص القصصية الأخرى لم تحظَ مني بما حظيت به قصة “رسالة إلى حبيبتي” التي اختيرت عنوانا لهذه المجموعة. فقد جاءت رؤيتي مطابقة لرؤية مبدعها. إنه المزج الكيميائي للواقعي بالمفترض الخيالي، الذي نهل من دجلة والفرات، وعبقِ تربة الجاحظ وأبي نواس وتمام، والخليل وسيبويه والكسائي. ومعانقة مناظرات الرشيد والمأمون العلمية، وأسواق الشعر والخطابة، وهسهسة حكايات شهرزاد وهي تنشد الانعتاق؛ وشعرية المكان المستوحاة من الأثافي والنوى والدمن، التي كانت تخلقها القبائل المرتحلة من الرَّبع الذي أقامت فيه خيامها. إنها الرمزية التي تثير أحزان العاشق الولهان، ليرشح وجدانه بما فيه من حرقة شعرية على الحبيبة المرتحلة… قد يعثر القارئ على دلالات السيرة الشخصية لكاتب هذه المجموعة، من خلال ورود اسم “علي؛ عدة مرات (علي بن محمد ): ” انظر يا علي. آه لو تدري يا علي” ( ص65). ومع ذلك، فإن النقد الأدبي الحديث، يفرّق ما بين الاسم الحقيقي للكاتب، واسم بطل عمله الإبداعي. قد يكون الاسم رمزاً لشخصية كاريزمية استقرت في تركيبتها الثقافية من خلال إعجابه بأحد الأنماط. فالكاريزمية تختلف عند الناس. فهناك من يتّخذ مثله الأعلى “بوذا”؛ أو “غاندي”؛ أو “نهرو”؛ أو “غيفارا”؛ أو مانديلا”؛ أو سيزيف؛ أو أحد الأنبياء والصوفيين.  الكتابة النثرية (القصة والرواية، والمسرح والسينما) صارت تستلهم رموزا تراثية في الأدب والفكر. ك: عنترة؛ وامرئ القيس؛ وأبي حيان التوحيدي؛ وعمر بن أبي ربيعة وقيس، وليلى وعزى وجوليت…   ورغم الفصل بين شخصية الكاتب العلمية وشخصيته الإبداعية، فهو لا يملك الانسلاخ عن إنسانيته. هو يتميز؛ ولكنه لا يمتاز عن الناس. “فالعلاقة بين حياة الأديب و أدبه، ليست آلية ولا متوازية. بل معقدة ومتشابكة فقد يصوّر الأديب تجارب لم يعشها. كما أن النص الذي أنتجه، قد ينطوي على دلالات لم يقصدها الكاتب؛ بل على دلالات مضادة لمعتقداته وآرائه”4
 نعم؛ إن جميع النصوص التي تبني هذه المجموعة، هي في انسجام تام مع حياة الكاتب حسب الأنساق الثلاثة (الذاتي – الموضوعي – الغيري). فحينما أعود إلى النص ” وفاء” ص31، أجد الكاتب يقول: “شغفتُ بتلك البطة منذ اليوم الأول الذي حملها فيه والدي هدية لي بعد نجاحي في السنة الرابعة الابتدائية…” (ص32). وفي نص “أصابع جدّي”، يحكي معاناة جدِّه مع الشيخوخة والهرم. ويحكي عن اعتقادات جدِّه في زمن البساطة. فالأصابع، في نظر جدِّه، هي عنوان الصحة والعافية، والعلبة السوداء التي تخبئ الأسرار الغيبية لصاحبها. أما “الحذاء الانجليزي” فهي قصة إثبات الذات، في الزمن الذي كان فيه أبناء النخبة الثرية، هم المحظوظون بهذا. وما شوق البطل لحذاء انجليزي يسعد بانتعاله إلا دليل على توقه للارتحال ذلك إلى  البلد من أجل اكتشاف بعض مظاهر الحضارة الغربية… وفي نص “الكلب ليبر يموت” انتقال السارد إلى المغترب، ومفاجأته بظواهر متعددة، منها معاملة الغرب للكلب ككائن حي يحظى برعاية فائقة “من يحبني يحب كلبي” ــ مثل انجليزي ـــ (ص82)، بخلاف معاملة سكان قريته، الذين ينظرون إلى الكلب نظرة كائن نجس. وهذا ما وقف عليه توفيق الحكيم؛ والطيب صالح؛ وغيرهما من الأدباء الذين درسوا في الغرب أثناء الزمن الكلونيالي أو بُعيده. أما هو فقد تشبّث بجذوره. أجاب: ” اللغة العربية لغتي القومية” (ص88 ). نطق بها بشجاعة، ولم يبال بردّها “العربية لغة صعبة” (ص89). وأثناء ذلك دخل في نجوى:
  “…في الأعياد، كان يذهب مع أمه وأخته إلى بعض المزارات القريبة من القرية، وبعد الزيارة والصلاة في المسجد، يخرجون إلى الفلاة المجاورة حيث يجتمع الشبان في دائرة تنتظم حول عازف الطبل ونافخ المزمار، ويؤدون دبكاتهم ورقصاتهم التقليدية على أنغامها، يتقدمهم رجل طويل وسيم يحمل بيده اليمنى منديلاً ملوّناً يلوّح به باعتزازٍ وتباهٍ، لعله  تذكار من حبيبةٍ بعيدة. وكانت رقصاتهم تثير عاصفة من زغاريد النساء وتحظى بإعجاب الأطفال الفرحين ” ( ص89). وهذا نوع من الإصرار على التشبّث بحضارته، بجميع عناصرها وقيمها في وجه الحضارة الغربية…
نص شعري
 ومن تشبثه بحضارته استلهام النص الشعري العربي، قيس وليلى، امرؤ القيس، ص 60 والقرآن الكريم. ص 61 ، والحكمة والحكاية لشعبية، والأمثال والتوظيف الفكري التراثي ص 56. و الرمزية 57. وحكم الإمام علي كرم الله وجهه. “فالعلم يحرسك وأنت تحرس المال” ص74. جميع الرسل و الأولياء ص97. زيارة الأضرحة والصلاة في المسجد. بعد صلاة الصبح. ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان 75. قراءة القرآن. كلنا نرحل من هذه الدنيا عراة كما ولدنا…) فالقاص، علي القاسمي، وهو مؤلِّف ” معجم الاستشهادات”5 ، استثمر بعفوية تقنية “التناص”، فهو أدرى بهذا من خلال النقد الأدبي القديم والحديث. فقدماء النقد الأدبي العربي، أشاروا إلى “التناص” بمصطلحات ومفاهيم مختلفة، إلا أنها كلها تصبُّ في خلاصة، مفادها أن أي نص لا يأتي من فراغ. فهناك ” الأخذ” و”الاشتراك”، و”اللفظ المتعدد” عند الجرجاني، و”الاقتباس″ و”الإلماح”، و”التضمين”. أما في النقد الحديث، فقد دأب “باختين” على القول بـ “الحوارية”، مؤكّداً “أن كل نص منطوق أو مكتوب، لا يمكن فهمه ألا على أنه رد فعل لنصوص أخرى”.
  إن الزمن لا يسعفني بالقراءة المتأنية لكل نصوص هذه المجموعة القصصية، التي تتحف القارئ كيفما كان مستواه التعليمي ابتداء من تلميذ وتلميذة الثانوي، إلى نهاية التعليم الجامعي؛ إلى القارئ الأدبي، والناقد المتخصّص. فهي – في مجملها – لا تتضمن أي مفردة ساخنة، توحي بالإثارة الجنسية العارية، ولا بأي مشهد غرامي ساخن. إنها وثيقة إبداعية، تشهد على العصر، من خلال السيرة الشخصية لكاتبها، التي أدمجها بفنية عالية في الموضوعي والغيري. فهي بالنسبة للتلميذ، تهذِّب ذوقه، وتخصب خياله، وتوسِّع مداركه. وهي بالنسبة للقارئ الأدبي توقفه على مستوى كتابة القصة بأسلوب سهل وممتع، وملغوم أحيانا. أما لغتها، فإنها فصحى وفصيحة، ووسطى، ومزيجة: “الدنتيل” (ص 32)، “ليبر” (وهي مفردة ألمانية بمعنى المحبة”)، “وفص كلاص” . فلغة القاص مغربلة، ومصفاة، وكثيفة، لأن صاحبها متخصص في علم اللغة التطبيقي، إلى جانب مجالات معرفية أخرى يستقي منها، ويستعمل مفرداتها بعد أن طوّعها وألانها، وأكسبها الرقة والجرس الموسيقي الذي يفرض على مَن فتح دفتي هذه المجموعة القصصية، النهمَ في مواصلة قراءتها دون مبالاة بانشغالاته الأخرى. فلذلك أقترح على خبراء البرامج والمناهج التعليمية، أن يدرجوها ضمن المقررات الرسمية في المرحلة الثانوية – التأهيلية.
*كاتب وباحث اكاديمي من المغرب
الهوامش:
علي القاسمي، رسالة إلى حبيبتي ( بيروت: دار العربية للموسوعات، 2015) وللمجموعة طبعتان سابقتان في الدار البيضاء وبيروت.
يُنظر مثلاً:
ـــ إبراهيم أولحيان، الكتابة والفقدان: قراءة في التجربة القصصية عند علي القاسمي ( الدار البيضاء : دار الثقافة، 2011)
ــ الدكتور محمد صابر عبيد، التجربة والعلامة القصصية: رؤية جمالية في قصص ” أوان الرحيل” لعلي القاسمي ( أربد، الأردن: عالم الكتب الحديث، 2011)
ــــ إدريس الكريوي، بلاغة السرد في الرواية العربية: رواية علي القاسمي ” مرافئ الحب السبعة” نموذجاً ( بيروت/ الجزائر/ الرباط: ضفاف/ الاختلاف/ الأمان، 2014)
ــــ الدكتورة سوسن البياتي، بنية النص القصصي: قراءة في قصص ” دوائر الأحزان” لعلي القاسمي ( القاهرة: دار رؤية، 2014)
وغيرها كثير.
1)         ومن آخر  المطبوعات التي ترجمت قصصه إلى الإنكليزية كتاب:
. Ali Al-Kasimi, Circles of Sorrow, translated by Dr. Musa Al-Halool (Taif: Taif University, 2014).
د. شكري عزيز، أنماط الرواية العربية الجديدة ( الكويت: عالم المعرفة الكوني، 2008) عدد -355-، ص 22.
 علي القاسمي، معجم الاستشهادات (بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2001)، ولهذا الكتاب نشرتان أخريان: ” معجم الاستشهادات الموسّع″ (2008) و” معجم الاستشهادات الوجيز للطلاب” ( 2012)، صادرتان عن الناشر نفسه، وكل نشرة تتبنى منهجية مختلفة، وترتيباً مختلفا، وهدفاً مغايراً.

مقالات ذات صلة