أصدقاء الدكتور علي القاسمي

الحنش أو المجابهة قصة قصيرة للدكتور علي القاسمي



الحنش أو المجابهة

علي القاسميدخلتْ منظِّفةُ المنزل عليَّ في مكتبي في الطابق العلويّ، دون أن تطرق الباب، وقد ارتعدتْ فرائصهاً، وامتقع وجهها، وارتعش جسدها، وارتجفتْ يداها؛ وقالت بصوتٍ متهدِّجٍ، وأنفاسٍ متقطّعة:
ـ ثَمّة ... حنش ... في البيت.
لم أسمع العبارة بوضوح، أو لأنّني أردتُ أنْ أتأكّد مما تقول، فسألتُها:
ـ ماذا في البيت؟
رفعت صوتها المرتعش قليلاً، وقالت:
ـ حنش.
كنتُ، قبل دخولها بوهلةٍ، أُحرّر ـ بمصادفةٍ عجيبةٍ ـ مادَّة " ح ن ش " في المعجم المدرسيّ الذي أتولى تأليفه لوزارة التربية، وقد نقلتُ، من المصادر الموثوق بها، التعريف التالي:
"حَنَشٌ، جمعه أَحْنَاشٌ: حيّةٌ سوداء ليستْ سامة."
ولهذا ابتسمتُ بشيءٍ من الاستخفاف، وسألتها:
ـ أين؟
قالت، وما زالت أنفاسها متقطّعة:
ـ تحت الزربيَّة... في مدخل البيت ... التفَّ هناك ...
خرجتُ من المكتب، ووقفتُ في أعلى الدرج المفضي إلى مدخل المنزل. تبعتني هي تاركةً مسافةَ أمان كافية. ألقيتُ نظرةً على الزربية. لم أرَ الحنش. أضافتْ السيِّدة موضحة، وهي ما زالت ترتعدّ فَرقاً:
ـ هناك ... تحت... الزربيّة:
فعلاً، لمحتُ انتفاخاً في وسط الزربيّة.
في تلك اللحظة، خطرَ لي أنّ تلك السيدة المسكينة ليست لغويّة ولا معجميّة، فهي لم تُصِب من التعليم الابتدائيّ إلا اليسير، وأنَّ كلمة " حَنَش" في اللهجة المغربيّة العربيّة اسماً عامّاً لجميع أنواع الحيّات، وأنّ ما تسمّيه هي " حَنَش"، قد يكون حيّة خبيثة، أو ثُعْباناً سامّاً، أو أفعى خطيرة، أو صِلاً من أقتل الأفاعي، أو كوبرا سامّة جداً، أو حتّى حيّة تنفخ سمّها في الهواء فتقتل فريستها عن بُعْد.
وهنا شعرتُ في داخلي بنوعٍ من الفزع، بل بهلعٍ شديد، حاولتُ أن أُخفيه عن السيّدة المرعوبة التي كانت تقف مرتجفة، وهي تصوِّب عينيْها إليّ، في انتظار أن أفعل شيئاً، كي تعودَ إلى عملها في الطابق السفليّ من المنزل.
لم تكُن لي خبرة سابقة في الحيّات، فأنا معجميّ بالمهنة، ولم أدرس ما يتعلّق بالأفاعي في الجامعات التي ارتدتُها، ولم أتعلّم شيئاً من وسائل الإسعاف الأوّليّة في المدارس. كلُّ ما أعرفه عن الحيّات هو ما كنتُ أسمعه في طفولتي في بلدتنا الصغيرة المجاورة للحقول والبساتين. سمعتُ آنذاك أنَّ أحدهم لدغه ثعبان سامّ فمات في الحال. وفلاح، كان يعمل في الحقل، لدغته أفعى خبيثة في إبهامه، فسلّ خنجره، وبتر تلك الإصبع لئلا يتسرَّب السمُّ في الدم إلى قلبه فيقتله. وفلاح آخر لدغته حيّةٌ سامةٌ في قدمه فاضطر، في تلك اللحظة، إلى قطع قدمه بالمسحاة التي كانت بيده لينجو من موت مُحقّق. ولكنّها حوادث كنتُ اسمع بها دون أن تكون لي مجابهةٌ فعليَّةٌ مع أيِّ ثعبان من أيِّ نوع. ولا أعرف كيف أميّز الحيّة السامّة من غير السامّة. ولا أملك خنجراً ولا مسحاة.
الحكاية الوحيدة التي سمعتها عن حيّةٍ مسالِمةٍ في طفولتي، كانت تلك الحكاية التي دأبتْ أُمّي على ترديدها لجاراتها مراراً وتكراراً.  تقول الحكاية إنّ أُمّي توجّهتْ إلى الرحى في منزلنا ذات صباح لتطحن الحنطة وتعدَّ لنا الخبز، فوجدتْ حيّةً طويلةً،  وجسدها ملتفّ حول الرحى مرتين أو ثلاث، فبادرتها أُمّي بتلاوةِ بعض الآيات من القرآن الكريم، فما كان من الحيّة إلا أن انصرفتْ منسابةً خارج الدار. والآن، هل تنفعني قراءة آياتٍ قرآنيةٍ على هذا الحنش الكامن تحت الزربيّة؟
في الحقيقة، أنا سمعت حكاية أُمّي عدّة مرّات، ولكن لم أرَ تلك الحيّة. كما لم أشاهد أيّة حيّة أخرى في حياتي.  بلى، في ساحة جامع الفناء في مدينة مراكش الرائعة، لمحتُ بعض الحيّات عن بُعْد، يتقلّدها الحُواة ملفوفةً حول أعناقهم، مثل قلادةٍ، لِيُسلّوا بها السُّيّاح. من المؤكَّد أنَّ هؤلاء الحواة يعرفون كيف يتعاملون مع الحيّات، ولهم خبرة في اصطيادها، وقلع أنيابها لتكون آمنة، وترويضها. ومع ذلك، كنتُ كلّما رأيتُهم من بعيد، اقشعرّ بدني، وبالغتُ في الابتعاد عن طريقهم. ولكن، أين أجد هؤلاء الحواة الآن لمساعدتي؟ بل كيف أستطيع الخروج من المنزل، والحنش متربِّص تحت الزربيّة في الممرِّ المفضي إلى الباب؟
التفتُ إلى السيِّدة الخائفة، فألفيتُها ما زالتْ واقفةً، وهي تصوّب نظراتها إليّ، تتوقع منّي أن أفعل شيئاً. طبعاً، فأنا صاحب المنزل، ولا يوجد غيري فيه.
قلتُ لها كسباً للوقت:
ـ ما طول الحنش؟
قالت: " التفّ بسرعة تحت الزربية. ربّما طوله... " ثم مدّت كلتا ذراعيها.
هنا شعرتُ بالخوف يدبّ في أوصالي، ويتملّك كياني. فقلتُ لها وَجِلاً:
ـ هل هو غليظ؟
ـ نعم، نعم.
أيقنتُ بأنّني مضطرٌ لخوض معركة، لم أخترها بنفسي، وإنّما فُرِضتْ عليَّ. سأخوضها مع عدوٍ خطِر، اجتاح داري، وقد يقضي عليّ أثناء النوم إذا تركتُه الآن. إذا استطاع هذا الحنش أن يلدغني لدغةً سامةً، كيف أصل إلى المستشفى، فداري تقع على شاطئ البحر، وهي بعيدةٌ عن المدينة. ومَن يحملني إلى المستشفى؟ فهذه السيدة المسكينة لا تعرف قيادة السيارة، وسيارات الأجرة نادراً ما تمرُّ بالقرب من دارنا. هل أستنجد بالحارس الليليّ؟ إنّه غير موجود الآن، فهو يغادر مكانه عند انتهاء الحراسة في الصباح؟ هل أطلب من المارّة أو الجيران، إنْ وُجِدوا، مساعدتي؟ ماذا أقول لهم؟ ألستُ رجلاً؟ والدار داري وليست دارهم. واجبي أن أدافع عنها وأحميها. وعلى كلِّ حال، فلا سبيل إلى الوصول إليهم دون المرور بالزربيّة التي يختفي تحتها ذلك الحنش اللعين. تُرى، هل سيهاجمني عندما أقترب من الزربيّة؟ لا شك في أنه سيسمع خطواتي وأنا أنزل الدَّرج، فيتأهّب للانقضاض عليّ.
قلتُ للسيدة المسكينة، وهي تنقّل نظراتها بسرعة بيني وبين الزربيّة في الممرّ أسفل الدرج:
ـ راقبيه جيداً لئلا يغيّر مكانه. سأرتدي ملابس سميكة وأعود إليه.
دخلتُ غرفة نومي في الطابق العلوي. لبستُ سروالاً سميكاً وجوارب غليظة. أمضيتُ بعض الوقتِ في البحث عن قفازات صوفيّة كنتُ أرتديها قبل شهور، أيام الشتاء الشديدة البرد. وجدتُها بعد لأي. بحثتُ عن جزمة كنتُ أستعملها قبل سنوات طويلة، عندما كنتُ أمارس رياضة ركوب الخيل التي تخلّيتُ عنها بسببِ الآم الظهر التي أصابتني، نزولاً عند نصيحة الطبيب الّذي أشار عليّ بالتوقف عن التنس وركوب الخيل، ومزاولة المشي والسباحة فقط. كانت تلك الجزمة في خزانة خشبيّة لم أفتحها منذ سنين طويلة.  ما إنْ فتحتُها، حتى قفز منها شيء أرعبني. كان فأراً مذعوراً. لبستُ الجزمة، وتناولتُ عصاً طويلةً استخدمها في تماريني البدنيّة كلّ صباح. عدتُ إلى حيثُ تقف السيدة وأنا أقول بشيء من اللوم:
ـ عثرتُ على فأر في الخزانة الخشبية. إن لم يُنظّف هذا المنزل جيِّداً، سيمتلئ بأنواع القوارض والزواحف والثعابين السامّة.
بقيتْ السيدة صامتة. واصلتُ سيري. عزمتُ على المجابهة. سأقتلُ هذا الثعبان. أو بالأحرى سأقاتله. فأنا لا أعرف إذا كنتُ سأستطيع القضاء عليه، فقد يتمكَّن هو من لدغي وقتلي بسهولة. كيف يموت الإنسان؟ بأسبابٍ كثيرةٍ، وأحياناً بلا سبب. ربَّما بلدغة أفعى. هكذا اختارتْ كيلوبترا أن تموت. والعِداء بين الإنسان والحيّة مستحكمٌ منذ أيام السومريِّين، فقد سرقت الحيّة نبتةَ الخلود من جلجامش، ملك أوروك، وقُضِي على الإنسان أن يموت ويموت.
كنتُ قد فكّرتُ أثناء ارتدائي الملابس السميكة في غرفة النوم، أَنَّ أفضل طريقةٍ لقتل ذلك الثعبان هي الدعس المتكرّر بكلتا قدميّ على الزربيّة، على أمل أنْ تصيب ضربات الجزمة رأسه فيموت.  أخذتُ أنزل الدرج بخطواتٍ ثابتة تنمّ عن عزمي على خوض المعركة، ولكن دون إحداث أيّة ضوضاء. بقيتْ السيدة الخائفة واقفة في مكانها في أعلى الدرج، وقد اتسعتْ حدقتا عينيّها.
كنتُ على وشك الوصول إلى الدرجة الأخيرة بالقرب من الزربية، وأنا أحمل العصا الطويلة مثل رمح بيدي اليمنى، عندما غيّرتُ خطَّتي فجأة. لا بأس، فمشاهير الجنرالات قد غيّروا خططهم أثناء المعركة في ضوءِ المُعطيات المستجدَّة. فكّرتُ أنّه ينبغي ألّا أجازف بالاقتراب كثيراً من الأفعى المختبئة تحت الزربيّة. الأفضل أنْ أضربها بالعصا الطويلة وأنا بعيدٌ عنها بمسافةٍ آمنة.
وقفتُ على الدرجة الأخيرة، رفعت العصا بلا ضوضاء، تمنيتُ لو كانت تلك العصا مثل عصا النبي موسى، بحيث تتلقف ذلك الحنش اللعين دون أن اضطر شخصياًّ لخوض تلك المعركة التي لا أعرف نتائجها.
هويتُ بالعصا بقوّةٍ على الجزء المنتفخ من الزربية. فجأةٌ خرج ثعبانٌ من تحتها بسرعةٍ، ورأسه مرتفعٌ في الهواء، متأهِّبٌ للضرب وللدغ. كان طوله حوالي الذراع، ورأسه كبير مثلث، ولونه أزرق داكن أقرب إلى السواد. لا بدّ أنَّه سام. لا أدري لماذا ارتبط السمّ باللون الأزرق في ذهني. رفع الثعبان رأسه في الهواء، أرتدّ به إلى الوراء، ولدغَ رفَّ المكتبة السفلي الذي جاءت الضربة من جهته (الممرُّ يشتمل في الناحية اليسرى على رفوفٍ مليئةٍ بالكتب). وكرّر تلك الحركة واللدغ عدّة مرات، وفي أماكن مختلفة، كما لو كان أعمى. في تلك اللحظة وفي خضم المعركة، سمعتُ جرساً يجلجل بطريقةٍ مخيفةٍ. خلته صادراً من الثعبان وهو يرفع رأسه في الهواء. لا بُدَّ أنَّه من نوعِ الأفعى ذات الأجراس المرعبة. فازداد قلبي خفقاناً. استمرَّ رنين الجرس. ثُمَّ تبيّن لي أنّه صادرٌ من هاتفي المحمول. هذا الهاتف الملعون، يختار أسوأ الأوقات ليرنَّ بإلحاح: وأنا أسوق السيّارة، وأنا أحاول جاهداً الإجابة على سؤال صعب بعد محاضرة ألقيتُها، أو وأنا في صميم المعركة.
وبارتباكٍ ظاهرٍ، هويتُ بالعصا على الثعبان بضرباتٍ متلاحقةٍ. لم تكُن تُصيب الثعبان الذي كان يلتوي ويراوغ. ربَّما أصابتْ إحدى الضربات ذنبه. فهذه العصا ليست عريضة بما يكفي لتنال منه، فنوع السلاح ذو أثرٍ في كسبِ المعركة. وفجأةً، التفتَ هو إلى الخلف، وزحف بسرعةٍ إلى الرفّ السفلي واختفى بين الكتب.
في تلك اللحظة شعرت بتحوّل في مشاعري، مثل تحوّلات الضوءِ عند الغروب. لا أعرف شيئاً عن كيفيَّة نشوء العواطف أو تبدُّل الأحاسيس، فليست لي درايةٌ في علم النفس، أو الطبّ النفسيّ. كنتُ قد حاولتُ ذات مرَّةٍ دراسة كتاب فرويد عن تفسير الأحلام، فبدا لي مختلطاً كما لو كان أضغاث أحلام، فانصرفتُ عنه وعن كتب التحليل النفسيّ الأُخرى. كلّ ما أحسستُ به بعد أنْ هرب الثعبان واختبأ خلف الكتب أنَّه، هو الآخر، مذعورٌ مثلي، خائفٌ على حياته؛ وربما كان مثلي لا يريد الدخول في معركةٍ، وإنّما اضطر للدفاع عن حياته بعد أن فاجأتْه ضربة العصا. ربما دخل الدار خطأً، دون أن يقصد الأذى. مَن يدري؟ لعلَّه مجرَّد حيَّةٍ غير سامّة. فها هو يهرب ويختبئ طلباً للنجاة. كلانا يطلب النجاة والبقاء والحياة. فشعرتُ بالرأفة تجاهه.
اغتنمتُ فرصة اختفاء الثعبان خلف الكتب وخلوِّ الممرِّ منه، واتجهتُ قفزاً نحو باب الدار في آخر الممر وفتحتُه على مصراعيْه. لا أدري لِمَ فعلتُ ذلك؟ بكلِّ تأكيد لا لأهرب إذا ما مالتْ كفَّة المعركة إلى غير صالحي، فمِن المستحيل أن أتخلّى عن الدار للثعبان. فهذه الدار أصبحت الآن هويتي، وعنواني، وحياتي، خاصَّة بعد أن تقاعدتُ من العمل الرسميّ، وأخذتُ أزاول الكتابة والتأليف فيها.  لا يمكن أن أترك الثعبان مختفياً بين كتبي التي أستعملها بكثرة. سيلدغني سرعان ما أمدُّ يدي لأتناول كتاباً. لعلَّني فتحتُ الباب آملاً في خروج الثعبان من الدار دون أن أقتله. فقد شعرتُ بنوعٍ من الرحمة في أعماقي، كما ذكرتُ، وكأنَّني أعمل بالحكمة المأثورة: ارحموا مَن/ما في الأرض، يرحمكم مَن في السماء.
عدتُ إلى رفِّ الكتب حيث يختفي الثعبان. ومن بُعْدٍ كافٍ يضمن سلامتي. استعملتُ العصا الطويلة لإسقاط الكتب التي يختفي خلفها الثعبان. أنكشف مَخبؤه. خرج هذه المرّة مصمّماً على خوض المعركة. أنزلتُ بعض الضربات في اتجاهه، ولكن من جهة الدرج وليس من جهة الباب، دون أن أرمي إلى إصابته. توقفتُ للحظة أفكر في اتّباع طريقة أخرى. اغتنم الثعبان فرصة توقّف الضربات. اتّجه نحو مصدر الضوء الآتي من فتحة الباب. لم أتبعه حالاً. لا أدري ما إذا كنتُ خائفاً من أن يرتدَّ نحوي فيلدغني، أم كنتُ راضياً بخروجه بحيث تكون نتيجة المعركة متكافئة، لا غالب ولا مغلوب. بعدَ لحظاتٍ، تعقّبتُه عن بُعْد لأتأكّد من خروجه، ودون أن أهاجمه بالعصا. خرج من الباب الداخلي. زحف بشكل متقطع: يتوقف بين وهلة وأخرى، ينظر في اتجاهي، ثمَّ ينظر في اتجاه الشارع.  قطع الساحة الصغيرة المخصَّصة لوقوف السيّارة نحو الباب الخارجيّ الخشبيّ المشبّك.  انساب من تحته، وأنا أتعقبه عن بُعد. أسرع للاختفاء في مجموعةٍ من الأعشاب النامية على حافة الطريق أمام الدار، عند عمود الكهرباء. لا بُدَّ أنَّه اختبأ في غارٍ هناك. هويتُ بالعصا بقوَّة على عمود الضوء مُحدِثاً صوتاً كبيراً، كأنَّني أريده أن يختفي في الغار بعيداً عني. انكسرتِ العصا إلى نصفيْن قصيريْن. رميتهما على الأعشاب، وعدتُ إلى منزلي وأوصدتُ الباب خلفي.
وما إن اقتربتُ من الزربية في الممرّ، حتّى فززتُ: كان الثعبان ملتفّاً مختبئاً تحتها.
***
قصة قصيرة
بقلم: علي القاسمي
............................
* نُشِرت هذه القصة في مجموعة " حياة سابقة " القصصية التي صدرت طبعتها الثالثة عن دار أروقة للطباعة والنشر بالقاهرة هذا العام 2020 بالنشر المشترك بين النادي الأدبي بنجران ودار أروقة.


تعليقات (34)


  1.  
النهاية مفاجأة و نقطة تنوير ايضا. لأنها تختصر الحكمة من صراعنا العبثي و المحكوم باللاجدوى في وجود مأسوف عليه.
و لم اقرأ نصا نموذجيا يؤكد مقولة برديانيف ان افعالنا في الحياة محكومة بمشاعر الرهبة و الشفقة من مخاطر الموت.
لا ضرورة لتسمية الاسماء بمسمياتها فهذا يفسد على القارئ متعة التكهن. و اعتقد ان الموازنة و فن الاحتمالات هو الذي يضمن لأي عمل عمقه و جدواه.
قصة جيدة و دافئة
صديقي العزيز الأديب الناقد الكبير الدكتور صالح الرزوق،
شكراً لحضور قلمك المتميز معي في هذه القصة القصيرة.
أسلوبك برقيٌّ يكتفي بالتلميح بدل التصريح ، وبالإشارة بدل العبارة، وهذا ميزة كبار الأدباء والنقّاد ذوي العقول سريعة التفكير الذين تحتاج كتاباتهم إلى نقّاد كبار لشرحها.
حفظك الله ورعاك، ولا حرمنا من عطاك.
محبكم: علي القاسمي

  1.  
الاستاذ الدكتور علي القاسمي... تحية صباحية معطرة بالدعاء لله سبحانه ان يمنّ عليكم بالصحة والعافية... ممتعة ورائعة هذه القصة والله... الذكاء في اختيار السيناريو وادارة الاحداث بتصاعد درامي يصطاد القاريء من الوهلة الاولى ليبقى مشدودا الى السطور... اما مابين السطور فقد ازدحمت القصة بالدلالات الرمزية الرائعة والمؤثرة ... مواجهة الانسان لمخاوفه والهواجس التي ترافق مواجهة عدو مجهول يكون خطره اكبر من حجمه ... فالقلق والمبالغة بالتفاصيل تعطي العدو (( المشكلة- الموقف- الحدث)) حجما اكبر وخطرا اكثر... وكان اختيار الافعى ذكيا جدا ومؤثرا فالافعى ملساء مخيفة سامة تتحرك بلا واسطة فكانما مخاوفنا هي من تحركها... كما ان اختبائها بين الكتب كانت لمسة جميلة وتوظيف للصورة برمزية عالية عن الافكار السامة التي قد تقبع في بعض الكتب والمؤلفات... وبغض النظر عن كون القصة واقعية ام متخيلة... الا ان اسلوبكم المحبب الراقي يفتح الابواب للمتلقي لكي يبحر ولو في جرف مخيلتكم ... لكم الود والاعجاب الدائم.
أستاذنا الجليل الأديب الكبير أحمد فاضل فرهود حفظه الله ورعاه.

أشكرك من القلب على تفضلك بالتعليق على قصتي بأسلوبك الرفيع ومضامينك الراقية.

ولكن ـ بيني وبينك ـ أنا لم أختَر العدو في هذه المجابهة، ولا السلاح، ولا الرموز؛ بل كتبتُ ما وقع كما وقع. ولهذا يُطلق عليّ النقاد الذين يعرفونني بأنني " كاتبٌ بلا خيال". أما دفاعي عن نفسي فتلخصه مقولتي: إنني لا أكتب إلا عن تجاربي وخبراتي بحيث يتوافر في نصوصي الصدق الواقعي والصدق الفني.

بيدَ أن ثقافتك العالية وتبحُّرك في الأدب وتقنياته، مكّناك من قراءة نقدية سامقة لنصي الواقعي. وهذا طبيعي، فالناقد المتمكّن يرى في النص ما لا يراه كاتبه.

دمت في صحة وهناء وإبداع وعطاء.
محبكم: علي القاسمي

  1.  
حضرة الدكتور المضيء علي القاسمي
كلما قرأت نصوصك اطلق شهقة تعجب لما يتميز به اسلوبك الادبي الممتع ونحوك الرصين.
أيُّهَا القاص الحكمي كُن بخير دومًا لتشرق شمس كلمتك في صباحاتنا المظلمة.
دمت تحت رعاية الله وحفظه
اخوك
الاب يوسف جزراوي
نيافة الأب يوسف جزراوي،
أيها الشاعر النبيل الذي حمل حبَّ العراق بين الضلوع،
كما يحمل الجريح جراحه،
ورحل بعيداً، بصمتٍ ودموع.
يبكي وطناً قايض أهله التمر بالزعفران،
فسرق حكّامه الثمنَ وأموال الأوطان،
وأودعوها في بنوك أمريكا وإيران.
شكراً لدعائكَ الولهان.
أيها الأب الجليل والوطني الغيور.
محبكم: علي القاسمي

  1.  
مُمتِعٌ وشائقُ الأسلوبِ
وحكمةُ تَصُبُّ في القلوبِ
فَدُمْ لنا يا سيّدي لِواءً
يُضيءُ حَرفُ فِكرِنا المَسلوبِ
شاعري الأثير الكبير الدكتور أكرم جميل قنبس
عندما كتبتَ إليَّ عن بعض الأخطاء الطباعية التي وقعت في نصِّ القصة، رجوتكَ أن تتكرم بذكرها في تلعيقك لتنبيه القراء الكرام.
ولكنك لا تميل إلى كتابة النثر، فنثرك شعر، وأحاسيسك شعر، وعواطفك شعر، وتعليقك شعر.
فالشكر الجزيل لك أيها الشاعر النبيل، على ثنائك الجميل.
محبكم: علي القاسمي
قصة مشوقة بطلها الحنش لما أحدثه من هلع وفزع نتيجة الخوف
من أذاه والحنش من الثعابين يدخل البوت خاصة البيوت الريفية
بحثا عن طائر السنونو أو الفئران أو بحثا عن الماء وقت الهاجرة
تحية تليق د - علي القاسمي ودمت في رعاية الله وحفظه
صديقي العزيز التربوي الأديب الأستاذ تواتيت نصر الدين،
أشكرك مرتين: الأولى على تفضلك بثنائك الجميل على القصة، والثانية لأنك أوضحت لي مميزات الحنش عن بقية الثعابين بشكل أفضل من المعجم الذي كنتُ أعدُّه.
حفظك الله ورعاك ومتعك بالصحة والخير والهناء.
محبكم: علي القاسمي
قصة قصيرة أخرى ذات أجواء عجائبية مشحونة بالمفارقات والصراعات النفسية الفرويدية، على الرغم من تصريح الكاتب بأنه لا تروقه كتابات فرويد وتحليلاته النفسية المعقدة، وهذه إحدى المفارقات النفسية التي بنيت عليها هذه القصة الماتعة. وما أذكى الكاتب وما أقدره على إدارة دفة السرد والاتجاه به نحو نهاية تترك القصة منفتحة على آفاق رحبة من السرد المغيب الذي يصفي في غيابه تماسكا وفرادة عاليين، ومن الواضح أن الدكتور القاسمي من القليلين الذين أدركوا قيمة الجزء المغيب في السرد وطوعوه خير تطويع في قصصهم.
أخي الحبيب المفكر الأديب الدكتور كيان أحد حازم، ورب أخ لم تلده لك أمُّك.

أشكرك من القلب على تعليقك الدسم الطافح بالأفكار القيمة.
أنت على صواب في أن علماء النفس خاصة في أوائل القرن العشرين تبحروا في تحليل الظواهر النفسية ومنها الخوف. وقد تأثر بهم إرنست همنغواي في قصته " حياة فرانسيس ماكومبر السعيدة القصيرة" التي خصّصها لمشاعر الخوف أثناء مجابهة هجوم أسد جريح في رحلة سفاري للصيد في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي.

ومن ناحية أخرى، فإن حذف المعلومات أو نهاية القصة وترْكها مفتوحة هي من التقنيات التي اكتشفها همنغواي ودعاها بنظريته في الحذف الذي يقوّي القصة إذا كان الكاتب يعرف نهايتها.
ولقد أفدت من تقنيات همنغواي السردية، بيدَ أني كتبتُ قصة " الحنش" قبل أن أطلع على قصة ماكومبر لهمنغواي.

حفظك الله ورعاك ومتعك بالصحة والهناء.
محبكم: علي القاسمي

  1.  
"وما إن اقتربتُ من الزربية في الممرّ، حتّى فززتُ: كان الثعبان ملتفّاً مختبئاً تحتها."
وهنا تكمن بداية القصة أو بداية لقصة ،،
حقيقة عشتُ تفاصيل السرد حتى شعرت بالخوف من مهاجمة الحنش!
نهارك إبداع دكتور
احترامي واعتزازي
الأديبة الشاعرة القاصة الروائية المتألقة الدكتورة ذكرى لعيبي.

أشكرك على إطلالتك البهية على قصتي القصيرة وكلماتك الطيبة بحقها.
سلامة قلبك من الخوف، اسأل الله تعالى أن يمتّعك بالاطمئنان والخير والهناء ومواصلة الإبداع والعطاء.

مع خالص الشكر والإعجاب وصادق الاحترام
علي القاسمي

  1.  
مرحبًا عالمنا الكريم.
شكرًا جزيلًا لكم عالمنا؛ لتكرمكم علينا بما يزيل ضجرنا في أوقات الوباء العصيبة، قصة رائعة وممتعة حقًا، كلماتكم المنتقاة، ورصفها الساحر الآخاذ جعلتنا نخوض معكم تلك المغامرة مع الحنش، هي مغامرة الموت والحياة، التي تجبرنا على المواجهة وعدم الاختباء، فلا جدوى منه...
دمتم بخير وصحة وعافية عالمنا الفاضل.
عزيزتي الأستاذة المهذبة سهاد حسن ،
أشكرك على كلماتك الطيبة بحق قصتي القصيرة وأنا سعيد أنها أمتعتك وأزالت الضجر عنك.
وكما تفضلتِِ فإننا نخوض معارك كثيرة في الحياة أحياناً باختيارنا وأحيانا رغماً عنا.
وأحسب أنك تخوضين الآن معركة إعداد رسالة جامعية، فآمل أنك تبذلين الجهد اللازم لتفوزي بهذه المعركة الفكرية.
مع تمنياتي لك بالصحة والهناء والتوفيق.
علي القاسمي

  1.  
مساء الخير الدكتور علي
شكرا على هذه القصة القصيرة التي انتقيتها من مجموعتك القصصية"حياة سابقة".
سألتقط في هذه القصة لمحة نقدية جديدة دالة مستوحاة من النقد الأدبي البيئي للنص، وهي أن حماة البيئة الطبيعية والحيوانية، بما فيها الزواحف، سيتخذونها نموذجا لتطور التعامل مع الكائنات الحية في الطبيعة، الحية هنا. اقصد تعامل الانسان معها في محيطه البيئي، لأنك حاولت أن تخلي السبيل للحية او الثعبان حتى يخرج من البيت ويمارس وجوده في عالمه الطبيعي المتساكن مع عالمك، بيتك. ولا شك ان الخوف والفزع من الثعبان او الحية، قد يخف، بل يزول عندما يرجع الثعبان الى قضائه الطبيعي ويترك لحاله، وقد يترك الإنسان لحاله، بدون شك. هل ابرزت القصة هذا الوعي البيئي الذي لم تقصد اليه القصة، المؤلف؟ ربما المحت الى ذلك في ثناياها، وبخاصة ان حدث القصة دائري، أي يتكرر، وكأنه تساكن الإنسان مع الزواحف شيئ طبيعي، شريطة ان يبقى كل واحد منهما في فضائه الخاص به، دون اللجوء الى
العنف ومحاولة القضاء على الأخر...
سلمت مسالما مع كل من ساكنك والذي ساكنك...
احمد بوحسن
أستاذنا الناقد الكبير الدكتور أحمد بوحسن
أشكرك على تكرمك بقراءة قصتي القصيرة.
يكمن سبب أختياري هذه القصة للنشر الآن في اشتغالي حالياً على قصتَين حول الصيد لإرنست همنغواي هما " ثلوج كليمنجارو" و " حياة فرانسيس ماكومبر السعيدة القصيرة". الأولى تدور حول مجابهةٍ مع الموت، والثانية تعالج موضوعة الخوف عند مجابهة هجوم أسدٍ جريح.
أما القضية الكبرى التي تكرمتَ بطرحها فلم تخطر على بالي عندما كتبتُ قصة " الحنش"،على الرغم من أنني أتعاطف مع حماة البيئة الطبيعية والحيوانية. وهذا فضل الناقد الكبير؛ فهو يرى في النص ما لا يراه الآخرون ويطرح قضايا كبيرة. وقد تفضلتََ بطرح هذا القضية بأسلوب جذاب ومنطق سليم. فشكراً جزيلاً لك.
وتقبّل من أخيك المخلص أطيب التمنيات لك بالصحة والخير والهناء.
محبكم: علي القاسمي
القاص والروائي القدير الدكتور علي القاسمي
تحية الود والاعتزاز

قصة رائعة ومتقنة الصنعة في بنيتها السردية وقدرة لغتها على الاستحواذ على ذهن القارئ واستثارة مخيلته بما تنطوي عليه من مستويات دلالية عميقة.
ثمة عنصر ممتع في لغة القصة وهو الحس الفكاهي الذي يجعلها مفعمة بما يمكن ان نسميه الضحك المكبوت--مكبوت لأنه مرجأ او مؤجل بفعل عنصر الترقب الذي يبقيه المؤلف فاعلا حتى النهاية. اعتقد ان حس الفكاهة هذا عنصر ضروري وجوهري لبنية القصة، وأعني به اسلوب المحاكاة البطولية او الملحمية الساخر (mock-heroic, mock-epic) من اجل زيادة قوة الضربة المباغتة التي تحدثها النهاية: العصا والحية!!

تحيتي وشكري لما امتعتنا به من فنك القصصي الساحر..
الأخ الكريم الأديب المترجم المتألق الدكتور عادل صالح الزبيدي

أشكرك جزيل الشكر على تكرمك بالإطلالة على قصتي القصيرة وتحليلها نقدياً، والتفاتتك إلى حس الضحك المكبوت فيها.

أحسب أن ارتياحك لهذه القصة نابع من تعوُّدك على دراسة النصوص الأدبية الإنجليزية والأمريكية الراقية، شعراً ونثراً، وترجمة أجودها إلى اللغة العربية. فأنت من الأدباء القلاقل الذي ترجم نصوص شعراء اللغة الإنجليزية المعاصرين.

وإن أنسَ لا أنسى ترجمتك الفذة لقصيدة " اللاجئون" للشاعر براين بيلستن، التي تُقرأ من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى، وكل قراءة تقدم وجهة نظر مخالفة للأخرى حول قضية قبول اللاجئين من الدول الفقيرة في أوربا وأمريكا أو طردهم. وهذه التقنية قليلة الوجود في شعرنا العربي وغيره.
وإذا كان ذلك يتطلّب مهارة لغوية فائقة من الشاعر، فإنه يتطلب مهارة لغوية أرقى من المترجم كذلك للتحكُّم في التوفيق بين التراكيب والدلالات، بالإضافة إلى تضلعه من اللغة الإنجليزية وثقافتها عموماً. فهنيئاً للغتنا العربية بك.

أكرر شكري، وأتمنى لك موصول الصحة والهناء وموفور الإبداع والعطاء.
محبكم: علي القاسمي

  1.  
استاذنا الدكتور علي القاسمي لا اريد ان اكتب عن قصتك كي لا اظلمها لانها ابهى من كلماتي وارق من حروفي .. سيدي ايها العراقي حد النخاع ، اشرقت علينا ببهائك المعتاد حتى نورت الفكر بقصة عذبة وسرد رفيع المستوى ، قصة اصيلة بلغتها بأحداثها بحبكتها كانت رائعة جدا .. سلمت ودمت لنا.
عزيزتي الأديبة الناقدة المتألقة الأستاذة هدى عبد الحر،
أشكرك على كلماتك السخية بحقي وحق قصتي القصيرة.
في ذهني ووجداني، ارتبط اسمك الكريم باسم أستاذتي قيثارة العراق المرحومة الشاعرة الدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي، لأنك تُعدّين كتاباً عنها بالاعتماد على نصوصها الشعرية. أتمنى لك التوفيق ونشر الكتاب قريباً.
علي القاسمي

  1.  
العلامة الاديب
هذه البراعة الفذة في اسلوبية السرد وتقنياته , بأنها تنهج الى تكوين العمل المتكامل في عملية السرد والحدث الاساسي . بأن يحمل رؤى ورؤية فكرية وفلسفية واسعة في علم السيميائية ( الدلالة والمدلول ) اي النص وما خلفية النص ورؤيته الفلسفية من مسائل الوجود المهمة , بين الحياة والموت والمجابهة والصراع المحتدم بينهما . ولكن لابد ان نسجل مسألة مهمة او في غاية الاهمية بأن الافعى كسبت جولة الوجود في سرقة عشبة الخلود . ورغم قوة كلكامش الجبارة خسر مسألة الخلود او الوجود , من هذه التداعيات الفكرية اعتمدت في منطلقات السرد والحكاية السردية, في المنصات الرؤية الحياتية والوجودية. في الاتجاه الواقعي الموضوعي . وما يحمل من منصات . الزمان والمكان . وفضائية الرؤية الفكرية بينهما , في خطابها الموجهة الذي يحمل عدة مواصفات وعتبات , من خلال توظيف الزمن الاسترجاعي ( فلاش باك ) في منصات الوجود في الصراع والموجهة من اجل البقاء. لذا فأن السرد وتقنيات النص , تكمن في خصال النواحي الفكرية والفلسفية في مسألة الوجود . كأنه مرحلة اختبار او امتحان سايكولوجي للانسان امام المفاجأة غير المتوقعة , كأنه امام امتحان حياتي . هذا البناء الفكري للنص السردي وحكايته وتداعياته , اما البناء الفني في الحبكة السردية فهي زاخرة بالمفاجاة التي تقطع انفاس القارئ , بهذا السرد المرهف في الشد المرهف بتصاعد دراميته الدراماتيكية , الذي يجعل القارئ يتابع حثيثات المواجهة والصراع بين ( الاستاذ والافعى ) في انفاس تلهث بخفقات القلب المتسارعة , في دهشة المجابهة المحتدمة . التي تأخذ بتلاليب القارئ الى متابعة الحدث السري . ولكن بدهشة تقنيات الفكرية للحدث , تأخذنا الى المتابعة الصراع الوجودي بين الحياة والموت . ولكن يأخذنا الى المعادلة التي تدور في بال الطرفين ( الاستاذ والافعى ) مقايضة الصراع والمواجهة , رغم الاستعدادت الكبيرة , كأنها استعداد للحرب حامية الوطيس , لكن الجانبين اتفق في اتفاق غير مكتوب او غير معلن . ان تبقى المواجهة في حدود لا غالب ولامغلوب . اي في حدود الوسائل الدفاعية دون تجاوزها الى الوسائل الهجومية . وكأن الطرفين احدهما يخاف من الاخر . لذلك لابد ان تنتهي المواجهة والصراع بحالة مرضية للطرفين , ولصالح الطرفين هذا الظاهر . ولكن المسألة لا تتوقف الى هذا الحد بل لها ذيول وتبعيات اخرى او تفاصيل جديدة , بين الاستاذ والافعى ( حنش ) كأنما امام فصل جديد امام الصراع الوجودي . كأن مسألة كلكامش والافعى لم تنتهي فصولها وتبعياتها . كأن الصراع الوجودي القائم لا يقبل بمعادلة لا غالب ولا مغلوب , وانما بمعادلة الحسم , اي لابد ان يكون هناك غالب و الاخر مغلوب على امره . فما عاد الاستاذ الى منزله بعد ان طرد الافعى ( حنش ) الى الشارع , وتنفس الصعداء كأنه يزيح ثقلاً ثقيلاً عنه . يصطدم بالمفاجأة , بأن الافعى مازالت في مكانها مختبئاً . كأن الاديب العلامة مازال يوظف عملية قطع انفاس مع القارئ بهذا الحدث المفاجئ . هنا يثار عدة تساؤلات بأن الخاتمة هي في الحقيقة بداية الصراع والمواجهة . هو كيف وجد الافعى في مكانه بعدما طرد الى الشارع . هناك هناك في الحياة والوجود الحقيقة وظلها التابع لها . او الشبح والحياة . التي تحمل صورتين و وجودين . حينما يختفي احد الوجدين يحل محلهما وجوداً اخراً . اي الحياة والوجود متكون من شقين , او علامتين . لتعود الى المواجهة والصراع من جديد كما في البداية . كأن الحدث السردي يؤمن بأن الصراع والمجابهة قائم لا تنتهي وانما يتشكل في اشكال جديدة . ولا تنتهي إلا بالحسم في الجولة الثانية . اي يبقى الصراع قائم , مثل النار لا تنطفئ , وانما سرعان ما تشتعل من رمادها , هذه الرؤية الفكرية والفلسفية في تقنيات الحدث السردي , اي ان الخاتمة موهمة , فما سرعان ما تلتهب نيرانها بالمواجهة والصراع القائم . بهذه الدهشة التي تقطع الانفاس , يحولنا العلامة الاديب الى تقنيات الرؤية الفكرية والفلسفية في مناقشة تداعيات الوجود والحياة في شقيها الاصل والنسخة من عمق حياتها الاولى
تحياتي ودمت في خير وعافية
صديقي العزيز المفكر الناقد الكبير الأستاذ جمعة عبد الله

أشكرك أجزل الشكر وأخلصه على دراستك النقدية الباهرة، التي حملتني على أجنحتها الزاهية إلى أجواء الفكر والفلسفة التي تجيدها، وتتقلب في أفيائها، وأغبطك عليها.

لم تترك قولاً لقائل، ولهذا كل ما أستطيع أن أفعله هو أن ارفع يديَّ بالدعاء إلى الله أن يحفظك ويرعاك ويوفقك ويمتعك بالصحة والخير والهناء.

محبكم: علي القاسمي

  1.  
سلمت أناملكم وأفكاركم أيها الفاضل الجليل.عشت تفاصيل القصة وكأني حاضرة هناك ...خفق قلبي رعبا،وخضت المجابهة جنبا إلى جنب معكم...سلمتم من كل سوء....تقنيات السرد ساحرة حد الأسر الذي لا يترك مجالا لطرفة العين ... هنيئا هنيئا هنيئا لنا بعلامة عراقي تنبض عروقه حبا للمغرب وأهله.
مع الود 💐
عزيزتي الباحثة المتألقة الأستاذة هدى عمارة،
أشكرك من القلب على كلماتك الكريمة بحق قصتي.

لا فضل لي بمحبة المغرب وأهله، بل الفضل كل الفضل يعود للمغرب ذي الحضارة العريقة والطبيعة الرفيقة، ولأهله الطيبين المشهورين بكرمهم وشجاعتهم ونخوتهم ولطفهم وإنسانيتهم وعِلمهم الذي نهلت منه الكثير. فالمغرب هو البلد الذي لا يشعر فيه الغريب، مهما كان لونه أو عرقه أو معتقده، بأي تمييز/ ميز عنصري.
حفظك الله ورعاك، وحفظ المغرب وأهله ورعاهم.
علي القاسمي

  1.  
لم أقرأ القصة فقط ولكن ترجمتها أيضا للقراء الفرنكوفونيين، وطبعاراجعتها وراجعتها مرارا استعدادا للنشر؛الحقيقة ما زلت أتبين حمولتها ورسائلها الواضحة والمبطنة،وأتخيل إحالتها في نظري إلى صراعنا الوجودي من أجل البقاء في خضم التهديدات والأخطار، وأجدني مدفوعا لاعتبارها تشير إلى مسار أمتنا العربية الاسلامية عبر حكامها ومناضليها ضد الغزاة والمعتدين..وهذا اكبر تحدي بالتأكيد..والباقي تفاضيل..
صديقي الحبيب المترجم الأديب الأستاذ مصطفى شقيب
شكرا جزيلاً لك، مع أنك لستَ قارئاً للقصة بل كاتباً مشاركاً فيها.

فالترجمة كما تعلم هي إعادة كتابة النص. وترجماتك الفرنسية لأعمالي السردية رائعة حقاً، تمنيتُ لو كنتُ أنا كاتبها، ولكن لا أستطيع مضاهاة لغتك الفرنسية الراقية.

محبتي لك واحترامي.
معزّكم : علي القاسمي

  1.  
شكرا عالمنا المبدع على امتاعك لنا بهذه القصة التي اعتبرها قمة في صنعة القص بما توافر فيها ولها من لغة سلسة تشدك من اول الكلمات لتتعرف على الاحداث متلهفا لمعرفة النهايات وانت في هذا السفر الممتع الذي لا يخلو من الادهاش ومن الاشارات والتلميحات الذكية والقابلة لما لايحصى من التأويلات والقراءات وتلك هي السمة العظيمة التي لايأتيها الا كبار الكتاب العباقرة الموسوعيين الذين خبروا الحياة وخبروا زمنها الثقافي والاجتماعي والفكري وخبروا قبل ذلك وبعده صنعة الكتابة دمت اخي علي صانعا للجمال وللمدهش والرائع اشدعلى يدك بحرارة مع التحية
أستاذنا الجليل الباحث الأديب الدكتور سيدي محمد الرحماني،
شكراً لتكرمك بقراءة قصتي القصيرة، وتحليلك العميق لبنائها ولغتها ومراميها.
وأنا أعدّ إطراءك لها وساماً أفتخر به واعتز.
حفظك الله ورعاك ومتعك بالصحة والخير والهناء، لنسعد دوماً بكريم لمساتك الأدبية الفريدة.
محبكم: علي القاسمي

  1.  
الأديب الأريب علي القاسمي قصة مشغولة بنفس ماتع تجذب القارىء انجذاب الفراش للنور انجذاب إمتاع ، وليس انجذاب احتراق دمت مبدعاً
الأخ الكريم الشاعر الناقد الأديب الدكتور وليد العرفي
شكراً لك أيها الشاعر الذي لا تخبو نيران قوافيه، ولا يهمد جمر عواطفه النبيلة المتأججة.
كتبتَ أقل من سطرين عن قصتي، ولكنك رسمت صورة مجازية جميلة أمتعتني وقتاً طويلاً.
حفظ الله ومتعك بالصحة والهناء ودوام الإبداع والعطاء.
علي القاسمي

  1.  
أودّ أن أشكر أستاذي الجليل الدكتور علي القاسمي على هذه القصة الرائعة والتي تعدّ من نفائس العربيّة (من حيث الموضوع والأسلوب والطرح والفكرة الواقعية...)، فعلا استمتعت بقرائتها... أتمنى لأستاذي مزيدا من التألق والإبداع كما عوّدنا دائما
مع خالص مودتي
عزيزي اللساني الأديب الدكتور كمال لعناني،
أنا الذي أشكرك جزيل الشكر على متابعتك الدائمة لأعمالي وعلى تشجيعك المستمر لي.
كما أتمنى ألّا يبقى نشاطك منحصراً في مجمع اللغة العربية بالجزائر، بل تتاح لك الفرصة كذلك لألقاء محاضرات في الجامعات بالعاصمة كيما يستفيد أبناؤنا الطلبة من معارفك وخبراتك معاً.
تمنياتي لك بالصحة والخير والهناء.
علي القاسمي

مقالات ذات صلة