أصدقاء الدكتور علي القاسمي

أستاذتي الدكتورة سيرليَن ديلي

 

علي القاسمي: أستاذتي الدكتورة سيرليَن ديلي

علي القاسميوكاثرين مانسفيلد

في أواسط الستينيّات من القرن الماضي، التحقتُ طالباً بالجامعة الأمريكية في بيروت. وبعد أكثر من شهر بعد بداية الفصل الدراسي، أقام رئيس الجامعة، الدكتور صموئيل كيركوود، حفلاً للترحيب بالطلاب الجدد. لا بُدَّ أنه كان مشغولاً جداً في بداية الفصل. وفي الحقيقة، هو مشغولٌ دائماً، فلم يلبث في الحفل إلا أكثر من نصف ساعة بقليل.

حضرتُ الحفل في أوَّلِ دقيقةٍ فيه، كما لو كان درساً من الدروس. وهناك التقيتُ بعض زملائي في مادَّة اللغة الإنكليزية. وهيمن على لقائهم شكواهم من صعوبة أستاذة تلك المادة الدكتورة سيرليَن ديلي. فهي، في بداية كلِّ أسبوع من الأسابيع الأربعة المنصرمة، تدخل إلى غرفة الدرس، وتقول : Quiz وهذا يعني اختبار دقيق سريع. ولم نسمع هذه الكلمة من أيِّ أستاذ آخر غيرها. ويتكوَّن اختبارها من سؤال واحد تكون إجابته قصيرة جداً، بكلمة أو كلمتيْن ولا تتجاوز السطر الواحد على أيّة حال، ويتعلَّق بالمعلومات التي أدْلَت بها في الأسبوع المنصرم أو بالكتب التي أوصت بقراءتها خلال ذلك الأسبوع. وفي الدرس التالي تعيد الأوراق إلى الطلاب وعلى كل ورقة منها علامة (0) أي صفراً.

عندما تجمعنا حول الرئيس، للسلام عليه، أثار أحدُنا مشكلتنا مع أستاذتنا الدكتورة سيرليَن ديلي، واتَّهمها بأنَّها تعاملنا باستعلاء وعدوانية، وأنَّنا سنرسب جميعاً في هذه المادَّة بكلِّ تأكيد. وختمَ مرافعته برجاء رئيس الجامعة ليتكرَّم بالتوجيه لحلِّ المشكلة. ابتسم الرئيس ابتسامةً ودود، وتكلَّم بهدوءٍ، يجمع بين لطف الطبيب مع المريض ودبلوماسية السياسي مع الجماهير ( فالدكتور كيركوود طبيب بالمهنة  شغل منصب عميد الكلية الطبية في تلك الجامعة سنوات طويلة، كما أنه ينتمي إلى أُسرة أمريكية عريقة في السياسة)، فقال:

ـ "إنَّ الأستاذة سيرليَن ديلي من أبرز أساتذة الإنكليزية في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى أنها أديبةٌ ومترجمةٌ معروفة، وهي أستاذةٌ زائرة نالت منحة من "برنامج فولبرايت" لتدرِّسكم سنةً واحدةً فقط، وهذه المنح محدودة لا ينالها إلا الأساتذةُ المتميزون. إنَّكم محظوظون لتلقّي معرفتكم اللغوية منها."

في تلك اللحظة وصل رجلٌ، ووقف خلف الدكتور كيركوود، وهمس في أذنه بكلمة واحدة وانصرف.  توقَّف الرئيس عن الكلام لحظة، ثمَّ وجَّه ابتسامته الودود ونظرته الحنون إلى كلِّ واحد منا لحظات، كأنه يلتقط صورةً لكلِّ واحدٍ بعينيْه النفّاذتيْن، ثمَّ استأنف كلامه قائلاً:

ـ "لم تُتح لي الفرصة بعدُ للتعرّف عليها شخصياً. لعلّها تشعر بنوعٍ من الغربة أو الوحدة، بعد مغادرتها بلادها وأهلها. كونوا ودودين معها واجتهدوا، وسترون أنّها سيّدة لطيفة وستبادلكم المحبّة والمودَّة.."

ثمَّ ودَّعنا بلطفٍ بالغ، وانصرف.

كان في الحفل كثيرٌ من أساتذتنا، وتحدَّثنا مع بعضهم، ولكن لم تلُح لنا الدكتورة سيرليَن ديلي.

وفي أوَّل درسٍ لها بعدَ ذلك الحفل، لم يبدُ أيُّ تبدُّل على طريقتها التدريسية أو سلوكها الشخصي؛ فأوَّل لفظٍ نطقتْ به لم يكُن تحية الصباح، بل تلك الكلمة المخيفة " Quiz". وكانت ملامحُ وجهها المتجهم تدلُّ على ضيقها وسأمها من جَهلِنا المكين. كانت في أواخر الثلاثينيات من عمرها، ولكنَّها تبدو لنا أكبر سنّاً بسبب صرامة تقاطيع وجهها الذي يخلو من أثرٍ لأي ابتسام. طولها متوسط، وجسمها رشيق، أقرب إلى النحافة. لا أمل لنا في أي تغيُّر يطرأ عليها. ولهذا التقينا ـ نحن الطلاب ـ بعد الدرس، لتبادل الرأي. وبعد مناقشة طويلة استقرّ الرأي على الأخذ بنصيحة الرئيس التي يمكن تلخيصها في كلمتين: "الاجتهاد" في قراءة ما تطلب هذه الأستاذة، وإظهار "مودتنا" لها. ولتحسيسها بمودتنا بطريقة ملموسة، رأينا أن يشتري أحدنا باقة ورد ويحملها عصراً إلى شقتها في الحيِّ الجامعيِّ ويقدِّمها إليها باسمِ جميعِ الطلاب. ولسببٍ أو لآخر، وقعَ اختيارهم عليَّ.

كان معظم الأساتذة يسكنون في شققٍ تضمُّها بنايةٌ مؤلَّفة من بضع طوابق، بالقرب من إقامة الرئيس الجميلة، التي تكمن في قلبِ الحدائق الغنّاء وأشجارها الباسقة، بين بنايات الإدارة والدراسة وبين الشارع الرئيس على البحر الأبيض.

وقفتُ أمامَ باب شقَّتها، وأنا أحمل باقةَ وردٍ أبيضَ مغلفةً بورقٍ زاهي الألوان، بيدي اليمنى بالقرب من صدري. ترددتُ قبل أن أطرق الباب. وأخيراً قلتُ في نفسي: لا بُدَّ مما ليس منه بُدٌّ، وطرقتُ الباب. بعد برهةٍ حسبتُها طويلة، وارَبَتِ الأستاذةُ البابَ، وألقتْ نظرةً فاحصةً عليَّ وهي تقول:

ــ "نعم؟!"

قلتُ:

ــ " مساء الخير، أستاذة. زملائي الطلاب يبعثون إليكِ بهذه الباقة من الورد، ترحيباً بك في بيروت."

وقدَّمتُ إليها باقةَ الوردِ الأبيض، الذي يرمز إلى الصداقة والمشاعر النقية.

قالت وهي تمدُّ يدها لتناول باقة الورد:

ــ " شكراً."

في تلك اللحظة، أخرجتُ يدي اليسرى التي كانت وراء ظهري وهي ممسكة بباقة زهور عصافير الجنّة الزرقاء التي ترمز إلى الفرحة والابتهاج والسعادة، وقلتُ:

ــ " وهذه منّي شخصياً."

فابتسمتِ الأستاذة ابتسامةً مقتضبة، ربّما بفعل المفاجأة، وقالت وهي تفتح الباب أكثر بقليل: " شكراً، تفضل أدخل."

أشارت إلى كرسيِّ في غرفة الجلوس، وسألتني:

ـ "هل تود تناول القهوة أو الكوكا كولا؟"

ـ "لا، شكراً. قلّما أشربهما."

جلستِ الأستاذة على كرسيٍّ مقابلي، فسألتها بأدب:

ـ " هل هذه أوَّل مرَّة تزورين فيها بيروت؟"

ـ " نعم. لم أزُر هذه المنطقة سابقاً."

ـ " اللبنانيّون في غاية اللطف والكرم. ولبنان بلدٌ جميلٌ جداً، يجمع بين البحر والجبل والطبيعة الغنّاء."

قالت:

ـ " هذا ما قرأتُه قبل قدومي."

ـ " هل جرّبتِ أطباق المطعم اللبناني؟ فمطعم الجامعة ليس لبنانياً في حقيقة الأمر."

" أحياناً أعدُّ وجباتي في الشقّة"

قلتُ:

" يُسعدني أن أدعوكِ في نهاية الأسبوع إلى مطعمٍ لبنانيٍّ للعشاء، ثم نشاهد فيلمَ " صوت الموسيقى"  The Sound of Music، إذا لم تُتَح لك فرصةٌ لمشاهدته من قبل. وكلا المطعم ودار السينما على بعد أمتار من باب الجامعة."

أطرقتْ هنيهة وقالت:

ــ " شكراً. لا مانع".

لم تكُن جرأتي تلك في دعوة الأستاذة نتيجةَ اجتهادٍ وابتكار ولا تسرُّع وتهوُّر، بل من المحتمل أَنَّني تأثرتُ بما قرأت في كُتيّب وُزِّع على الطلبة الجدد عنوانه " قواعد السلوك في الجامعة الأمريكية في بيروت"، ويقع في أكثر من مئة صفحة من القطع الصغير، ويتناول جميع القواعد التي ينبغي مراعاتها مثل ضرورة سكن الطلاب والطالبات في الأقسام الداخلية في الحرم الجامعي خلال السنة الأولى مع إمكان سكناهم بعد ذلك خارج الحرم الجامعي في ضوء نتائج دراستهم. وضرورة العودة مساءً قبل الساعة العاشرة ليلاً إلى القسم الداخلي. وعلقتْ في ذهني منه أشياء كثيرة مثل: يجوز للطالب الالتقاء بأيٍّ من أساتذته خارج الحرم الجامعي.

ومن ذلك أنني كنتُ أتناول القهوة أحياناً في (مقهى فيصل) القريب من باب الجامعة الرئيس، مع الشاعر اللبناني المرموق الدكتور خليل حاوي أستاذ الأدب العربي في الجامعة، وأرجوه أن يقرأ بعض قصائده الجديدة. وكان هذا الشاعر الفذُّ قد نال شهادةَ الدكتوراه من جامعة كامبريدج في إنكلترة، ورحَّبت به الجامعة الأمريكية في بيروت أستاذاً فيها، بعد أن كان يكسب قوته في لبنان من الاشتغال عاملَ بِناءٍ يرصفُ الطرق بالحجارة.

وقد شعرتُ بعميقِ الحزن والأسى عندما قرأتُ فيما بعد نبأ انتحار الدكتور خليل حاوي بطلقٍ ناري بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982؛ فقد كان مصاباً بالإحباط والاكتئاب الشديد، ولم تحتمل أعصابه المنهكة تلك الإهانة الموجهة للعرب جميعاً.

وعلمتُ بعد دخولي الجامعة الأمريكية أنَّ كُتيّباً مماثلاً عن قواعد السلوك في الجامعة يُوزع على الأساتذة الجُدد ويجيز لهم الالتقاء مع طلابهم وطالباتهم خارج الحرم الجامعي، بشرط عدم إقامة علاقات جنسية معهم. وكنتُ وأنا القادم من بيئةٍ قروية، أنظر إلى أستاذتي بمثابة الأُمِّ، مع الاحترام الواجب للمعلِّم طبقاً لمقولة: " مَن علَّمك حرفاً ملككَ عبداً"، أو طبقاً لما ورد في قصيدة أحمد شوقي التي حفظناها في المدرسة الابتدائية:

قُمْ للمعلِّمِ وفِّهِ التبجيلا ... كادَ المعلمُ أنْ يكونَ رسولا

غادرتُ الشقة مودِّعاً أستاذتنا الدكتورة سيرليَن دَيلي. ولكنّي عدتُ إليها مساء يوم السبت كما اتفقنا، لاصطحاب الأستاذة لتناول طعام العشاء في مطعم مرّوش الواقع في شارع بلِس مقابل سور الجامعة. ودانيل بلِس هذا هو القس الذي انتدبته الكنيسة الأمريكية البروتستانتية لتأسيس "الكُلّية السورية البروتستانتية "، في بيروت سنة 1866 إبّان الحكم العثمانيِّ للشام. وأصبحَ رئيساً لها 36 عاماً، وبعد وفاته أصبح مساعده، ابنه هاورد بلِس، رئيسا للكُلّية مدَّة 16 عاماً استكمل خلالها تشييد الأبنية الرئيسية؛ وعند وفاته سنة 1920 تحوَّل اسمُها إلى "الجامعة الأمريكية في بيروت" أثناء الحرب العالمية الأولى.

وقع اختياري على "مطعم مَرُّوش"، لِقُربه، ولهدوئه، ولزينته الجميلة، والأهمُّ لمطبخه اللبناني الأصيل. والمطبخ اللبناني جزءُ من المطبخ الشامي المشهور عالمياً بمشويّاته ومُقبِّلاته المتنوِّعة. ففي المطاعم الكبيرة بمدينة بعلبك المطلّة على شلالاتها المشهورة، مثلاً، يقارب عدد المُقبِّلات والسلطات الباردة والساخنة مئة نوع. وروّاد هذه المطاعم عادةً ما يكتفون بالمقبِّلات ولا يطلبون الطبق الرئيس. ويُكثِر المطبخُ اللبنانيُّ من استعمال الموادِّ الصحيَّة مثل زيت الزيتون، والثوم، والليمون، والخضروات، وثمار البحر؛ ويجمع بين تقاليد المطبخ العربي، والمطبخ العثماني، ومطابخ البحر الأبيض المتوسط كالإيطالي والفرنسي واليوناني.

وفي مطعم مَرُّوش، قُدِّمت للدكتورة ديلي لائحة الطعام، فألقت عليها نظرة سريعة، وقالت:

ـ لا أعرف هذه الأكلات. أنتَ اختَر لنا من فضلك.

فاخترتُ المُقبّلات: حمص بطحينة، والفتوش، والتبولة، وبابا غنوج، والكبيبات الشامية؛ وكذلك الطبق الرئيس، شيش طاووق، المُؤَلَّف من قطع الدجاج المشويِّ بالمُتبّلات.

أقبلت الأستاذة على الطعام بشهية لا تدلُّ على رشاقتها الملحوظة، وقالت إنها لم تذُق تلك الأكلات من قبل، ولم تأكل بهذا الكمِّ. وأكَّدت: "إنَّها لذيذة".

أمّا أنا فكان اهتمامي منصرفاً إلى كلامِها باللغة الإنكليزية الأمريكية، لا لأتعلم معاني المفردات وقواعد نظم العبارات، بل لأكتسب طريقةَ نطقِ الألفاظ، وتنغيمِ الجُمل. وهما الجانب الأصعب في تعلُّم اللغة الأجنبية، لأنَّهما يتأثَّران سلباً بعادات نطق اللغة الأم وتنغيمها. ولم أَدْرِ آنذاك أنني سأدفع ثمن ذلك التعلُّم في نهاية الفصل، وليس في بداية الفصل كما تتقاضى الجامعات الأمريكية ثمنَ كلِّ درسٍ مقدَّماً عند التسجيل فيها.

وأثناء تناول الطعام، تحدّثتِ الأستاذةُ عن نشاطها في لقاءاتٍ نسائيةٍ جامعيةٍ أمريكية تناقش ضرورةَ مساواة المرأة بالرجل، ليس في الانتخاب والحقوق السياسية فحسب بل كذلك في الحقوق الاجتماعية والمالية. فقد كانت معظم الولايات الأمريكية تشترط، في قوانينها وأنظمتها، حصول الزوجة على موافقة زوجها المكتوبة لفتحِ حسابٍ في بنك أو الحصول على رخصةِ قيادةِ السيّارة. أضف إلى ذلك، أجور الإناث التي تقل عن أجور الذكور مقابل العمل نفسه. وقد تمخَّضت تلك اللقاءات النسوية الجامعية عمّا يُسمّى بـ "حركة تحرير المرأة" Women’s Liberation Movement التي اشتعلت من أواخر الستينيّات إلى منتصف الثمانينيّات. وعلى الرغم من إيمان الأستاذة ديلي بضرورة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، فهي لم تعترض بتاتاً على دفعي الحساب في المطعم، لأن ذلك هو الطبيعي طبقاً للعادات والتقاليد الأمريكية، والعربية؛ على حين أن الفتاة النرويجية، مثلاً، تقبل دعوتكَ لتناول الطعام، ولكنَّها تدفع من جيبها الخاص مقابل ما تناولته. فالعادات الاجتماعية أقوى من القوانين، والأنظمة المسطرّة، والأفكار الحداثية.

واستمرَّت لقاءاتُنا، أنا والدكتورة دَيلي، طوال ذلك العام الدراسي، حتّى خلال الفصل الثاني الذي لم يكُن لي أيُّ درس مع الدكتورة دَيلي فيه. دأبتُ على الذهاب إلى شقَّتها مساءَ كلِّ يوم سبت، لاصطحابها إلى مطعم من المطاعم، خصوصاً تلك التي تقع على البحر في منطقة "الروشة" ببيروت. كنا نستمتع غاية الاستمتاع بلقاءاتنا الأسبوعية والمحادثات التي تتخلَّلها، وننتظرها بشوق. وتعلَّمتُ منها كثيراً لا سيَّما عن التقاليد الأكاديمية الأمريكية، وعن الأدب القصصي الإنكليزي؛ فقد كانت الدكتورة سيرليَن ديلي في ذلك الوقت تضع اللمسات الأخيرة على كتابها الذي صدرت طبعته الأولى في نيويورك سنة 1965 ، ويتناول الكاتبة النيوزيلندية  البريطانية كاثلين مانسفيلد بوشامب (1888ـ1923)، التي نشرتْ قصائدَها وقصصَها باسم مستعار هو كاثرين مانسفيلد .

كانت سيرليَن دَيلي كثيراً ما تتحدّث في أثناء لقاءاتنا الأسبوعية عن كاثرين مانسفيلد بمحبَّةٍ كبيرة وأعجاب شديد، لم يقتصرا على قصائدها وقصصها القصيرة فحسب، بل شملا كذلك أُسرتَها الميسورةَ الحال ذات المكانة الاجتماعية والسياسية المرموقة. فأبوها كان مديَر مجلس إدارة بنك نيوزيلاند، وخالها تزوج ابنة ريتشارد سيدون رئيس الوزراء النيوزلندي، وابنة عمها، الروائية البريطانية ماري آنيت بوشامب، تحمل لقب "كونتيسة" وتزوجت فرانك رُسل، الأخ الأكبر للفيلسوف اللورد برتراند رسل، الحائز جائزة نوبل.

أمّا موهبة كاثرين مانسفيلد فهي مثيرة لإعجاب أستاذتي الناقدة، إذ ولدت كاثلين مانسفيلد بوشامب قاصَّةً حداثية مطبوعة، فنُشِرت لها قصَّةٌ قصيرةٌ في إحدى الصحف وعمرها عشر سنوات فقط، إضافة إلى قُدرتها على العزف على الكمنجة الكبيرة (الجلو/ الفيولونسيل). وفي تلك السنِّ المبكِّرة، كانت تكتب في يومياتها عن الإحباط الذي يصيبها بسبب اضطهاد " الماوريين " ، وهم أهل نيوزيلندا الأصليون، من طرف السلطات الاستعمارية البريطانية .

درست كاثرين مانسفيلد خلال المرحلة الثانوية من الدراسة، في مدرسةٍ داخليةٍ خاصَّة للبنات في لندن تسمى " كلية الملكة " وعادت إلى نيوزيلندا مدّةً قصيرة. وعندما بلغت سن التاسعة عشرة من عمرها، انتقلت نهائياً إلى لندن للتفرُّغ للكتابة. وخصَّها والدها بمنحة سنوية مقدارها مئة جنيه إسترليني طوال عمرها، تغنيها عن العمل وتوفِّر لها حياةً طيبة.   وفي لندن ارتبطت بعلاقات صداقة مع الكاتبة المعروفة فيرجينا وولف والكاتب الشهير دي أج لورنس الذي صوّر شخصيتها في روايته " نساءٌ في الحب"..

ومثل معظم بنات الطبقة الأرستقراطية البريطانية آنذاك، تمتّعت كاثرين بالصداقات والحفلات والعلاقات الجنسية مع الفتيات والفتيان والعشاق. بيدَ أنَّ أستاذتي الدكتورة لم تتحدّث إلا عن خيبات كاثرين، والآلام التي عانتها، والصعوبات التي واجهتها، وأحزانها.

فعندما تزوجت كاثرين بالكاتب جون موري، رئيسِ تحريرِ مجلةٍ أدبية، سنة 1910، كانت علاقتهما غير مستقرة بسببِ حساسيةِ كاثرين وعواطفها المرهفة، فانفصلا واتصلا عدة مرات. وأثناء الحرب العالمية الأولى (1914ـ1918)، تمَّ تجنيدُ أخيها الوحيد، ليسلي بوشامب، في الجيش البريطاني، وقُتِل أثناء التدريب على تفجير القنابل بمعسكرٍ في بلجيكا. وقد حزنت كاثرين حزنا بالغاً عليه، وقضَّت مضجعَها الكوابيس. تقول في إحدى قصائدها:

" في مجرى الذكريات، وقفَ أخي

ينتظرني، ويداهُ مملوءتانِ بالتوت:

أختاه! هذه حبّاتُ جسدي، خُذيها وكُليها!"

انفصلت كاثرين عن زوجها سنة 1917، وعمرها 29 عاماً. وفي تلك السنة، دلَّ الفحصُ الطبيُّ على إصابتها بالسل (التدرُّن الرئوي). وكان هذا المرض، قبل اختراع البنسلين سنة ،1943 بمثابة السرطان الذي لا علاج له في زماننا هذا، ولا يمهل ضحيته أكثر من خمس سنوات. وتعذّبت كاثرين كثيراً في البحث عن علاج لها من أيِّ نوعٍ كان: الرياضات الروحية، السحر، الابتعاد عن برد شتاء إنجلترا والذهاب إلى إيطاليا أو الريفيرا الفرنسية، وأخيراً الاستقرار في سويسرة للحصول على علاج تجريبي ظهر هناك...وعندما أدركتْ كاثرين اقترابَ نهايتها، انكبَّت على الكتابة ما أمكنها الجهد، لعلَّ الأدب يهبها شيئاً من الخلود. فنشرت في "مجلة أثينيوم" التي أصبح زوجها رئيسَ تحريرها، أكثر من مئة مقالٍ في عَرْض الروايات ونقدها. كما كتبت في سويسرة أروعَ قصصها القصيرة مثل " بيت الدمى، و" في الخليج" و" حفلة الحديقة" و" فنجان شاي" وآخر قصصها " الكناري". وهكذا استطاعت سنة 1922 أن تنشر أوَّلَ مجموعةٍ قصصية لها بعنوان " حفلة الحديقة وقصص أخرى". وغادرت الدنيا سنة 1923 وعمرها 34 سنة فقط؛ وأعمارُ العباقرة قصارُ. وبعد وفاتها، عكفَ زوجها على إعداد تراثها الأدبي للنشر، فأصدر قصصها في مجموعتيْن " عُشُّ الحمامة" (1923) و" شيءٌ طفوليٌّ" (1924). كما نشر على شكل كتب: قصائدها، ورسائلها، ويوميّاتها.

في نهاية الفصل الأوّل الدراسي في الجامعة، تبيَّن لنا ـ نحن طلاب الدكتورة سيرليَن ديلي ـ أنّها ليست عدوانية ولا متسلطة، كما توهَّمنا، وإنّما كانت تلك طريقتها لتدفعنا إلى الاجتهاد والدراسة أكثر، وإلى قراءة كتب عديدة باللغة الإنكليزية، كتاباً كاملاً في الأسبوع على الأقل، كما هو الحال في الجامعات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية. فعندما عُلِّقت قائمة النتائج، كانت الأغلبية الساحقة من الطلاب راضية بها. كنتُ الوحيد الذي شعر بالغَبْنِ. فقد نلتُ الدرجة الأولى A في جميع الدروس الأُخرى، ما عدا درس صديقتي الدكتورة سيرليَن، فقد كانت درجتي  الثانية B، على حين نال عددٌ من زملائي الذين هم أقلُّ اجتهاداً مني، الدرجة الأولى A. أدرت وجهي من لائحة النتائج المعلَّقة، ولم أنظر في وجه أيٍّ من الزملاء، وسرتُ مطأطئَ الرأسِ، والشعور بالحيف والغضب يستعر في أعماقي، وأنا أردِّدُ بيتاً من لامية الطغرائي:

تقدّمتْني أناسٌ كانَ خطوهُمُ ... وراءَ خطوِيَ، لَوْ أمشي على مَهلِ

بيدَ أنّي في تلك الليلة، فكَّرتُ طويلاً في الموضوع، وأنا في سريري. وكما يقول المثل الفرنسي، " الليل يأتي بالنصيحة" La nuit porte conseil     ، وتفهَّمتُ موقف الأستاذة ودوافعها، ولكلِّ فائدةٍ ثمن، وقد دفعتُ ثمنَ صحبتي المفيدة المتمِّيزة معها. ولم يبقَ أيُّ غضب في أعماق نفسي واختفى، كما يختفي ضبٌّ في جُحْرٍ بعيدِ الغور.

ومساء يوم السبت التالي، ذهبتُ إلى شقَّة الدكتورة سيرليَن كالعادة، لاصطحابها إلى العشاء في أحد مطاعم منطقة "الروشة" على البحر. وهناك ومع الابتسامات المتبادلة، سألتُها عن الأماكن اللبنانية أو السورية التي تودُّ زيارتَها أثناء أيام العطلة القصيرة بين الفصليْن.

***

بحاسوب: علي القاسمي

 

    تعليقات (40)

    العلامة الدكتور سيدي علي القاسمي حفظكم الله ورعاكم.
    قصة مذهلة. جاذبية وتعلق بالكلمة من أول سطر إلى آخره. زعامة تواصلية، صداقة قوية مع أكاديمية أمريكية بارزة عالميا. تليين جدية وصرامة توجت بنتائج مرضية لكل الطلبة. ارتقت الصرامة إلى أعلى مستوياتها مع السارد. استمرت الصداقة وتقوت. رزق العالم العربي، بعد مسار تعليمي وتكويني طويل وثري امتد من بيروت إلى أمريكا، بدكتور علامة في الترجمة والأدب، وصناعة المصطلح اللغوية، وعضو أساسي في صناعة المعجم العربي التاريخي.

    أخي العزيز الكاتب السياسي القاص الناقد سيدي الحسين بوخرطة حفظه الله ورعاه،
    أشكرك على تكرّمك بالتعبير عن رضاك على قصتي. وأحسب أن ذلك ناتج من كونها واقعية. فالواقع يضفي على السرد حرارة وحيوية وحلاوة، كما أجد في معظم قصصك البديعة المقتبسة من الواقع المغربي.
    تمنياتي لك بالصحة والخير والهناء وموصوع الإبداع والعطاء.
    أخوك: علي القاسمي

    أستاذي العلامة الدكتور علي القاسمي

    أستمتعت جداً بقراءة هذه القصة الرائعة..
    أنت دفعت ثمن جرأتك أيضاً وليس فقط ثمن علاقتك الطيبة مع أستاذتك...
    وهذا ثمن التميز أيضاً.. ولولاه لما نهلنا من معين علمك..

    دمتَ بخير وعافية وأسال الله أن ينشر لك محاسنك وأن يطيل بقاءَك وأن لا يُريك مكروها فيما أنعم به عليك.

    محبك
    عامر السامرائي

    أخي الحبيب المترجم الأديب الأستاذ عامر كامل السامرائي حفظه الله ورعاه.
    أشكرك جزيل الشكر وأخلصه على تفضلك بالإطلالة على نصيّ، وحرصك الكريم على إسداء كلمات الثناء والتشجيع.
    وأنا أعتز كثيراً بصداقتك الأدبية والاستمتاع بنصوصك الشعرية التي تترجمها من الادب المجري، وأتمنى اللقاء بك إن شاء الله، يا أخي أبا عمر،
    أخوك: علي القاسمي

    اجلت قراءة القصة ريثما افرغ من قصة لقصي الشيخ عسكر.
    هي و لا شك قصة مكتوبة بلغة فصيحة. حسنة السبك. دافئة و مفهومة. لكن هذه العبارات لا تغنينا عن تسجيل نقاط اكثر اهمية لها علاقة بالبنية و الاتجاه.
    القصة مثل سابقتها توثيقية. حافلة بمعلومات صادقة عن كاثرين مانسفيلد.
    و هي قصة كامبوس - مدينة جامعية. لكنها تذهب بالاتجاه المحافظ و ليس الراديكالي. فالمحافظون يهتمون بالأساتذة و طلابهم. بينما الراديكاليون و بالأخص من تأثر بثورات الطلبة في باريس فهم يهتمون بالطلاب و المجتمع و التاريخ.. باختصار بالمضمون الثوري للمعرفة و المؤسسة.
    اما المطبخ ان جازت العبارة فهو يذكرنا بجوانب من الوجودية النسائية.. و على وجه الخصوص وجوديات من وراء التيار الأساسي مثل آيريس مردوخ - كان اول كتاب لها عن سارتر ثم انعطفت نحو اعادة موضعة الدين في اطار قوطي. و كولن ولسون اللامنتمي لكن الأقرب للوجودية بإطارها العبثي.
    يبدو ان القصة حلقة من مشروع يعيد النظر بغدب المدينة الجامعية لكن من نصفه العلوي. حتى المشاعر الحسية كانت منضبطة و غير عارية و مقنعة.
    شكرا..

    أخي العزيز العالم المترجم الناقد الأديب الدكتور صالح الرزوق حفظه الله ورعاه وحقّق مناه.
    أشكرك على تفضلك بالتعليق على قصتي، وأنا أتعلم من تعليقاتك النقدية كثيراً.
    لقد تفضلتَ وأشرتَ إلى أن المعلومات عن كاثرين مانسفيلد صادقة.
    ويطيب لي أن أؤكّد لك أن المعلومات عن سيرليَن ديلي هي صادقة كذلك. وكانت لي معها مراسلات انقطعت في أواسط السبعينيات.
    وبعد أن أنهيت كتابة هذه القصة، كنتُ أنوي إرسالها إليها، فبحثتُ عنها في الشابكة، وعثرتُ على مقال عنها في الويكيبيديا مع تنويه بأعمالها الأدبية في النقد والترجمة. وعلمتُ أنها تقاعدت في جامعة كاليفورنيا الرسمية في لوس أنجليس، وأن عمرها يناهز السابعة والتسعين، فأشفقتُ عليها ولم أراسلها.
    تمنياتي الطيبة لك بالصحة والخير والهناء.
    محبكم: علي القاسمي

    ذكريات جميلة بلغة رشيقة تتخللها إلماحات تربوية، نقدية، ثقافية، تاريخية. وهذا هو دأب أستاذنا العلامة الكبير د. علي القاسم في كل ما يكتب. أمده الله بالصحة وطول العمر ودوام العطاء.

    أخي الحبيب القاص المترجم الأديب الدكتور موسى الحالول حفظه الله ورعاه،
    أشكرك جزيل الشكر على ثنائك الكريم، وهو ثناء عظيم أعتز به وأفتخر، لأنه صادر من أديب فذ له له حوالي خمسين كتاباً بين موضوع ومترجم، من أمثلتها " قصص إيرنست همنغواي" في ثلاثة مجلدات، نقلتها إلى العربية بدقة وبلاغة.
    تمنياتي لك بموفور الصحة والهناء وموصول الإبداع والعطاء.
    أخوك: علي القاسمي

    هذا سرد ماتع مشوق في غاية الروعة. من يعرف الدكتور علي القاسمي أبا حيدر يعرف أنه أديب ملهم ومعلم فاضل لا تخلو قراءة نص له من متعة أدبية وفائدة معرفية بأرشق لفظ وأجزل عبارة. وهو حفظه الله في تضاعيف ذلك شجاع شجاعةَ سَميِّه الأول وفي جميع الميادين😊

    مدَّ الله في عمرك وزادك بسطة في الصحة والإبداع أخي الحبيب أبا حيدر.

    عالم التأثيل والمترجم المتعدّد أخي العزيز الدكتور عبد الرحمان السليمان، أبا ياسين، حفظكم الله ورعاكم.
    أشتاق إلى لقائك كثيراً لأسعد برؤياك وابتسامتك، فلا يتيسر لي اللقاء بك إلا في بحار الشابكة، وأكتفي بالقليل من كلماتك الصافية العذبة. ويبقى الشوق مستعراً في الأعماق.
    أين وصل نشر الجزء الأول بالعربية من موسوعتك الرائعة " دليل علم المصطلح"؟
    أصدق الشكر وأطيب التمنيات لكم جميعاً بالصحة والهناء والخير.
    أخوك: علي القاسمي.

    أخي الحبيب وأستاذي المكرّم أبا حيدر حفظه الله ورعاه.

    ما حال بيني وبين زيارتك والتمتع بالنظر إلى وجهك الكريم وسماع حديثك العطر في السنة الأخيرة إلا ظروف الجائحة التي حرمتنا منكم مؤقتًا. ولنا لقاء في ديسمبر المقبل إن شاء الله بمعية محب لكم من ألمانيا إن شاء الله. فالشوق لكم كبير.

    الجزء الأول من الموسوعة التي رُفِعَ قدرُها بالمقدمة التي حبرتموها لها يُطبع الآن، ونتوقع صدوره في تشرين الثاني / كانون الأول من هذه السنة إن شاء الله.

    سلامي الحار وتحيات الأسرة كاملة لكم وإلى اللقاء قريبًا في المغرب العزيز إن شاء الله.

    أخوكم محبكم: عبدالرحمن السليمان

    أخي الحبيب عالم التأثيل المترجم الأديب الدكتور عبد الرحمن السليمان حفظه الله وأهله ورعاهم.
    أشكرك جزيل الشكر على رسالتك الأخوية التي أسعدتْني حقاً.وسأنتظر لقاءك ببالغ الصبر، وسأفرح برؤيتك، إن شاء الله.
    ستنظم جامعة القاضي عياض ندوة دولية حول اللغة والترجمة شهر نوفمبر. ومن المشرفين عليها صديقك الدكتور حسن ضرير، وآمل أن تكون دعوته قد وصلتك، وأنك قبلت المشاركة. وهكذا أسعد بلقائك مرّتين بمشيئة الله.
    والتهاني القلبية الحارة بقرب صدور ترجمة الجزء العربي من موسوعتك الفاخرة " دليل المصطلح".
    مع سلامي الحار لك ولأسرتك العزيزة.
    أخوك : علي

    1.  

    أنا قارؤك ومترجمك...ما زلت منبهرا بسر سيل السرد والعبر المستقاة...وإبداع قصة آسرة..لاشك ستكون رحلتي طويلة في كشف اللغز...

    مرحباً بك أخي العزيز المترجم الأديب الأستاذ مصطفى شقيب.
    شكراً على لكماتك الطيبة. قبل أن تكون مترجماً ، فأنت أديب باللغة الفرنسية لك منشوراتك المعروفة في باريس.
    وحتى عندما تترجم، فأنتَ تبدع نصّاً جديداً باللغة الفرنسية. فالترجمة إبداع بلغة أخرى. وهذا متفق عليه.
    جزيل شكري وأطيب متمنياتي لك بالصحة والخير ودوام الإبداع والتألق.
    أخوك : علي

    قصة تود حين تطالعها ألا تنتهي أبدا لفرط روعة سردها وإدهاش بساطتها. وأجمل ما فيها واقعيتها، إذ إن لواقعية الأحداث تأثيرا آسرا يفوق كثيرا تأثير الأحداث الخيالية المختلقة، ومرد ذلك إلى أنها توحي لقارئها أنه كان بالإمكان أن يكون هو، لا السارد، بطل القصة، لأن الواقع مشترك بين الناس جميعا.
    وللدكتور علي القاسمي قدرة لا تجارى على تحويل عناصر للواقع إلى عوامل تشويق لا حدود لها، وقد لمسنا ذلك في عدة قصص له سوى هذه القصة، فهي أحد أسرار تفوقه وسبقه في هذا الفن الجميل الراقي، وما أكثرها!!!

    المفكّر المترجم الأديب أخي الحبيب الدكتور كيان أحمد حازم حفظه الله ورعاه،
    تعلمتُ هذا الصباح منك حقيقة غابت عن فكري.
    كنتُ أقول القصة الواقعية تستمد حيويتها وحرارتها من الواقع.
    الآن عرفتُ أن تأثير القصة الواقعية يكمن في أن المتلقيين يشتركون في الواقع، على حين أن لكل فرد خياله.
    شكراً جزيلاً أيها الأستاذ الرائع، مقروناً بتمنياتي لك بالصحة والخير ودوام الإبداع والعطاء.
    محبكم: علي القاسمي

    الدكتور الاديب العلامة
    براعة الادهاش في اسلوبية السرد وتقنياته الحديثة صفة ملازمة , وهي تحمل التشويق والمتعة والفائدة في اكتساب المعرفة في مجالات متنوعة في التثويق الجميل في اغناء المعارف الظرورية للقارئ . بدون شك ان الاديب العلامة , يحمل معين معجمي متنوع وواسع من الخبرة والكفاءة والممارسة والجهد الاكاديمي الرائع , يسكب هذا المعين المعرفي في ثنايا الحدث السردي , لذلك يكون السرد محمل بمعارف توثيقية في مجال الحياة وعلم الاجتماع والاطلاع علي سيرة البارزين في المجالات الادبية واشكال الادب . والسيرة الذاتية , وكذلك تحمل علم النفس أو سايكولوجية النفسية . وكما تحمل العلامات النقدية للمظاهر الشكلية الظاهرة , دون التعمق في المضمون والجوهر . مثلاً عدم قبول الطلبة اسلوبية التدريس الاستاذة الدكتورة ( سيرين ديلي ) في طريقتها المتشددة في التدريس . رغم فائدته ان يدفع الطالب الى المتابعة والجهد الدراسي , وفي الحصيلة النهائية تكون لمصلحة الطالب نفسه . وعندنا مثل شعبي عراقي يقول ( أمشي وراء الذي يبكيك وليس وراء الذي يضحكك / امشي وراء اللي بجيك ولا تمشي وراء اللي يضحكك ) . ان الاسلوبية في طرح لغة السرد مشبعة بالمفاهيم المعرفية يقدمها الاديب العلامة بطبق لذيذ وشهي , مثل الطبق اللبناني الشهي واللذيذ , ويعتبر علامة فارقة في امتياز في المطعم العربي أو الشرقي , هكذا يجهد النص السردي ان يقدم انواع اطباقه الشهية . لذلك الحدث السردي يشكل موسوعة معرفية جاهزة بين يدي القارئ. كما انها تتناول الميادين الاجتماعية في شكلها النبيل والاصيل , او العادات القروية باحترام لكل من يقدم الفعل الخير او المعرفي في الادب والاخلاق والسلوك . كأن السرد القص هو دراسة اجتماعية وادبية وتوثيقية بشكلها التشويقي الجميل في روعة الطرح , وسمة الاندهاش في الطرح والتناول , سمة مميزة عند الاديب العلامة في توظيف السرد وتقنياته الجميلة والمتنوعة .
    تحياتي أخي العزيز بالخير والصحة

    أخي الكريم المفكر المترجم الناقد الأديب الأستاذ جمعة عبد الله حفظه الله ورعاه،
    أشكرك على الطبق النقدي اللذيذ، الذي تكرّمت به عليَّ، وأسعدتني به.
    كنتُ أقرأ ذاتَ مرَّة عن الصناعة السينمائية الفرنسية، فلفتَ نظري أنَّ كُتّاب السيناريو يحرصون على لقطات تجري في المطاعم والمقاهي أو في غرف الطعام المنزلية. وعلّل كاتب الدراسة ذلك، في أن المُشاهِد يشعر بالارتياح لرؤية الطعام، حتى لو لم يشارك المُمثِّلين الأكل والشراب.

    ولهذا أخذتُ أجرِّب تلك التقنية في بعض قصصي. وكما تعلم، فثمة تأثيرٌ متبادل بين صناعة السينما والأدب والفنون جميعاً . ففي روايته السير ذاتية " الوليمة المتنقلة"، يقول همنغواي إنه تعلّم كثيراً من تقنيّات الرسّامين المعاصرين له في باريس في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، مثل تقنية الإلصاق (الكولاج) التي استعملها في بعض قصصه ورواياته.

    أكرر شكري الجزيل لك ـ أخي الكريم ـ مقروناً بتمنياتي الطيبة لكَ ولابنكَ الطبيب وأهلكَ الكرام بالصحة والهناء والعطاء.
    محبكم: علي القاسمي

    نصّ مليء بالعواطف غزير بالذكريات انتهى وكأنه لا يريد أن ينتهي ، نقرأه بسلاسة وشوق للمتابعة لا لمعرفة النهاية. هل انسابت دمعة ما وأنت تسترجع هذه الذكريات ؟

    عزيزتي اللسانية الأديبة الدكتورة أسمهان الموسوي حفظها الله ورعاها.
    شكراً لإطلالتك البهية على نصي الصغير.
    جوباً على سؤالك الكريم أقول: عندما أكتب قصة وقعت في مكان ما في وقت ما، فإنها تجدّد حياتي ومشاعري في ذلك المكان والزمان، أثناء فعل الكتابة، وما بعده بمدة تقصر أو تطول.
    تمنياتي لك بالصحة والهناء والعمل والعطاء.
    علي القاسمي

    1.  

    قصة رائعة وربما كلمة روعة لا تفيها حقها أي كاتب يقرأ هذه القصة يتمنى أن يكون كتب مثلها لقد تعودنا أن نقرأ للكاتب الدكتور على القاسمي إبداعات لم يسبقه إليها أحد آمل أن أجد في الايام القادمة بعض الوقت لأكتب عن بعض أعماله فهي تستحق الدرس والتأمل
    قصي عسكر

    استاذنا الشاعر الروائي المترجم الناقد الأديب الكبير الدكتور قصي الشيخ عسكر حفظه الله ورعاه،
    أشكرك أجزل الشكر وأطيبه على كلماتك الجميلة التي تملأُني زهوا واعتزازاً ، مثل أوسمة أضعها على صدري بالقرب من الفؤاد.
    وإذا أحببتَ أن تطلع على بعض أعمالي الأدبية وما كُتِب عنها، فأرجو أن تشرفني بزيارة موقع " أصدقاء الدكتور علي القاسمي" على الشابكة.
    فهذا منتهى الحلم .
    تمنياتي القلبية الحارة لك بموفور الصحة والهناء، وموصول الإبداع والعطاء.
    محبكم: علي القاسمي

    استادتي الدكتورة سيرلين.....قصة طالب و استادته المفروض هكدا ...لكن عبقرية استادي علي القاسمي ابت الا ان تحملنا على بساط الريح متنقلا بنا عبر الزمن ...وشخصيات تاريخية ..اعترف اني لم أقرأ عنها أو أقرأ لها ..لكني عشت احداثها من خلال افلام سينمائية...لدا ..كل الاسماء و الأحداث كانت مألوفة ...تزخر بها داكرتي ..لايسعني الا ان اعيد و أكرر..ان سردك استادي .. "كاميرا caméra " تلتقط و تعكس أدق التفاصيل ...توثق التاريخ الانساني بأحداثه بثقافته...وعاداته و مطبخه...وما راقني هو الخاتمة الواقعية البعيدة عن الميثالية القصصية....راقني عدم الانحياز و المصداقية والاخد بعين الاعتبار دكاء ورؤية القاريء.
    تحياتي

    عزيزتي القارئة النبيهة حفظها الله ورعاها.
    أشكركِ على كلماتك الطيبة التي ركّزتِ فيها على قضية جوهرية هي أن يقدّم الكاتب للمتلقّي الكريم الفائدة الثقافية بطريقة ممتعة. وهذا ما عبّر عنه أديب الفلاسفة أبو حيان التوحيدي قبل أكثر من ألف عام، في عنوان كتابه " الإمتاع والمؤانسة". ولا تعني (المؤانسة) هنا، الأنسَ والطرب، كما قد يفهمها بعضنا، بل تعني " المذاكرة المعرفية". فمعنى الكتاب هو: المعرفة بطريقة ممتعة. فمن معاني الفعل (أَنسَ) : رأى وعلمَ، كما في قولنا " آنسَ منه رُشداً. وهذا ما يعبّر عنه الفرنسيون اليوم بمقولة :"Joindre l'utile à l'agréable" الجمع بين المفيد والممتع.

    1.  

    الأخ العزيز الدكتور علي
    أنت مغرم بالتضمين، تترك قائم معلقا بين مسارين سردين مشوقين. وفي هذا المحكي اللطيف، المقتطف من مسار حياتك الدراسية في بيروت، ايام زمان، وهو محكي مشوق علقت القارئ معك، وتركته يتصور النهاية أو النهايات... !!!
    متعك الله دائما بسحر السرد الممتع والمشوق
    تحياتي

    صديقي العزيز الناقد الرائد المترجم الأديب الكبير الدكتور أحمد بوحسن حفظه الله ورعاه.
    أشكرك على تفضلك بالتعليق، الذي أتمناه دائماً منك. فأنت الخبير بدروب النقد وخفاياه، ومنك أتعلم.
    فعلاً، فالتضمين، أو الاستطراد كما كان يستعمله الحاحظ لئلا يملّ القارئ الكريم، هو من خصائص أسلوبي ، ولا أستطيع تغييره، فالأسلوب هو الرجل نفسه، كما يقول الفرنسيون: « Le style est l’homme même. »
    متمنياتي القلبية لك بالصحة والهناء والخير، أخي العزيز.
    أخوك : علي

    الاستاذ الدكتور العلامة علي القاسمي… احلى تحية وامنيات بالعافية….كحال قصصك الممتعة الرائعة تأتي هذه القصة لتؤكد اسلوبكم المُبهر في امساك المتلقي من يده والتجول في بيئة القصة سارداً له بِوِد ادق التفاصيل في الشارع ومايحويه من بنايات ومحلات ومؤسسات متناولاً النشأة والتأريخ والتطور والهدف.انها لعمري اجمل طريقة للتثقيف بدل المقال الذي يقصر عن جذب المتلقي كالقصة حيث تجنح للتصوير والتشويق والتحليل النفسي والادبي للشخوص وذاك مايميزها عن المقال…. يذكرني اسلوبكم المتشعب في السرد بال(( تحليات)) في المقام العراقي الخالد حيث يخرج المطرب عن المقام الاصلي ليُحلّق عالياً في تصعيد درامي ونغمي يداعب مخيلة وذائقة السامعين ليحصّنها من الفتور ثم يعود برشااااقة الى المقام الاصلي…. هذا مايتميز به اسلوب الدكتور القاسمي حيث يشمل بعينه المتفحصة وخبرته وذاكرته ماحول الشخصية الرئيسية في القصة بمايضيف للمتلقي دائماً معلومة اخرى وفائدة مستمرة….للمكان في قصص القاسمي اولوية في القفز الى الذاكرة حيث يتمحور الزمان بعد ذلك حوله ليبني الاحداث كجزء من القصة التي يبقى المكان بما يشمل من ابطال وشخوص هو بطل القصة….انها ذاكرتنا الشرقية المحببة التي تلتصق بالمكان بشكل عاطفي…ودي واعجابي الدائم.

    عندما نقرأ للدكتور الاستاذ علي القاسمي

    لا نحتاج سوى قارب صغير .. نبحر في شواطىء لغته الهادئة
    وذكرياته المشوقة.. كأننا، و نحن نندفع بتلك المياة الصافية الرقراقة
    نرى بكل وضوح ما بقاع بحيرته من جواهر و مرجان و لؤلؤ...
    وكلما غرفت أيدينا منها ...
    يبقى عالقا فيها كل ما هو ثمين .

    حفظكم الله أخي الكريم وأبقاكم ذخرا للعلم و الأدب

    ما هذه الصورة الشعرية البديعة، الموصولة الأكوان، المتناسقة الألوان، المسبوكة بريشة شاعر متألق، الموضوعة في منظورٍ بهي مشرق،
    الحافلة بكل جميل ونبيل!!!
    شكراً جزيلاً شاعري الأثير على تشجيعك الكريم .
    أرجو أن تتقبل مني خالص مودتي وصادق احترامي.
    محبكم: علي القاسمي

    1.  

    الاستاذ الدكتور علي القاسمي في هذا الرابط دراسة نقدية عن قصة الساعة ربما تودون الاطلاع عليها
    https://www.almothaqaf.com/b/readings-5/957666

    شكراً جزيلا، أخي المحرر العزيز، على كريم تنبيهك وجميل تواصلك. وكنت قد بعثتُ بشكري إلى أستاذنا الجليل قبل قليل.
    محبكم: علي القاسمي

    كعادته يحلق بنا الدكتور علي القاسمي في فضاء رحلته الدراسية ببيروت وبأسلوبه الأخاذ المعهود ولغته الجميلة. الأسلوب الرشيق الممتنع الذي ألفناه في كتابات الدكتور القاسمي سواء منها العلمية أو الروائية هو طابع شخصيته التي تقدم لك ما تريد وتستحوذ على انتباهك طيلة الرحلة في النص، وقد لا تفيق من دهشتها الا عندما تصل إلى محطته الأخيرة.
    تفاصيل مذهلة يقدمها الدكتور القاسمي في رحلته الجامعية مع أستاذته التي استطاع أن يتغلب على وحشتها وانفرادها بمعاملته الراقية وحسن تأتيه وظفره بعلاقة جلبت عليه فوائد علمية وفتحت له افقا واسعا نحو شخصيات عالمية ذات وزن في مجال الرواية .
    وهو ما صوره لنا في استطراده الجميل في روايته عن أستاذته التي ترك لها نهاية مفتوحة تجعل القارئ معلقا ومشوقا الى معرفة النهاية المسكوت عنها في النص.

    الأديب الأريب الدكتور علي المخلافي حفظه الله ورعاه،
    شكراً جزيلا، أخي العزيز، على كريم اهتمامك، وجميل تواصلك، وحكمة ملاحظاتك، فـ (الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية)، كما قال الرسول (ص)..
    ما دُمتَ مشوقاً إلى معرفة النهاية المسكوت عنها، فسأخبرك بأمرٍ حزين:
    غادرت الدكتورة سيرلين ديلي بيروت في نهاية ذلك العام الدراسي إلى جامعتها في الولايات المتحدة الأمريكية، وبقينا نتراسل بالبريد، فالشابكة لم تبدأ آنذاك. وفي سنة 1973 أخبرتُها بأنني سأمضي الدراسة الصيفية في كلية أكستر كولدج في جامعة أكسفورد في بريطانيا،
    فكتبت إليّ تقول إن إحدى طالباتها، وهي شاعرة أمريكية شابة (ولا أريد ذكر اسمها فهي مشهورة)، ستدرس ذلك الصيف في نفس الكلية بجامعة أكسفورد، وإنها أوصت تلك الطالبة بالإلتقاء بي، وإننا سنكون صديقين رائعين. فعلاً التقينا في أكسفورد. وبعد لقائيْن أو ثلاثة ،تأكَّد لي بأن تلك الشابة الجميلة مصابة بالاكتئاب، وهو مرضٌ نفسيٌّ مُعدٍ، فعزمتُ على تجنبها. وبعد مدّة سمعتُ أنها انتحرت في باريس، فحزنتُ كثيراً. ثم انقطعت مراسلاتي مع الدكتورة سيرلين ديلي.
    حفظك الله وجنّبك المآسي، ومتعك بالصحة والخير والهناء.
    أخوك علي القاسمي

    أخي الأديب الكبير د . علي القاسمي : محبتي التي خبرها قلبك ، وشوقي الذي ما برحت عيناي تفيضان به ودّا وأملا بلقاء مؤجّل منذ سنين وسنين .

    أرجو أن تسمح لي بممارسة طقوسي في الخروج عن المألوف أحيانا ، فأعبّر خلجات نفسي لغاية في نفس الطفل النزق المختبئ تحت عباءة شيخوختي ووقاري المستعار ، وأعترف مسبقا أنّ مثلي غير مؤهّل لإعطاء رأي بإبداع مثلك .

    *
    القصة حسب رأيي هي سيرة ذاتية لثلاث : المكان ، الزمان ، ولك شخصيا ..
    *
    قال الله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون .... إلآ الذين آمنوا )

    سأبيح لنفسي القول : " والروائيون الكبار يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم يبدعون ما يُذهَل به العاشقون كعلي القاسمي مثلا )..
    *
    لقد استأذنتك في ممارسة طقوسي فالتمس لنزقي عذرا .
    *
    تقول : " ولسببٍ أو لآخر، وقعَ اختيارهم عليَّ "

    جوابي : السبب واضح ، فهم اختاروا الأكثر وسامة والأكثر أناقة والأكثر لطفا طالما الأمر يتعلق بامرأة جميلة وليس بمعركة .. " شنو قابل يختارون عنتر بن شداد أو القعقاع ؟ "
    *
    تقول : " في تلك اللحظة، أخرجتُ يدي اليسرى التي كانت وراء ظهري وهي ممسكة بباقة زهور عصافير الجنّة الزرقاء التي ترمز إلى الفرحة والابتهاج والسعادة، وقلتُ:

    ــ " وهذه منّي شخصياً."

    ها أخويا ؟ بيّنتْ النخوة العراقية ... طلَعِتْ مشتري ورود خصيصا لها ـ أحلف بالعباس لم تخبر الزملاء بها ... صح ؟ لو صح ؟

    بعدين أخويا ، شنو علاقة الزلاطة بالبيبسي كولا فتسألها : " هل جرّبتِ أطباق المطعم اللبناني؟ فمطعم الجامعة ليس لبنانياً في حقيقة الأمر." ؟

    ودعوتها : " يُسعدني أن أدعوكِ في نهاية الأسبوع إلى مطعمٍ لبنانيٍّ للعشاء، ثم نشاهد فيلمَ " صوت الموسيقى" The Sound of Music، إذا لم تُتَح لك فرصةٌ لمشاهدته من قبل. وكلا المطعم ودار السينما على بعد أمتار من باب الجامعة."

    أحلفك بالنبي : هل سبق ودعوت زملاءك بالصف الى مطعم لبناني ؟ حتى لو دعيتهم مرة فمن المستحيل دعوتهم لمطعم راقي بيه موسيقى ... يجوز دعيتهم لتناول التبّولة أو بيض مسلوق وعمبة مغشوشة ومشاهدة التلفزيون بمقهى فيصل اللي ضواها يلعلع مو مشاهدة فلم بسينما تطفي الأنوار لمّا يشتغل الفلم ..

    *
    إحّمْ إحّمْ .. تقول : " فاخترتُ المُقبّلات: حمص بطحينة، والفتوش، والتبولة، وبابا غنوج، والكبيبات الشامية؛ وكذلك الطبق الرئيس، شيش طاووق، المُؤَلَّف من قطع الدجاج المشويِّ بالمُتبّلات." يعني كسر بجمع صرفت كل " خرجية الشهر " ..
    *
    عتبت عليك يا أستاذي حين قرأت :

    "هل تود تناول القهوة أو الكوكا كولا؟"

    ـ "لا، شكراً. قلّما أشربهما."

    ليش أخويا ؟ والنبي لو آني منّك : أشرب سطل قهوة وصندوق كوكا كولا حتى لو تموع روحي وياخذوني لمستشفى الجامعة ..

    *
    عذرا يا سيدي الأخ والصديق الأديب الكبير ، أعترف بأنني تماديت في هذياني ، فالتمس لأخيك ومحبك عذرا ..

    دمت رمزا إبداعيا عراقيا / عربيا وأدام الله نعماءه ودوام المسرة وكمال الصحة والعافية .

    أخي العزيز شاعر العراق الكبير الأستاذ يحيى السماوي حفظه الله ورعاه،
    أشكرك جزيل الشكر، لا على تكرّمك بالتعليق فقط، ومَن لا يفرح ويفتخر بتعليق يحيى السماوي!، ولكن أشكرك كذلك على روحك المرحة التي جعلتني أضحك وأقهقه بصوت مرتفع، وأنا جالس وحدي أحدق في حاسوبي في مقهىً على شاطئ الهرهورة حيث أقيم، ما جعل كثيراً من رواد المقهى، وبعضهم يعرفني، ينظر إليّ باستغراب، وربما باستهجان كذلك.

    وكما تعلم، أنني لا أحبّذ اللهجة العامية في الكتابة، بيدَ أني وجدتها حلوةً، عندما استعملتَها أنتَ في تعليقك الكريم.
    أشكرك من القلب على هذا التعليق المشاغب المخاتل الجميل. وثق أنني لم أكتب إلا صدقاً.
    تمنياتي الطيبة لك بالصحة والمرح والفرح.
    محبكم: علي القاسمي

    السفر معك استاذي الجليل ممتع جدا وشيق. المرء لايسعه إلا أن يستقبل إبداعاتك بحفاوة بالغة، نظرا لما تكتسيه من أهمية قصوى، سواء على مستوى المضمون أو الشكل.
    استمتعت بالقراءة. احترامي وتقديري استاذي الفاضل.

    أخي العزيز التربوي الأديب الأريب الأستاذ سيدي الحسين بري حفظه الله ورعاه،
    أشكرك من القلب على تفضلك بالثناء على قصتي القصيرة بكلمات تنم عن ثقافتك الأدبية الواسعة.
    ولهذا فأنا أعتز كثيراً بكريم اهتمامك وجميل تواصلك.
    أرجو أن تتقبل مني أطيب تمنياتي لك بموفور الصحة والهناء وموصول الإبداع والعطاء.
    محبّكم: علي القاسمي

    1.  

    تحايا موصولة وتقدير للأديب الثر علي القاسمي
    ومعذرة عن تأخري
    نصوصك مهما اختلفت وتنوعت فهي تكاد تقول لنا
    بأنك محتفٍ بالحياة، محب لها، راضٍ بخياراتها وانكساراتها وحراراتها ومراراتها !
    وأنك مستعد لأن تبصم على ما ردده فريدرش نيتشه مخاطباً الإله :
    أهذه هي الحياة ؟
    هاتِها مرة ثانية إذن !!!

    1.  

    صديقي العزيز الشاعر المبدع المتألق الأستاذ سامي العامري حفظه الله ورعاه.
    أشكرك على مرورك الكريم على قصتي القصيرة.
    وأنا مندهش لقدرتك إلى قدرتك على استخلاص مذهبي في الحياة من النص. فأنا أعتقد بأننا مسيرون في الحياة وجميع ما يحصل لنا مكتوب. فأنا أؤمن بالقدر خيره وشرّه. ولعلك نظرت إلى النص بعين الشاعر.
    وينبغي أن أعترف بأن قدري قدر رحيم بي شفيق عليّ. وهذا الشعور من أسباب سعادة الإنسان.
    محبكم: علي القاسمي

    آسف: مندهش لقدرتك على أستخلاص

    مقالات ذات صلة