أصدقاء الدكتور علي القاسمي

الآنسة جميلة


الآنسة جميلة

نقلا عن صحيفة المثقف



د. علي القاسمي

علي القاسمي قادماً من مدينة الرباط بسيّارتي، وصلتُ إلى منزل صديقي، الأستاذ سيدي محمد، في مدينة شفشاون، لتناول طعام العشاء معه. كان باب المنزل مفتوحاً فدخلته. رأيت حشداً من المدعوين في جُنينةِ المنزل، ومعظمهم جالسٌ إلى موائدَ معدّةٍ لتناول طعام العشاء، وبعضهم القليل واقف، وجميعهم يستمع إلى موسيقى الآلة التي تعزفها فرقة موسيقية. حامت عيناي على وجوه الحاضرين بحثا عن أخي سيدي محمد، فوقعتا عليها واقفةً وحيدةً في الطرف الأقصى من الجنينة بالقرب من مجرى النبع؛ فحطَّتا عندها، وكفَّتا عن مواصلة البحث عن صديقي.


ينبغي أن أقول التصقت عيناي بها، وأُذَينا قلبي كذلك. فجمالها يطغى على المكان كلّه، وعلى الفضاء برمَّته. فهي تتمتَّع بجاذبيةٍ شديدةٍ شَلَّتْ قدمَيَّ فلم يقدرا على مواصلة السير، وسحرت عينيَّ فلم تتمكنا من النظر، ولو للحظات، إلى غير وجهها الصبوح. كانت تقف في الطرف الآخر من الجنينة. ولم تكن مع أحد من المدعوين، ولم تنظر إلى واحدٍ منهم، بل كان رأسها مرفوعاً قليلاً، وعيناها غائرتين في السماء كما لو كانت تنشد شيئا من المدائح النبوية مع أيقاع موسيقى الآلة.


في أوربا التي أزورها بانتظام، وفي هذا البلد الرائع، وفي هذه المدينة الرائعة، شفشاون، أرى جميلاتٍ كثيرات، لاسيَّما في مثل عمرها الذي لا يتعدى عشرين ربيعاً؛ ولكن ليس في مثل حسنها الفتّان. فمدينة شفشاون التي تُلقَّب بـ "الجوهرة الزرقاء" لروعة طبيعتها الجبلية الخلابة، تأسَّست سنة 1472 لإيواء مسلمي الأندلس الذين طردهم الإسبان، فحملوا شيئاً من ثقافتهم الأندلسية معهم إلى البلدان المغاربية التي لجأوا إليها. ولم يكُن أولئك اللاجئون من أصول مغاربية إسلامية فحسب، بل تعود أصول معظمهم كذلك إلى جميع أصقاع الإمبراطورية الرومانية النصرانية القديمة. وقد أسلموا إبّان الحكم الإسلامي المتسامح لإسبانيا الذي دام ما يقرب من ثمانية قرون. وعندما أمشي في أزقة شفشاون، أرى الأطفال بعيونٍ خضرٍ وزرق وشهلٍ وسودٍ وبنيةٍ وعسليةٍ، وبشعرهم الأسود والبني والبني الدافئ والأشقر والأشقر الذهبي وغيرها من الألوان. وقد تحوّلت هذه المدينة إلى قلعة لمقاومة الاستعمار الأوربي في القرن السادس عشر وما بعده. ويمتزج جمالُ أهلِها بشموخِ التحدي والإباء.


لم تكمن مشكلتي في تلك اللحظة في حُسن تلك الصبية القتّال الواقفة وحيدة في أقصى الجُنينة، بل في الإحساس الذي داخلني. إحساسٌ شديدُ الوطأة على نفسي ووجداني وجميع كياني. أحسَّستُ أنني قد رأيتُها من قبل. وتحدثّنا معاً عدّة مرّات، وفي مناسبات عديدة. ولكن أين؟ ومتى؟ وكيف؟ ولماذا؟ وتهاطلت الأسئلة على روحي مثل قطرات المطر الأولى، تبدأ خفيفة منعشة، وبعد حين تتصاعد وتيرتها حتى تغدو مُغرقةً مصحوبةً بعاصفةٍ أو إعصار.


أزعم أنني أعرف الفرق بين الخيال والواقع، وبين الوهم واليقين، وبين القضية الكاذبة والقضية الصادقة. وأنا واثقٌ تماماً من صُدق إحساسي بأنّني رأيتها من قبل، هي بعينها، بل بعينيها النجلاوَين الكحلاوين كأنَّهما عيون المها في جزيرة العرب، وبخديها الأسيلَيْن المتوردَيْن كأنَّهما من التفاح الذهبي، وبشفتيها الحمراوين الممتلئتَيْن المنفرجتَيْن بعذوبة، وبجيدها العاجي الطويل مثل رقبة رشا الغزال في التفاتته، ويتدلّى عليه قرطان لؤلؤيان ثمينان، وبجسمها الرشيق الذي لا يشتكي منه طولٌ ولا قصرُ. أنا متأكدٌ أنني رأيتُها هي بذاتها من قبل! ولكن أين؟ ومتى؟ وكيف؟ ولماذا؟ هنا مربط الفرس، كما يقول الفرسان.


وأخذْتْ جميعُ حواسي تقترب من بحيرةِ حُسنها الفتّان، وتطفوا على شواطئها، ثمَّ تغوص شيئاً فشيئاً في دفءِ عينيها الخضراوين، وأنا أذوب على رموشهما؛ وينطلي لساني كلُّه بمذاق حلاوة شفتَيها، وينتشي أنفي برائحة جلدها البض (فلكلِّ جلدٍ رائحةٌ مخصوصة)، وتهدهدني ذوائبُ شعرِها الأشقر الذهبي. وكلّما غصتُ في أعماقِ بحيرةِ ذلك الحسن الفريد، أزدادت صاحبته نوراً وألقاً، وشعرتُ أنني أقترب إلى شموسِ السماوات وأحترق فيها، وأبعُدُ عن ضفافِ البحيرات والمحيطات. فتمنيتُ أن عينيَّ لم تقعا عليها مطلقاً. وتذكَّرتَ قولَ أبي تمام:ِ


          قدْ قَصَرْنا دونكِ الأبـْـ .... ـصارَ خوفاً أن تَذوبا


          كلَّما زدناكِ لحظـــــاً .... زِدتنا حُسناً وطِيــبــا


ما أربكني وأقلق أعماقي، إحساسي بأنَّ هذا الجمالَ الأخّاذ ليس غريباً عني وليس بعيداً مني، فهو منحوتٌ بين الضلوع، ومتمدَّدٌ على حنايا الروح كلها. ورحتُ أُسائلُ ذاكرتي المنهكة: أين رأيتها؟ ومتى تحدّثت معها؟ وكيفَ التقيتها من قبل؟ ولماذا تركتها أو تركتني؟ ولم أجد جواباً يشفي غليلي الملتهب. لقد استعبدني ذلك الحُسن الأخاذ. وكدتُ أصرخُ مع الشاعر أحمد شوقي:


صوني جمالَكِ عنا إنّنا بشرٌ .... من التُرابِ، وهذا الحسنُ روحاني


...إذا تبسَّم أبدى الكونُ زينتَهُ .... وإنْ تنسَّــــمَ َأهدى أيَّ ريحــــانِ


         


وداخلني خوفٌ من أنَّني رأيتُها في حياةٍ سابقةٍ؛ فقد كنتُ في تلك الأيام أبحث في موضوعِ الأطفال النادرين الذين يتحدّثون في حوالي السنة الثالثة من عمرهم عن حياة سابقة عاشوها، ويعطون أدلَّةً ملموسة؛ وبعد قرابةِ سنتَين، ينسون تلك الحياة السابقة تدريجياً. وحتّى نحن الكبار، يحصل أحياناً أن نمرَّ بزقاقٍ في مدينة نزورها لأوَّل مرَّة في حياتنا، ويداخلنا إحساس شديد أكيد عنيد بأنَّنا مررنا في ذلك الزقاق بعينه من قبل!! الآن يتسلل صلُّ الهلع إلى أعماقي. مَن هذه الحسناء ذات الوجه الملائكي؟! هل كانت ابنتي في حياة سابقة، أم حبيبتي وعادت إلى الحياة؟!


ثمَّ انتبهت فجأة إلى أن مفتاح الإجابة على جميع هذه الأسئلة قريبٌ مني، أقرب من " نبع رأس الماء " في شفشاون؛ فهو في يد صديقي سيدي محمد أو في جيبه. لا بُدَّ أنَّهُ يعرفها جيّداً بحيث دعاها إلى وليمته. تلفَّتُ يمنةَ ويسرة مثل غريق يبحث عن منقذٍ بعد أن انبثقَ رأسُه من لُجة الماء لآخر مرّة قبل أن يختفي نهائياً. وأخيراً لمحتُه، وهو يتكلّم مع النُّدُل بعيداً عن الجنينة. لا بدَّ أنَّهم يتحدَّثون عن تقديمِ الطعام عندما يحين الوقت بعد انتهاء الفرقة الموسيقية من عزفها فن الآلة وإنشادها المدائح النبوية.. ولم يكُن من اللياقة أن أقاطعه لأسأله عن فتاةٍ بين المدعوين.


يعمل صديقي سيدي محمد أستاذاً جامعياً، ولكنَّه مثقَّفٌ عضويٌّ لا يكتفي بإلقاء محاضراته على طلابه وتصحيح كراستهم وأوراق امتحاناتهم، بل له مبادراته الثقافية المختلفة في المجتمع، فهو يؤمن بأنَّ الثقافة أساسُ التنمية البشرية. وهذه الوليمة جزءٌ من مهرجان "الموسيقى الأندلسية" السنويِّ الذي أطلق باكورته تلك السنة.


والموسيقى الأندلسية هي الموسيقي الكلاسيكية، والغناء، والمدائح النبوية، في بلدان المغرب العربي التي حملها المسلمون المطرودون من الأندلس معهم. ولا تتقيَّد كلماتُها ومقاماتها بالأوزان الشعرية التي وضعها العبقري الخليل بن أحمد. ويؤدَّى ما بقي من نوباتها، بالآت موسيقية وترية كالعود والكمنجة، وأحيانا القَانون والرَّباب. وقد نشأت وتطورت في الأندلس وحملها المسلمون الذين طردهم الإسبان بعد سقوط الحكم الإسلامي إلى بلدان المغرب العربي. وتسمَّى الموسيقى الأندلسية في المغرب العربي بأسماء مختلفة بحسب المناطق، مثل موسيقى الآلة، والطرب الغرناطي، والصنعة، والمالوف. ولم تنتقل هذه الموسيقى إلى بلدان المشرق العربي، وإنَّما نجد في المشرق "الموشحات الأندلسية" التي نشأت وتطوَّرت في الأندلس كذلك بعد وصول الموسيقي زرياب (تلميذ إسحاق الموصلي) إليها سنة 822 م، فالموشَّحات الأندلسية فنٌّ شعريٌّ على وزنٍ مخصوص، وقد يستعمل اللغة الدارجة في خرجاته.


وأخيراً حانت لي فرصةٌ لأسال أخي سيدي محمد عن تلك الفتاة المُدهِشة. كنت آمُلُ أن يجيب على سؤالي: مَن هي؟! مَن هي؟! أو على الأقل يصحبني ويقدّمني إليها. ولكن سيدي محمد كثيراً ما يستعمل طريقة الفلاسفة الإغريق في تعليم طلابه، وقد طبَّقها معي ذلك اليوم، فسألني:


ــ "لماذا؟"


قلت:


ــ "لديّ إحساسٌ بأنَّني رأيتُها من قبل وتحدَّثتُ معها.


ــ اذهب إليها واسألها.


قلتُ معترضاً:


ــ كيف أكلّم فتاةً لا أعرفها؟


قال:


ــ "ها أنتَ تناقض نفسك: مرَّةً تُخبرني بأنَكَ رأيتَها من قبل، ومرَّة تقول إنَّكَ لا تعرفها!"


قلتً:


ــ "معرفتي السابقة بها مجرَّدُ إحساس، وقد لا أكون مصيباً."


ــ "اذهبْ واسألها، فهي لا تمانع أذا تحدَّثَ إليها مَن لا تعرفه. اذهبْ!"


ثمَّ انصرف سيدي محمد لشأن من شؤونه. وتركني وحيداً في حيرتي.


انتظرت حتى انتهت الفرقة الموسيقية من العزف. وحينذاك توجّهت نحوها ورأسها ما زال ينظر إلى الشمس الغاربة، وقد ألقت بظلالها على تقاسيم محياها فزادتها حسناً وجمالاً وحلاوة. وكأنَّ وجهها يخاطب الشمس قائلاً:


ـ "غيبي وأنا بَدلكِ. اهنئي.".


قصدتُها وَجِلاً بخطواتٍ متردّدة، وأنا أقدِّم رِجلاً وأؤخِّر أخرى. لم تنظر إليَّ وأنا متَّجهٌ نحوها، ولكن حالما اقتربت منها، تحوَّلت بكلِّ كيانها نحوي، وقد أشرق وجهها وتهلَّل بابتسامةٍ فرِحةٍ مُرحِّبة، وكأَنَّني حبيبٌ عزيزٌ عاد إليها من رحلةٍ عظيمةِ المخاطر. ابتسمتُ بدوري ابتسامةً حييةً مرتجفة، وبصعوبةٍ وبشفتَين جافتين مثل إسفنجة قديمة قلتُ:


ـ "السلام عليكم."


أجابت، وقد أطلّ صوتُها من بين شفتَيها ممزوجاً بالفرحةِ معجوناً بحلاوتهما:


ـ " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."


قلتُ بتلعثمٍ واستحياء:


ـ " آسف، آنستي، على تطفّلي. اسمي الدكتور سليم الهاشمي؟


ـ " تشرَّفتُ سيدي الدكتور. اسمي جميلة."


ـ " اسمٌ على مُسمَّى.! آنستي"


ـ " شكراً، سيدي"


وفي تلك الأمسية، اكتشفتُ بسهولةٍ تامةٍ أنَّها جميلةٌ خَلقاً وخُلقاً.


ـ " هل التقينا سابقاً، آنستي؟"


ـ "لا، مع الأسف."


قلتُ:


ـ " ولكن لدي إحساس مكين أنَّنا تقابلنا من قبل وأنّني أعرفك!"


قالت، وقد تفاقمت ابتسامتُها وعيناها إشراقا وترحيباً:


ـ "لعلَّكَ كنتً تعرف والدتي عندما كانت في مثل عمري؟"


ـ ومَن هي أُمُّكِ العزيزة؟


ـ الرسّامة فاطمة الزهراء. مندوبة وزارة الثقافة في الشمال.


وهنا شعرتُ بالمفاجأة، وبسذاجتي. لماذا لم أفترض أنّها تُشبه شخصاً أعرفه؟!


قلتُ:


ـ "صحيح، فأنتِ تشبهينها كثيراً. (وأضفتُ في دخيلة نفسي: أو كانت تشبهكِ) إنني لا أراها هنا؟ أين هي؟!"


ـ "إنها تضع اللمسات الأخيرة على "المتحف الإثنوغرافي " الذي اقترح سيدي محمد على وزارة الثقافة إنشاءَه في قصبة (قلعة) شفشاون، ويريدان افتتاحه غداً إن شاء الله بمناسبة مهرجان الموسيقى الأندلسية. ولذلك حملتْ من منزلها ومنزل سيدي محمد بعض القطع الأثرية والملابس التقليدية لاستكمالِ تأثيثِ المتحف. وقد تلتحق بنا هذه الليلة.


قلتُ:


ـ "ولماذا لم نلتقِ أنا وأنتِ من قبل، فأنا وأمُّكِ العزيزة نتزاور أحياناً؟"


ـ " لأنني أدرس في باريس."


ـ " وماذا تدرسين؟"


ـ " الموسيقى، وتخصُّصتُ في الموسيقى الأندلسية."


وبدأ طعام العشاء، ولم تصل أمُّها، فأسعدتني الاَنسة جميلة بجلوسها إلى جانبي وكأنَّها ألِفتْ في شخصي صورة الأب. واكتفيتُ بالنظر إلى جميلة ولم أتحدَّثْ ولم تتكلَّمْ. وتتالت الأطباق المغربية اللذيذة: البسطيلة التي لا توجد في العالم كلِّه إلا في المغرب، والدجاج المحمَّر على طريقة المطبخ المغربي، والحولي المشوي، ثمَّ الفواكه المغربية. وفي نهاية العشاء، أعطتني الآنسة جميلة ورقة كتبت فيها عنوانها في باريس ورقم هاتفها، وكأنَّها تقدّم طبق الحلويات الذي َ تُختَم فيه الوجبة مع الشاي بالنعناع.


في اليوم التالي رجعتُ إلى الرباط، وبقيتْ جميلة مع أمّها في شفشاون. ولكنّي كلّما رأيت أمّها في الرباط سألتُها عن أخبار الآنسة جميلة. وحالما أسألها عنها تتحدَّث عنها بإسهاب، فقد كانت فخورة بها. أخبرتني أنَّها متقدّمة في دراستها الموسيقية، لأنَّ الأمَّ علَّمتها العزف على البيانو منذ نعومة أظفارها. وفي مناسبة أخرى، اخبرتني أنَّ جميلة تتكلَّم بطلاقة أربع لغات: العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، وهكذا.


كان عملي آنذاك يقتضي السفر مرَّة في الشهر على الأقل إلى دولٍ في إفريقيا وآسيا، وذلك قبل عصر تكنولوجيا الاتصال التي يسَّرت عقدَ الاجتماعات والمؤتمرات عن بُعد. وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا) الذي تأسَّس بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1945، بهدف توفيرِ نقلٍ جوي آمن، واتَّخذ من مدينة مونتريال في كندا مقرّاً له، ويضمُّ حالياً في عضويته أكثر من 290 شركة خطوط في 120 قطراً، قد راعى مصالح الدول الأوربية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية التي أسسته وشركاتها الجوية. فعند تنظيم خطوط النقل الجوي، جعلت (إياتا) معظمَ الرحلات بين الشمال والجنوب، وليس بين الجنوب والجنوب. فإذا كنتَ في تونس مثلا، وعزمتَ على السفر إلى فريتاون أو كوناكري أو جاكارتا، فمن الأيسر والأسرع والأرخص لك أن تسافر إلى لندن أو باريس أو أمستردام أوَّلاً، ومن هناك تستقلُّ طائرةً متجهة مباشرة إلى المدينة التي تقصد؛ إذ لا تتوافر رحلات جوية مباشرة كثيرة بين تونس وتلك المدن التي تقصدها. ولهذا كانت مطاراتُ باريس محطةَ تغييرِ الطائرة في معظم رحلاتي. والتغيير قد يتمُّ بعد ساعة في المطار نفسه أو قد يستغرق بضع ساعات أو يوماً كاملاً. وهكذا كنتُ أسعد بلقاء الآنسة جميلة في باريس لتناول فنجان قهوةٍ أو وجبةٍ من الوجبات، والتحدُّث معها عن دراستها.


ذات يوم أخبرتني أمها فاطمة الزهراء أن ابنتها الآنسة جميلة قد تخرجت في كلّيتها، وأنها تعمل في فرقةٍ موسيقيةٍ باريسية، وأنها التقت أحد أعضاء تلك الفرقة، ويعتزمان الزواج قريباً. وأضافت:


ـ " ولكنني لستُ موافقةً على هذا الزواج."


ـ " لماذا؟"


قالت:


ـ " لأنني التقيتُ بذلك الرجل، وتحدّثتُ معه عدَّة مرّات. ووصلتُ إلى رأي راجحٍ بأنه لا يصلح لابنتي. فهو ليس كفؤاً لها في السن، ولا في الثقافة، ولا في المكانة الاجتماعية، ولا في الأخلاق.".


وكانت تتكلّم بانفعالٍ واضح. قلت لها محاولاً تهدئتها:


ـ "إنَّ أولادنا خُلقوا لزمان غير زماننا، ومقاييسهم غير مقاييسنا. وهم أذكى منّا عندما كنا في مثل أعمارهم. أضيفي إلى ذلك، عندما نرسل أولادَنا إلى أوربا أو أمريكا، لا تبقى لدينا


القدرة على توجيههم في قراراتهم، لاسيّما فيما يتعلّق بزواجهم."


بعد أكثر من عامَين، مررتُ بباريس وكان لدي أزيد من 40 ساعة من الانتظار، وفكّرتُ في الاتصال هاتفياً بجميلة


لمجرَّد السلام عليها. اتصلتُ بها، فوصلني صوتها فرحاً متهللاً مرحباً، وأخيراً قالت بإصرار:


ـ "ستتناول طعام العشاء معنا. فنحن نحتفل هذه الليلة بعيد ميلادي. وستلتقي بابني مولاي إدريس وبزوجي. سآتي بسيّارتي لاصطحابك، فشقتنا ليست في باريس بل في إحدى ضواحيها." (والمغاربة يضعون كلمة "سيدي" قبل كل مَن اسمه "محمد"، إكراماً للرسول (ص)، وكلمة "مولاي" قبل كل مَن اسمه إدريس، إكراماً لمؤسِّس دولة الأدارسة في المغرب سنة 788م، الإمام إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم).


وصلت جميلة إلى المقهى الذي كنتُ أنتظر فيه قبيل الغروب، وصحبتني بسيّارتها إلى شقّتها. وهناك رأيتُ ابنها الصغير، وزوجها، وثلاثة من زملائه الموسيقيين، وثلاثَ شابات فرنسيات، قدَّمتهن جميلة إليّ بوصفهن من طالباتها في دروسها الخصوصية للرقص الشرقي. وكان معظمهم يتناول عصير الفواكه المعلب ما عدا زوج جميلة وأحد الموسيقيّين يتناولان النبيذ الفرنسي.


وبدأ الموسيقيون بالعزف. وحتى مولاي إدريس الصغير كانت أمامه دربوكة صغيرة يضرب عليها مرَّةً بيدٍ واحدة ومرَّةً بيدَيْه كلتيهما، وينظر إلى أمِّه بين الفينة والأخرى وهو مبتهج كأنه يُريها مهارَته الموسيقية. وراحت الفتيات الفرنسيات يتمايلن في جلستهن حتى أشارت إليهن جميلة بالرقص فانبرين يظهرن ما يُتقنَّ من الرقص الشرقي. وكان جميع الحاضرين بين عازف وراقص إلا أنا، فقد كنتُ عاطلاً.


في فترة الاستراحة، كان زوج جميلة ونديمه الموسيقي الآخر يواصلان شرب النبيذ، ويتحدثان. وأخذ صوتُ زوجِ جميلة يرتفع شيئاً فشيئاً، واحمرَّت عيناه، حتى تأكَّد لي إنه قد ثمل وكشفت الخمرةُ عن حقيقة طبيعته العدوانية، أو كما يقول المثل اللاتيني: " الحقيقة في النبيذ" ويقابله المثل العربي " الكأس تتكلّم عني". وهنا ارتأيتُ أن أنسحب من الحفل. فالتفتُ إلى جميلة هامساً لها:


ـ " شكراً عزيزي، حضرتُ لكيلا أرفض دعوتكِ الكريمة، فلدي التزام آخر الآن. "


ثمَّ نهضتُ ملوِّحاً لبقية الحاضرين مودِّعاً. ولم تعترض جميلة، وكأنَّها أدركتْ قصدي. ونزلتُ وحدي إلى الشارع أبحث عن سيّارة أجرة.


بعد بضعة شهور هاتفتني فاطمة الزهراء قائلة إنّها تودُّ أن تراني لأمرٍ مستعجل. حضرت إلى منزلي وهي في حالة يُرثى لها من الغضبِ والانفعال. وأخبرتني أنَّ زوج جميلة ألقى بها وبابنها في الشارع في ساعة متأخرة من الليلة البارحة، حتى من دون أن يسمح لها بتغيير منامتها، أو تأخذ أي شيءٍ من النقود معها. وأنَّها أمضت الليل لدى إحدى جاراتها التي سمحت لها باستعمال هاتفها لتتصل بأمِّها. ونظراً للقيود الوطنية على تحويل العملة فإن فاطمة الزهراء تتساءل ما إذا بقي معي من سفراتي السابقة بعض العملة الصعبة لتشتريها مني، وتبعث بها مع أحد أصدقائها المسافرين إلى باريس لإيصالها لابنتها جميلة.


فكرتُ قليلا وأنا أرد في نفسي المثل العربي " الصديق عند الضيق"، ثم قمتُ إلى مكتبي وأخرجتُ دفتر شيكات، وحرَّرتُ فيه مبلغ خمسة آلاف فرنك فرنسي، وسلَّمته إليها، قائلاً:


ـ " هذا ما بقي لي من حسابي المصرفي في باريس عندما كنتُ أدرس هناك".


قالت بشيء من الارتياح:


ـ "وكم يساوي بالدرهم لأردنَّه؟"


قلتُ:


ـ " إنه هدية صغيرة لمولاي إدريس."


شكرتني وخرجت مسرعة.


وبقيتُ أتابع أخبار جميلة التي سرعان ما تغلّبت على أزمتها، وتفرّغت لتربية ابنها، وتطوير عملها، ومواصلة دراستها. وبعدما انتقلت جميلة إلى جامعة مدريد في إسبانيا ثم إلى جامعة غرناطة لإنجاز الدكتوراه في الموسيقى الأندلسية، زارتني وأمُّها وابنها الصغير في منزلي ذات مرَّة للبحث في مكتبتي عن كتب عن الثقافة الأندلسية، وحملت معها كتاباً أو كتابَين، وحمل ابنها دُميةَ أو دُميتَين.


وفي سنة 1994، وصلتني دعوة من مهرجان مدينة فاس السنوي للموسيقى الروحية والعريقة، وهي تحمل شعار المهرجان: (من الروح إلى الروح، تشجيعاً لحضارة الانفتاح والحوار بين الثقافات)، انطلاقاً من التسامح الذي ساد الأندلس إبان الحكم الإسلامي. وقد شارك فيه كبارُ المطربين العالميِّن والفرقُ الموسيقية الشهيرة. وقد سعدتُ بالاستماع إلى وصلات الدكتورة جميلة الغنائية التي أدتها على موسيقى طاقمها. ثمَّ نزلتْ من المسرح، واتجهت إليَّ لتسلم عليَّ وتهدي إليَّ نسخة من قرص تلك الأغاني الأندلسية الذي وقَّعتْه بنفسها.


 ***


د. علي القاسمي


تعليقات (34)

  1.  

فنّ قصة السيرة الذاتية عند الدكتور علي القاسمي فن أدبي يمتزج بالتاريخ الحدث الحقيقي والزمن المخصوص والمكان المعين هناك فن القصة عنده وفن القصة السيرة بصدد قصة السيرة سأبدأ في الأيام القادمة الكتابة عنها لأن مايكتبه يجعلنا في عوالم مدهشة حقا
لك تحياتي سيدي
قصي عسكر

  1.  

أستاذنا العزيز الشاعر الكبير والأديب المبدع الدكتور قصي الشيخ عسكر حفظه الله ورعاه،
أبدعُ ثناءٍ على بعض قصصي هو أن يقول الدكتور قصي إنه سيكتب عن فن القصة السيرة لدي، فهذا عندي أرقى من شهادة جامعية.
جزيل الشكر لك أخي الكريم مقرونا بمودتي واحترامي وأطيب تمنياتي.
محبّكم : علي القاسمي

  1.  

سيدي الدكتور العلامة سيدي علي القاسمي. بدأت قراءة الكلمة الاولى. انهيت الجملة الأولى، ووضعت رغما عني، بالرغم من حاجتي للراحة هذا المساء، في نسق أدبي رائع وجذاب، عانقني وعانقته بقوة. لغته جمال، وحضارة، وتاريخ، وثقافة انفتاح،و فنون راقية. كلماته ترحيب قوي استسلمت له حواسي بمنطق البصيرة من الجملة الأولى. مررت بصور توثيقية وإبداعية فنيا، الواحدة تلو الأخرى، بسلاسة وارتباط نفسي وثيق بالأحداث ….. البطلة جميلة والسارد بروحه ووجوده الجميلين حولا القصة إلى منتوج إبداعي خلاب ومفيد للغاية في تقنياته وأبعاده …..
أعزكم الله ورعاكم وحفظكم.
أخوكم الحسين بوخرطة.

أخي العزيز الكاتب السياسي الناقد القاص المبدع سيدي الحسين بوخرطة حفظه الله ورعاه،
كلماتك النقدية الوازنة التي صغتها بأسلوب أدبي رفيع، أسعدتني جداً في هذا الصباح المشرق.
أتابع كتاباتك بشوق واهتمام، والمدهش فيها قدرتك على الإنتاج البديع المتواصل.
متمنياتي الطيبة لك بالصحة والخير وموصول الإبداع والعطاء.
أخوك: علي

  1.  

القاص المبدع د. علي القاسمي
ودّاً ودّا

هذه قصة كاملة الدسم بحق .
يشدني سردك يا استاذ علي فما أعذب لغتك وما أغنى القصة التي تكتبها بالمعلومة
والرهافة في رسم الشخوص والدقة في توزيع التفاصيل وكل هذا في إطارٍ تشويقيٍّ آسِـر .
إن القصة تترك ما يشبه التساؤل أو الظن عن علاقة بطل القصة بأم جميلة فاطمة الزهراء
وقد راودني واحد من تلك الظنون وهو باختصار : هل كان بطل القصة يحب والدة
جميلة لأن التعلق بجمال جميلة وراءه ما يعتمل في ذاكرة البطل من انشداد متأصّل في
لا وعيه ولولا ذلك لم يتوقف رجل بسنه أمام جمال جميلة فما أكثر الشابات الجميلات ؟
دمت في صحة وإبداع يا استاذنا المبدع د . علي القاسمي

شاعرنا الكبير الأستاذ جمال مصطفى حفظه الله ورعاه،
أشكرك جزيل الشكر على إطلالتك الشاعرية على قصتي القصيرة.
إن تأويلك الجميل حول احتمال وجود علاقة حب سابقة بين فاطمة الزهراء والدكتور سليم الهاشمي، يهب القصة حياة متجددة.
وقد يلجأ الشاعر أو القاص إلى نوع من الغموض لإثارة التأويلات المختلفة لعمله الإبداعي، لأن الأدب يحيا بالتأويل. وليس في وسع الشاعر أو القاص نفي احتمال التاويل في عمله، لأنه يجرّده من سحره.
تمنياتي لك بالصحة والهناء، ومواصلة الإبداع والعطاء الجميل.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

سيدي علي القاسمي قرأت جل مجموعاتك القصصية . صمت البحر أوان الرحيل حياة سابقة رسالة إلى حبيبيتي ....
تعجبني في نصوصها الماتعة ثراء اللغة جمال الوصف وشاعرية الأسلوب وتنوع المتن السردي الذي يدل على موسوعية كاتبه وطوافه في كثير من البلدان والأفكار والثقافات...
وكلها تلك النصوص عندي أثيرة عن قصة جميلة ..ههه.
دام لك الإبداع والألق يا سليل دجلة والفرات.

عزيزتي الأديبة المتألق الأستاذة فرح الشعرة حفظها الله ورعاها.
شكراً جزيلاً على ثنائك الجميل على قصصي، وهو إطراء أعتز به وأفتخر.
ويسعدني القول إنني اطلعتُ على كثير من نصوصك، فألفيتها تمتاز بالأسلوب البديع والسرد الرفيع.
وأتمنى أو تواصلي دراستك للدكتوراه، فلديك جميع المؤهلات لولادة أديبة استثنائية.
أطيب المتمنيات لك بالخير والصحة والتفوق والتألق.
علي القاسمي

أخي الأديب البارع الأستاذ الدكتور علي القاسمي ..
تحياتي ..
حينما قرأت المقطع الأول من قصتك لم أشعر الّا وأنا في نهاية السطر الأخير منها رغم انني استكشفت ـ والحق يقال ـ طولها بسبب عامل الزمن ولرغبتي في التعرف على مقدار الوقت الذي سأمضيه في مطالعتها .. ما كان هذا سيكون لولا براعتك الباهرة براعة القاص واللغوي الحاذق في جذب قارئه الى أعماق ونهايات نصوصه التي لا تنتهي وان انتهت ، وهذا ما أحسست به بعد رحلة شيقة رائعة : ان النص لم يُختم الآن ، وان بين جميلة وسليم الهاشمي صلة للحديث بعد .
هنالك شذىً لنصوصك يشبه شذى حدائق المغرب والبلدان الدافئة ، وهناك ألوان باهرة تتدرج مثل طيف ساحر، وهناك كمائن للقارئ وغوايات أعدَّها محِّب يريد ان يباغت قرّاءَه بأروع الهدايا ، وهناك مواكب ذكريات وقوافل عواطف . وحين يجف الأدب من الذكريات والعواطف يذوي ويذبل .
أنت هنا تستعيد أجواء ليلة وليلة بوعي حداثي فتمازج بين القص والشعر أو بين النثر والشعر بالأحرى لأنك تضيف الشعر التاريخي الخالد الى أجواء قصِّك . ما أروع أبيات أبي تمام وشوقي هنا ، ان موقعهما موقع الروض من القصر .
قبل ان أقرأ هذه الأبيات وقبل ان أصل الى أي موضع في النص يتحدث عن الرأي أو الفكرة القائلة بأن : الاِنسان يعيد بعض التجارب التي عاشها في حياة سابقة أو حياة موازية، وان حياة البشر امتداد لحياة في زمن ما ، أقول قبل ان أقرأ هذا الرأي في النص كنتُ فكَّرتُ فيه وأنا انتقل بين الأسطر في مقدمة النص ..
نصُّك سياحة في عوالم اللغات والمعارف والعلوم والتجارب الاِنسانية والأماكن والمدن يضيف الى القارئ تجارب مثرية وجميلة ، ويرسله الى آفاق تأمل ومقارنة واسترجاع ذكريات ، فهذه الأحداث حدثت معي بشكل أو بآخر ، وجميلة رأيتُها في أكثر من حديقة منزل ، وتحدثت اليها في أكثر من ليل عاطر بهبوب طيب النبات وغيوب اسرار الكائنات ..
أمتعتنا بنصِّك القصصي الجميل هذا ، وايم الحق ..
ولو تتبعت مسيرة جميلة لأصبح النص رواية ، وأي رواية ..
أمنياتي لك بالصحَّة والهناء وجميل الاِبداع ايها المبدع .

أخي الحبيب الشاعر الكبير الأديب المتألق الأستاذ كريم الأسدي حفظه الله ورعاه،
كلماتك الكريمة عن نصي أفرحتني كثيراً، وغسلت غمامة الألم الذي أصابني عند كتابة القصة، بسبب الرحيل المبكر لأخي سيدي محمد، أو بسبب الآلام التي تكبدتها الآنسة جميلة في زواجها القصير الأمد، ولهفة أمها.

أتفق معك على أن " الآنسة جميلة" تصلح لتكون نواةً لرواية جميلة، بيد أن الوقت لا يسعفني. فأنا مصطلحي معجمي بالمهنة. وأعطي جلَّ وقتي واهتمامي لتخصصي ومهنتي،لا سيّما مساعدة الباحثين في هذا المجال.

ألوذ بكتابة القصة القصيرة بوصفها استراحة المحارب. ولكنها كثيراً من تحمل معها بعض الآلام. فلكي توقظ ذكرياتك لتكتب عنها، تعيد التجربة بحلوها ومرّها، إضافة إلى ما يهبه الخيال أو يضخّمه. وأنت أدرى، فالشعر سيد الفنون.

أشكرك من صميم الفؤاد، وأتمنى لك الصحة والخير والهناء، ومواصلة إبداعك المتميز وفيض عطائك.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

كل التوفيق صديقي ،دمت مبدعا ربي يحفظك.

صديقي العزيز الشاعر المتألق الأستاذ نضال الحار حفظه الله ورعاه،
أشكرك جزيل الشكر على قراءة القصة وتكرمك بالدعاء لي .
تمنياتي لك بالصحة والخير والهناء وإبداع الشعر الجميل.
معزّكم: علي القاسمي

على رغم شغفي بأدب السيرة الذاتية ، إلآ أنّ القليل منه امتلك شغفي ومن بين هذا القليل على الصعيد العربي مثلا كتاب " الأيام " لطه حسين ، و" سارة " لعباس محمود العقاد ، و" وقفة قبل المنحدر " للأديب علاء الدين حب الله ـ وهو أديب مصري كبير توفاه الله قبل نحو نصف قرن ـ ولا أعرف لماذا لم يأخذ كتابه نصيبه من الذيوع ، ربما لأن الكتاب تحدث فيه الكاتب عن المجتمع المصري أكثر مما تحدث عن سيرته .. ومن كتب السيرة الذاتية المهمة كتاب " حياتي " للأديب والمفكر المصري أحمد أمين ـ كذلك كتاب الصديق الفقيد الكبير المفكر د . عبد الوهاب المسيري " رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر " وأرى أنه كتاب تاريخي أكثر من كونه سيرة ذاتية لغلبة الجانب الفكري فيه على الجانب السيروي .. ولا ننسى في هذا المجال كتاب " كناسة الدكان " لرائد القصة القصيرة العربية " يحيى حقي " وأيضا كتاب " السيرة الطائرة " للأديب والشاعر الفلسطيني ابراهيم نصر الله .. لكن : يبقى كتاب طه حسين هو الأشهر وربما الأثرى .. وعلى الصعيد العالمي فإن كتبا مثل " أنا والسوريالية " للفنان العالمي سلفادور دالي ، و " عشت لأروي " لغابريل غارسيا مركيز و " أعترف بأنني قد عشت " لبابلو نيرودا هي الأنموذج لأدب السيرة الذاتية على الصعيد العالمي .
الان يمكنني القول إن أدب أستاذنا الأديب الكبير د . علي القاسمي ، يرقى الى أدب السيرة الذاتية العالمي لثلاثة أسباب حسب رأيي الشخصي .. أول هذه الأسباب هو كتابته سيرته بقلمه ولم يكتبها أحد نقلاً عنه ـ فثمة سيَر ذاتية عربية وأجنبية عن شخصيات أدبية وعلمية وسياسية قد كتبها أدباء مختصون بكتابة السيرة الذاتية ، ومثل هذه السير مهما كانت جميلة فنيا فإنها تفتقر الى كثير من الدقة ويغلب عليها نَفَس الكاتب وليس المكتوب عنه ..
ثاني هذه الأسباب هو أن د . القاسمي قاص وروائي أساسا ، وبالتالي فإنه يوظف في سيرته قدراته الكبيرة في السرد ، الأمر الذي يجعل من كتابته السيروية عملا إبداعيا أكثر من كونه توثيقيا .
أما السبب الثالث فهو غنى تجاربه الحياتية على الصعيدين الشخصي ـ نشأة وغربة ـ والوظيفي ، وصدقه ونزاهته في نقل الأحداث ـ وهي من مستلزمات أدب السيرة الذاتية ـ ( وددت أضيف سببا آخر هو : موظف في مواقع مهمة .. حلو وجميل ، أنيق ، عنده سيارة ، وبيت على البحر ـ طبعا تركض وراه النسوان الحلوات خو مو مثل حالي .. ) ..

*
أستاذي الأديب الكبير : لك من قلبي المحبة والتبجيل .
زدنا من إبداعك ـ زادك الله رغدا ونعمى ومسرة ..

أخي الكريم شاعر العراق الكبير الآستاذ يحيى السماوي حفظه الله ورعاه،
أشكرك لتكرمك بإفادتنا وإمتاعنا، في مقدمتك المعمقة، عن فن السيرة الذاتية، وفي الوقت نفسه تتضح لنا دراساتك الواسعة في الأدبين العربي والعالمي، ما يفسر لنا الأسس المتينة التي انبنى عليها عطاؤك الشعري الثر المتميز. فالموهبة الطبيعية وحدها لا تكفي.

إن كتابة السيرة الذاتية موضوع شائك لأسباب عديدة: منها الثقوب التي تتعرض إليها ذاكرة الكاتب، مالم يستعِن بمذكرات يومية، والأوهام التي تتسرب إليها، ورغبة الكاتب في تلميع صورته، وغير ذلك.

ولهذا فإن ميثاق الكتابة، أي تصنيف العمل الأدبي من قبل الكاتب نفسه، كأن يكتب في عتبات النص أنه قصة أو رواية او مسرحية، يحمي الكاتب من ضعف التوثيق ومجانبة الواقع والحقائق. ولهذا ، فقد وصفتُ نصي بأنه قصة قصيرة، ووصفته صحيفة المثقف الغراء بـ " منجز أدبي" أي أنه ليس سيرة ولا تاريخاً. وإذا كان القارئ الكريم يشعر بأن ما أكتبه هو حقيقي تاريخي، فقد يعود الفضل في ذلك إلى تقنية " الإيهام المرجعي" التي تُستخَدم لإعطاء القارئ الانطباع بأن القصة واقعية، وهي في حقيقتها ليست كذلك.

وختاماً أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الطيبة بحقي وبحق نصي، وهي كلمات أفتخر بها وأعتز، لأنها صادرة من واحد من كبار الشعراء في تاريخ الأدب العربي.
تمنياتي الطيبة لك بالصحة والهناء، مقرونة بأعمق مشاعر المودة والاحترام.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

العلامة الدكتور علي القاسمي المبجل ، قبل قراءة أي نص من اعدادكم، اسحب نفساً عميقاً لكي أغوص في أعماق سطوركم وعباراتكم ولا اخرج حتى ألفظ آخر كلمة منها وقد فعلت !! قرأت النص بتمعن فاستمتعت كثيرا .. لم اجد الملل ولا الضجر بل على العكس، كانت قصة جميلة جدا وأن توظيفكم للمفردات والوصف بأنواعه كان اجمل ما قرأت. اضافة إلى الاسلوب الممتع في تناول مواضيع الذكريات والحب والمواقف الإنسانية.. بارك الله فيكم دكتور علي القاسمي المحترم وزادكم علما وتفقها وتواضعا .

الأخ الكريم المفكر الإعلامي اللامع الأستاذ عصام القيسي اليمني حفظه الله ورعاه. (آمل أن لا أكون قد أخطأتٌ، فالاسم الكريم شائع في البلدان العربية).
أشكرك جزيل الشكر على إطلالتك البهية على قصتي القصيرة، وكلماتك الكريمة في الثناء عليها.
وقد لفت انتباهي بأن ما تفضلتَ بكتابته ألمَّ بجميع مواصفات الكتابة الجيدة، بطريقة منطقية منهجية جميلة، وبلغة راقية بليغة.
بارك الله في جهودك الفكرية القيمة التي أتابعها بمتعة وفائدة.
وأتمنى لك تمام الصحة وكمال الهناء وموصول الإبداع والعطاء.
معزّكم: علي القاسمي

مع الأسف أخطأتُ في شكري الأستاذ عصام القيسي، فهو ليس اليمني بل العراقي.
والسبب أنني كنتُ أعرف أخي العراقي باسم عصام ثاير. ولكن اسمه الكامل الذي لم أكن أعرفه عصام ثاير منصور القيسي.
والعجيب في الأمر أن صديقي عصام ثاير هو الآخر مفكر إعلامي أديب ، فهو رئيس تحرير مجلة الترجمة. فله جزيل الشكر والعرفان.
أقدم للعزيزين القيسيين خالص أعتذاري ، ومودتي واحترامي.
علي القاسمي

بارك الله فيكم دكتور علي القاسمي لمَ الاعتذار فحضرتكم اكبر واعظم من هذا الشيء .. هذا دليل واضح على انكم في قمة التواضع .. بارك الله فيكم وادام عزكم وعلمكم ومحبتكم

العظيم في القصة ذلك التوثيق التاريخي لكل حدث يمر عليه وتقديم المعلومات التاريخية وغيرها ثم التطعيم بعيون الشعر لتصير القصة أيضا وثيقة ومصدرا للمعلومات المختلفة
عظيم استاذنا الجليل
مالكة العاصمي

أستاذتنا الشاعرة الرائدة والمناضلة الجليلة الدكتورة مالكة العاصمي حفظها الله ورعاها.
أشكرك من القلب على إطلالتك الكريمة على قصتي، وكلماتك الطيبة بحقها.
أعتزّ كثيراً بفيض تشجيعك ، وأتمنى لك ولأهلك الكرام الصحةَ والخير والهناء، وموصول الإبداع والعمل والعطاء.
معزّكم: علي القاسمي

ما أجمل هذا المزيج الذي يقدمه الدكتور علي القاسمي بين السيرة الذاتية والفن القصصي، فالقارئ يحار بين الجنسين الأدبيين ولا يستطيع تبين الخيط الدقيق الفاصل بين السيرة الذاتية الصادقة الأحداث والواقعية الوقائع وبين القصة المتخيلة الأحداث والمحبوكة الوقائع. وهذا المزيج يضفي على سرد الدكتور القاسمي بعدين مهمين يزيدان تفاعل القارئ معه، أحدهما الواقعية في كل ما يرد في المروي من غير تكلف ولا تصنع قد يقع فيهما الفن القصصي غير الواقعي، والآخر الجمالية التي قد تغيب عن الواقع المعيش وتفارقه في كثير من الأحيان. فقد جمع الدكتور القاسمي هذه الضدين في بوتقة واحدة، فكأن فنه أصبح مجمعا للأضداد، يتجدد فيه جدل الأطروحة وضدها بما يفضي إلى وحدة توفيقية بينهما يتولد في ضمنها هي نفسها جدل جديد، وهكذا دواليك.

أستاذنا المفكر المترجم الأديب الدكتور كيان حازم أحمد حفظه الله ورعاه،
أشكرك على تشجيعك المتواصل لي الذي أعتز به أيما اعتزاز.

لقد أشرتَ في نصك البديع اليوم الى قضية أدبية شائكة هي هدم الأسوار وألغاء الحدود بين الأجناس الأدبية.
ومن أوائل الذين جربوا الجمع بين الأجناس الأدبية والمزاوجة بين الأنواع الثقافية القاص الأمريكي جون شيفر الذي نال جائزة بوليتزر سنة 1978 بعد صدور آخر مجاميعه القصصية بعنوان " قصص جون شيفر".

والقضية الهامة التي أثرتَها كذلك قضية الجمع بين الواقع والخيال وهما نقيضان. والقاص مضطر إلى الجمع بينهما، لأنه إذا ظل ملتصقاً بالواقع لا يكون نصه من الأدب في شيء، بل سينتمي إلى الريبورتاج الصحفي، أو إلى السيرة أو التاريخ أو أي شيء آخر. ولكي ينتمي النصُّ إلى الأدب لا بد للقاص أن يغادر أرض الواقع ويحلّق في عالم الخيال.

أكرر شكري الجزيل لك، مقروناً بمودتي الخالصة واحترامي الصادق.
محبكم: علي القاسمي

الاديب العلامة
اقول بكل ثقة انت ملهم في تكوين الحدث السردي وصيروته وصقله بروائع الانجذاب والشد المرهف , بأنه يتمدد بكل شفافية على اجناس الادب واصنافه المختلفة , ويضعهما في وعاء يسكب خمرة التشويق الممتعة بالمتعة المغناطيسية. هذه براعة الخلق والابتكار , بتمدد متن النص بتقنية مدهشة . من سيرة الحياتية الى ذائقة التذكر , الى المعلومات الهامة من تاريخ المدن واصولها وعبقها الديني والتاريخي , الى المواقف الانسانية النبيلة , الى المونتاج السينمائي بالوصف التصويري المذهل . الى جمالية السرد وحلاوته المتدفقة , رغم تشعب احداث السرد , وبالتالي القارئ يندمج بهذا السحر الجمالي وينسرح فيها ويتكيف مع اجواءه وطقوسه , يتذوق طعم الادب والفن بهذه الجمالية الخلاقة , لكنه في النهاية يشعر بالظمأ او الجوع بأنه لم يشبع من حلاوته المتدفقة , ربما ينسى نفسه بالتخمة الجمالية يطلب المزيد . هذه حلاوة سرد الشفاف والمتدفق , وهذه البراعة الخلاقة في صياغة الحبكة السردية كأنها كالخبز الحار خارج تواً من التنور . براعة الاديب العلامة بأنه لا يرهق ويتعب القارئ في متابعة تصاعد الحدث السردي وعتباته الفاعلة , وانما يجهد نفسه بالبراعة والكفاءة ان يقدمه جاهزاً بطبق لذيد وممتع , ويكتسب جمالية ومعلومات مهمة ربما يكتسبها لاول مرة . بأن الحدث السردي ليس محدود بقوالب محددة كالمسطرة , بل هو واسع في التناول والامتداد في الافق في منصات عديدة وسكبها في منصة واحدة أو في اطار واحد , واهمها ابراز جانب المواقف الانسانية النبيلة . وحقاً لا يعرف الصديق إلا وقت الشدة والضيق . اقول بثقة انت مدرسة قائمة بذاته في صياغة الحدث السردي المتنوع ومنهجيته الفكرية والفلسفية ومواقفه الدالة , او في فن القصة الحديثة المعاصرة , لا يمكن لاي كاتب وباحث يتناول حداثية فن القصة دون الاشارة الى معلم المدرسة في اتجاهه المعاصر والحديث . بهذا التشويق اسميه خمر التشويق الذي يسكر حتى الثمالة في الانجذاب المغناطيسي في الجمالية والشفافة المتدفقة كشلالات المياه ,
ودمت بخير وعافية ايها العزيز والكبير

صديقي العزيز المفكر الناقد الأديب الأستاذ جمعة عبد الله حفظه الله ورعاه،

لقد قرأتُ ذات مرة أن الناقد الكبير يستطيع أن يبدع نصه الخاص به المستقل عن النص موضوع النقد.
واليوم أقف على نص نقدي رائع ينطبق عليه ذلك القول. فهو نص جميل مستقل يمكن أن نضع له عنوناً مثل " خصائص السرد الحديث" أو ما أشبه ذلك. وهكذا يجمع هذا النص المبتكر الجميل بين النقد النظري والنقد التطبيقي في آن واحد.

أعتز كثيراً بمقالاتك النقدية سواء عن قصصي أو عن النصوص الأدبية الأخرى. وأنصح الباحثين بالتمعن فيها.

منذ مدة وأنتَ تواكب إنتاجي القصصي وتكتب عنه. وفي كل مرة أحس إحساساً عميقاً بالتشجيع، فأبذل اقصى الجهد لأكون عند حسن ظنك.

أسأل الله أن يمتعك بوافر الصحة وتمام الخير وكمال الإبداع والعطاء.
محبكم: علي القاسمي

أستاذي الجليل الدكتور علي القاسمي المحترم، أشكركم من القلب على هذه الراوائع الأدبية المتنوعة التي تهديها لنا، سررت بهذه القصة الجميلة التي جمعت بين الواقعية والجمالية الأدبية ....وبمعلومات تاريخية مهمة كنت أجهلها ( مولاي، وسيدي...)... فعلا كل ما أتصفح كتابتكم تبهجني المتعة ويفرحني ذكاء توظيف الأفكار.... بطريقة عالمية في السرد....
أتمنى لكم مزيدا من النجاح والتوفيق

عزيزي اللساني الأديب الدكتور كمال لعناني حفظه الله ورعاه،
سعدتُ كثيراً بتعليقك الكريم، لأنه نوع من التواصل بيننا، يطمئنني على صحتك وراحتك، في زمن الكورونا.
إن ما تفضلتَ به من (استعمال كلمات مثل سيدي ومولاي) هو من معطيات الثقافة الفرعية، فنحن جميعاً ننتمي إلى الثقافة العربية الإسلامية. بيدَ أن كل ثقافة رئيسة لها تنويعات، يمكن تسميتها بالثقافات الفرعية، تتمظهر في اللهجة، والمأكل، والملبس، وبقية عناصر الثقافة. فالمغرب العربي يشترك، مثلاً، في كثير من الأطعمة، ولكن طبق البسطيلة لا يوجد إلا في المغرب العزيز، على ما أعلم. وعندما تشرّفني بزيارة إن شاء الله سأدعوك لتناول البسطيلة.
تمنياتي ( يقولون في المغرب "متمنياتي"، وكلاهما من العربية الفصيحة) لك بالصحة والخير والهناء وموصول البحث والعطاء.
معزّكم: علي القاسمي

شكرا جزيلا أستاذي الجليل على هذه الكلمات الطيبة، وعلى تواضعكم ورق حسكم، فعلا أستاذي تحمست لتناول (البسطيلة) ان شاء الله في أقرب وقت....
مع خالص مودتي واحترامي

ابننا العزيز الدكتور كمال لعناني حفظه الله ورعاه.
مرحباَ بك وبأهل الجزائر العزيزة الكرام.
وأنا في انتظار زيارتك إن شاء الله.
معزّكم: علي القاسمي

الاديب الروائي اللامع واللغوي المبدع الدكتور علي القاسمي
من منا لايحب ان يقرأ قصة حياة مبدع مخضرم اذا كانت مكتوبة بهذه الحبكة الجميلة المسترسلة دونما تكلف. الاسلوب محبب كثيرا لنفس القارئ وقد قلت هذا سابقا، لكن هذا الانطباع يستمر مع كل قراءة جديدة.
شكرا لك استاذنا الجليل لانك تتحفنا بشذرات من حياتك الحافلة بالجهد الابداعي.

أستاذنا الأديب الشاعر اللامع الدكتور عادل الحنظل حفظه الله ورعاه.
أشكرك من القلب على إطلالتك البهية على قصتي القصيرة. وأشكرك على كلمات التشجيع الجميلة التي أعتز بها وأفتخر.
لا أدري لماذا يحسب جميع القراء الكرام أنني أسرد عليهم قصصاً واقعية من حياتي الشخصية؟
إنني أعد ذلك منتهى الإطراء والثناء، لأنه يعنى أن القراء الكرام صدّقوا مقالتي وتفاعلوا مع قصتي بكل جوارحهم الكريمة.
أكرر شكري الجزيل لك ـ أخي العزيز ـ مع تمنياتي الطيبة لك بموفور الصحة وموصول الإبداع.
محبكم: علي القاسمي

في قصة (جميلة) يتجلى المثقف الموسوعي والأديب المبدع.
الخيال الجامح في الصور الملونة بلون الطبيعة المدهشة تتراقص في الجمل والعبارات التي صيغت بها الفكرة. إنه خيال مدهش .
وقد كنت أظن أن الدكتور علي القاسمي إلى اللغة العلمية أقرب من اللغة الأدبية المغرقة في التشخيص والتصور والخيال الإبداعي بحكم تخصصه في علم اللغة Linguistics ومؤلفاته الكثيرة في التخصص.
ولكني دهشت من الخيال والتصوير الذي أدهش الجرجاني ووقف أمامه طويلا في دلائل الإعجاز.
أما الثقافة الموسوعة فقد تجلت في استطرادات الدكتور القاسمي التي تتخلل القصة ومنها ما يتصل بالتاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد والثقافة الشعبية.

في القصة قلب رقيق يفيض حبا يحمله رجل خجول قلما يبوح بما يفيض بين جوانحه ويظل طاويا على آلام حبه مقاسيا للواعج الشوق والحنين.
استمتعت كثيرا بهذه القصة وكل قصص الدكتور القاسمي التي هي من السهل الممتنع.

أستاذنا الحبيب العالم الأديب الدكتور علي المخلافي حفظه الله ورعاه،
تحياتي الحارة لك ولأهلنا الكرام في اليمن العزيز.
الحكمة يمنية.
فبفقرة واحدة تناولتَ النص وكاتبه بالنقد المعمق، وبأسلوب بديع، يحمل القارئ على جناحيه، ويحلق إلى سماوات البلاغة والجمال.

لا تغرنّك القصة، فقد يكتب عن الحب مَن لم يعرفه، ويتكلّم عن الشوق مَن لم يكابده. فهناك تقنيات الإيهام السردية.
تمنياتي الطيبة لك بالصحة والخير والهناء، وبموصول النشاط والإبداع والعطاء.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

إبداع رائع في غاية الدقة والجمال. الاستاذ المحترم الدكتور علي القاسمي مدرسة إبداعية متفردة بكل المقاييس. مدرسة يفترض دمجها ضمن المقررات الدراسية للمساهمة في بناء الحس الفني والجمالي للطلاب. شكرا استاذي الفاضل. استمتعت بالقراءة. احترامي وتقديري.

  1.  

أخي الكريم التربوي الأديب الأستاذ الحسين بري حفظه الله ورعاه ،
أشكرك من صميم الفؤاد على تشجيعك المتواصل بكلمات أدبية في ذروة الإبداع.
واستجابة لاقتراحك الكريم، يسعدني أن أذكر أن المغرب العزيز وبعض الدول العربية الأخرى قد أدمجت في كتبها المدرسية بعض نصوصي.
ففي كتاب " الرائد في اللغة العربية" المقرر للسنة العاشرة في المدارس المغربية، ثمة نص لي عن " التنمية البشرية" .
أكرر شكري الجزيل لك مقرونا بأطيب تمنياتي لك بالصحة والهناء والإبداع.
محبّكم : علي القاسمي



 


مقالات ذات صلة