أصدقاء الدكتور علي القاسمي

لماذا أكتب؟!

 

علي القاسمي: لماذا أكتب؟!

    د. علي القاسمي 

    نشر بتاريخ: 27 آذار/مارس 2023 

نقلا عن صحيفة المثقف 

في تلك الليلة لم يستطِع سليم النوم، فقد داهمته رغبة الكتابة:


لا تسأليني، يا أثيرة، كيف أكتب؛ وهل يُسأَل الزهر كيف يعبق شذاه؟ وهل يُسأَل الطير عن طيرانه؟ إنّه يجد جناحيه يرفرفان بعد أن ينبت لهما ريش. وأنا ألفيتُ نفسي أكتب ذاتَ يومٍ دون أن أعرف السبب.


كنتُ كلّما تحدَّثتُ معكِ، يا أثيرة، تبرعمتْ في روحي رغبةُ الكتابة مثل زهرةٍ ربيعيَّة، وتموسقتْ في مسمعي كلماتٌ لم تُنطَق من قبل، وحلّق في فكري الشوق، مثل سُنونوة مهاجرة في فصلِ الربيع، لعناق القلم. حتّى لو كنتِ صامتةً مطرقةً أثناء لقائنا، كنتِ تفجِّرين فيَّ تلك الرغبة الجامحة في الكتابة مثل ينبوعٍ جبليٍّ. كانت حاجتي إليكِ حاجةَ المزمارِ للهواء، وحاجةَ النغمِ للوتر.


يقولون إنَّ الكتابة كالحبيب المتسلِّط الغيور الذي يدمِّر كلّ مَن سواه وما عداه. ولكنَّ الكتابة عندي وصيفةٌ مسخَّرةٌ لإرادتكِ، وفيَّةٌ لذكراكِ. تأتي بعد ابتسامةٍ منكِ، فتحمل صورتكِ إلى ناظري، وتُجري حروفَ اسمكِ على قلمي. الكتابة منكِ ولأجلكِ، ولم تكُن غريمتكِ أبداً. أستسلم لهاجسِ الكتابة الذي يداهمني وأنا مخدّر معدوم الإرادة كأنَّني أستسلم لهمساتكِ، للمساتكِ، لسحركِ أنتِ. يداهمني هذا الهاجس المستبدُّ كيفما شاء وحيثما شاء؛ طوراً بعد منتصفِ الليل فيسلبني النوم، وطوراً وأنا في رفقة الآخرين فيحرمني صحبتهم. إنَّه كالقدر لا يُرَدُّ، وكالطُّوفان لا يقف في وجهه سدُّ.


لم أَكُن أنشر ما كنتُ أكتب. لا جدوى من ذلك. في وطني كنتُ أكتب في فتوتي لكي يقرأني أهلي وأصدقائي ومعارفي، فأشعر بالفخر. أَمّا في الغربة، فأَنا أَلجأُ إلى الكتابة عندما يُمسي عالمي حزيناً يستحيل العيش فيه. فأكتب لكي أعيد تشكيل العالم حولي بقوَّة القلم. يُسكرني حفيفُ الحرف فألوذ بالخيال وأحتفي بحياةٍ لا علاقةَ لها بالواقع. قلمي كان معولي أقطع به الأسوار، أهدّها، أهدمها، لأنطلق في الفضاء الرحب. ولكن لا داعي لنشر ما أكتب. لماذا أنشر في الغربة؟ لا أستطيع أن أُطلعك على بَوحي. ولا يعرفني أحد من القراء في بلدكِ. فأنا مجرَّد غريبٍ عابر أو ضيفٍ مسافر. وما يُكتَب في قطرٍ عربيٍّ لا يصل إلى الأقطار الأخرى إلا لماماً، تصدُّه الحدود والقيود مثل سلعةٍ مهرّبة، مثل بضاعةٍ محرّمة، مثل عارِ ينبغي طمسه.


بعدما غادرتُ وطني، لم أكُن أكتب للنشر، بل لكي أكسر الطوق من حولي، وأخرج من عزلتي، وأتواصل مع الذين بعدوا عني أو بعدتُ عنهم، ولكنَّهم مكثوا في وريدي. أكتب في محاولةٍ يائسةٍ لأعيد بكلماتي الواهية عالماً خلّفته ورائي؛ أكتب لعلَّني بحروفي العليلة أستطيع أن أعيد بناء وطنٍ فقدتُه بحماقة وجُبن؛ أكتب كي أقترب من نفسي، أغوص في أعماقها، أُحسُّ بوجودي، أَتنفَّس نسيم الأفكار حولي؛ أكتب كيما أبني بحروفي الرهيفة خميلةً وارفةً احتمي بظلالها من هجير الغربة وعَسْف الترحال الدائم... ليس المهم أن يقرأني الآخرون، فمتعتي الحقيقيَّة تكمن في فعل الكتابة ذاته. ففي الكتابة تكتسب الأشياءُ حولي بُعداً رابعاً، وينضاف إلى كياني حسٌّ سادسٌ، فأصوغ نفسي من جديد، وأشكِّل عيني ولساني ومن خلالهما أشكِّل العالَم من حولي؛ أُبدع عالماً جديداً ألوذ به، أداري فيه خيبتي، وأعوّض عن عجزي تجاهكِ. في الكتابة أتخلَّص من سجني ومنفاي، فأستعيد حرِّيَّتي وأمارس إنسانيَّتي. ولكنَّ كثيراً ما يشنقني الحرف وترجمني الكلمات.


تحلّق كلماتي بلا أجنحة في فضاء الحُلم، تخترق غيوم َالأعالي، تستحمُّ في مياه الأمطار قبل أن تولد، تغسل عن ريشها غبار الدلالات البالية، تقترب من النجوم فتتجمل ببريقها، ثمَّ تحطُّ على القمر بكامل زينتها لتغفو على تخومه. ويبقى الأمل يراودني أنَّني بعد رحيلي الوشيك من هذا العالم ستعود كلماتي هابطةً من القمر إليه، نابضةً بالحياة، لتمارس عملية الخلق بعد أن كانت مخلوقة.


يهطلُ الألمُ غزيراً في فيافي القلب، حتّى تفيض به جميع أنحائه، وترتفع درجةُ حرارةِ الضياع في أعماق الروح، فأحاول أن أُسطِّرَ الألمَ على الورق، وأبثَّ الحُمّى بين السطور، في محاولةٍ لإرقاءِ النزيف الداخلي وتخفيض سخونة الأحاسيس. أحفر قبراً لحروفي وكلماتي، ألحدها فيه حتّى يعثر قارئٌ مجهولٌ عليها يوماً ما فيبعثها حيَّةً من مرقدها، وقد تغيَّرتْ ألوانُ سحنتها على شفتَيه، وتبدَّل رنينها على مسمعيه.


عندما كنا نلتقي في اليوم التالي، كنت تنظرين إلى عينَيَّ وتقولين: " دكتور سليم، لا شك في أنَّك أمضيتَ سهرةً مثيرة، فآثارها في عينَيكَ المُحمرَّتَين." فأعتصم بالصمت. ثمَّ يثير صمتي شكوككِ فتسألين: " مع مَن أمضيتَ السهرة؟" فأجيب وابتسامةٌ ساخرةٌ على شفتَيّ: " معك، يا أثيرة.". ويظهر شبحُ ابتسامةٍ على شفتَيكِ، ابتسامة يجهضها الحزن في عينيكِ، والقنوط في خديك. كنتِ لا تجودين بأكثر من ابتسامة في أحسن الأحوال. كنتِ تتجنبين الضحك، تهابينه، تمجينه، لا أدري، ولكن لم أَحظَ يوماً منكِ برنينِ ضحكةٍ تنطلق من رئتَين واسعتَين أو من حنجرةٍ صافية، كأنَّكِ والضحك في خصام. ولكن لماذا ألومك على ذلك في حين أنا نفسي لم أَكُن قادراً على الضحك منذ أن فارقتُ بلدي، وأمسيتُ أعجب ممَّن يستطيع أن يضحك، وأتساءَل في نفسي: " يا تُرى ما الذي أضحكه؟". لم أَنتبه إلى أنّني كنت عاجزاً عن قول شيءٍ مضحكٍ لكِ، وعاجزاً عن الضحك لو سمعتُ ما يُضحِك. فقد خبرت الضحك عندما كنت صغيراً. كنا نحن الأطفال في القرية نضحك من أعماقنا لأتفه الأسباب، نضحك بصوتٍ عالٍ يشيع الفرحة في الفضاء حولنا، وتزدهي الألوان، وتغرِّد العصافير.*


***


الدكتور علي القاسمي


...........................


* الفصلة د89 من الرواية:


- علي القاسمي. مرافئ الحب السبعة، ط4 (الرباط/ الدار البيضاء: دار الأمان/ دار الثقافة، 1444/2023) بمناسبة صدور طبعة جديدة منها. والرواية متوافرة في موقع "أصدقاء الدكتور علي القاسمي" على الشابكة.


تعليقات (19)


تعليقات (19)

جمعة عبدالله

جمعة عبدالله

about 1 week ago

#171107

الاديب العلامة الاستاذ علي القاسمي

مهنة الكتابة ( السهل الممتنع ) هي معضلة في حد ذاتها , وبدون شك عند الاديب الجاد والرصين , ليس الكتابة هي لعبة مسلية وجميلة , وانما هي ارهاصات ومعاناة , بل هي وجع وتنفيس عن المكنون الداخلي , الذي يمور بالحمى داخل الضلوع , وكيف يستطيع ان يسيطر على النزيف الداخلي , المتراكم في داخل الذات والذي له صميم العلاقة المباشرة مع العام . هي عملية معقدة , خروج الهموم والهواجس والارق الداخلي الى الخارج , بشكل حروف وكلمات وسطور , ان يخرج القيح الداخلي ليتخلص من سجنه داخل الضلوع , كأن في الكتابة يمارس حريته وانسانيته , لكي يطلق او يحلق في كتاباته في الافاق العالية , يخترق الغيوم والرعود والبروق . بالكتابة يمارس حريته ويطلق اجنحة الحلم والامل , يدونها على الورق , ليتخلص من هاجس الارق والقلق ( أستسلم لهاجسِ الكتابة الذي يداهمني وأنا مخدّر معدوم الإرادة كأنَّني أستسلم لهمساتكِ، للمساتكِ، لسحركِ أنتِ. يداهمني هذا الهاجس المستبدُّ كيفما شاء وحيثما شاء؛ طوراً بعد منتصفِ الليل فيسلبني النوم، وطوراً وأنا في رفقة الآخرين فيحرمني صحبتهم. إنَّه كالقدر لا يُرَدُّ، وكالطُّوفان لا يقف في وجهه سدُّ.) هذا هو الوجع الداخلي في المنفى , وهو تنفيس عن ما يحمل من ثقل داخلي يحمله في ديار الغربة والترحال. مشبعاً بذكريات الوطن والاهل والمعارف والاصدقاء, من خلال عملية الكتابة يثبت وجوده وتواصله مع الحياة ومع خزين الذكريات التي يحملها داخل الضلوع في هجير الغربة والترحال . اي باختصار عملية الكتابة هي عملية نقل الحمى الداخلية الى الخارج , لشارك القارئ في سعير هذه الحمى . ............... هذه اسلوبيتك الخلاقة في فن السرد الحديث , او في عملية خلق السرد الذي يستلهم معين معارفك الواسعة في المعارف الادبية واللغوية , تعجنهما في عحينة السرد الخلاق , بشكل مبتكر وحديث . وتبقى تحفة رواية ( مرافئ الحب السبعة ) من تيجان الروايات العربية البارزة والمتميزة , بل اعتبرها من المعلقات السبعة في فن الروائي الحديث .

ودمت بخير وصحة أخي العزيز والمبدع الكبير

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

جمعة عبدالله

about 1 week ago

#171110

أخي العزيز المفكر الناقد الأديب الأستاذ جمعة عبد الله،

شكراً جزيلاً على هذا النص المستقل الذي أبدعتًه عن الموضوع لأنك كاتب حر يعاني وجع الكتابة. وإني أجد نصك أجمل من نصي.

أغتنم الفرصة لأكرر لك دعوتي لحضور معرض الكتاب في مدينة الرباط في الأسبوع الأول من شهر حزيران القادم. وكم اشتقت للقياك.

أخوك: علي القاسمي

ردك على التعليق

عزام بونجوع

عزام بونجوع

about 6 days ago

#171111

حضرة العزيز أستاذنا الجميل سيدي علي القاسمي،

رمضانكم مبارك سعيد.فعلا غبت عن صفحتكم مدة ليست بالقصيرة آسف على ذلك.أكتب هنا فقط لأقول لسيادتكم لما يعجبني كتاب او مقال لا أقرأهما مباشرة حتى أطيل لذة إنتظار متعة القراءة.وأخيرا فتح لنا الأستاذ علي القاسمي قلبه وأفصح عن أسراره مع عالم الكتابة والكل يعلم ما ألفه كاتبنا الكبير من أعمال في كل فنون القول والأدب...إذن سأرجع قريبا للتعليق على مقالكم متمنيا أن أجد غلطة في ما كتبتم هههههههه لكن هذا من المستحيلات.

صوم مقبول مع تقديري ومحبتي الدائمين: عزام بونجوع

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

عزام بونجوع

about 6 days ago

#171112

صديقي العزيز الناقد الأديب الأستاذ عزام بو نجوع حفظه الله ورعاه،

السلام عليكم ورمضان مبارك.

أشكرك على كلماتك الطيبة وأنا سعيد بعودتك .

آمل أن تجد في نصي ما يستحق المدح لا القدح.

مودتي واحترامي.

أخوك: علي القاسمي.

ردك على التعليق

فتيحة غلام

فتيحة غلام

about 6 days ago

#171113

شكرا جزيلا أستاذنا المفضال ومبدعنا الفذ؛ لأنك رسمت للكتابة لوحة خاصة بعالمك الوردي المزهر، فتفجرت من ينبوعها المتمثل (بفتح التاء) صيحات روحك، وأنات دواخلك، وتمردات آهاتك، وآمال يقينك، وجمالات أساليبك.

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

فتيحة غلام

about 6 days ago

#171120

الكاتبة الأديبة الدكتورة فتيحة غلام حفظها الله ورعاها.

شكراً لكلمات الطيبة بحق نصي ، النابعة من معاناتك اللذيذة في فعل الكتابة.

دعواتي لك في هذا الشهر الفضيل بالصحة والهناء والخير.

علي القاسمي

ردك على التعليق

د. فاتحة

د. فاتحة

about 6 days ago

#171114

السلام عليكم ورحمة الله ، تحية طيبة للعلم الكبير، المثقف والمترجم واللغوي والمعجمي والروائي الكبير، متعك الله بالصحة ومد الله في عمرك وجعل كل ما قدمت وما تقدمه في ميزان حسناتكم.

تديري واحترامي

ردك على التعليق

عبد المالك أشهبون

عبد المالك أشهبون

about 6 days ago

#171115

الكتابة في مشروع علي القاسمي في القصة والرواية ينطلق دائما من سيرة جرح انفتح...فتلفي المبدع خلالها يغمس قلمه في جرحه النازف ويكتب لنا آماله وآلامه بدمه الحار...خصوصا حينما يتعلق الأمر بقيدوم المغتربين في عالمنا العربي....أما نحن في المغرب فنعتبر علي القاسمي اخا عزيزا وصديقا مخلصا ومبدعا فذا ننهل من معين ابداعاته ما يرتقي بنا إلى سموات المعرفة...دمت لنا ودامت لنا مودتك أيها الكبير...محبتي وتقديري العميقين

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

عبد المالك أشهبون

about 6 days ago

#171121

الأديب الناقد الكبير أخي العزيز الدكتور عبد المالك أشهبون حفظه الله ورعاه،

أشكرك من القلب على تعليقك الكريم وتشجيعك المستديم، فمنذ أن بدأتُ النشر في المغرب العزيز وانتَ تواصل التشجيع والتعليق والكتابة عن كتاباتي، وتشجّع أصدقاءك النقاد على قراءة ما أكتب. فكنتَ ينبوعاً ثراً لغرسي، فجزاك الله خير جزاء. ودمت لي أخاً مبدعاً استرشد بمؤلفاته القيمة عن تقنيات السرد وأسراره.

أخوك: علي القاسمي

ردك على التعليق

رجاء حمد صنكال

رجاء حمد صنكال

about 6 days ago

#171119

رمضان كريم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..

ومبارك لكم أستاذنا الفاضل، صدور الطبعة الرابعة من رواية (مرافئ الحب السبعة). التي اجتمعت فيها أروع المعاني وأرقى المشاعر.

فقد كان وصفكم لسبب الكتابة، يلخص جمالية التحليق في فضاء الكتابة، وتحرير المشاعر الكامنة في داخل كل من يروم العيش بعيدا عن عالمه الخانق .

فما أجمل تعبير جنابك عن متعة الكتابة حين تقول:"ليس المهم أن يقرأني الآخرون، فمتعتي الحقيقيَّة تكمن في فعل الكتابة ذاته. ففي الكتابة تكتسب الأشياءُ حولي بُعداً رابعاً، وينضاف إلى كياني حسٌّ سادسٌ، فأصوغ نفسي من جديد، وأشكِّل عيني ولساني ومن خلالهما أشكِّل العالَم من حولي".

حفظكم الله تعالى، وزادكم فضلا وعلما، ومتعكم بالصحة والعافية.

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

رجاء حمد صنكال

about 6 days ago

#171122

عزيزتي الأديبة الأستاذة رجاء حمد صنكال حفظها الله ورعاها،

شكراً لتكرمك بهذا التعليق المكتوب بحسك المرهف وأسلوبك البديع.

كنتُ أتمنى أن تستغلي وقتك الثمين بأكمال أطروحتك للدكتوراه. لأن لقب " دكتورة" مستحق لك وبليق بك.

تمنياتي لك بالصحة والخير والهناء.

علي ا لقاسمي

ردك على التعليق

يحيى السماوي

يحيى السماوي

about 5 days ago

#171136

خلاصة رأيي بكم وبكتابتكم أستاذي الأديب الكبير د .علي القاسمي : أنت تكتب لأن الكتابة بالنسبة لك - وأعني الكتابة الإبداعية - ضرورة وجودية لتمارس من خلالها دورك الإنساني في الذود عن الجمال والإنتصار للمحبة في حربهما المشروعة ضد القبح والضغينة ..

أما انا ، فإنني أقرأ كتاباتك كي : أتعلم ليس فن السرد فحسب ، إنما وكيف أجعل من غير المرئي مرئيا ، ولكي أعرف المزيد من سيرتك الذاتية ، فثمة يقين لي بأن كتاباتك تتضمن الكثير من سيرتك الذاتية المباركة .

تذكرت من خلالك مذكرات ماركيز : عشت لأكتب .

شكرا للعَلَم والمُعلِّم فيك أخي وصديقي وأستاذي المبدع الكبير .

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

يحيى السماوي

about 5 days ago

#171137

أخي العزيز وأستاذنا الجليل الشاعر الأكبر يحيى السماوي حفظه الله ورعاه,

سررتُ جداً بثنائك الكريم على الفصلة التي نشرتها من روايتي " مرافئ الحب السبعة".

والآن أفشي لك سراً عن كتابتها. فقد تعلمتُ في دروس الأدب أن كثيراً من الأدباء يقسّمون يومهم على قسمين: في الصباح يقرأون كتباً للأدباء الكبار، وفي المساء يكتبون نثرهم أو شعرهم. لأن الأدب الجيد يثير رغبة الإبداع في القارئ.

ولهذا عندما بدأتُ بكتابة هذه الرواية، كنتُ أقرأ في دواوينك الفخمة التي كنتَ تتكرم بإرسالها إليَّ بالبريد المسجل من أستراليا، وتعلمتُ منها كثيراً ، وهذا فضلٌ لا أنساه، كما أن تاريخ الأدب العربي لا ينساكم مطلقاً.

تمنياتي لك سيدي بالصحة والخير والهناء.

محبكم: علي القاسمي

ردك على التعليق

عصام ثاير القيسي

عصام ثاير القيسي

about 5 days ago

#171141

نص جميل ورائع وكأني اشاهد لوحة مرسومة بريشة فنان محترف يعرف خبايا العاشقين والمحبين، ولاسيما المزيج المذهل مابين معاناة البطل الداخلية والروحية وهجرانه لبلده الأم والبحث عن طريق ليسلكه ويوجهه نحو عالم آخر من الحرية والحب الثائر والتخلص من القيود والتحكمات التي حاولت أن تهبط من عزيمته واصراره أو أن تقلل من شأن موهبته الكبيرة .. أسلوب جميل وتوظيف هائل للمفردات والجمل الرومانسية والصور الرمزية المستخدمة في النص تنم عن إمكانية فذة وقدرة لاتوصف لدى الدكتور علي القاسمي.. اقسم باني لم اقرأ نصا بهذه الجمالية من قبل، كلام ساحر يأخذك بعيدا لمرفئ المتعة والجمالية ، ويكسر الملل والرتابة وحشو العبارات الموجودة في الأدب وفي كل مكان...

ممتن جدا دكتور علي القاسمي المحترم والغالي علينا وعلى كل عاشق للأدب والثقافة والفن... لمساتك السامقة ستبقى محفورة في أدب المشرق والمغرب.. ويكفينا ويعزنا فخرا أن نوعا أدبيا آخر ظهر لنا يدعى ( أدب علي القاسمي) فله خصيصة بل خصائص جمة لا تتوافر في أدبيات ونصوص أخرى عربية أو غربية..

وافر الشكر والتقدير لكم دكتور علي القاسمي وبارك الله فيك وزادك علما وثقافة ونورا وبصيرة ..


تحياتي الخالصة

عصام ثاير منصور

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

عصام ثاير القيسي

1 day ago

#171212

أخي العزيز الأديب الأستاذ عصام ثاير منصور حفظه الله ورعاه،

أشكرك من صميم القلب على تشجيعك الكريم لي في نص هو تمثال رائع للجمال.

في كتابي "مفاهيم العقل العربي"، ذهبتُ إلى أن الجمال ذاتي وليس موضوعياً، في ثقافتنا العربية.

فنصكَ الجميل هذا دليل على ما ذهبتُ إليه. فأنتَ ترى الأشياء جميلةً، لأن نفسك الزكية زاخرة بالجمال يطفح منها ويفيض على ما حوله ، فيبدو الوجود كله جميلآ في ناظريك,

وفي (علم السعادة) تُعدّ هذه النظرة الإيجابية في النفس لازمةً لتحقيق السعادة لدى الإنسان بعد أن تتوافر شروطها الثلاثة (الأمن، والصحة، والكفاية) التي وردت في الحديث الشريف: " مَن أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، حيزت له الدنيا بحذافيرها".

وأنا سعيد جداً لأنك يا صديقي العزيز إنسان جميل سعيد في أعماق ذاتك الخيرة. ولهذا بلغني أنك محبوب من زملائك. فالجمال هو قرين الحق والخير.

دام لك الخير والهناء.

معزّكم: علي القاسمي

ردك على التعليق

محمد السرغيني

محمد السرغيني

about 4 days ago

#171147

صديقي الأعز الدكتور علي القاسمي أثيرتك تستحق الامتنان، وغربة الكاتب الألمعي بدونها جفاف القلم وامتناع الخيال، إذ الكاتب في غربته سطعت شخصيته مرجعا لا غنى عنه في المعجم واللغة وجمال الأسلوب وزخم الأفكار النيرة المنيرة والدلالات لمن تقصى دخائر ما أفدتنا به رعاك الله من قصص و روايات تأليفا وترجمة ودراسات لغوية و فكرية ماتعة خصيبة، على الأقل من رؤيتي الخاصة. الكاتب لن يقدر مهما حاول أن يفسر كيف تأتيه لوعة الكتابة مثل وردة ياسمين يتعذر عليها توصيف أريجها بالأحرى نشأته. من ثم الكتابة اغتراب وغرابة قاسيان لكن لذيذان إثر سريانها حبرا على ورق إزاء قارئ مفترض. استمتعت بنصك الرائع هذا بما فيه من كشف عن أسرار لايدركها واعيا أي ممارس لفعل الكتابة.هنيئاً لخلقك لنا عالما أجمل من الواقع. دمت بألف خير.

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

محمد السرغيني

21 hours ago

#171227

أخي الكريم الشاعر الأديب المتألق الأستاذ سيدي محمد السرغيني حفظه الله ورعاه،

في تعليقك الكريم، قلتَ بطريقة دبلوماسية " إن الكاتب سطعت شخصيته في غربته".

هذا عين الصواب. وأعلله بما يأتي: في حفل التخرج في جامعة تكساس في أوستن سنة 1972، خاطبَنا رئيس الجامعة قائلاً: "إن شهادة الدكتوراه التي تستلمونها اليوم لا تعني سوى انكم قابلون للتعلم قادرون على البحث.". ََ

ومن حسن حظي وجميل قدري أنني أصبت بمرض الحنين إلى الوطن . ولما لم يكن في مقدوري العودة إلى العراق، تشرفتُ بالعمل أستاذا زائراً في كلية الآداب بالرباط . ووقعتُ في حب المغرب العزيز.

وأخذت أنهل من حضارته العريقة، وعلومه المبثوثة في صدور رجالاته، وخزائن كتبه، وسجايا أهله الكرام، وطبيعته الخلابة الجمال. ولهذا ما فتئت أقول إنني تعلمتُ في المغرب ما لم أتعلمه في الجامعات التي ارتدتها.

شكراً لك على تشجيعك المتواصل، مع أطيب تمنياتي ومودتي واحترامي.

معزّكم : علي القاسمي

ردك على التعليق

تواتيت نصرالدين

تواتيت نصرالدين

about 4 days ago

#171150

الكتابة طقوس مهنية واحترافية عند الكثير من الكتاب والدكتور علي القاسمي

قد تجاوز ذلك بكثير لتكون كتاباته تأسيس لمدرسة لها منهجها في عالم الأبداع

مبنى ومعنى ومقاربة نصية لها قواعدها وأسسها في الأستحواذ على القاريء

واجباره على متابعة النص والغوص في تفاصيله .

تحية تليق بك وبكتاباتك التي تنم عن عبقرية ابداعية ورسالية

ودمت في رعاية الله وحفظه.

ردك على التعليق

علي القاسمي

علي القاسمي

 

 

تواتيت نصرالدين

21 hours ago

#171228

الأديب االتربوي الأستاذ تواتيت نصر الدين حفظه الله ورعاه،

شكراً جزيلاً على تشجيعك الكريم وعلى تحديدك بحذق ووضوح المنهج الواجب اتباعه في الكتابة التي ينبغي أن تُعنى ـ كما تفضلتَ ـ بالمبنى والمعنى معاً،

وإثارة رغبة القارئ في متابعة قراءة النص والتفكُّر في مراميه.

دمتَ مبدعاً ومربياً، مع مودتي واحترامي.

معزّكم: علي القاسمي

ردك على التعليق

 


مقالات ذات صلة