كتاب الدماغ الخبيث
كتاب الدماغ الخبيث
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلا عن موقع النور
كتاب الدماغ الخبيث
كتاب
"الدماغ الخبيث:
بنية العقل الباطن وكيفية التحكم به
لتحقيق السعادة"
صدر عن دار التوبة للنشر والتوزيع كتاب عنوانه " الدماغ الخبيث : بنية العقل الباطن وكيفية التحكم به لتحقيق السعادة" من تأليف عالم النفس العراقي الأمريكي الدكتور طالب الخفاجي، وترجمة الدكتور علي القاسمي، الأديب العراقي المقيم في المغرب. يقع الكتاب في 432 صفحة ويمتاز بطباعة أنيقة وإخراج بديع يستخدم تظليل الأفكار الرئيسة والمعلومات الهامة.
يقول المترجم في مقدمته للكتاب: "وإذا كان المؤلّف أمريكياً في علومه وتفكيره الموضوعي، فإنه في الوقت ذاته يحمل في كيانه وأعماق روحه إرثَ الحضارة العربية الإسلامية، وإرثَ سومر وبابل ولغتهما العربية، أمّ اللغات الإنسانية جميعاً. فقد هاجر إلى أمريكا وهو فتى، وظلَّ حبُّ الوطن العربي يتلظى بين ضلوعه طوال حياته. ولهذا نجد في ثنايا هذا الكتاب محاولات لتطبيق بعض معطيات التحليل النفسي على سلبيات المجتمع العربي من أجل نهضته ورفعته.
يتناول الكتابُ العقلَ البشري من جميع الزوايا الفلسفية والأسطورية والطبية والنفسية والفسيولوجية والإيحائية والمعرفية الإدراكية وغيرها وغيرها، وقد استخلص مادَّته من حشد من المراجع والمصادر يربو عددها على المئات من الكتب والدراسات والتجارب الأكاديمية، إضافة إلى خبراته العلمية والمهنية الشخصية.
من المعلومات الجديدة الخطيرة التي أوردها المؤلّف قضية " الجبر والاختيار" كما تضبطها الأجهزة الطبية الإلكترونية الحديثة، أي هل الإنسان مخيَّر أم مسيَّر في قراراته؟ هل يتخذ قراراته ويمارس أفعاله بمحض إرادته وبوعي وإدراك كامليْن منه، أم أنها تُملى على عقله الواعي من طرف العقل اللاواعي، ممثلاً بالجينات والخلايا وبقية أجهزة الجسد؟ ونحن نعلم مدى خبث هذا العقل اللاواعي، لأنه خزّان الخبرات السيئة والتجارب الأليمة.
ومن المعلومات الجديدة التي تناولها الكتاب نظرية المرونة العصبية القائلة بأن أقسام الدماغ يمكن أن تنوب عن بعضها عندما يتضرّر قسمٌ معين منها، على خلاف ما كان سائداً من أن كل قسم من أقسام الدماغ متخصّص بوظائف محدّدة، فإذا تضرّر ذلك القسم، أمسى الإنسان مشلولاً أو عاجزاً عن النطق أو البصر أو غير ذلك بحسب وظائف القسم المتضرّر. وهذا الاكتشاف الطبي يعطي الأمل للناس الذين أصيبت أدمغتهم في حادث من الحوادث.
لقد اهتم المؤلّف في دراساته العلمية الأخيرة، بمسألة " السعادة" التي هي غاية كل إنسان في هذه الحياة. وقد كان الرسول (ص) قد حدّد شروط السعادة ومتطلّباتها في ثلاثة: الأمن والأمان، والصحّة والعافية، والكفاية المعيشية من سكن ومأكل وملبس ، كما يُفهَم من قوله الشريف: " إذا أصبح أحدكم آمناً في سربه ، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا."، وهو قول صائب ومن جوامع الكلم. ومع ذلك فإنَّ توافر هذه الشروط لا يضمن بالضرورة السعادة المرجوة. إذ ينبغي أن يمتلك الإنسان الذي تجمّعت له هذه الشروط، المعرفةَ الكافية لاستثمارها ليكون سعيداً.
وفي هذا الكتاب، يوضّح لنا المؤلّف أن السعادة والشقاء هما من حالات العقل؛ والعقل عقلان : العقل الواعي والعقل اللاواعي. والعقل اللاواعي هو الذي يُنتج الأغلبية الساحقة من الأفكار ويبعث بها إلى العقل الواعي، وهو الذي يسيطر على معظم تصرفاتنا وسلوكاتنا وحتى عمليات أجهزة أجسادنا كالجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وغيرهما.
بيدَ أن هذا العقل اللاواعي كثيراً ما ينتج أفكاراً سلبية وهمية تقضُّ مضاجعنا، وتقلق أرواحنا، وتشوّش بالنا، وتُجهز على طمأنينتنا وسكينتنا، عندما تتحول إلى أفكار استحواذية وسواسية لا نستطيع التخلّص منها، فتحرمنا من التمتّع بمباهج الحياة وملذّات العيش، وتعرقل تقدّمنا في أشغالنا ومشاريعنا، وتخرّب علاقاتنا مع أهلنا وأحبّتنا وأصحابنا وزملائنا في العمل.
ويقدّم لنا المؤلّف في هذا الكتاب تقنيات مجرَّبة لمساعدتنا على التحكُّم في العقل اللاواعي، وضبط الأفكار السلبية، وطردها بإحلال أفكار إيجابية محلّها، لئلا تُفسد سكينتنا وتحيل حياتنا إلى جحيم لا يطاق. وبإتباع إرشاداته العلمية نستطيع أن نستعيد توازننا ونحقق سعادتنا.
" الدماغ الخبيث" تأليف : الدكتور طالب الخفاجي، ترجمة : الدكتور علي القاسمي، (الرياض: دار التوبة، 2019) |
التعليقات
|