أصدقاء الدكتور علي القاسمي

فطور الصباح قصة قصيرة للدكتور علي القاسمي نقلاً عن صحيفة المثقف، مع تعليقات لبعض النقاد.


نقلاً عن صحيفة المثقف، مع تعليقات لبعض النقاد.

فطور الصباح

علي القاسميتعالَ معي لنتناول فطور الصباح، فأنتَ ضيفي اليوم. لنذهبْ إلى أحد المقاهي المُكتظَّة بِروّادها من الموظَّفين والعاطلين. إنَّهم يتناولون فطورهم، أو بالأَحرى يحتسون قهوتهم مُتمهِّلين طوال الصباح. فمدينتنا مدينةٌ سياحيّةٌ من الدرجة الأولى. سُيّاحها هم أهلها من الشباب والشيوخ. وأنا وأنتَ سنمضي الصباح كلَّه في مقهًى كذلك.
ولتمضية الوقت، دعني أقرأُ لكَ قصيدةً بالفرنسيَّة لجاك بريفير عنوانها " فطور الصباح ". فعنوانها يتَّفق والمَقام الذي نحن فيه، والشاعر كان يكتب قصائده في مقاهي باريس وحدائقها العامَّة. وإذا كنتَ لا تُجيد الفرنسيَّة، فسأقرأً لك القصيدة ذاتها بالعربية. فقد نقلها إلى العربيَّة الشاعر نزار قباني وأعطاها عنوان " الجريدة ". فَعَلَ ذلك رأفةً بأمثالكَ ممن لم يتقنوا الفرنسيّة بسبب تغيّب المُعلِّم المُستَمرّ. وضمّها قباني إلى ديوانه، ولكنَّه نسي أن يكتب كلمة " ترجمة " عليها. لا بدّ أنَّك سمعتها من قَبل بصوت المُغنِّية ماجدة الروميّ.
وإذا كنتَ لا تُحبِّذ الشعر وتفضِّل الإنكليزيَّة، فلنقرأ قصَّة قصيرة للكاتب الأمريكيّ رون كارلسون بعنوان " قراءة الجريدة ". ماذا قلتَ؟ أنتَ تجهل اللغة الإنكليزيّة. لا عليك، لا تهتمْ ولا تغتمْ، لأنَّني بصدد سرقة موضوع هذه القصَّة ونقله إلى العربيّة الآن بعنوان " فطور الصباح". مجرَّد تغيير في العناوين وتُصبِح كاتبًا. وعلى كلٍّ، فالصحف لا تدفع حقوق المؤلِّف. أنتَ تسرق أفكار غيركَ، والناشرون يسرقون حقوقكَ.
لم تُعجبْكَ قصَّتي؟ لماذا؟ ليست لها مواصفات القصَّة؟ لا عليك، سنسمِّيها " سرد "، فهي من فنون ما بعد الحداثة، ومصطلح "سرد" يغطّي كلَّ ما هو ليس بقصَّة وتريده أن يكون قصَّة، تماماً مثل مصطلح " تشكيل " في الرسم. فأنتَ، مثلاً، تستطيع أن تُصبِح رسّامًا إذا وضعتَ شخبطات داخل إطارٍ أنيقٍ، وعرضتَها في معرض فخم، وقلتَ إنَّها " تشكيل ". وإذا كان لك أصدقاء من نقّاد الفنّ، فسيخرجون بتحليلاتٍ وتأويلاتٍ لشخبطاتك لم تخطرْ لكَ على بال.
ماذا قلتَ؟ لا تريد أن تسمع شيئاً من الأدب الفرنسيّ ولا الإنجليزيّ؟ إذن سنقتل الوقت بقراءة الصُحُف العربيّة. لا تظنُّ أنَّني سأشتري الصُحُف. عبقريَّة البطالة تخترع أساليب فذَّة. سنستعير جميع الصُحُف من البائع مقابل نصف درهم فقط، وبعد أن نطَّلع عليها، نعيدها إليه، وهو بدوره يعيدها إلى الموزِّع غداً صباحًا بوصفها " مرجوعات لم تُبَع". جميعهم يفعلون ذلك، ونحن كذلك. ألم أقُل لكَ إنَّ البطالة أُمُّ الاختراع.
أنتَ تفضِّل مشاهدة المارَّة والتعليق عليهم، أَلَيسَ كذلك؟ إذن، هذا المقهًى يُطل على الشارع العامِّ. ولكن، ينبغي عليَّ أن أحذِّركَ مُسبقًا. إذا رأيتَ شابًّا يوقف فتاةً مارَّةً في منتصف الطريق، ويُشهِر سكينًا في وجهها، ويأمرها بتسليم حقيبتها اليدويَّة وحليّها المزوَّرة، فلا تتحرَّك من مكانك، لأنَّ الفتاة ستسلمه الحقيبة بِيدٍ مرتعشةٍ وابتسامةٍ شاحبة، ويمرُّ المشهد بسلام. أمّا إذا كنتَ فُضوليًّا وتدخَّلتَ فيما لا يعنيك، فقد يحدث ما لا يُحمَد عُقْباه. افعلْ تماماً كما يفعل الشرطيّ، وهو يمرّ على المشهد بعيون مُغمَّضة. عذره أَنَّه أنهى نوبته قبل لحظات. إنّها الحكمة بعيْنها. أو افعلْ كما أفعل أنا: احتسي قهوتي قبل أن تبرد.
ماذا قُلتَ؟ النادل أتى بالقهوة باردة؟ لا تهتمّ بذلك، لأنَّها ستبرد على أيّ حال، فنحن سنمضي الصباح كلَّه في هذا المقهى. ضعها أمامك فقط مُتظاهراً بالتلذُّذ باحتسائها. لا تشرب قهوتك بسرعة. في العجلة الندامة وفي التأنِّي السلامة. وإذا لم يُعجبك هذا المقهى، سنذهب بعد الظهر إلى مقهىً آخر، فالمدينة كلُّها مقاهٍ: بين كلِّ مقهى ومقهى مقهى.
إذن لنبدأ بقراءة عناوين أخبار الصفحة الأولى في هذه الجريدة. هل أنتَ مستعدٌّ لسماع أخبار الأُمَّة هذا الصباح؟ توكَّل على الله:
ـ " بروفيس مروفيس ينجو للمرَّة الثانية خلال أُسبوعَين من هجومٍ بالقنابل."
لا تعرف مَن هو بروفيس مروفيس؟ إنَّه جنرال استولى على السلطة بانقلابٍ عسكريٍّ، وحَكَمَ بالإعدام على رئيس الحكومة المُنتَخَب. المسكين الأخير كان قد فازَ بالانتخاب. لكنْ، بالرشوة والتزوير.
ـ "عشرات القتلى من اللبنانيِّين بسقوط طائرة بوينغ في طريقها إلى بيروت."
السبب؟ بسيط جداً: الطائرة مُستهلَكة، وأموال الصيانة أخطأتْ طريقها واستقرتْ في جيوب بعض مسئولي الشركة.
ـ " طائرات إسرائيليّة تغتال ستة فلسطينيِّين بينهم أربعة أطفال، بإطلاق صاروخ على سيّارتهم في شارعٍ بغزة، وتجرح عشرين من المارَّة."
الخبر عاديّ لا يحتاج إلى تعليق. اعتدنا عليه، لا جديد فيه. نسمع مثله كلَّ صباح منذ ثلاث سنوات.
ـ " قوات الاحتلال الأمريكيّ تقتل ثلاثين عراقيّاً وتعتقل مائة وستين آخرين شمال بغداد..."
إنَّهم سادة العالَم، إنَّهم رعاة البقر. يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم. لا مانع ولا رادع. والعالم مزرعةٌ كونيّةٌ صغيرةٌ لتسمين أبقارهم. ونحن جميعاً مِلك أيديهم.
ـ " اكتشاف مقابر جماعيّة جديدة في العراق."
تعلّم أساليب الحُكم الصالح، يا صديقي! فقد يركبك الحظ وتصبح رئيس جمهوريَّتنا المَلكيّة في المستقبل القريب. ماذا تقول؟ لا، أنا لستُ مازحاً.
ـ " تقرير دوليّ: 351 ألف طفل عربيّ مُصاب بالأيدز/السيدا."
هذا معناه أنَّنا تعلَّمنا حكمةً نردِّدها منذ ألف عام: " النظافة من الإيمان".

هل تريد أن تسمع مزيدًا من الأخبار؟ لا؟ لنغيِّر الموضوع إذن: والآن كيف نبحث عن عمل؟!

بقلم : علي القاسمي
.....................
ــ القصة من مجموعة " دوائر الأحزان" التي صدرت طبعتها الأولى في دار ميريت، القاهرة 2007.
يرجى التفضل بالاطلاع على القراءة النقدية لهذه القصة:

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.
العدد: 4679 المصادف: 2019-06-28 08:54:49


المشاركون في هذه المحادثة

    تعليقات (17)


    1.  
    القصة جميلة و منعشة و متقنة، و اود الاشارة الى انها تنتمي لما بعد بعد الحداثة او الميتا سرد،
    فما بعد الحداثة حصرا هي الحداثة التي تعدد المراكز و المحاور،
    بلغة اوضح: اذا كانت الحداثة داىرة و لها مركز فما بعد الحداثة عدة دواىر متداخلة و لها عدة مراكز، و هي تعكس تخطيط المدينة الجديدة التي تخلت عن سوق مركزي و مجمع للدواىر الحكومية و استعاضت عنها بعدة مراكز تسوق في مناطق تجمعات السكان مع عدة مجمعات للخدمات،
    و اعتذر عن كل هذه الفذلكة ، المهم ان الرسالة وصلت و القصة متينة البناء و محكمة،

    1.  
    صديقي الأديب الكبير د.علي القاسمي : محبتي التي خبرها قلبك منذ نحو ثلاثين دورة شمس ، وشوقي الذي مابرحت عيناي تستجديان الزمن تحقيقه .
    سأجيز لنفسي توصيف قصتك بأنها من روائع الأدب السياسي .. السياسي بمعناه الذود عن الإنسان وليس بالمعنى الأيديولوجي .. إنها تدين الحوانيت السياسية وشركاتها العابرة للقارة كشركة البنتاغون مثلا وفروعها العاملة في الإنقلابات ، وتدين في نفس الوقت الساسة الصغار الذين خرجوا من مفاقس البيت الأبيض الأمريكي ..
    قصتك هذه تحتاج دراسة وليس تعليقا عابرا فحسب .
    أخبرني : هل عنوانك البريدي مايزال نفسه ؟
    اذا كان قد تغير فابعث لي الجديد ولك شكري .

    1.  
    الأستاذالفاضل القاص المبدع د. علي القاسمي
    قصة جميلة وأجمل ما فيها أنك جعلت من حالة عادية بسيطة مثل ( شرب القهوة) لحظة تأمّل وتفكّر استعرضت فيها ما يجري في عالم اليوم من مآسٍ وجرائم وكوارث ، مع إشارة مهذبة لما يتم من سرقات أدبية مثال على ذلك نزار قباني في قصيدة ( الجريدة)
    مع الاسف كثير من شعرائنا وحتى فنانينا نقلوا من اللغات الاخرى مضامين أدبية وفنية ونسبوهاإلى أنفسهم، ظنا منهم أن القراء لن يكشفوها لأنهم لا يتقنون اللغات المنقول عنها وحتى في حالة إتقان البعض منهم لتلك اللغات فإنه ليس من السهل الإلمام بكل ما كتب فيها من ادب وما أنجز من فن.
    حين كنت طالبا في المرحلة الثانوية من الدراسة ذكر لي أستاذي في اللغة العربية الدكتور عبد المطلب صالح الذي درس في فرنسا وحصل على الدكتوراه أنه اكتشف أن أديبا مصريا وأظنّ أن اسمه على ما أتذكر هو محمد او محمود تيمور قد ترجم قصة طويلة من الفرنسية( رواية) لأديب فرنسي مغمور ونسبها إلى نفسه.
    وأنا أكتشفت سرقات عديدة لشعراء عرب من الآداب الاخرى
    فمثلا محمود درويش سرق البيت الذي يقول فيه: أنا لا أخاف الموت لكني أخاف الموت بالمجان من الشاعر الألماني ريلكة
    الأخوان الرحباني سرقوا مقدمة إحدى سمفونيات موزارات بالكامل دون تغيير وجعلوا منها مقدمة موسيقية لاغنية فيروز التي تبدأ ب:
    يهلا ... يهلا
    الحديث يطول في هذا المجال
    من حق الشاعر أو الفنان أن يقتبس او يضمّن لكن عليه ان يشير إلى المصدر. فعدم الإشارة إلى المؤلف أو المصدريعتبر سرقة
    تحياتي لك وإلى مزيد من الإبداع

    1.  
    أشكر أستاذي الجليل الدكتور علي القاسمي على لوحته الفنيّة المتميزة، والتي جاءت في شكل إبداعي حداثي مميز، فالقصة تنتمي إلى فنون ما بعد الحداثة، أو هي قصة قصيرة تحاول تشخيص واقع البيئة العربيّة في ظل الأوضاع السائدة المتردية، بطريقة سهلة ولغة صارمة، وقد أطلق بطل القصة على هذا النوع من القصة " بالسرد" في قوله " يغطّي كلَّ ما هو ليس بقصَّة وتريده أن يكون قصَّة"، وقد استشهد القاص بقصيدة للشاعر "جاك بريفر" عنوانها "فطور الصباح"، ويعدّ من بين الشعراء الذين يصفون الواقع بطريقة واقعيّة في جوّ شعبوي يشيع بتصوير قرائن المجتمع البسيط وهو ينتمي للنزعة السرياليّة الممجدة للفن كسلاح ضد الشر والقيود التي تسود المجتمع الفرنسي، وأيضا حاول بطل القصة الإفادة من القصة القصيرة للكاتب الأمريكيّ رون كارلسون بعنوان " قراءة الجريدة" ، وهو كاتب ينتقد حياة المجتمع الأمريكي بطريقة مباشرة ولاذعة". في حين أنّ نزار قباني" ضمَّن لديوانه قصيدة للشاعر "جاك بريفر" دون أن ينسبها لأصلها وهنا يثبت الراوي قيمة متعلقة بجانب التعلم أو الاطلاع على لغات العالم الغربي، فهو نوع من الجهل يصيب القارئ العادي، ولا يفوت المتخصّص، لتكشف القصة قيمة فنيّة متعلقة بالانتحال في قصيدة نزار قباني التي عنونها بـ "الجريدة" والتي ضمنها لديوانه دون أن يضيف لفظ "مترجمة"، ونصها أي "قصيدة نزار المعنونة بالجريدة":
    أخرجَ من معطفهِ الجريده..
    وعلبةَ الثقابِ
    ودون أن يلاحظَ اضطرابي..
    ودونما اهتمامِ
    تناولَ السكَّرَ من أمامي..
    ذوَّب في الفنجانِ قطعتين
    ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين
    وبعدَ لحظتين
    ودونَ أن يراني
    ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..
    تناولَ المعطفَ من أمامي
    وغابَ في الزحامِ
    مخلَّفاً وراءه.. الجريده
    وحيدةً
    مثلي أنا.. وحيده

    والنص المترجم للشاعر Le déjeuner du matin - Jacques Prévert
    جاء كالآتي: ""إفــطــار الصبــاح""-
    سكـــب القهـــوة
    فـي فنجـــــــــان
    سكــــب الحليب
    في فنجان القهوة
    وضــع السكــــر
    في قهـــوة الحليب
    بملعقـــة صغيـرة
    حــــــــــــــــــــرك
    شرب قهوة الحليب
    ووضــع الفنجــــان
    دون أن يحـدثنــــي
    ---
    أشعـــــــــل
    سيجــــــارة
    صنع دوائر
    بالدخــــــــان
    وضـع الرماد
    في المـرمـدة
    دون أن يحدثني
    دون أن ينظر إلي
    ---
    وقــــــف
    وضـــــع
    قبعته على رأســـــه
    لبس معطفه المطري
    لأنها كانت تمطــــــر
    وانصـــــرف
    تحـت المطـــــر
    دون كلمة
    دون أن ينظر إلي
    ---
    وأنــا، أخـــــذت
    رأسي بين يــدي
    وبكيــــــت
    ----القصيدة بالفرنسية
    Déjeuner du matin
    ---Il a mis le café
    Dans la tasse
    Il a mis le lait
    Dans la tasse de café
    Il a mis le sucre
    Dans le café au lait
    Avec la petite cuiller
    Il a tourné
    Il a bu le café au lait
    Et il a reposé la tasse
    Sans me parler
    ---Il a allumé
    Une cigarette
    Il a fait des ronds
    Avec la fumée
    Il a mis les cendres
    Dans le cendrier
    Sans me parler
    Sans me regarder
    ---
    Il s'est levé
    Il a mis
    Son chapeau sur sa tête
    Il a mis son manteau de pluie
    Parce qu'il pleuvait
    Et il est parti
    Sous la pluie
    Sans une parole
    Sans me regarder
    ---Et moi j'ai pris
    Ma tête dans ma main
    Et j'ai pleuré
    إذن فقراءة الجريدة " للكاتب الأمريكي رون كارلسون" Ron Carlson غيرها "جريدة" نزار المنتحلة، فجاءت في شكل قصيدة "فطور الصباح" للشاعر "جاك بريفر".
    لقد حاول القاص أن يلفت انتباه نخبة قراء الصحف والمجلات أن الصحف في أميركا وفرنسا كانت تصور وتنتقد الواقع بطرق مثيرة تؤدّي للتّشخيص الفوري للواقع وتنتقد الحكام والنظام، على عكس ما تصدره الصحف العربيّة في العصر الحالي من عناوين متعلقة بالقتل والجرائم، وكأن مصطلح "القتل" في مطلع الجرائد أصبح أمرا عاديا يتصفحه القارئ ودخل في روتين حياته، مثلا في قوله: " طائرات إسرائيليّة تغتال ستة فلسطينيِّين بينهم أربعة أطفال، بإطلاق صاروخ على سيّارتهم في شارعٍ بغزة، وتجرح عشرين من المارَّة." فالأمر أصبح عاديا ومن روتين الحياة وكأن القضية الفلسطينية ترتبط مباشرة بوجود قتلى وينتهي الأمر في ظل التّحايل والسكوت العربي والدولي من: "مجلس حقوق الإنسان" إلى مجلس الأمن الدولي وغيرها من المنظمات التي جعلت لفظ "القتل" يناسب مطلع الصحف العربيّة وهكذا إشاعة "لفظ متطرف" عن طريق الإعلام ليتصدر الصحف العالمية من دون أي تحرك عربي ولا أجنبي............
    وأيضا تظهر هذه القصة بعض الجوانب الفنية المبهمة تعبر عن النفوذ واستعمال السلطة عن طريق النهب بطرق ملتوية يقول: "عشرات القتلى من اللبنانيِّين بسقوط طائرة بوينغ في طريقها إلى بيروت." يشخص الوضع العربي المتردي للمحسوبيّة والتحايل على أموال الصيانة من طرف عمال الشركة دون الاهتمام لعواقب هذا الفعل الشنيع، فالقاص ينقل لنا أحوال التردي الذي وصلت إليه الأمة العربية والاستهتار بشعوبها من دون سلطان ولا رقيب....
    وتكشف القصة عن جانب مهم من جوانب التنمية البشرية والمتمثل في "الصحة"، يقول: " تقرير دوليّ: 351 ألف طفل عربيّ مُصاب بالأيدز/السيدا." وعلى غير العادة فإن المجتمع العربي المسلم أصبح رمزا للأمراض المتفشية خصوصا الجنسية وهذا يدل على انحلال واضح ومشين لصورة الأمة العربية بين الأمم، فهذه القصة تعد من فنون التصوير الحي للنهوض بهذه الآفات التي شوهت قيمة الفرد العربي...
    أشكر أستاذي المحترم الدكتور علي القاسمي متمنيا له مزيدا من الإبداع والتألق والنجاح.

    1.  
    دائماً مبدع صديقي د. علي
    كيف يمكن أن تبدأ بقراءة ما يكتب ولا تستمرّ بالقراءة حتى النهاية؟
    كلّ التحيّة القلبيّة.

    1.  
    الأخ الكريم الناقد الأديب الأستاذ صالح
    أشكرك على ثنائك الجميل على القصة .
    كما أشكرك على تفضلك بتوضيح ما بعد الحداثة في الأدب، بطريقة عملية لطيفة لا تُنسى.
    وتمنياتي لك بدوام الصحة والهناء، وباستمرار التألق والعطاء.
    محبكم: علي القاسمي

    1.  
    صديقي الحبيب شاعر العراق الكبير الأستاذ يحيى السماوي
    أشكرك على تكرمك بالتعليق على القصة، فتعليقك بمثارة ثريا جميلة تنير الصفحة والكتاب والمنزل والحارة.
    عنواني لم يتغير، كمحبتي لك التي ترفدها وتعززها وتوقدها قراءاتي المستمرة لقصائدك الرائعة التي تنساب برقة وجمال إلى حنايا ضلوع الفؤاد فتبعث الحسرة إلى الشفتين والدمعة للعينين.
    أكرر شكري ومودتي واحترامي.
    محبكم: علي القاسمي

    1.  
    عزيزي الشاعر المتألق الأستاذ جميل حسين الساعدي
    تحياتي الحارة وتمنياتي الطيبة لك بدوام الإبداع والتألق، علماً بأنني من المعجبين بقصائدك، وبتمكنك من العروض العربي، وإتيانكم بالقوافي النابتة في سياقها كورود حمراء على حافة ساقية جارية بهدوء.

    تعلمون ان القضية التي أثرتَها عالجها نقاد البلاغة العربية الأقدمون وأفاضوا في أنواع السرقات الأدبية، أو عدّوها من باب " وقوع الحافر على الحافر". أما نظريات النقد الحديث الغربية فقد أطلقت عليها اسم " التناص"، وذهب بعض الساخرين إلى تسميتها بـ " التلاص". ولعل القاعدة التي تفضلتََ بها ( الإشارة إلى المصدر) منصفة حقاً.

    المقصود من قصتي هو فساد المجتمع العربي كما بدا لسوداوية السارد، من القمة إلى القاعدة مروراً بالكاتب، والشاعر، والمعلم، والنادل، والشرطي، وبائع الصحف، إلخ. ولهذا ذكرتُ قصيدة الجريدة لصديقي المرحوم الشاعر الكبير نزار قباني . وفي الحقيقة أسميتُ عمله ذاك في دراسة نقدية لي بـ " تنّاص امتصاص" أي أن ذائقته الشاعرية امتصت قصيدة الفرنسي برفير مثل إسفنجة ، وتشبعت بها، ثم ظهر هذا التناص في قصيدة له.
    أكرر شكري الجزيل ومودتي واحترامي.
    محبكم: علي القاسمي

    1.  
    ابننا العزيز الدكتور كمال لعناني
    أشكرك على تعليقك، أو بالأحرى دراستك النقدية المقارنة القيمة، التي تدل على جديّتك في الدرس والبحث.
    وأغتنم هذه المناسبة لأهنئك بمناقشة أطروحتك بإشراف أخي العالم اللساني الدكتور صالح بلعيد، ونيلك الدكتوراه بأعلى مرتبة " مشرّف جداً" ، قبل بضعة أيام بجامعة تيزي وزو في الجزائر العزيزة.
    أتمنى لك دوام النجاح والإنتاج والهناء.
    علي القاسمي

    1.  
    صديقي الشاعر الجميل شوقي مسلماني الذي يفوح عبقه اللبناني الفينيقي الأصيل في أراضي أستراليا.
    شكراً لكلماتك الدالة.
    ولكن أخشى ما أخشاه أننا ـ نحن المُبتلين بالإبداع ـ نقرأ لبعضنا، أما أغلبية الشعب العربي، فلا تجد المدارس والمال اللازم لتتعلم القراءة والكتابة.
    محبكم: علي القاسمي

    1.  
    الاديب العلامة الكبير
    اريد ان ادخل في صلب الموضوع , دون الاشارة الى الفن الجمال الابداعي , لانه اصبح من سجية من سجايا الادب والابداع للعلامة الاديب . ولكن اريد ان اتطرق الى الرؤية الشمولية , التي تقف خلف او في عمق هذه القصة القصيرة وحكايتها البسيطة , التي تعتبر الابداع في في اسلوب السيميائية ( الدلالة والاشارة ) في اروع صورها التعبيرية , وفي الرؤية الفكرية والتأملية , التي تقف خلفها , بما يحيط بنا , في هذا العالم والواقع , الذي يتعامل بالزيف والاحتيال والانتحال والسرقات , كأننا نعيش في غابة وحشية , الحياة والبقاء للاقوى , وليس للاصلح . بما يحتل بنا من الواقع يتعاطى بروتينية مملة بالضجر والحزن . كأنها مظاهر عامة طبيعية , بما تحمل من معايير مقلوبة . يحركها الغش والاحتيال , وتسويق الثقافة الضحلة والخاوية , ولهذا يثير بنا الحزن والسخط معاً. ان هذه القصة القصيرة وساردها ( الضمير المتكلم ) العالم والعليم . والكاشف رزايا وخطايا هذا العالم والواقع , يكشف لنا قاذوراته التسويقية التي يتاجر بها , كأنها محركات عجلة حياتية . لقد كشف بالرصد والاقتناص والملاحقة , زيف العالم وموبقاته . وقدم لنا لوحة بانوراميا حياتية متكاملة , بتناقضاتها وتنافراتها , قصة قصيرة تملك براعة الاندهاش والمفاجأة , في اسلوبية منهجية , رائعة في الكشف والرصد . في عمق جوهرها . هكذا بكل بساطة وبحذلقة ذكية , يأخذ صديقه الى فطور الصباح , او الى القهوة الصباحية . لذلك اعتبر النص , يمثل اسلوب فن الحذلقة الابداعية , بالفطنة والذكاء , في اسلوبها السردي الجميل والمشوق . ليدل على منصات الحياة الروتينية . التي تحمل السخرية والانتقاد والحزن . ان اعمدة هذا السرد البسيط والعميق الدلالة والاشارة , يتكون من :
    1 - فن الحذلقة وتسويقها بالفطنة والذكاء
    2 - السخرية
    3 - السخط
    4 - الحزن
    1 - فن الحذلقة وتسويقها . يتخذ من صديقه حجة او قناع , في تمضية الوقت لفطور الصباح او الى القهوة الصباحية , ليكشف له عمق الرزايا والخطايا , التي تمر بنا بغفلة منا , او تستغل الجهل في اللغات الاجنبية . بأن يقرأ له قصيدة الفرنسية ( فطور الصباح ) لجاك بريفير . بحجة لم يعرف اللغة الفرنسية او الانكليزية , يقرأها له بالعربية ( وهذا بيت القصيد ) ليكشف بأن الشاعر نزار قباني , اعطاها عنوان آخر( الجريدة ) ونسي !!! ان يكتب كلمة ترجمة . هذا فن الحذلقة , الضرب تحت الحزام , يعني لم يقل انها سرقة , بل يجعل القارئ أن يصرخ بملء فمه ( انها سرقة وانتحال ) . والكاتب نصف مثقف , يدبج مقالات انشائية ركيكة او مسروقة وينسبها الى نفسه , ونقاد ( الصدفة ) يعتبرون كتاباته الهزيلة والمضحكمة , ابداع ينتمي الى مصلح ( ما بعد الحداثة ) . مثل الذين يدعون حرفة الرسم , يشخبطون شخبطات مضحكة , ويضعونها في اطار انيق , وعرضها في معارض فخمة , ونقاد ( الصدفة ) يطلقون عليه باسم مصلح ( مابعد الحداثة ) أو بيكاسو الثاني , ولكن فن الحذلقة , التي تجعل الفرد يخرج عن طوره السوي , ليصرخ باعلى صوته ( نفاق وسفاهة تافهة )
    2 - السخرية : الضحك على الذقون الى حد السخرية الهزيلة , بالزيف والاحتيال والسرقة , بضياع حقوق الكاتب . انتحال جهود الاخرين الفكرية , ونشرها في الصحف , لانها لا تدفع حقوق الكاتب . انت تسرق افكار غيرك . ( وتُصبِح كاتبًا. وعلى كلٍّ، فالصحف لا تدفع حقوق المؤلِّف. أنتَ تسرق أفكار غيركَ، والناشرون يسرقون حقوقكَ. ) انها سلسلة مترابطة من السرقة والاحتيال والحذلقة , التي تدعو الى السخرية , في هذا العالم المزيف ( المضحك المبكي )
    3 - السخط : الاخبار والعناوين التي تعج بها الصحف ووسائل الاعلام الاخرى , عن بشاعة العنف الذي يحيط بنا . من قتل ودمار وحروب واغتصاب الحقوق . كأننا نعيش في غابة وحشية , الحياة للاقوى .
    4 - الحزن : من تداعيات العالم والواقع المقلوب , بأن يكون كبش الفداء , الابرياء والضعفاء , وهذا ما يثير الحزن والمرارة , بهذه الاساليب الوحشية الشمولية
    تحياتي : ودمت بخير وصحة
    لدوائر الاحزان دعوةُ مَنْ دعاني للفطورِ

    كان الفطورَ مُلوّنًا دسمًا يفيضُ من السطورِ

    واخي عليُّ لهُ أجادَ وقال أهلاً للحضورِ

    هذي موائدنا تدورعلى بساطٍ من سرورِ

    لله ابذلُ دعوتي والاجرُ للعبد الشكورِ

    خالص ودّي وعاطر تحياتي لأخي الصديق الاصيل
    الاديب الاستاذ علي القاسمي مع أطيب التمنيات .

    الحاج عطا

    1.  
    تحية ومودة لأخي العزيز المفكر الأديب الأستاذ جمعة عبد الله،
    أشكرك من القلب على مقالتك النقدية القيمة عن قصتي القصيرة.
    لا أستطيع مجاراتك في تحليلك النقدي الرفيع، ولا مضاهاتك في إضاءاتك النقدية اللماعة. كل ما أستطيع أن أقوله إنني عبّرت بقصتي سرداً عما تطرحه من أفكار قيمة ونقد عميق لأوضاعنا الاجتماعية في بعض مقالاتك السياسية التي تواصل نشرها بكل إخلاص واجتهاد.
    ولا أملك الآن إلا أن أكرر شكري ومودتي واحترامي.
    محبكم: علي القاسمي

    1.  
    أخي الشاعر الأديب الأستاذ الحاج عطا الحاج يوسف منصور،
    شكراً لهداياك الشعرية الفاخرة التي تغمرني بها في كل مرة.
    ويبدو أن إقامتك في الدول الإسكندنافية جعلتك تتأثر بطبيعة المأكولات التي تقدَّم في الولائم، فالإسكندنافيون يحرصون على أن يزدان الطعام بثلاث خصال: الألوان الزاهية والرائحة الزكية والمذاق الرفيع. وهكذا جاء بيتك:
    كان الفطور ملوّنا فيهِ الكثيرُ من العطور
    وقد سكبت هذه الخصال الراقية على فطوري البائس المملوء بالأحزان والأوصاب والشكوى.
    ولهذا أقترح أن يكون البيت ما قبل الأخير الخاص بفطوري:
    هذي موائدنا تدور على بساط من شُرورِ
    وهذه مداعبة من رجل ليس بشاعر أدت إلى تخريب أبياتك الجميلة التي تفيض بالمحبة.
    أكرر شكري ومودتي واحترامي.
    محبكم: علي القاسمي
    حبيبي واستاذي
    اقتراحك جميل وفية واقع نعيشه
    لكني آثرتُ التورية في قول السرور
    سروري ان ابياتي اعحبتك وهذا فخر واعتزاز

    محبتي موصولة بالشكر والدعاء

    الحاج عطا

    1.  
    الكثير جدا د. القاسمي. اسألك حسب...ماذا سوف يفعل لو كان الخوف حيا. هل سيعتذر عن الكتابة

    1.  
    الأخ الكريم الشاعر الأديب الدكتور ريكان إبراهيم
    أشكرك على تكرمك بالاطلاع على قصتي القصيرة.
    ويبدو أن رسالتك الكريمة قد سقط منها بعض العبارات ولهذا تعذر عليّ فهم المعنى.
    أما إذا كان السؤال الأخير يتعلق بالكاتب وهل سيعتذر عن الكتابة عندما يسيطر عليه الخوف؟ فأنت الطبيب النفسي الباحث أقدر مني على الإجابة على هذا السؤال. وأحسب أن الجواب يختلف من فرد إلى آخر وعلى تكوينه النفسي ودوافعه وظروفه.
    آمل أن يُعاد تعليقكم الكريم كاملاً.
    مع خالص الشكر والمودة والاحترام.
    علي القاسمي

    مقالات ذات صلة