أصدقاء الدكتور علي القاسمي

المدينة الشبح قصة قصيرة بقلم الدكتور علي القاسمي

قصة قصيرة / المدينة الشبح
نقلا عن موقع صحيفة المثقف.

 علي القاسمي
أتفرّسُ في الحروف المُتراصّة، أفترسها. ألوكُ أصوات الكلمات المتعاقبة، ألفظها. أتتبَّع معاني العبارات المنسابة، أُدركها. فيتملَّكني العجب لما حدث وكيف حدث. أُلقي نظرةً متسائلةً عبر النافذة المُغبرَّة، فلا تصافح عيناي سوى كثبانٍ رمليَّةٍ صفراءَ، تنداح متراميةً، حتّى نهاية الأفق، حيث تلتصق بوجنة الشمس الغاربة، فتعفّرها. كثبانٌ صامتةٌ ناطقةٌ في آنٍ، كثبانٌ تفوح بعبق الصحراء بجميع أسرارها الدفينة، وبكلّ تاريخها الموغل في قلب الزمن، الغائر في خاصرة الغرابة. أُدير وجهي إلى زوجتي الأمريكيّة المتسمِّرة أمامي المحدِّقة بي، وأترجم لها ما وعيتُ، فتُبرِق الدهشة في عينيْها وتقول:
ـ عجيب‌، هذا أمر هائل! الآن لستُ نادمةً على الرحلة.
       كانتْ قد حاولتْ أن تثنيني عن القيام بتلك الرحلة مُجادِلةً:
ـ إنّكَ ترمي بنفسكَ في لجَّة الخطرِ، حين تجوب مجاهل الصحراء.لأجل ماذا؟ لمجرّد العثور على المدينة التي هاجر منها جدُّك إلى أمريكا. وبمَ يفيدك هذا؟ وماذا ينفع الماضي من الناحية العمليّة؟ إنّنا نخطو حثيثاً نحو عتبة القرن الثاني والعشرين، وأنتَ ابن يومكَ. انظر إلى الأمام، وتطلَّع إلى النجوم الشامخة، ولا تلتفت إلى الخلف، وتحدّق في حضيض الوحل.
       وعندما ارتطمتْ  كلماتُها وتوسُّلاتها بجدار إصراري الصلد، عدلتْ عن رأيها، وقرّرتْ أن ترافقني في سفرتي، وأخذتْ تساعدني في الإعداد لها.
       راحت سيَّارتنا الكهربائيَّة، المجهَّزة خصيصاً للسير في الصحراء وهي تجرّ عربة المؤونة المُلحقة بها، تنساب على الرمال مثل ضبٍّ مرتعبٍ هارب. وكان طنين محرِّكها يتلاشى في فضاءِ الصمت المطبق حولنا. وراحتِ الشمس تدلق أشعتها الذهبيّة الساطعة على الصحراء المتموّجة أمامنا، فتكرعها الرمال العطشى، ولا تذر في قرارة الكأس شيئاً، ما عدا سراباً تلمحه عيوننا، وهو يرتفع وينخفض مثل ماء بحيرةٍ نائية.
  
       كانت المعلومات المنثالة على شاشة حاسوب السيّارة،  بجانب المِقود تشير إلى دنوّنا من مقصدنا، ولكنَّنا لم نتبيّن شيئاً. لم تطالعنا أيّ أطلال أو خرائب. وكدنا نرفع راية اليأس على سارية الإعياء، حين بزغت في الأفق البعيد قدامنا، أعمدةٌ رمليّةُ اللون تطاول عنان السماء. حسبناها، أوَّل وهلةٍ، أشباحاً هائلةً متراصّةً، مثل صفٍّ من الكائنات الخرافيّة، القادمة من كواكب أُخرى.  ثمَّ ما فتئت أن تبدّت لنا على هيئة عماراتٍ شاهقةٍ، أخذت تزداد ارتفاعاً كلّما اقتربنا منها.
وأخيراً ضمّتنا المدينة وعانقنا أوَّل شارعٍ من شوارعها. شوارعٌ عريضةٌ فارهة، وعماراتٌ كبيرةٌ فخمة. مدينةٌ قائمةٌ بكلّ مبانيها ومرافقها، لم يُصِبْها زلزال ولم يجتَحْها طُوفان. ولكنَّها مهجورةٌ خالية، لا إنسان فيها ولا حيوان ولا نبات. وكانت بعض أبوابها ونوافذها تتحرَّك بفعل الريح الخفيفة، فيصدر عنها صرير/أنين يبذر الرهبة والتوجّس في نفوسنا. وعلى الطرقات، تناثر زجاجُ بعض شبابيكها المُهشَّم، مختلطاً مع أكوام الرمل التي تجمَّعت هنا وهناك. وثمَّة مساحاتٌ فارغةٌ بين العمارات، لا بدّ أنّها كانت منتزهات، أو مواقف للسيّارات، ذات يوم. وبقينا وقتاً طويلاً، ونحن نتوجّس خروج إنسان أو حيوان من أحد الأبواب.
       واخترقنا وسط المدينة متّجهين إلى أحيائها الغربية حيث انتشرتِ الإقامات  السكنيّة الفاخرة  المهجورة. أوقفنا سيارتنا وسط الشارع الرئيس وهبطنا راجلين وسِرنا على الرصيف المُدثَّر بالرمل، بمحاذاة الأبواب. كان بعضها موصَداً وبعضها الأخر مغلقاً وبعضها مفتوحاً على مصراعيْه. وكلّها تحمل قطعاً نحاسيَّةً أو خشبيَّةً كُتِب عليها اسم الإقامة. وأغلب الأسماء مؤنَّثة على غرار (فيلا حصّة) و (فيلا جوهرة 2). ندلف إلى بعض المنازل، فنلقي على جنباتها نظرةً بلون الحزن. وفي كلِّ منعطفٍ، شهقةٌ ودهشة. ووراء كلِّ بابٍ، يتلفَّع سرٌّ لا يخلع رداءه للتاريخ. وعلى كلِّ قطعةِ أثاثٍ فاخرةٍ، غفتْ بردة أسى.
       تسمّرتُ في مكاني فجأةً، وأخذتُ أحملق في القطعة المُثبَّتة على أحد الأبواب، وأنا لا أصدّق عينيّ. لقد كانت تحمل اسم أُسرتنا. عجبتُ لكونها تختلف عن أسماء المنازل الأخرى. وتذكّرت ما كان يقوله لي أبي في صغري أحياناً على سبيل اللوم:
       ـ تخالف الآخرين دوماً فلا تفعل ما يفعله الناس جميعاً. هكذا كان جدُّك!
       وينفذ صوت زوجتي إلى أُذني مقاطعاً تجليات طفولتي:
       ـ ماذا دهاك؟ ما لكَ ذاهلٌ هكذا؟
       ـ لقد بلغنا مقصدنا، بكلّ بساطة، أكاد لا أصدق نفسي! 
دلفنا إلى المنزل، فألفينا أثاثاً بكامل عُدّته، حتّى الستائر المرتعشة بفعل النسيم على الشبابيك، كأن الأهل غادروه ذلك الصباح، لولا غلالةٌ رمليةٌ استوتْ على الأسرَّة والجدران. انتقلنا من غرفةٍ إلى أُخرى، وقلبي يحدوه الحنينُ، فيزداد خفقاناً، ويحرقه الوجد فيذوب ذوباناً. ثمَّ ارتقينا السلَّم إلى الطابق العلويّ. وهناك وجدتُ مكتبة جدّي برفوفها الأنيقة وكتبها المُسفّرة، يتوسّطها مكتبه الذي دوّن عليه معظم مؤلَّفاته، التي من أجلها علّمني والدي العربيّة. وعلى الجانب الأيمن من المكتب، كان دفتر مذكراته. قبضتُ على جمر الحنين بمهجتي، وفتحتُ الصفحة الأولى، بأنامل مرتعشة، مثلما يفتح طفلٌ كتابه الأوَّل في المدرسة. وأخذتُ أقلّبُ صفحاته، وأتفرّس في الحروف المتراصة، أفترسها، والدهشة تجلّل وجهي:
  
20 أبريل 2031
اقتصادنا راكدٌ تماماً مثل مستنقعٍ آسن.
  
25 مايو 2031
البترول الذي ننتجه، هو السلعة الوحيدة في العالم التي ينخفض ثمنها باستمرار، خارقاً بذلك جميع المبادئ الاقتصادية. منذ أربعين عاماً، وسعر البرميل في انخفاضٍ دائم، هبط من أكثر من مائة وعشرين  دولاراً إلى أقلَّ من دولار واحد!
  
3 يونيو 2031
مصادر الطاقة البديلة تجعل من بترولنا سلعة بائرة، شيئاً تافها لا قيمة له، مادة قذرة تتجنبها الأيدي، إنّه فحم القرن الحادي والعشرين. حتّى في بلادنا لا نستطيع الاستفادة من البترول. فجميع الآلات والمحركات والسيّارات التي نستوردها، لا تعمل بالبترول مطلقاً.
  
30 يونيو 2031
العمال والمستخدمون الأجانب يغادرون البلاد بكثافة، لا لتمضية العطلة الصيفيّة مع أهاليهم، وإنّما إلى الأبد، بسبب انخفاض الأجور التي لم يقبضوها منذ شهور. قبل عشر سنوات، كنّا نسعى إلى طرد العمّال الأجانب الذين لا يتوفرون على رخصة إقامة صالحة؛ أمّا اليوم فيصعب علينا استقدام العمّال والتقنيّين اللازمين للتسيير. لقد نضب المال الذي كان يجذبهم إلى المدينة، فغادروها. أمّا نحن، فجذورنا جذورُ نخلةٍ تضرب بعيداً في أعماق التربة، وليس في مقدورها أن ترحل مع الريح كالأشنات.
  
25 يوليو 2031
اضطر كثيرٌ من الناس إلى تمضية الليل في العراء، ليصيبوا شيئاً من النوم. فقد بلغت درجة الحرارة اليوم ،أكثر من خمسين درجة مئوية. وأجهزة التبريد في عددٍ كبيرٍ من العمارات معطَّلة، بسبب انعدام الصيانة. فأمست الصناديق الأسمنتية المسماة بالشقق، قِطعاً من جهنم لا تطاق.
  
30 يوليو 2031
الشباب الذين تهاطلوا على المدينة أيام ازدهارها، قادمين من الواحات القريبة والقرى البعيدة، طمعاً في حياة أفضل، شرعوا بالعودة إلى منابعهم. لم يعُد بوسع المدينة أن تقدّم لهم أحلامهم على طبقٍ من ذهب، فتخلّوا عنها. أمّا نحن، فلن ندير ظهورنا إلى مدينتنا. كنّا هنا عندما كانت بيوتنا مبنيّة من الطين قبل خمسين عاماً، وبقينا هنا عندما تحولت إلى إقامات من المرمر والإسمنت، وسنبقى هنا متمترسين في مواقعنا، حتّى بعد أن يتفتت المرمر ويتهرَّس الإسمنت. إنَّ الذي يحزّ في نفوسنا، هو الجفاف الذي أصاب عقولنا. لم يخرج أيٌّ منا بأيِّ بدائل مقبولة.
  
20 أغسطس 2031
       لقد وقع ما كنتُ أخشاه. المياه التي تصلنا من محطة تحلية مياه البحر، أخذت في التناقص، ثمّ في الانقطاع ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع. نلجأ الآن إلى تخزين الماء في صهاريجَ منزليّةٍ احتياطاً.
  
15 سبتمبر 2031
       ها قد تغيّر طعم الماء كثيراً. إنّنا نشرب ملح البحر في قهوتنا، ولم يعُد بمقدور السكّر تلطيف مذاقها. ولكنَّ الأمرَّ والأدهى هو انقطاع الماء عنا لفتراتٍ أطول فأطول. لا ماء كافٍ للشرب، بله سقي الشجيرات اليتيمة الذابلة في المدينة. إنّها تموت واقفة. إنّه انهيار سدِّ مأرب الجديد.
  
10 أكتوبر 2031
       مئات من الشقق التي غادرها ساكنوها، فارغة؛ وعشرات من العمارت مغلقة بكاملها، لا تجد من يستأجر شققها أو يشتريها بأبخس الأثمان. أزمةُ السكن التي عالجتها صحافتنا بإطناب قبل أربعين عاماً أمست نكتةً قديمةً مؤلمة.
  
30 نوفمير 2031
       لم يعُد هنالك عمّال أجانب في المدينة ليغادروها. ولم يبقَ فيها من المهاجرين إليها ممن لم يعُد إلى واحته أو قريته. لذلك جاء دور أهلها الأصليِّين. فقد سمعتُ أن صديقنا عبد الله  قد رحل وعائلته الأسبوع الماضي، دون أن يحاول بيع منزله أو أثاثه ودون أن يودّعنا. أمَّا نحن فباقون هنا. جذورنا ملتحمةٌ مع تربتنا التحاماً لا فكاك له.
  
31 ديسمبر 2031
       غادر جارنا عبد المجيد وعائلته المدينة بسيّارته قبيل الفجر. لم يحتمل رؤية عيوننا وهي تشيّعه. ولم يحتمل الجفاف ونقص الخدمات التي اعتاد عليها. فاختار أن يتلفَّع بسواد الليل خارجاً من المدينة. بيدَ أنّا سنبقى، وستمتد جذورنا إلى أعماق الأعماق باحثةً عن قطرة ماء، ولتتساقط الأوراق الصفراء من أعالي الأغصان.
  
5 يناير 2032
       تواترت الإشاعات حول احتمال انقطاع الماء من محطة تحلية مياه البحر بصورة نهائيّة. والآبار التي ما زالت في أطراف المدينة لا تسدُّ حاجتنا من الماء. شبح العطش يطلُّ علينا مع مطلع العام الجديد.
  
1 فبراير 2032
       منذ شهر جفّ مداد قلمي بصورة مريعة، لأنّ الصحيفة اليومية المتبقية الوحيدة توقّفت عن الصدور في آخر يوم من أيام السنة المنصرمة. كنت أظن أنّني أكتب إشباعاً لحاجة ذاتيّة، أو رغبة في التعبير عن أحاسيسي، أو للهروب من واقعي الخانق إلى عالم متخيل أرحب. ولكنَّني اكتشفت اليوم أنّني كنت أكتب للتواصل مع الآخرين. وعندما انقطعت جسور التواصل معهم أحجمتُ عن الكتابة، أو بالأحرى أحجمتْ عني. لم أعُد أدوّن إلا مذكّراتي الحميمة بين الفينة والفينة. لِمن أكتب؟ غداً ستذرو الرياحُ أوراقي، وتطمس الرمالُ كلماتي.
  
18 فبراير 2032
       أَسرَّ إليّ أخي الكبير اليوم أنّه وأفراد أُسرته عازمون على الرحيل قبل حلول الكارثة، ونصحني بمصاحبته، قائلاً إنّه على الرغم من إصراري فإنّ دودة القلق تمتصّ الدم من وجهي، وإنّ الخوف يتراقص على شفتَي وأصابعي، ولا بدّ من الخروج من مملكة الخوف والقلق. أجبتُه قائلاً إنَّ سعفات النخلة قد تهتز مع الريح، ولكنَّ جذورها ثابتة في الأعماق. قال: "سنرى" وانصرف.
  
20 فبراير 2032
       لم تبقَ لي سوى المذكّرات، هي ملاذي الوحيد. ألجأُ إليها هروباً من الصمت. أحتمي بها من العزلة التي تخنقني، العزلة التي يفرضها الجفاف، العزلة التي تُحكمها الصحراء على خناقي، العزلة الناتجة من تلاشي الحياة الاجتماعيّة في هذه المدينة المُحتضِرة. أبثُّ مذكّراتي أشياءَ لا قيمة لها، أشياءَ تافهة، أشياءَ لا تغيّر المصير المُترصِّد بنا أبداً، ولكنّها تمنحني فرصةً للثرثرة مع نفسي فتعوضني عن الصديق والرفيق، وتجعلني أتأمّل في مشاعري وسلوكي فأشعر أنّني ما زلتُ أحيا.
  
21 مارس 2032
       يا لسخرية القدر!  لقد اقتحم مدينتنا مسخ الجفاف ممتطياً صهوة الربيع. اليوم انقطع الماء من محطة تحلية مياه البحر بصفة نهائيّة. وهكذا يتضافر جفاف صنابيرنا مع جفاف أرواحنا.
  
22 أبريل 2032
       أهالي المدينة يغادرونها جماعاتٍ جماعاتٍ كالطيور المهاجرة. إنّه موسم الهجرة إلى جميع الاتجاهات.
  
5 مايو 2032
       درجة الحرارة تتمادى في الازدياد، والماء الذي نستدرُّه من البئريْن المتبقييْن، يوشك على النضوب. والصيف على الأبواب.
  
6 يونيو 2032
       العوائل القليلة المتبقيّة في المدينة تجمّعت في شارعنا، وانتقت الإقامات التي تناسبها فيه، وأطلقنا عليه شارع الصمود.
  
1 يوليو 2032
        معظم الصامدين يتحدّثون الآن عن التوجّه إلى الخارج لتمضية العطلة الصيفية. إنَّها مجرد ذريعة. ولكنّني لا أستطيع التخلّي عن مهد الذكريات.
  
8 يوليو 2032     
لم تبقَ في شارع الصمود إلا عائلتنا. إنّه سجن انفرادي قضبانه مشرعة على الصحراء، وعزيمتنا يحملها صاروخ منطلق إلى تخوم الاستسلام.
  
11 يوليو 2032
       ما فائدة انغراز جذور النخلة في أعماق التربة، عندما ينقصم جذعها، وتهوي إلى الأرض؟ الجفاف يطلّ علينا بوجهه الكالح، من كلّ حدب وصوب.
  
14 يوليو 2032
       الجفاف يغيّض آخرَ قطرة في آخر بئر. الجفاف يشرب دماء قلبي. الجفاف ينشّف مداد قلمي. إنّي راحل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
  

د. علي القاسمي



تعليقات (26)

  1.  
المدينة الشبح، كانت الحلم الذي استحال الى كابوس، نظرة استشرافية لمدن الصحراء البترولية، التي انبثقت من اعماق الرمال كقرون الشيطان تناطح السماء التي تمردت عليها، برهان على ان الرهان خاسر، وان تحدي الطبيعة، قد ينجح ولكن لحين، العمارات التي انغرست في الرمال، وصفها القاص الدكتور علي القاسمي، انها علب إسمنتية، هذا الوصف الدقيق يطابق الواقع تماما، ويقارب النظرة الإستشرافية للمستقبل،القاص في وصف المدينة الشبح، وضعنا في البداية لصدمة الحدث، عندما أشار في سرده للسيارة الكهربائية، أي التحول المتوقع، الذي سيؤدي الى نتائج كارثية، وعندما يحصل هذا التحول الدراماتيكي، يتحول الإستهلاك العالمي من النفط كسلعة بائسة الى مصادر جديدة ونظيفة للطاقة، سيصبح النفط كما وصفه القاص ، كأي طاقة إحفورية ناضبة وملوثة للمناخ، قصة الشبح، إطلاق جرس الإنذار لتدارك الكارثة قبل وقعها، وعند ذلك لا يجدي الندم نفعاً.
مودتي اخي الدكتور دم بصحة طيبة وعافية .
أستاذنا الجليل الأديب المبدع صالح البياتي،
أشكرك على كلماتك الكريمة.
كنتُ قد قرأتُ نصك الرائع " أتجد فرقاً؟". وأجيب بنعم.
أجد فرقاً واضحا بين نصّك المتميز بالفرادة ونصوصنا. فنصك يجمع بين الشعر الرائق والنثر الخالد والفكر العميق، في خلطة سحرية نادرة، متوَّجة بكلمات مموسقة أخاذة.
قرأت نصك هذا منبهراً، وتأملته متفكّراً، وتساءلتُ في نفسي: متى يمكنني أن أكتب نصاً مثله؟ فهو نص فجّرته الموهبة، وزينته الخبرة، وحسّنته الثقافة الواسعة، ورفعته عالياً مقدرةٌ لغويةٌ أنضجها تعاملك ومعاناتك مع اللغة لفظا وتركيباً ودلالة، عقوداً من السنين. فهنيئاً لنا بك أيها الأديب المبدع.
وشكراً جزيلاً على تشجيعك لي وإطرائك قصتي " المدينة الشبح"، فقد فقدنا ـ نحن العرب ـ أرواحنا وعقولنا وخيولنا، وبقينا مجرّد أشباح على رقعة الشطرنج.
محبكم: علي القاسمي
المدينة الشبح، أو المستقبل الشبح، قصة قصيرة تحكي مأساة العرب المؤجلة التي تسير إلى نهايتها المحتومة، بسرد معجب مفجع يخترق الوجود ويهز الوجدان، وبتناول يهز مشاعر القارئ العربي ويقتلعه اقتلاعا من جذور واقعه الوهم وينبته إنباتا في تربة مستقبله الكابوس. إنها الصدمة التي تضعنا أمام مستقبلنا الذي نسير نحوه ونحن لاهون عابثون غافلون. الشكر للأستاذ الجليل الدكتور علي القاسمي على هذه القصة الصاعقة المرعدة المبرقة.
صديقي العزيز المفكِّر الاديب الدكتور كيان أحمد حازم،
شكراً على كلماتك الطيبة بحق قصتي، وشكراً على قراءتك الصائبة لها.
فمنذ مطلع الألفية وأنا أطَّلع سنوياً على تقرير " التنمية البشرية" الذي تصدره منظمة الأمم المتحدة، إما مراجعاً لترجمته أو قارئاً لمعلوماته. وفي كل سنة، وبمزيد من الأسى والأسف، أجد أن بلداننا العربية ذات الكثافة السكانية، تتخلَّف أو تتقهقر، وتزداد فيها مؤشرات الفقر والفساد، في حين أن معظم البلدان الآسيوية ثم الإفريقية التي كانت متخلّفة بالمقارنة ببلداننا العربية، تحرز تقدماً في تنميتها البشرية.
فالعراق مثلاً، هو البلد الوحيد في العالم الذي التي تكره حكومتُه شعبها، كرهاً لا مثيل له، بحيث تستخدم قواته اللاأمنية العتاد الحي في مواجهة المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المهضومة، فيسقط القتلى فيه كل يوم منذ أكثر من 17 عاماً.
أكرر شكري لإطلالتك الكريمة على قصتي متمنياً لك الصحة والهناء ودوام العطاء.
محبكم: علي القاسمي
  1.  
قصة تخيلية رائعة.. تدلف إلى المستقبل بأماني الماضي.. تشق الطريق نحو الغد بلغة شائقة.. تسوق القارئ رغمًا عنه إلى يومياتنا المستقبلية.. يوميات مخيفة جافة حارة.. إن بقينا نهتم بالإسمنت على حساب الإنسان.. الحرص على مخالفة الآخر كان ممتدًا في جسم الدولة العربية إلا في مظاهرها العمرانية.. نبني مدينة أشباح من الآن
شكرا لكم الدكتور والأديب علي القاسمي
لعل أحفادنا يقرؤون هذه اليوميات/ القصة ليقولوا كان بينهم علماء لكن لم يكن صوتهم يصل إلى من يديرون البلدان والعمارات شكرا لكم
صديقي الأثير الكاتب الأديب الدكتور عبد الحكيم أحمين
أشكرك على تعليقك الكريم على قصتي القصيرة.
أشاركك الرأي في أن التنمية الحقيقية تتطلب الاستثمار في الأنسان وتعليمه وصحته ورفاهيته، لا في البنيان والإسمنت والحجر. فثروة البلاد الحقيقية تكمن في معرفة أهله وسمو أخلاقهم وقدرتهم على الإبداع والإنتاج، لا في ثرواته الطبيعية وقدراته العسكرية والمالية. فالتنمية هي بالإنسان وللإنسان، حاضراً ومستقبلا.
أكرر شكري على مودتك ووفائك وتشجيعك الدائم لما أكتب.
محبكم: علي القاسمي
  1.  
لطالما كانت قرائتي لابداعاتك استادي ...شمولية تعتمد على احساسي بالكلمة ومعناها العاطفي...لكن نص المدينة الشبح جعلني أركز أكثر في المفردات ...لأجد فعلا انها كما المادة الخام بين يديك تشكلها كيفما أردت و تصيغها بالمعنى الدي تريد و تأطرها بالفكرة التي تتناولها في النص ....
المدينة الشبح ...نوستالجيا المستقبل ....فكرة جديدة ...او بالاحرى لم المسها سوى في الافلام العلمية *science fiction*
تناولك للمستقبل كدكريات ماضية و احداث مرت ...دليل على رؤية علمية للأحداث اقتصاديا و احتماعيا و...و معرفة بالتاريخ ...لتبتعد بالقارئ عن فكرة التنبؤ....وتدخله في واقع يراه بعين مجردة من خلال توظيفك لطريقة سرد مخضرمة .. حنين و مستقبل داخل الدكريات.....
قارئتك المبتدئة
  1.  
قارئتي الكريمة،
أشكرك على تعليقك المتميز الذي ينم عن موهبة أدبية ومقدرة على التفكير والتعبير.
ولهذا أحسب أن توقيعك بـ " قارئتك المبتدئة" لا ينطبق على واقع الحال. فأنت مشروع كاتبة متألقة، إن واظبت على المطالعة، واكتساب المعارف، والتمرّن على الإنتاج الأدبي.
فأنت تمتلكين موهبة أدبية. وكل موهبة أدبية تثمر بعد أن يكتسب صاحبها، الثقافة اللازمة، والتقنيات المطلوبة، ومواصلة المران.
أكرر شكري لتعليقك الكريم، وإعجابي بأسلوبك الرشيق، متمنياً لك النجاح والهناء والعطاء.
علي القاسمي
  1.  
الأديب المبدع الدكتور علي القاسمي المحترم
بمجرد ما قرأت أسمك أنتابي شعور جميل في القراءة ، قرأت بنهم وكأني أقرأ لأحد المتنبأين بالمستقبل رغم أن التوقعات تقول ذلك .
ففي سردك الممتع هو واقع مسبق لما سيحدث لدول الخليج عامة والمغرورة بثرواتها النفطية وعماراتها المتطاولة ، لكنك سبقت الأحداث بتلك القصة الخيالية الجميلة وبسردها الشيق والمدهش وهذا ليس بجديد على كاتب روائي متمرس مثلك .
مع أطيب تحياتي لشخصكم الكريم
إلهام
عزيزتي الشاعرة الأديبة إلهام زكي خابط،
أنتِ أيتها الشاعرة التي حملتْ كلَّ شيء معها وغادرت الوطن:
حملتِ صحف إبراهيم الأولى بين ضلوعك،
وحملتِ تراث سومر وبابل وأكد في أعماقك وعلى أطراف أناملك،
وحملتِ أحزان ديموزي ودموع عشتار واغتراب سميرأميس،
وحملتِ في كفيك حفنةً من ماء الرافدين المقدَّس لا تبل صدى غربتك ،
ورحلتِ إلى أقصى المعمورة، مخلفةً وراءك أزاهيرك التي غرستها في قلب بغداد، عطشى وحيدة.

أشكرك على كلماتك الكريمة التي أسعدتني حقاً، مع تمنياتي لك بموصول الإبداع والعطاء.
علي القاسمي
  1.  
شكرا على هذا الاستشراف وعلى هذا الخيال الخصب، الحامل لهمّ الأمة والمستقبل...يبدو أن مستقبلنا مزيد من المتاعب...الحضارة تتطلب المجهود والابتكار والعمل الدؤوب...لا مجال للخيرات ا لم تتم التنمية...شكرا على تحليقك بنا استاذنا الكبير علي القاسمي...محبكم مصطفى
صديقي الحميم المترجم الأديب الأستاذ مصطفى شقيب،
أنا سعيد بإطلالتك البهية على قصتي القصيرة التي لا بد أنك ترجمتها أو ستترجمها في مقبل الأيام.
وكما تفضلت، فـ " الحضارة تتطلّب المجهود والابتكار والعمل الدؤوب."، وهذه صفاتك التي أتمنى أن تُغرَس في جميع أبنائنا. فنحن تعلمنا الكسل ـ مع الأسف ـ نتيجةً لاقتصاد الريع المتفشي في بلداننا.
أشكرك على كلماتك الكريمة بحقي مع تمنياتي لك بموفور الصحة والهناء وموصول الإبداع والعطاء.
محبكم: علي القاسمي
  1.  
سيدي العزيز ،
فسحة يأس هكذا أتجرم العنوان ، يطلعنا بشكل مفاجئ عن الحياة بعد سنوات ستمضي حتماً ، يخيل إلى القارئ منا أنه بصدد استكشاف أحوال المدينة المخيفة بجوها و ترحالها ، فيضع لذلك افتراضات ، لربما تفصح السطور الموالية عن سر ما أو عكس ذلك ـ تماما تجعلنا القصة نمضي معها فقرة فقرة محاولين معرفة مالذي تخبؤه الفقرة الأخرى ، لنجد أنفسنا أمام مستقبل تستشرفه أساليبك المثيرة الانتباه ، خاصة منها بعض المفردات الواصفة لدقة الحدث كيفما تنوع مستواه ، و اصدقني القول أن تخميني كان صحيحا بمجرد قراءة الفقرة الأولى ، و هذا راجع إلى استرسال الأحداث كأنها حكاية تشبيهية درامية تضغط على زر الانذار لما سيحدث بعد مدة معينة " 2031/2032" واقع مرير و وهم نستظل به ، لعل الغذ أجمل ، غير أن الأفق المنتظر لا يستحق منا النظر فقط بل يستوجب العمل و إدارك الوضع المعيش.
شكرا مجددا لمنحنا فرصة الاطلاع على نوع سردي آخر يمتد إلى المستقبل القريب و يتمتعنا بفصاحة الأسلوب ،نرجو أن يتغير واقعنا للأفضل .
دمتم بخير دوما .
عزيزتي المهذبة الآنسة إيمان،
أشكرك على هذه القراءة النقدية الجيدة التي تنم على موهبتك الأدبية ومقدرتك على التعامل مع النصوص الأدبية بمقاربة تركيبية تأخذ في النظر جميع المناهج النقدية.
وأتمنى لك التفوق في دراستك، والتألق في مستقبلك.
علي القاسمي
  1.  
حضرة الأديب المتميز د. علي القاسمي المحترم
أنت تعجن الحرف وتَخبز الكلمة في فرن الأعماق لتقدم الأدب اللذيذ على مائدة الإبداع.
قصة جميلة و رائعة...
دمت مبدعًا
أعتزازي وجلّ تقديري
حضرة الأديب المبدع الأب يوسف جزراوي الموقَّر،
أشكركم أجزل الشكر على تعليقكم الكريم الذي اشتمل على صورة مجازية خلابة، رسمتموها بريشة المحبة، ولوّنتموها بألوان الإخوة الإنسانية، وزينتموها بأطارٍ من عواطفكم العراقية النبيلة.
أرجو أن تتقبلوا مني أطيب التمنيات لكم بموفور الصحة والهناء، وموصول الإبداع والعطاء.
محبكم: علي القاسمي
  1.  
العلامة الاديب
الحدث السردي في منصاته الملهمة . وهو في حقيقة الامر , توظيف لنظريات الفكرية والاجتماعية في دراساتها وبحثها في التعمق والغوص في اعماق الواقع . الذي تهب عليه المتغيرات ويفشل في الاستلهام والتكيف , وانما ينزوي بهلع خوفاً من المتغيرات الجديدة , ومن اكتشافاتها العلمية في التطور في الواقع وفي العقلية السائدة . هذا الانزوى , بمثابة الخوف من المتغيرات . لذلك الحدث السردي يحمل عينات متنوعة في تجربة الاكتشافات البالغة الاهمية , بين الحياة القديمة والتشبث بها , وبين التطور العلمي واكتشافاته , في حقيقة الوعي الاجتماعي وعقلياته , ان البحث في الدقائق المجتمع والغوص به . نجده في ثنايا النص القص , في الادب المقارن , الذي يحمل رؤية وموقف رصين متعدد الجوانب في البحث والدراسة . والسمات الجمالية لابداع العلامة الاديب , في النص السردي , يحمل رؤية فكرية عميقة . يعني انه يستثمر في براعة متناهية الابداع السردي والانشغال عليه , ان يحمل رؤية عمية في قضايا المجتمع الساخنة والملتهبة . ان ظاهرة الابداع العلامة الاديب , ظاهرة غير مسبوقة في الابداع السردي , لا يختص في تقديم الابداع الجمالي السردي , وانما يدس نظرياته الفكرية والاجتماية لتسير بشكل متوازي في النص القص . انه يطرح نظرته الشمولية بذريعة او على اكتاف النص السردي المقدم . ولكن نظريات الفكرية والاجتماعية المغلفة في الحبكة السردية . تحمل وجهات نظر فكرية رصينة وهادفة , وفي الرؤية والموقف . اي ان الحدث السردي معرض للمناقشة والحوار الفكري , والدراسة المنهجية , في المنصات الاجتماعية والسياسية . اي ان النص السردي يتناول جوانب اجتماعية من صلب الواقع . يغلفها في اطار سردي , ليوجه رسالة من الراوي الى المروي اليه . لكي يدلل بأن هناك ازمة في الواقع الوجودي الاجتماعي في ثنايا عتبات النص السردي . ونعرف علم اليقين ارتباط العلامة الاديب في حاضنته الاجتماعية بعمق روحي ووجداني . الشغف العميق في بيئته ومحيطه , في مدينته الاصل وفي العراق الوطن . هذا الشغاف الذهني والروحي يتجسد بوعي او دون وعي , اي في العقل الظاهر والباطن . ولا يمكن دراسة وبحث عن الابداع الجمالي والفكري للعلامة الاديب , دون ربطه في الاصل والجذر , هذا الارتباط الروحي غير قابل للانفصال , اي انه يسكب جماليته الابداعية في بحثه الابداعي , على شغافه العميق للوطن الراقد في جوانحه الداخلية . انه يمتلك البراعة الفذة في شد القارئ , كالمغناطيس . يجذبه بمنصات التشويق ولكنه يدس رؤيته الفكرية . لذلك من المستحيل فصل العلامة القاسمي , عن اصله وجذره وبيئته الاصلية , ان هذه العلاقة اشبه بعلاقة السمك بالماء , لكنه يملك براعة المراوغة في تريب وتنسيق الهرم في الحدث السردي ويشبعه في الرؤية الفكرية . اي انه يملك رسالة وجيهة , عبر الرواي يوجهها الى المروي اليه , في اختصار العبارة السردية المركزة . التي تدلل على ان الاغتراب يقربه اكثر بالوطن والاصل روحياً الى هم الوطن ومعاناته . مهما كانت الظروف والمتغيرات . لذلك ألخص المنصات الفكرية في رؤيتها الدالة والعميقة في ثنايا الحدث السردي :
× التعلق بالاصل والبيئة المكانية للفرد , مهما كانت الظروف والمتغيرات وبعد المكان , لذلك نجد الزوج الشرقي يجلب زوجته الامريكية الغربية الى مدينته , رغم اختلاف العقلية والظروف والبيئة . لكنه لكي يؤكد تعلقه بالاصل رغم غرابة زوجته .
× التظور العلمي الصارخ في الغرب , بالسيارة الكهربائية , ونحن مازلنا ندور حول الناقة والجمل والصحراء , كأنها مقدرات ابدية .
× التخلف والجدب لا ينتج سوى مدينة اشباح . كأننا نؤمن بنظرية التخلف , بعد المدن العمرانية نعمل ان نحولها الى صحاري مجهولة وقاحلة وغير مسكونة , لجملة اسباب .
× اسباب التخلف الاجتماعي , اقتصادنا راكد تماماً مثل المستنقع الراكد والاسن .
× لعنة النفط جلبت الاهوال والمصائب والنوائب والكوارث , جلبت القهر والمعاناة .
× حين تهب رياح التخلف تنتج عقليات منغلقة ومتعصبة في الجهل والطائفية .
× مصيبة الحاكم العاطل بالفعل والنشاط , كأن الكرسي سلب عقله وتفكيره , ولا يفكر سوى في امساك الكرسي . مما يجعل الحياة ترفل في الجدب واليباس , كأننا مازلنا سكان خيام الصحارى .
× بكل تأكيد الغرب يضحك على عقليتنا المتخلفة , ويستغل تخلفنا لاطماعه الخاصة .
× الشيء الوحيد الذي برعنا به بامتياز يستحق الوسام الرفيع , و قديماً وحديثاً , بأننا ندور ونلف على تاء التأنيث المربوطة بالف حبل , ونربطها حولنا بكل براعة . حقاً نحن بارعون في هذا الجانب , وفاشلون في كل الجوانب الاخرى . ولكن السؤال الوجيه , ماذا نترك الى اجيالنا القادمة , سوى اللعنة علينا . لذلك شطبنا الانسان من الاستثمار والابداع .
هذه براعة السرد ورؤيته العميقة . وهذه الخاصية الابداعية للعلامة الاديب , ان يربط ابداعه السردي في مواضيع ملتهبة وساخنة من صلب الواقع
تحياتي
صديقي الكريم المفكر الناقد الأستاذ جمعة عبد الله.
شكراً من القلب على هذا النقد الفخم الباذخ.
كنتُ قد كتبتُ رداً في حينه وفؤجئت اليوم بعدم وجوده..
أذكر أنني قلتُ فيه إنني لا أستطيع أن اجاريك، وإذا حاولتُ مجاراتك، فسأبدو خلفك مثل بدوي منهك على بعيره المتعب وهو يحاول اللحاق بطائرة نفاثة تخترق جدار الصوت والصمت.
بيد أنني أستطيع أن أؤكد ما تفضلتَ به من أن ألكاتب هو صاحب رسالة يريد إبلاغها لمتلقيه، ويحسّنها ويجعلها جذابة بصبّها في قالب أحد الأنواع الأدبية والأساليب الفنية.
وحاولت إقناعك أن تشرفني في المغرب العزيز بمناسبة معرض الكتاب في الدار البيضاء الذي سيُعقد من 9 إلى 19 من شهر فبراير المقبل. وسأوقع بعض كتبي الجديدة في رواق دار الثقافة بالمعرض يومي السبت والأحد 15و16 من الشهر القادم.
أكرر مودتي وإعجابي بإبداعك وأحترامي العميق.
محبكم: علي القاسمي
الأخ والصديق العزيز الدكتور علي القاسمي :
تحية من القلب الى القلب اخي وحبيبي دكتور علي وتحية لروحك الخلاقة وقلبك المعطاء بنبضات المحبة والأبداع الأنساني بكل معانيه الروحية والجمالية ، فترسمها لنا اناملك الكريمة بهذا الجمال الذي عوّدتنا عليه دائما، فتتفاعل قلوبنا وارواحنا ونفوسنا مع ما تقدمه لنا اخي العزيز دكتور علي ، واقولها لك صدقاً وليس مجاملة جوفاء ، او محاباة استهلاكية ، كلا اخي دكتور لي ، فمثلما أثّرت بي كتابات المرحوم عبد الرحمن منيف ، كذلك انت اخي !
وما قرأته الآن في رائعتك " المدينة الشبح " فهي إجتذبتني بقوة سحرها وجماليتها وعمق مضمونها ، ذكرتني بمدن الملح لعبد الرحمن منيف ..
مودتي بسعة روحك المعطاءة اخي وحبيبي دكتور علي
اخوك: ابراهيم
سعادة الرسام الطبيب الشاعر الأديب الدكتور إبراهيم الخزعلي،
أشكرك من القلب على كلماتك الطيبة التي أسعدتني هذا الصباح، وهي طبعاً ناتجة عن كرم النفس النادر الوجود الذي تتحلى به، والذي يشهد به كلُّ مَن سعد بلقائك، ويعدّه موهبة ربّانية تفوق جميع مواهبك العلمية والأدبية والفنية. فأنت مجموعة من الفضائل النادرة الممزوجة في شخص واحد.
إذا كان لي أن أندم على أمر في حياتي، هو أنني لم أتشرف وأسعد بلقائك، لأرى كيف تتجسَّد الخصال الإنسانية الجميلة في رجل فرد. فأرجوك، إذا مررت بالمغرب العزيز، في إحدى رحلاتك البطوطية، أن تتكرَّم بإبلاغي لأتشرف باللقاء الحلم.
شكري ومودتي واحترامي.
محبكم على البُعد: علي القاسمي
  1.  
الاستاذ الدكتور علي القاسمي المحترم.
صديقي العزيز، أمد الله في عمرك ومتعك بأتم الصحة والعافية، كما متعتنا بروائعك ذات المستوى الادبي الرفيع.
قلم الأديب البارع ، كمبضع الجراح الماهر يلتقط ما يعتور المجتمع من علل مستعصية، فيعمل على معالجتها فنيا دون الوقوع بفخ المباشرة، اتمنى ان أقرأ الكثير مما كتبت ، مطبوعا، انا اعيش في استراليا بمدينة سدني والمطبوع العربي قليل جدا.
اشكر لك إعجابك بنصي الأدبي المنشور بالمثقف، اعتبره درسا في اخلاق التواضع من أديب مرموق، وعالم علم في اللغة العربية، أكرر شكري الجزيل ومحبتي لشخصكم الكريم.
  1.  
أستاذنا الجليل الأديب المتميز الأستاذ صالح البياتي،
شكراً لرسالتك الكريمة التي تنم عن أخلاقك الرفيعة. فشكرك لي على التعبير عن إعجابي بنصك "أتجد فرقاً؟" هو من فيض روحك السخية.
في حقيقة الامر أنا الذي ينبغي أن يشكرك على نصك الجميل، فقد أمتعتني به وأسعدتني.
واستجابة لشكواك من قلة ما يُكتب بالعربية في مقر إقامتك في أستراليا (أسأل الله أن يرحم ضحايا النيران من إنسان وحيوان فيها)، يسعدني أن أنهي إلى كريم علمك أن جميع كتبي السردية متوافرة في موقع " أصدقاء الدكتور على القاسمي" في الشابكة.
أرجو أن تتقبل، استاذنا المبدع الكبير، أسمى عبارات الشكر والمودة والاحترام.
محبكم: علي القاسمي
سرد ممتع رفيع..
استشراف خيال لشبح منطلق من الواقع..
تصوير هادئ لأحداث متسارعة
قراءة أدبية متميزة بأسلوب قصصي رائع لواقعنا المهترئ...

مزيدا من العطاء أستاذنا..
  1.  
أستاذنا الكريم العالم الجليل الدكتور عبد الرحيم الرحموني،
شكراً جزيلاً لك أخي العزيز، كلماتك أوسمة أعلقها على صدري بالقرب من قلبي المحب لك.
علي القاسمي
شكرا والف الف شكر لك أخي وأستاذي الدكتور علي القاسمي على نبضات محبتك ومحبة كل الطيبين التي تنبض بقلبي وروحي ،وتشرح لي صدري وتطيب بها نفسي ، وأشكرك على مشاعرك النبيلة ، وانا سأكون بأتم السعادة بلقائك ، وهو شرف لي أخي الودود والصديق الصدوق .
محبتي مع فائق احترامي
اخوك: ابراهيم
  1.  
عزيزي المبدع الدكتور الخزعلي،
شكراً على كلماتك النابعة من قلب طيب، وروح سخية.
أعد هذه الإجابة الكريمة بمثابة وعد على تشريفك لي في المغرب.
مع جزيل الشكر وخالص المودة والاحترام.
محبكم : علي القاسمي

مقالات ذات صلة