أصدقاء الدكتور علي القاسمي

الغيرة القاتلة قصة قصيرة للدكتور علي القاسمي

الغيرة القاتلة
نقلا عن موقع صحيفة المثقف


وصرختُ بالرجل الآليِّ محتدمًا:
ـ "توقّفْ، فريد، اهدأْ، تعقّلْ."
وردّ بغضب وهو يرفع مطرقةً حديديَّةً ضخمةً بيده مهدِّدًا:
ـ " لا، سأحطِّم كلَّ شيء."
فصحتُ به، وأنا أحاول إخفاء أَمارات الخوفِ الذي انتابني:
ـ "فريد، أَلْقِ المطرقة،  واسمع ما أقوله لكَ، فأنا الذي صنعتكَ. أطعني!"     
ولكنَّه كشَّر عن أسنانه الفولاذية، وأجاب وهو يضغط على كلِّ حرفٍ: " كلا! كلا! ثم كلا!"
       لم يَدُرْ في خاطري يومًا، أَنَّ الشعور بالغيرة يمكن أنْ يشكِّل دافعًا لاقتراف جريمةٍ ما؛ بل لمْ أعدّ الغيرة سببًا كافيًا للتخلِّي عن السلوك المتحضِّر واللجوء إلى العنف. كنتُأحسب أنَّ الغيرة لا محلَّ لها في مجتمعٍ متمدِّنٍ، ينعم أفراده بالمساواة، ويتمتعون بحرية الاختيار والتعبير، وأنَّها لا وجود لها إلا في الحكايات الخياليَّة والروايات التاريخيَّة.
       ولعلَّ اقتناعي ذاك كان نتيجة خبرتي السابقة، أو بالأحرى، نتيجة عدم خبرتي في الموضوع. فأنا لمْ أقع فريسة الغيرة يومًا، ولم تلسعني نيرانها، ولم تؤرِّقني هواجسها الخبيثة. ربَّما كنتُ في منجًى من هذه العاطفة البدائية العدائية، لأنَّني لم أُحبّ يومًا حبًّا حقيقيًّا يمتلك مشاعري، ويأسر عقلي، ويعمي بصري وبصيرتي عن رؤية الوقائع والحقائق بجلاء. فقد كنتُ أميل دومًا إلى العزلة وعدم الاختلاط بالآخرين. ففي طفولتي، كنتُ أمضي جُلَّ وقتي وحيدًا مع لُعبي الآلية، ألهو بها فترة، ثُمَّ أفكِّك أجزاءها، ثُمَّ أُركِّبها، أو أُجري تحويراتٍ عليها. وفي فتوَّتي، كنتُ أتسمَّرُ أمام حاسوبي ساعاتٍ طويلة. وبعد تخرُّجي في الجامعة استغرقتْ أبحاثي في ميدان الذكاء الاصطناعي وقتي كلَّه، وانغمستُ فيها إلى قمَّة رأسي،  حتّى أضحتْ لذتي الوحيدة، وصار مختبري بمثابة خلوةِ ناسكٍ متصوِّف.
       ونظرتُ إلى المطرقة الضخمة التي يُمسِك بها فريد بقبضته الحديدية، والغضب يتطاير شررًا من عينيْه. يا إلهي! إذا طفق يحطِّم كلٍّ شيءٍ كما يهدِّد، فإنَّ أجهزتي التي أمضيتُ قرابة عشرين عامًا في تطويرها، ستُمسي ترابًا، تحت ضربات مطرقته المُريعة.
       وفيما كنتُ أحاوره بلساني، كان عقلي يفكِّر، بسرعةِ متواليةٍ هندسيَّةٍ،في كيفيَّة السيطرة عليه إلكترونيًّا وشلِّ حركته. وفجأةً صرخ في وجهي:
ـ " كفى نفاقًا. تقول لي "اهدأْ، لنتفاهمْ، لكلِّ مشكلةٍ حلٌّ"، وفي الوقت ذاته تضمر القضاءَ عليَّ، وتفكِّر في الوسائل."
       أجبتُ مسترضيًا بابتسامةٍ استجديتُها من الخوف الذي اجتاحني:
ـ " أنتَ مخطئ، يا فريد! لا بُدَّ أنَّ نوبة الغضب التي تجتاحك، تشلُّ عقلكَ عن التفسير الدقيق للذبذبات المغناطيسيَّة الصادرة عن دماغي، كما تجعلكَ تتفوَّه بعباراتٍ لا تليق برجلٍ مهذَّبٍ مثلكَ."
       واستحالَ الخوف في أعماقي هلعًا ورعبًا، عندما تذكَّرتُ أَنَّني لمْ اتَّخذ ما يلزم من الاحتياطات التقنيَّة للسيطرة على فريد إذا عَنَّ له العصيان. فلم يخطرْ ببالي أنَّ ذلك سيحصل يومًا. فالرجل الآليُّ، من حيث الأساس، بمثابة عبدٍ قوِّيِّ البنية، ضعيف العقل، ينفِّذ تعليماتِ المُبرمج، ويقوم بالمَهام التي يوكلها إليه صاحبه.
       ولكنَّ فريدًا ليس بالرجل الآليِّ العادي. إنَّه يمثِّل جيلاً غير مسبوق من أجيال الكائنات الآليَّة. فقد صَمّمتُ ذاكرته بحجم مئة مليون ميغا، بحيث تتَّسع لخزن جميع محتويات مكتبة الكونغرس الأمريكية ومكتبة البولديان البريطانية والمكتبة الوطنية الفرنسية مجتمعةً في زاوية من زواياها فقط. كما تستطيع وحدة العمليّات فيه أنْ تقوم بمائتي مليون عمليَّة في "الميلي سكند" أي في الواحد من الألف من الثانية، بحيث لا تستغرق منه الإجابةُ على سؤالٍ، أو التوصل إلى قرارٍ، أكثر من رَمشَةِ عيْن. ولا يتَّبع فريدٌ برنامجًا مرسومًا له سلفًا، لحلِّ المشكلات التي تجابهه، وإنَّما يدرس جميع المُعطيات ذات العلاقة، ويمحِّص الاحتمالات، ويقلُب النتائج المتوقعة، ويتَّخذ القرار المناسب في ضوء ذلك كلِّه. وهكذا يقترب، في طريقة تفكيره، من الإنسان الحقيقيِّ، من حيث حرِّيَّة الاختيار المتاحة له. ولهذا كنتُ أحاسبه وأعاتبه على أخطائِه.
       واستفدتُ من أبحاث اللسانيات التوليديَّة- التحويليَّة، والصوتيات الحاسوبيَّة، في جعل التواصل مع فريد يتمُّ، لا عن طريق التحكُّم عن بُعْد، ولا بواسطة ملمس الحروف، ولا بالقلم الإلكترونيِّ، وإنَّما بالخطاب الشفهيِّ مباشرة. فبإمكانكَ أن تتحدَّث معه حديثَ رجلٍ مع رجلٍ، في أي موضوع، وتطرح عليه ما تريد من الأسئلة شفهيًّا، فيسمع كلامك، ويحوِّل الصوت إلى معان، ويراجع المعلومات اللامتناهية المخزونة في ذاكرته، ويختارُ الأنسب منها، ليجيبكَ بدوره شفهيًّا، بعد أقلَّ من لمح البصر.
       ولكن فريد لا يقتصر على الإجابة عن الأسئلة التي تُطرَح عليه، وإنَّما بمقدوره كذلك أن يأخذ زمام المبادرة، فيتشكّى، مثلاً، من برودة الجوِّ الشتويِّ الغائم، لأنَّ مقاييس الحرارة والرطوبة، وآلات التصوير، والرادارات المثبتة في داخله، تزوِّد دماغه بصورةٍ متكاملةٍ عن الطقس، وتتيح له التعبير، مثلاً، عن تذمُّره من البرد الجليديِّ الذي لم تشهد البلاد مثله منذ ثلاثين عامًا. وكثيرًا ما كنتُ أعود إلى المنزل، فأجده يرتِّب غرفة نومي، وهو يتحدث وحدَه عن الفوضى التي خلَّفتُها ورائي، عند مغادرتي الغرفة في الصباح.
       لم يكُن فريد "خادمي" فحسب خلال السنوات الخمس الأخيرة، وإنَّما كنتُ أَعدّه "صديقا" كذلك. فهو يبدو في هيئته رجلاً طبيعيًّا عاديًّا. فقد صنعتُ تقاسيم وجهه على غرارِ ملامح وجهي، وغطَّيته بطبقةٍ رقيقةٍ من البلاستيك الخمريِّ اللَّون. وجعلتُ مقاييس جسمِه مطابقةً لمقاييسي. وكنت أُلبِّسه إحدى بذلاتي المفضَّلة، فيبدو كأنَّه شبيهي، أو بتعبير أدقّ، أخي التوأم. وكان عددٌ من معارفي الذين يفدون إلى المنزل لأوَّل مرَّةٍ، من دون موعدٍ سابق، ويفتح لهم فريد الباب، ينادونه باسمي، ظنًا منهم أنَّه أنا. فكان يصحِّحهم بلطف قائلاً:
ـ "آسف، يا سيدي، إنَّ البرفسور خارج المنزل، وما أنا إلا مدير أعماله."
ولعلَّه كان يهزأُ بهم، ويضحك منهم في سريرته، فأنا أعلم مدى "شيطنته". وما وقع التباسٌ من هذا النوع، إلا وتأكَّد لي نجاحي في صنع الرجل الآليِّ الكامل، وشعرتُ بالزهو والسعادة.
       كنتُ أدعو فريد في أوقات فراغي إلى لعب الشطرنج معي، فكان يجيب بارتياح:
ـ"انتظرْ قليلاً، من فضلكَ، حتّى أُعدّ لكَ فنجان قهوة."
فأقول له مكايدًا:
ـ " وفنجانٌ لكَ كذلك، من فضْلِكَ."
فيجيب مازحًا:
ـ "أنتَ تدرك تمامًا أنَّ المشروبات الروحيّة وغير الروحيّة كلَّها مضرةٌ بأحشائي، فهل ترغب في إيذائي؟"
وكان يبادر إلى إعداد القهوة قبل أن نبدأ اللعب خبثا منه، لأنَّه يعرف سلفًا أنَّني كلَّما أقعُ في مأزقٍ في لعبة الشطرنج، أطلب منه أن يعدَّ لي فنجان قهوة، لا لرغبتي في احتسائها فقط، وإنَّما كذلك لأكسب مزيدًا من الوقت للتفكير في الخروج من المأزق.
       لا أدري بالضبط متى بدأتِ الغيرة تأكل قلب فريد. ولكنَّ بداياتها تعود، بلا شك، إلى أكثر من ثلاثة أشهر، حينما انتهيتُ، على سبيل التجريب، من تصنيعِ فتاةٍ آليَّةٍ، سمراء، هيفاء، ذات ملامح ساحرة، وصوت نسائيٍّ جذّاب، وتتمتّع بمواصفاتٍ تقنية أفضل من تلك التي يتوفَّرعليها فريد، مع خصوصيّاتٍ نسائيَّةٍ، بالطبع.
       في البداية سارتِ الأمور على ما يُرام. فقد اتفقنا ـ نحنُ الثلاثة ـ على تقسيم العمل بينهما. ففي حين تولَّتْ فريدة الطهي وإعداد المائدة لي، واستخراج أخبار الصباح من الشابكة (الانترنت) ووضعها على مكتبي، والقيام بأعمال السكرتاريَّة الأخرى، اضطلع فريد بتنظيف المنزل، ونقل قطع الأثاث الثقيلة من مكانٍ إلى آخر، وإصلاح الأجهزة المنزليةِ المعطوبة، وسقي الحديقة وتشذيب نباتاتها، وقيادة السيارة عندما أكون مُتعبًا، وغير ذلك من الأعمال التي يتولاها الرجال عادة، على الرغم من أنَّ قدراتهما التقنية متقاربة، ولكنَّها مسألة تنسيق فقط.
       غير أنَّني أخذت أدعو فريدة، أحيانًا، إلى مجالستي، عندما أخلو بنفسي مساءً في غرفتي، لا لشيءٍ إلا لأنني كنتُ أرتاح إلى طبقاتِ صوتها الأنثويِّ المنغَّم. وإلى النكات التي كانت تختارها من معاجم النكات المخزونةِ في ذاكرتها، وترويها لي للترويح عني أثناء لعبنا الشطرنج أو النرد. وحدثَ أنْ استأذن فريد ليقطع علينا جلستنا قائلاً:
ـ " آسف، يا سيدي! وددتُ أنْ أذكِّرك فقط، بأنَّك ستستقلُّ الطائرة في الصباح الباكر إلى طوكيو، لحضور المؤتمر العالميِّ عن الإنساليات. ولعلَّك تريد أن تأوي إلى فراشك مبكِّرًا، لتنال قسطا من الراحة."
       لفتَ انتباهي تكرُّر مثل تلك التصرفات من فريد، كلَّما كنتُ أختلي بفريدة. وحرتُ في تفسير تصرُّفاته. ظننتُ، أوَّل الأمر، أنَّ برامج فريد قد أصابها فيروسٌ طارئٌ، بعد أن ظلَّت تعمل بدقَّةٍ وسرعةٍ متناهيتيْن طوال تلك المدَّة بلا كبوة ولا هفوة. وحرتُ في تفسير سلوكه. لم يخطر ببالي أنَّ نجاحي في تصنيع الرجل الآليِّ الكامل قد بلغ حدًّا يستطيع معه هذا الكائن المصنوع من فولاذ ودوائر إلكترونيَّةٍ وبلاستيك، أنْ ينفعل مثل إنسانٍ حقيقيٍّ مخلوق من لحمٍ ودمٍوينبض بين جنبيْه قلبٌ بالمشاعر والأحاسيس.
       دلَّني الاستقراءُ الموضوعيُِّ لتصرفات فريد، بما لا يقبل الشكّ، على حقيقةٍ واحدةٍ، وهي أنَّ سلوكه المنحرف ناتجٌ عن شعورهِ بالغيرة. وعندما جابهته بالحقيقة وطرحتُ عليه السؤال تلو السؤال، بمهارةِ نفسانيٍّ متمرِّس، راوغ كما يراوغ الثعلب، وتهرَّب من الإجابة المباشرة.
       لقد تأكَّد لي باليقين القاطع، أنَّ الغيرة هي علَّة تصرفات فريد غيرِ السويَّة. بَيدَ أنَّ الذي لم أتمكَّن من تشخيصه والتوصُّل إلى كنهه، هو دافع تلك الغيرة. تُرى هل أخذ فريد يغار من فريدة لأنَّها استأثرت بمودتي وحازت على تفضيلي لها، أَم أَنّه صار يغار منّي، لأنَّه وقع في غرام فريدة!؟

  1.  

اسعد الله صباحك بكل خير.
قرأت القصة الرشيقة و التي تختلف بها مع نفسك. فمن عادة علي القاسمي ان يقدم شخصيات من خلال حبكة. هذه القصة هي شخصنة و تجريد لفكرة الغيرة التي خصص لها روب غرييه عملا كاملا. و قبله السير رايدر هجارد رواية كلاسيكية كاملة بعنوان هي او الغيرة.
و لا شك ان الفكرة الاساسية موجودة عند ماري شيللي بفرانكشتاين. و لكن شيلي كانت تبحث عن صراع الروح و المادة و تطارد فكرة الخير و الشر.. هل هما صنعيان )معرفة و ادراك( ام انهما فطرة. بينما هذه القصة المختصرة تنظر لمعنى حواء و دورها في دراما الحياة البشرية و اختلاق الاشكالات.
و ربما انا مخطئ.
فلكل كاتب فلسفته و افكاره السرية التي تختبئ خلف النص..

صديقي العزيز العالِم الأديب الدكتور صالح الرزوق
أسعدني اطلاعك الكريم على القصة، وأسعدني أكثر رضاك عنها.
كانوا يسألون إرنست همنغواي عمّا إذا كانت إحدى قصصه القصيرة ذات حمولة سياسة أو اجتماعية، فينفي قائلا: لو أردتُ ذلك لبعثتُ إليكم ببرقية؛ إشارة إلى عمله مراسلاً صحفياً يبعث ببرقيات إلى جريدته حول الأحداث السياسية والعسكرية. ويقصد بقوله ذاك أنه يفصل بين الأدب والسياسة. ولكن في حقيقة الأمر، جميع قصصه تحمل نقداً اجتماعياً صارخا ، بيد أنه يحبّذ ترك باب التأويل موارباً، من أجل خلود العمل الأدبي.
تمنياتي لك بالصحة والهناء والإبداع.
معزّكم: علي القاسمي

مازلت أتأمل القصة رغم أني ترجمتها وراجعتها ضمن ترجمة جميع سرديات الدكتور علي القاسمي؛ما استطعت استنباطه هو أنها استشراف مبكر للقادم.وبالفعل بدأنا نرى تدخل الآلة بشكل ما في حياتنا الخاصة والاجتماعية والمهنية بشكل فظيع...والأمثلة عديدة متنوعة...سعدت كثيرا بالسياحة في عوالم سردياتكم الثرية الفسيحة أستاذي الكبير. محبكم مصطفى شقيب

أخي العزيز المترجم الأديب الأستاذ مصطفى شقيب،
أشكرك على مرورك الكريم بقصتي القصيرة، ربما عدّة مرات.
وأتفق معك على أن الآلة تسطيع أن تستأثر بعمل الإنسان في قيادة الطائرات ووصناعة السيارات وغيرها، ولكنها حتى الآن لم تستطع أن تنوب عن الإنسان في ترجمة النصوص الأدبية، مجال اختصاصك، على الرغم من تطور منهجيات الترجمة الآلية. نجحت الترجمة الآلية بنسبة عالية في ترجمة النصوص العلمية والتقنية، ولكنها وقفت عاجزة عن إنجاز الترجمة الأدبية بصورة مقبولة، لأن هذا النوع من الترجمة هو إعادة تأليف تتطلب أديباً مبدعاً مثلك.
حفظك الله ورعاك.
أخوك: علي القاسمي

صباح المسرات والعافية
أولاً أعاتبك لأنك زاهد في النشر
وثانياً ما زلتُ مستغرقاً في قراءة قصك، سردك، نصك، وعيناي تدوران كما طائر البومة الذي اكتُشفتَ وحسب العلماء بأنه يستطيع أن يدير رأسه 180 درجة وهذا جزء من تكتيك وحيل هذا الطائر الذي أذهلني في طريقة تطبيقه لمبدأ صراع من أجل البقاء !
الحيوانات تتكلم وتتصرف وتتخد الأوامر نعم والإنسان ينسحب وتنتصر الإلكترونيات وينسحب الإنسان مع قليل من حفاظ على ماء الوجه !
ما زلت فرحاً بأفكارك وفنية سردك وأحسب أن هذا اللون من السرد سيكون له شأن
محبتي وتقديري

ومن البوم أستُمدت فكرة الرادار ــ عفواً

صباح الخير والصحة والهناء أخي العزيز الشاعر المتألق الأستاذ سامي العامري.
سعيد بعتابك، لأن العتاب من علامات المحبة. والحقيقة الحقيقية أن قلّة النشر لا يعود إلى زهدي بقدر ما يعود إلى كسلي وأني أفضّل القراءة على الكتابة والنشر.
أتفق معك على أنه كلما ازداد استعمال الإنسان الألى في البيوت والمقاهي والأسواق، ازداد ظهوره في الأدب والسينما والفن عموماً، فالفن في جوهره محاكاة للحياة.
أخوك المحبّ: علي القاسمي

للقاسميّ رشاقةٌ في قَصِّه
ولطافةٌ في حسِّهِ وَبِفكرِهِ
مازال نبضُ الفكر فيه عابِقاً
ويقصُّ بعضاً من مساردِ سِرِّهِ
يا ضيعةَ الإنسان إن أمسى به
قَيْدٌ بهِ أوكَتْ يداهُ لِعُمرِهِ

أخي الكريم الشاعر الكبير الدكتور أكرم جميل قنبس
أشكرك على شذراتك الغالية التي تنثرها على قصصي حتى غدت كل قصة منها تزيّن جيدها بقلادة من نظمك الجميل.
حفظك الله ورعاك وبارك في قريحتك.
محبّكم: علي القاسمي

سرد شيق فيه حوار بين الإنسان وما صنعت يداه دون التفكير في عاقبة
الأمور التي تأتي بعد فرح يعم النفس ليتحول بعد ذلك لهلع وحزن وندم
إنها تكنولوجيا الإنسان في صناعة إنسان مماثل تحركه شحنات كهربائية
وذرات إلكترونية وبرامج مضبوطة .
القصة جعلت من الكائن الآلي ذا أحاسيس وعاطفة وغيرة قاتلة اتجاه ما هو
بشري وآلي في آن واحد لينظر الإنسان إلى ما قدمت وأقدمت عليه يداه
تحية تليق د علي القاسمي على هذه القصة التي تميزت باستعاب كم هائل
من الخيال العلمي . ودمت في رعاية الله وحفظه

أخي العزيز التربوي الشاعر الأديب الأستاذ تواتيت نصر الدين،
أشكرك جزيل الشكر على ثنائك الجميل على قصتي.
وأحسب أنك ستغدو ناقداً جيداً كذلك، لأنك تتابع ما يُنشَر وتُعلِِّق على كثير من المواد الأدبية.
فقد ذكر الكاتب العالمي همنغواي في روايته السيرذاتية أنه عندما كان يتعلّم فنّ الكتابة السردية في باريس، قرَّر أن يكتب صفحة عن كل شيء يخطر في باله أو يقع عليه نظره.
حفظك الله ورعاك، ومتعك بالصحة والخير والهناء.
محبّكم: علي القاسمي

العلامة الاديب
تدخلنا في عمق الجمالية الفكرية ومؤثراتها الصادحة في الرؤية التي تستنبط في موجودات واشياء الواقع في عصبها الحساسة , التي تقود تيارات الواقع وامواجه العاتية , تدخل في صلب وعمق الواقع في فيروساته التي تقوده الى الخراب والدمار الى العالم والحياة , وتدخلنا مباشرة في العلاقة بين الخالق والمخلوق , وافرازات هذه العلاقة على الشأن العام , اي انها تخرج من العلاقة الفردية الى العلاقة الجماعية ومؤثرتها وشحناتها الدالة . لاشك بالنسبة لوجهة نظري في هذا الابداع المرموق , تؤهلك حمل ريادة الجمالية الفكرية في القصة القصيرة الحديثة . يعني بدلالة اخرى , ليس فقط ان تشبع نهم القارئ بجمالية النص في سرده الجميل والمشوق , وانما تشعل الشحنات والمحفزات في تحفيز الذهن , لينغمس في التفكير والتأمل الجدي في منصات الرؤية الفكرية وعتباتها الدلة , ان تجعله يناقش الاشياء والعبرة الايحائية الدالة , لانها مرتبطة بصلب اشياء الواقع في عصبه الحساس . لذلك انك تقدم روائع نموذجية السردية , في أسلوب ومنهجية مبسطة في كتابة النص السردي , لان البعض يكتب انشاء نثري يشبعه بحشو الاستطراد , حتى لا يلتزم بأصول النص الحديث لفن القصة , هو الحدث والموضوع الاساسي ان يكون الركن الاساسي في النص السردي , يتناول جملة احداث ووضوعات في وقت واحد , حتى يضع الحدث او الموضوع الذي يعتبر عمود الفقري للنص القصصي . لذ في ابداعك الجميل في النص السردي , تضع منهجية اسلوبية مبسطة , كما الاستاذ الجامعي , يبسط موضوع المناقشة لطلبته , حتى يستوعبون الفكرة من جميع زواياها . وهذه الفكرة في النص او الحدث الابرز في موضوعها الاساسي . يدخلنا في غمار العلاقة بين الخالق والمخلوق . .... في رواية فرنكشتاين , خلق او صنع المسخ الوحشي في المختبر الطبي والعلمي , بجمع اجزاء الاعضاء البشرية من المقابر ونفخ فيها الروح , حتى اصبح انسان مسخ , ولكنه تمرد على صانعه او خالقة بالانتقام , حتى لم تنجو عائلة الخالق او صانع المسخ من انتقامه واخير لحق زوجته في يوم زفافها . وحجة الانتقام الوحشي لهذا المسخ , لان الخالق او الصانع لم يخلق أنثى ( فريدة ) لهذا يكون عنده الطبيعة الاجرامية للانتقام بهذه الحجة أو عقدة الاجرام . لذلك صانع او خالق هذا الانسان الالي , لتفادي مصيبة عائلة فرنكشتاين الصانع او الخالق أو تفادي عقدة الاجرام . صنع له أنثى ( فريدة ) لذلك نحن في مقارنة مع الخلق او صنع الانسان من المختبر الطبي والعلمي , وهذا الرجل الالي من التطور الالكتروني والتكنولوجي المتطور . من قبل الاستاذ الذي يهتم بالحاسوب والانترنت . تشير انه مع خلق انثى ( فريدة ) فأن عقدة الغيرة متأصلة فيه , او بالاحرى عقدة الاجرام الفطرية في طبيعتها متأصلة في الانتقام , كما عند بعض من البشر في الاجرام واعمال التخريب والدمار . هذا يجرنا كم مرة يندم الخالق الله تعالى من خلق بعض الارواح الاجرامية , التي تلحق الضر والكوارث على البشر , فما عمق وحجم الندم وعض الاصابع لهذه المخلوقات الوحشية التي خلقها للشرور وتخريب الحياة , وهي مستعدة للاقدام على الاجرام بكل بساطة , لانه في فطرتها المتأصلة . حتى لو حاول الله تعالى خلق الف أنثى ( فريدة ) لذلك انا لا اقول غيرة , لان ضرر هذه محدود جداً وانما فطرة اجرامية متأصلة في نفوس بعض البشر . وما نشهده اليوم من كوارث وخراب اكبر دليل على هذه الفطرة الاجرامية ( وليس فطرة الغيرة ) . وما نجده اليوم من كوارث وحروب هي ترجع الى هذا الفيروس المتأصل . سواء عند مسخ فرنكشتاين أو عند الرجلي الالي . او عند مخلوقات الله سبحانه وتعالى . في الارواح الاجرامية المتأصلة , التي تسبب الخراب والدمار والقتل السادي . وما كارثة بيروت إلا لهذه الفطرة الاجرامية لفيروس الخراب وقتل البشر الارواح البريئة . وكذلك في العراق , هذه الاروح البشرية المسخ , التي تملك فيروس بالفطرة الاجرامية . ارتكبت كوارث في العراق , وقامت باعمال اجرامية في قتل واغتيال المتظاهرين ونشطاء والناشطات في الحراك الشعبي اكبر دليل على ذلك . لقد كتب علينا وعلى العالم اجمع ان نتعايش مع فرانكشتاين الجديد , الذي يقوم بكل اشكال هدم الحياة وجمالها . لذلك اخط السؤال الوجية بحروف كبيرة جداً :
منْ المسؤول الخالق أم المخلوق ؟؟!!
تحياتي ودمت بخير وعافية ايها العزيز والانسان والمبدع الكبير

أخي العزيز المفكّر الناقد الأديب الأستاذ جمعة عبد الله.
إنَّ فكركَ المتوقِّد وثقافتك الواسعة وتقنياتك النقدية تأبى إلا أن تعود بموضوعة القصة إلى جذورها العميقة في تاريخ البشرية، وأساطيرها الخالدة، وقصة الخلق التي استنفدت بحاراً من الحبر وأتعبت المطابع والشابكة.

أتفق معكَ على أن الغيرة طبع غريزي. ومن هنا يمكن اتخاذها رمزاً لجميع الميول الإجرامية لدى المخلوق، كما فعل المتنبي عندما رمزَ بالظلم إلى الشر وجميع الطبائع السلبية في النفس البشرية، خاصة في قصيدته التي مطلعها " لِهَوى النفوسِِ سريرةٌ لا تُعلًمُ"، فقال:
والظلمُ من شيمٍ النفوسِ فإنْ تَجدْ ... ذا عــفَّـةٍ فَلِــعِــلَّةٍ لا يَظلِمُ

أما الشرور التي يقترفها مَن تتوهم فيهم الخير والعدل، بسبب مظهرهم أو أقوالهم لا أفعالهم، فينطبق عليهم قول الشاعر البصري ابن لنكك:
لا تغرّنكَ اللحى والصورُ ... تسعةُ أعشارِ مَن تَرى بقرُ
تراهمُ كالسحابِ مُنتشِراً ... وليــسَ فيهم لطالبٍ مَــطَرُ

تمنياتي لك ـ عزيزي ـ بالصحة والسعادة والرفاهية.
محبّكم: علي القاسمي

عندما يجتمع الأسلوب الراقي و السرد السلس بالمعلومات الغزيرة والخيال الجامح فاعلم انك تستمتع بقراءة ابداعات الأستاذ الدكتور علي القاسمي. مودتي

أخي العزيز المترجم الأديب الدكتور يوسف مساهل
أشكرك على كلماتك الطيبة في الثناء على قصصي.
وأغتنم هذه المناسبة لأعرب لك عن عميق شكري وامتناني على انشغالك في ترجمة قصصي إلى اللغة الاسبانية، مجال تخصصك في الجامعة.
ويسعدني أن أنهي إلى كريم علمك أن ترجمة مجاميعي القصصية إلى اللغة الفرنسية التي اضطلع بها الصديق المترجم الأديب الأستاذ مصطفى شقيب قد أخذت في الصدور في فرنسا، فقد نُشرت هذا الأسبوع مجموعة " الحب في أوسلو" .
أطيب التمنيات لك بالصحة والهناء والخير.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

قد يكون العود الى الى الحكي أريح من سرديات كورونا المخيفة. أليس كذلك الأخ علي؟
قصة علي تمتح هذه المرة من المستقبل، وليس من مخزون سرود الماضي. ذلك أن الحبكة التي حبكها القاص تريد ان تثير مسألة العلاقة بين الإنسان وما يصنعه بيده، هل يستطيع الإنسان أن يتحكم فيما يصنع؟ الم نر في رواية فرازكشتاين التخييلية مدى تمرد ما صنعه الإنسان بنفسه وخروجه عن قصده، مثل خروج ما توصل اليه اينشتاين عن قصده العلمي...؟
الخيال العلمي تحول الى واقع فعلي، والسينما اقفلت ابوابها حتى يعود الواقع الى واقعه والخيال الى خياله، أما الخلط بينهما وتشابهما او تحول الخيال الى واقع، فهذا ما يشي بمرحلة جديدة هجينة بين إنسانية الإنسان وآليته الزاحفة. هل تنذرنا القصة بمغبة هذه المرحلة التي ينذرنا الذكاء الاصطناعي ببوادره؟ الحكي الذهني والفكري لم يترك مجالا لجمالية السرد التخييلي المعهود في حكاياته ما قبل المرحلة الهجينة.
تحياتي

أخي العزيز الناقد الكبير والأديب اللامع الدكتور أحمد بوحسن،
أتفق معك على أن العود إلى الحكي أجمل من سرديات كورونا المخيفة، وأضيف أنه أَجمل من سرديات فرانكشتاين المخيفة كذلك.

وأودُّ أن أُسرَّ إليك أن فرانكشتاين لم يطرأ على بالي عندما كتبتُ تلك القصة. ولكن فرانكشتاين لصق بنا نحن الكتاب العراقيين، خاصة بعد أن نشر زميلنا الروائي المتميز أحمد السعداوي روايته الرائعة "فرانكشتاين في بغداد" ونال لقاءها الجائزة العالمية للرواية العربية التي كنتَ أنتَ أحد محكّميها الرئيسيين.

ولكني اتفق معك على أن القصة تنذر بمخاطر الذكاء الاصطناعي.
أرجو أن تتقبل مني أخلص آيات مودتي وتمنياتي لك بالصحة والعافية.
محبكم: علي القاسمي

إحدى ميزات القاص الدكتور علي القاسمي قدرته الفائقة على التنقل بين الموضوعات وابتداع الأفكار وتنويعها بما يجعل قارئ قصصه حائرا على الدوام وغير قادر على التكهن بما يخفيه في جعبته عند كل قصة من قصصه الرائقة. وفي هذه القصة، يكشف الدكتور القاسمي عن تمكن من تطويع معطيات العلوم الحديثة وتقنيات صناعة الإنسان الآلي ودراسات الذكاء الاصطناعي من أجل رسم ملامح محتملة لما يمكن أن تكون عليه في المستقبل العلاقة بين الإنسانين: الحقيقي والآلي، أو الحقيقي والمزيف، أو إن شئت فقل بين المزيف والآلي، لأن الزيف بات من طبائعنا نحن بني الإنسان. ويستثمر الدكتور القاسمي تنبؤات العقل التخييلي العلمي ويوظفها توظيفا إبداعيا في إيجاد رؤية تستشرف المستقبل وتخترق حجبه لتسلط الضوء على تعقيد العلاقة المستقبلية المتخيلة بيننا وبين نظائرنا الآليين، بما يعيد إلى الذاكرة الهواجس التي كانت تهجس في خواطر بعض كتاب الرواية والقصة في القرن المنصرم بسبب غلبة التكنلوجيا على كل مفاصل الحياة وتغلغلها فيها بحيث بدأ الإنسان يشعر بفقد إنسانيته وبالحنين إلى الطبيعة قبل استفحال التطور والمكننة. ولكم أعجبتني الالتفاتة الأخيرة في القصة التي تثير جدلية مكننة الإنسان وأنسنة الماكنة، في تبادل جدلي مثير لا يدري سوى خالق الإنسان ما سيؤول إليه مصيره.

أخي العزيز المفكر الأديب الدكتور كيان حازم أحمد
أشكرك على رأيك الكريم في القصة وهو رأي قمين بي أن أفتخر وأعتز به ، لأنه صادر من أستاذ جامعي مبرز يشهد له زملاؤه وطلابه بالمعرفة والخلق والاستقامة، خاصة أنه استطاع أن يضطلع بترجمة فاخرة لأهم كتب النقد في الغرب خلال القرن العشرين، ألا وهو كتاب " معنى المعنى" لأوغدن وريتشاردز، بعد أكثر من نصف قرن عجز خلالها فطاحل الأساتذة والمترجمين عن إنجاز المهمة، فانا شخصياً أعرف اثنين من الأساتذة الجامعيين اللذين شرعا بترجمته ثم تخليا عن المشروع.

إن مقاربتك النقدية لهذه القصة منهجية، منطقية، تنتهي بظاهرة خطيرة هي مكننة الإنسان وأنسنة الماكنة.
أسأل الله أن يمتعك بالصحة والعافية ويفتح لك أبواب المعرفة والفكر.
محبكم: علي القاسمي

قصة رائعة.. حري بأن تضع وزارات التعليم في العالم العربي ضمن الدورس التي تدرس للأجيال الجديدة.. بهذه النوعية من القصص التي تجمع بين جمال اللغة ورشاقتها ومفاتنا وقوامها ووسامتها، وبين صفاء الجوهر والمظهر ووضوح اللفظة واتساق العبارة، نتواصل مع أكثر من جيل ونغرس فيهم حب العربية وحب العلم في آن واحد.. ليس إطراء أن أقول إن قلم الدكتور علي القاسمي مدرار، نفيس، ممشوق، سهل وعميق.. شكرا على هذه التحفة الفنية الرائعة

أخي العزيز الإعلامي الأديب الدكتور عبد الحكيم أحمين
وأنا بدوري أشكرك من القلب على تشجيعك الدائم لي، وعلى غيرتك المخلصة على اللغة العربية، لغة القرآن الكريم. وغيرتك هنا إيجابية،غير غيرة فريد السلبية في القصة. فالغيرة مشترك لفظي، كما تعلم.

إن اقتراحك الكريم بتدريس بعض النصوص الأدبية العلمية الحديثة لطلابنا في المدارس، يصطدم بالجمود الفكري المهيمن على معظم إدارات المناهج المدرسية في بلداننا العربية. فهي منذ قرن كامل متمسكة بنصوص معدودة محدودة ورثتها لبعض أدبائنا في مطلع القرن العشرين.

أدعو الله أن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يمتع تلك الإدارات بالانفتاح الفكري وبشيءٍ من الحداثة.
محبكم: علي القاسمي

  1.  

مساء الخير والسرور عالمنا الكريم. آمل أن تكونوا بخير وصحة وعافية.
شكرًا جزيلًا لكم، ممتنة كثيرًا لذكركم إياي والتكرم عليّ بما تجود به قرائحكم وتبدع، قصة ممتعة وجميلة، والأجمل تلك الغريزة التي قد تجعل من الإنسان أسوء أو أفضل، فقد تكون قاتلة وملهمة، ولكني مع الغيرة التي تدفع الإنسان نحو الإبداع وبلوغ الأهداف، حتى الرجل الآلي قد تسربت إليه وأثارته...
دمتم بخير وصحة وعافية عالمنا الفذ.

عزيزتي الباحثة الجادة الأستاذة سهاد حسن
سعيد لأنكِ ألفيتِ هذه القصة ممتعة وجميلة.
وأشكرك على تنبيهك الذكي إلى وجود أنواع إيجابية من الغيرة. وكما ذكرتُ في تعليق سابق أن كلمة (غيرة) مشترك لفظي له عدّة معاني.
تمنياتي لك بالصحة وتحقيق أهدافك النبيلة .
علي القاسمي

  1.  

نص فريد كاسم شخصية القصة المحورية ...كنت أقرأ سطرا تلو الآخر وانا جد مقتنعة انها ليست قصة تقليدية ...لتاكد لي الجملة الأخيرة مفهومي...
الغيرة و الإنسان الالة ....مفارقة لم استغربها في عصرنا الحالي ...اصلا نحن أصبحنا مجرد الة يظبطنا الزمن ...الظروف ..التفكير...لم يعد في ذاكرتنا مكان للمشاعر ...حتى القلب نبضه كدقات الساعة ....راقني جدا الحوار ...الحوار مع الآخر...الحوار مع النفس ...ابتعدت عن القصة ..لاني اعرف انها مجرد الة أخدتنا من خلالها لعوالم النفس و الأفكار الخفية ...عوالم قد تعكس نظرتنا للاشياء....قد تكشف لنا حقيقة ما نحن عليه أو حقيقة لم نكن لنعيها ....عوالم تضحك من جهلنا ...وكيف لا و نحن من نصنع السعادة و الألم...الحب و الكراهية ....الغيرة....
الآلة....هي مشاعرنا....التي أصبحنا نكيفها حسب احتياجاتنا...ظروفنا....بل مزاجنا.....فقط لنثبت لأنفسنا أننا أصحاب القرار في حياتنا ....ولنتفاجى كما فاجئتنا في نهاية القصة ....اننا ضمن لعبة الحياة .....
اثار انتباهي في وصفك الجميلة الآلية بالسمراء....جانب من الرومانسية و نوستالجيا الماضي ...و ترنيمات ناظم الغزالي ....هو الحنين لزمن الإنسان الإنسان من طرف الإنسان الالة.

نحياتي

عزيزتي القارئة الأديبة،
أشكرك على إطلالتك البهية على قصتي القصيرة، فقد سعدت بحضورك.
عبارتك الجميلة عن سيطرة الآلة على وجودنا " حتى القلب نبضه كدقات الساعة" ، ذكرتني ببيت شعر لأحمد شوقي:
دقاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌلهُ: إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني
وطبعاً كان الشاعر متأثراً بالعصر الصناعي الذي انطلق من أوربا الغربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
أما الآنسان الآلي فهو ثمرة العصر الإلكتروني والحاسوب والمعلومات الذي انطلق في النصف الثاني من القرن العشرين. وهو العصر الذي شهد الانفجار المعرفي؛ ولا نعرف بالضبط طبيعة معطياته المستقبلية.
أرجو أن تتقبلي مني أطيب المتمنيات لك بالصحة والسعادة والخير.
علي القاسمي

مقالات ذات صلة